أخبار عاجلة

السفيرة رومانوسكي الأحداث التي تلت | جريدة الأنباء


  • الرئيس بوش الأب أدى دوراً رئيسياً عندما وجّه خطاباً للكونغرس بشأن اللجوء للتدخل العسكري لتحرير الكويت وشعبها واستعادة وحدة أراضيها وسيادتها
  • شاهدت آثار الغزو المدمرة.. وقرارات مجلس الأمن وتشكيل التحالف الدولي تعتبر دليلاً واضحاً على رفض المجتمع الدولي لمبدأ العدوان واحتلال الدول

«كونا» ـ فواز أسميران

أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت ألينا رومانوسكي أنه بعد مرور 30 عاما على الغزو العراقي للكويت وتحريرها لاتزال روابطنا معها متينة، «وهذه العلاقة يجب ألا تقتصر على أنها من المسلمات، بل لابد أيضا من العمل دائما على التقارب ونتطلع لمزيد من الشراكة مستقبلا».

وقالت رومانوسكي في لقاء مع «كونا» أمس بمناسبة الذكرى الـ 30 للغزو العراقي للكويت (في الثاني من أغسطس عام 1990) إن الأحداث التي تلت الغزو وأسفرت عن تحرير الكويت شكلت مرحلة مفصلية بتاريخ العلاقات الكويتية – الأميركية، لاسيما لمن عايشوا تلك الفترة، لافتة إلى أن العام المقبل سيشهد مرور 60 عاما على العلاقات الكويتية – الأميركية مما يؤكد متانة العلاقة الثنائية.

وتطرقت إلى تجربتها الشخصية مع أحداث الغزو «فقد شكلت تلك المرحلة التاريخية بداية معرفتها بالكويت، إذ كانت تعمل لدى وزارة الدفاع الأميركية حينها»، مضيفة أنها شاهدت بعينيها آثار الغزو المدمرة في زيارة لاحقة لها إلى البلاد بعد التحرير.

أحداث مهمة

وأضافت أنها مرحلة مهمة وحساسة بما شهدته من أحداث مهمة أدى خلالها الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب دورا رئيسيا خصوصا عندما وجه خطابا للكونغرس الأميركي حينها بشأن اللجوء للتدخل العسكري لتحرير الكويت وشعبها واستعادة وحدة أراضيها وسيادتها وضمان عودة حكومة الكويت الشرعية، وشدد فيه على أن ما يجري يجب ألا يستمر ويجب أن تعود السيادة للكويت.

وتناولت الأحداث التي تلت على امتداد خريف عام 1990 إذ أصدر مجلس الأمن عددا من القرارات شملت فرض عقوبات اقتصادية على العراق وبعدها قرار مجلس الأمن رقم 678 في نوفمبر 1990 الذي أمهل النظام السابق في العراق حتى تاريخ 15 يناير 1991 للانسحاب من الكويت وإلا فسيتم استخدام جميع الوسائل اللازمة لإعادة السلم والأمن الدوليين إلى نصابهما.

عاصفة الصحراء

كما تطرقت السفيرة إلى جهود الأمم المتحدة التي مكنت الولايات المتحدة من إرسال آلاف الجنود من القوات الأميركية للمنطقة وتشكيل تحالف ضم 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة والتحضير لعملية عاصفة الصحراء بمشاركة قوات من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وغيرها من الدول الصديقة التي ساهمت في تحرير الكويت، مؤكدة أن قرارات مجلس الأمن وتشكيل التحالف الدولي تعتبر دليلا واضحا على رفض المجتمع الدولي لمبدأ العدوان واحتلال الدول.

وذكرت رومانوسكي أن ذلك تبعه تقارب عسكري كويتي – أميركي تمثل بتوقيع اتفاق تعاون دفاعي سمح للولايات المتحدة الأميركية بالإبقاء على الآلاف من الجنود الأميركيين في الكويت.

وأوضحت أن الغزو العراقي للكويت شكل مرحلة مفصلية بتاريخ العلاقة بين البلدين، خصوصا لمن عايشوا تلك الفترة وعاصروها، مؤكدة على الدور المحوري لذلك الجيل بنقل تجاربهم خلال تلك المرحلة بمن فيهم بعض الأميركيين الذين شاركوا في حرب التحرير وعادوا إلى الكويت أخيرا للعمل فيها.

وقالت: إنه صحيح كان هناك دور أميركي كبير في تحرير الكويت، لكن الدور الأساسي كان للكويت بعملية إعادة بناء الدولة من آثار الدمار والحرب، ومنذ ذلك الوقت ازدهرت الكويت لتصبح قائدة إقليمية في مجالات السلم والأمن.

ونوهت بدور الكويت الفاعل في عام 2003 بحرب تحرير العراق التي قدمت فيها الدعم الكبير للولايات المتحدة وللدول الأخرى المتحالفة، كما أشادت بالدور الكويتي الحيوي والرئيسي في التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم «داعش» وما قدمته من دعم لوجيستي كبير، مبينة أن إعلان تسمية الكويت حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عام 2004 يعكس عمق العلاقات الكويتية – الأميركية ويعززها.

حملة للسفارة

وقالت رومانوسكي إن السفارة الأميركية في الكويت تتولى إعداد حملة للأشهر الستة المقبلة وصولا إلى الذكرى الثلاثين لتحرير الكويت في فبراير المقبل تتضمن عددا من الأنشطة التي ستقوم بها السفارة، و«علاوة على إظهار الجانب العسكري لتحرير الكويت فإن السفارة تسعى أيضا لتسليط الضوء على الجانب الإنساني وإظهار التقارب بين الشعبين».

وذكرت أن من أوجه تلك الأنشطة التي تظهر الجانب الإنساني مقطوعات موسيقية ومنحوتات بالتعاون بين فنانين كويتيين وأميركيين إضافة إلى عمل مجسم يمثل عملية التحرير وهذا ما يحضر الجانب الإنساني، آخذين بعين الاعتبار الظروف الحالية بصعوبة التواصل نظرا لانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

توظيف التكنولوجيا

ولفتت رومانوسكي إلى عمل السفارة على توظيف التكنولوجيا والتواصل الإلكتروني لأخذ بعض المذكرات والأحداث ممن عايشوا تلك المرحلة باستضافتهم عن طريق الاتصال المرئي ليتحدثوا عن تجربتهم ودورهم وتضحياتهم في عملية تحرير الكويت.

وأشارت إلى التنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية عن طبيعة النشاطات التي من الممكن عملها في الفترة المقبلة، إضافة إلى إشراك مجتمع أصحاب الأعمال والاقتصاديين في الكويت والولايات المتحدة.

وتحدثت رومانوسكي عن مشروع تمت الموافقة عليه من الكونغرس الأميركي والرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017 بشأن بناء نصب تذكاري في موقع رئيسي بالعاصمة الأميركية واشنطن يجسد عملية التحرير (عاصفة الصحراء ودرع الصحراء) والجهود المبذولة في تلك الفترة، كما سيعطي تقديرا للدول الأخرى التي شاركت في عملية التحرير وسيكون ممولا من القطاع الخاص آملة البدء في تنفيذه في فبراير المقبل.

وعن التبادل التجاري بين البلدين أفادت رومانوسكي بأنه بلغ في العام الماضي 4.6 مليارات دولار، مشيرة الى الدور المهم الذي يؤديه القطاعان الاقتصادي والتجاري لتعزيز العلاقات الأميركية – الكويتية بما فيها الاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة خصوصا أن كل ذلك يأتي تحت مظلة الحوار الاستراتيجي الأميركي-الكويتي.

وأشارت إلى استمرار ابتعاث الطلبة الكويتيين إلى الولايات المتحدة باعتبارها وجهة رئيسية للدراسة على مدى 70 عاما، و«نعلم حجم التحديات التي كانت في الفترة الماضية والمرتبطة بفيروس كورونا، وندعو الجميع الى التحلي بالصبر والعمل على تجاوز الظروف الحالية».

وقالت إن وجود الطلبة المبتعثين الكويتيين يساعد الشعب الأميركي في فهم هذه المنطقة بشكل أكبر ويقوي العلاقات الاجتماعية بين البلدين وهو محل تقدير وافتخار، ووفقا لآخر إحصائية اطلعت عليها فقد بلغ عدد الطلبة الكويتيين في الولايات المتحدة 12 ألف طالب وطالبة.

ولفتت إلى زيارة قائد قيادة القوات الأميركية الوسطى الفريق أول كينيث ماكينزي إلى الكويت في 13 يوليو الماضي وزيارة الممثل الأميركي الخاص لإيران وكبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية الأميركي براين هوك في 27 الشهر ذاته، مما يعكس دور الكويت الحيوي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشددت على «أهمية التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل الأفكار والتواصل مع الناس بالرغم من وجود سلبيات وإيجابيات في ذلك لكن بعد ظهور «كورونا» وما تبعه من انقطاع عن الحياة الاجتماعية فإن العمل الديبلوماسي يجب ألا يتوقف، بالتالي كانت أهمية التواصل عبر هذه الوسائل».

رؤية المستقبل

وذكرت رومانوسكي أن انتشار فيروس كورونا أدى دورا في تحديد رؤية المستقبل للعلاقات الأميركية – الخليجية فهناك بعض القضايا التي تم العمل عليها خلال سنوات طويلة، لكن فيروس كورونا سلط الضوء على قضايا ومجالات يمكن العمل عليها تحديدا. وضربت مثالا على ذلك التعاون الفاعل في إدارة الأزمات والأوبئة والتعاون في مجال الرعاية الطبية وفي مجال الأمن السيبراني للحفاظ على أمن المعلومات في البنوك وأماكن العمل والجهات الحكومية.

وقالت رومانوسكي إن «تقريب العلاقات الكويتية – العراقية والتقارب العراقي – الخليجي ودعم الحكومة العراقية الجديدة يحظى بدعم من الولايات المتحدة وسنستمر في العمل به مع الحلفاء الخليجيين».





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى