أخبار عربية

انفجار بيروت: نصائح للأهل للتعامل مع الصدمة التي يعيشها أطفالهم


طفل ينظر من الشرفة إلى تجمع ناس

مصدر الصورة
Getty Images

كانت اللبنانية، سارة فايد، المقيمة في السعودية، تجري هي وابنها اتصال الفيديو اليومي للاطمئنان على والدها الذي يعيش في بيروت، وفجأة سمعا صوت انفجار قوي جدا عبر الهاتف.

تقول إنها صُدمت وهي ترى الكاميرا تهتز: “رأيتُ والدي قلقا، والبيت كله اهتز .. ابني عمره 5 سنين ونصف تأثر لأنه رآني ارتعبت، ولأنه سمع صوت الانفجار”.

سارة هي مرشدة تربوية، تُشارك مجموعة أدوات لمساعدة الأهل في لبنان للتعامل مع أولادهم الذين تعرضوا لصدمة بسبب التفجير.

تقول لبي بي سي عربي: “الكارثة وقعت. لن أتكلم من برج عاجي لأقول للأهل ما الذي يجب عمله لأنهم بوضع ليسوا قادرين فيه على الاهتمام بأنفسهم. لكن يجب أن يجدوا طريقة.. ويجب دائما أن نتذكر أن الأولاد لديهم قدرة على التكيف والتأقلم مع التغيرات بالحياة خاصة كلما كانوا أصغر بالعمر”.

انفجار بيروت: شهادات لبنانيين عن لحظة “الخراب الكبير”

انفجار بيروت: صور لما قبل الحادث وما بعده

“عيشوا شعور الفقدان”

أول الخطوات هي أن يُعطي الأهل أنفسهم وأطفالهم وقتا لأن يشعروا بالحزن وأن يعيشوا شعور الفقدان – لأنهم فقدوا أشخاصا وبيوتا وجزءا من مدينتهم.

تقول سارة: “أسمع أما تقول إن ابنها ملاصق لها طول الوقت.. هذا عادي لأن الأولاد يريدون أن يشعروا بالأمان لذلك يلتصقون بالأب أو الأم”.

وتقول إنه أمر متوقع أن يتخلّى بعض الأطفال حاليا عن عادات مثل النوم بمفردهم أو استخدام المرحاض كما تعلّموا. “ليست أولوية الآن إعادتهم إلى الروتين”، تقول سارة.

“يجب أن يعرف الأهل أن أي تغير في سلوكيات الطفل هو أمر طبيعي بسبب الصدمة. لكن هذا الوقت ليس وقت تصليح هذه السلوكيات.. أعراض الصدمة تأخذ وقتا يختلف من شخص لآخر.. قد يشعر الطفل بالخوف من أي صوت وقد ترتفع حرارته أو يكون متوتر طوال الوقت”.

وتوضّح أنه إن استمرت هذا الأعراض لأكثر من ستة أشهر، عندها يجب استشارة مختص من أجل العلاج.

التشجيع على سرد قصة ما حدث

تقول سارة إنه من الضروري جدا تشجيع الأطفال على سرد القصة كما فهموها، لأن هذا يساعد الدماغ على استيعاب ما جرى ويخفف من أثر الصدمة. وتوضح، أن الأطفال عموما في عمر السادسة أو السابعة غالبا ما يكررون القصص حتى تثبت بدماغهم.

وتقول إن أما لبنانية أخبرتها أن ابنتها ذات الست سنوات أعادت قصة الانفجار طوال اليوم “أكثر من عشرين مرة”.

أما الأولاد الذين يرفضون الكلام، فيجب تشجيعهم على الرسم، وسؤالهم عم رسومهم، إن قبلوا الحديث عنها. والأولاد الأكبر بالعمر فيمكن لهم أن يكتبوا ليعبروا عما يجول بعقلهم.

كما يمكن اللعب مع الأولاد ومشاركتهم بالمشاهد التمثيلية، مثلا، التي يمكن من خلالها أن يعبروا.

مصدر الصورة
Sara Fayed

Image caption

مرشدة التربية، اللبنانية سارة الفايد، توضّح رسمة لابنها وهو بعمر الخامسة و6 أشهر، رسمها بعد تفجير ميناء بيروت.

شجعوا الطفل على التعبير عن مشاعره وأفكاره

وتقول سارة إنه رغم صدمة الأهل بسبب ما حدث، وبسبب خسارة الكثيرين لحياتهم العادية ولبيوتهم، يجب أن يخصص الأهل ولو ربع ساعة للتواصل العاطفي مع الطفل لإعطائه شعورا بالأمان. “الولد سيلجأ لأمه دائما، وهي ستجيب. ليس سهلا على أم تدمرت حياتها أن تواسي ابنها.. لكن بلحظة ما سيكون كل همها هو ابنها”.

ونظرا لأن الأطفال مختلفون بطباعهم وطرق تعبيرهم، يجب أن نسألهم عما يشعرون، وإن لم يتحدثوا، يمكن للأهل مشاركة ما يشعرون هم به، ليتشجع الطفل على الحديث. “مثلا ممكن نقول للولد: أنا خفت لما صار هيك.. طبيعي الواحد يخاف..”.

وتحذّر من الكذب على الطفل بالقول مثلا إن صوت الانفجار كان صوت ألعاب نارية، أو من الاستخفاف بمشاعره كالقول له “إنت كبير وما بصير تخاف”.

وتنصح الأهل بتقليل تعرضهم لشاشات الهواتف المحمولة لتفادي المشاهد القاسية القادمة من بيروت، وليكونوا قادرين على دعم أبنائهم وبناتهم، وليتمكنوا أيضا من نصح الأبناء المراهقين بالابتعاد قدر المستطاع عن تلك الشاشات. وتشير إلى ضرورة الابتعاد عن حالة “صراع القوة” بين الأهل والمراهقين والتهديد بسحب أجهزة الموبايل.

التنفس العميق

رغم بساطة تمارين التنفس، إلا أنها تؤدي إلى فرق، كما تقول سارة التي تنصح بتمارين التنفس بعمق.

وتضيف سارة: “شهدنا في لبنان حروبا وكوارث.. لكن ما جرى الآن أمر خيالي.. رغم أنني بعيدة، شعرت وكأنني أشم رائحة دم وأنا بعيدة بأميال كتيرة”.

“هناك أولاد لا يصدقون حتى الآن ما حدث.. ربما يقولون لأنفسهم هذا مجرد فيلم.. ليس أمرا حقيقيا”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى