أخبار عاجلة

برنت سكوكروفت صوت الحزم في الإدارة | جريدة الأنباء


  • وزير الخارجية: مواقفه المشرفة ضد الغزو سجلها التاريخ وستظل محفورة في أذهان الشعب الكويتي

رحل عن عالمنا يوم الجمعة الماضي مستشار الامن القومي الاميركي الاسبق برنت سكوكروفت الذي تستذكره الكويت بكل التقدير لدوره الفعال خلال حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم.

وقد بعث سمو نائب الامير ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ببرقية تعزية الى الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الاميركية الصديقة ضمنها تعازي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وتعازي سموه بوفاة مستشار الامن القومي الاسبق برنت سكوكروفت، مستذكرا سموه الدور المشرف الذي قام به ابان حرب تحرير الكويت عام 1991، راجيا سموه له الرحمة ولذويه جميل الصبر.

وبعث سموه ببرقية تعزية مماثلة لاسرة الفقيد، كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقيتي تعزية مماثلتين.

كما بعث وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ببرقية تعزية إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الصديقة مايك بومبيو بالوفاة.

وأشاد الشيخ أحمد ناصر المحمد في البرقية بمواقف الراحل سكوكرفت المشهودة تجاه رفض واستنكار الغزو العراقي الغاشم للكويت 1990-1991 والوقوف بصلابة إلى جانب الحق الكويتي في موقف مشرف سجله التاريخ.

وقال إن هذا الموقف يظل محفورا بأذهان الشعب الكويتي إجلالا وتقديرا لهذا الرجل وإسهاماته البارزة في تلك الأيام الحالكة من تاريخ الكويت والمنطقة.

وأضاف: «وإذ نعزيكم وأسرته ومحبيه نعزي كذلك أنفسنا بهذا المصاب الجلل سائلين الله العلي القدير له بالمغفرة والمسكنة وان يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان».

وأكد الشيخ أحمد ناصر المحمد عمق العلاقات التاريخية بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية والقائمة على أسس ومبادئ استراتيجية صلبة عززتها وتعززها محطات وتجارب بارزة عبر مسيرة طويلة من العمل والتعاون المشترك.

ولفت إلى أنه يتوجب عند الحديث عن تلك العلاقات استذكار رجالاتها ومساهمي مجد تاريخها الوثيق بكل فخر واعتزاز، ومن أبرزهم الراحل سكوكرفت الذي خدم بلاده عبر عقود أبرزها عمله مع رئيسين أميركيين شهد العالم خلالهما وتحديدا إبان عمله رفقة الرئيس الراحل جورج بوش الأب أحداثا جساما تصدر مشهدها الغزو العراقي للكويت.

كتاب «عالم تحول»

وكان الراحل قد اصدر عام 1998 مع جورج بوش الاب كتاب «عالم تحول» الذي رصدا فيه تجربتهما ووقائع احداث الغزو العراقي الآثم للكويت.

وكان سكوكروفت اكثر المقربين للرئيس الاميركي الراحل جورج بوش واكثر من عمل معه في تلك الفترة العصيبة من تاريخ بلادنا وصاحب الآراء السديدة التي كان لها عظيم الاثر في مجريات الامور وتحولاتها وصولا الى تحرير الكويت وعودة الشرعية.

لحظة الغزو

«في حوالي الساعة الثامنة والعشرين دقيقة من مساء الاربعاء، 1 اغسطس 1990، حضر برنت سكوكروفت الذي بدا منزعجا الى الطابق السفلي، حيث العيادة الطبية للبيت الابيض، بصحبة مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي ريتشارد هاس، كنت على طاولة الفحص لمعالجتي من اصابة كتفي بلطعات شمس حادة، وبعد ان اكملت لبس قميصي، توجه ثلاثتنا الى الردهة الباهرة الاضواء، حيث تحدث سكوكروفت بلهجة تنم عن الانزعاج الشديد وقال: حضرة الرئيس، يبدو الامر سيئا جدا، فالعراق يبدو على وشك ان يغزو الكويت».

بهذه الفقرة نقل سكوكروفت لحظة الغزو الاولى للرئيس الاميركي الراحل، حيث يقول سكوكروفت في روايته للاحداث في تلك الفترة انه سارع الى غرفة العمليات بالبيت الابيض، حيث حضر اجتماعا استمر الى الثانية بعد منتصف الليل، وقال انه تقرر في تلك الليلة اتخاذ عدد من الاجراءات السريعة للتعامل مع غزو العراق للكويت، واضاف ان من بين الاجراءات التي تقرر اتخاذها نقل بعض قواتنا الى منطقة الخليج بما في ذلك سرب طائرات من طراز 15 بعد موافقة السعوديين بالطبع، كما اننا سارعنا الى اصدار امر تنفيذي رئاسي بتجميد الاصول والممتلكات العراقية، وخصوصا الكويتية ايضا، في الولايات المتحدة، وكان تجميد الممتلكات الكويتية في الولايات المتحدة في غاية الاهمية قبل ان يصل العراقيون اليها عبر موافقة الحكومة الألعوبة التي نصبوها في الكويت بعد احتلالهم لها.

ويقول انه تم اعداد الامر التنفيذي في الرابعة صباحا، واخذه للرئيس في الرابعة والنصف من اجل توقيعه.

وينتقل سكوكروفت الى الحديث عن اول الاجتماعات التي عقدها اركان الادارة الاميركية لبحث مضامين الغزو العراقي للكويت، ويعرب مستشار بوش لشؤون الامن القومي عن ذعره للطريقة البسيطة التي تحدث بها الكثيرون ممن حضروا الاجتماع عن الازمة، معتبرين انها مجرد ازمة وملمحين الى امكانية تعايش الولايات المتحدة مع الواقع.

ويقول سكوكروفت انه ذهب بعد الاجتماع وتحدث الى الرئيس عن كارثية الغزو على المنطقة واميركا والعالم، بل وعلى الطريقة التي تريد بها صوغ مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة، فكان صوت الحزم في الإدارة الأميركية في الأيام الأولى للغزو العراقي الآثم، ويقول سكوكروفت انه طلب من الرئيس بوش ان يكون المتحدث الاول في الاجتماع القادم لمجلس الامن القومي لبحث الغزو العراقي، وان الرئيس وافقه آراءه واقترح ان يتحدث هو بدلا منه للتركيز على المخاوف التي أثارها سكوكروفت، لكن الرجلين اتفقا في نهاية الامر على ان يكون المتحدث هو سكوكروفت.

ويقول سكوكروفت عن لحظات الغزو الاولى: مع اننا سعينا للحصول على دعم الامم المتحدة منذ بداية الازمة، فقد كان هذا جزءا من جهودنا لاقامة اجماع دولي وليس لأننا اعتقدنا اننا نحتاج الى تفويض منها، لقد وفرت الامم المتحدة رداء اضافيا الى التغطية السياسية، ولم نعتقد ابدا اننا لا نستطيع ان نتدخل، او اننا لن نتدخل، من دون مباركتها، كانت مصالح اميركا والعالم معرضة للخطر، وكانت الكويت قد طلبت المساعدة، لم نعتقد ان سلطة اضافية كانت مطلوبة عدا المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة لتطبيق حصار، وانما اعتقدنا انها كانت مرغوبة سياسيا فقط، وكان قرار الامم المتحدة الى نوفمبر اجراء سياسيا قصد منه تأكيد التضامن الدولي وتقوية الدعم الداخلي في الولايات المتحدة بالتوضيح ان في وسعنا استخدام القوة ومتى (استخدامها) لم يعد ممكنا ان يكون هناك شك في ذهن صدام ـ او ذهن اي شخص آخر ـ ان التحالف كانت لديه الارادة والوسائل لخوض حرب، ومرة اخرى كنا نواجه موازنة حق الرئيس المناضل في استخدام القوة في مقابل الفوائد السياسية لدعم صريح من الكونغرس.

منذ نهاية نوفمبر حتى يناير، تعمق النقاش مع الكونغرس، وكان النزاع متعلقا بأهداف السياسة الخارجية والامنية في الخليج اقل مما كان متصلا بمسائل السياسة الداخلية والدستورية.

كما يقول سكوكروفت في الكتاب انه في يوم الاحد الموافق 3 فبراير 1991 اجتمعت مجموعة محدودة من خبراء التخطيط العسكريين والمدنيين في البيت الابيض وابلغ رئيس الاركان المشتركة في ذلك الوقت الجنرال كولن باول الرئيس بوش ان القائد الميداني في الخليج الجنرال نورمان شوارزكوف يعتقد انه سيكون هناك اسبوعان على الاقل للحملة الجوية قبل بدء الهجوم البري.

الإدارات الأميركية

وكان برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي السابق لرئيسين جمهوريين والشخصية السياسية المهمة في واشنطن حيث عمل في الإدارات الأميركية، من عهد ريتشارد نيكسون إلى رئاسة باراك أوباما، قد توفي عن 95 عاما.

كما كان عضوا في مؤسسة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري، لكنه دعم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016 وفاز فيها دونالد ترامب.

وقالت المؤسسة التي تحمل اسم جورج بوش الأب في بيان إنه «لم يقدم أي مسؤول كما قدم، هذا القدر من المشورة للأمن القومي، بغض النظر عن خطوط الحزب».

ووصف روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الحالي سكوكروفت بأنه «أحد أكثر الأشخاص تميزا في الخدمة» في هذا المنصب.

وقال أوبراين في بيان إن «سكوكروفت وضع معايير قيادة فعالة وحدد الدور الحديث لوكالة الأمن القومي»، مشيرا الى أن «هدفي منذ أن توليت هذا المنصب كان اتباع نموذج سكوكروفت».

وسكوكروفت ولد في 1925 في أوغدين بولاية يوتا وتخرج في أكاديمية ويست بوينت العسكرية في 1947. وقد تدرج في الرتب حتى أصبح جنرالا في القوات الجوية بينما كان يتابع دراسته وحصل شهادات في العلاقات الدولية، وعمل مستشارا عسكريا للرئيس ريتشارد نيكسون، ثم استقال لاحقا من القوات الجوية ليشغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جيرالد فورد.

وقد بقي في المنصب نفسه في عهد الرئيس جورج بوش الأب، ليصبح أول مستشار للأمن القومي لرئيسين متعاقبين.

وقال بيان مؤسسة بوش إن سكوكروفت «اعترف بالدور الأساسي ـ ولكن ليس بلا حدود ـ الذي يمكن أن تلعبه القوة والقيادة الأميركية في جعل العالم مكانا أكثر أمانا وازدهارا»، وأضاف أنه على الرغم من خلفيته العسكرية، آمن سكوكروفت بأن «القوة العسكرية لا تشكل بديلا عن السياسة والديبلوماسية، مع أنها أداة مهمة في الحكم».

وقد اعلن تأييده لهيلاري كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية في 2016 الرئاسية بناء على تجربتها كوزيرة للخارجية في عهد باراك أوباما، معتبرا أنها تتمتع بـ «خبرة عميقة» و«فهم متطور» للشؤون الدولية، وهو أمر «أساسي» لدى أي رئيس.

وقالت المؤسسة انه «اعتمد في فكره الذي منح الأولوية للاستراتيجية، على مبادئ أساسية بما فيها أهمية التاريخ في رسم القضايا الدولية وضرورة وجود قيادة أميركية دولية قوية (…) وأهمية كسب تأييد محلي ودولي للقيادة الأميركية وكذلك العمل عبر الحلفاء والتحالفات والمؤسسات الدولية».

وقالت المؤسسة ان مراسم تشييعه ستقتصر على العائلة والمقربين.

وزير الخارجية الأميركي أكد تواصل الشراكة بين البلدين لتحقيق السلام والازدهار

وصف الصورة

واشنطن في ذكرى «درع الصحراء»: الكويت حليف لا غنى عنه

أسامة دياب

أحيت الولايات المتحدة الذكرى الثلاثين لعملية «درع الصحراء»، مؤكدة أن الكويت حليف لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان إن الولايات المتحدة قادت ائتلافا من 35 دولة لإطلاق عملية درع الصحراء وقوفا ضد احتلال الكويت بعد الغزو العراقي.

وأضاف: «نستذكر أولئك الذين قــاتلوا جنبا إلى جنب.. ونقر بأن الكويت حليف عزيز لا غنى عنه لأميركا»، مؤكدا أن «تحرير الكويت يمثل ذكرى مهمة لما يمكن أن تحققه الدول عندما تجتمع في أوقات الأزمات وتناضل من أجل الحرية والعدالة».

وشدد على «أن الصداقة التي تجمع بلاده بالكويت وطيدة للغاية وأن شراكتنا تساعد على إضفاء السلام على الشرق الأوسط وجعله أكثر ازدهارا».

واختتم بومبيو البيان قائلا: «باسم الشعب الأميركي أشارك الكويت في إحياء ذكرى القيادة والشجاعة والتضحيات التي قدمها الشعبان قبل ثلاثين عاما».

وفي تغريدة له بالمناسبة قال بومبيو: «قبل 30 عاما بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية درع الصحراء تحضيرا لتحرير ‎الكويت.

تواصل الشراكة الأميركية – الكويتية تحقيق السلام والازدهار على امتداد المنطقة وأشارك الكويت إحياء ذكرى هذه المناسبة العظيمة».





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى