بالفيديو اللواء متقاعد مصطفى جمعة | جريدة الأنباء
[ad_1]
- منذ اللحظة الأولى للاحتلال تشكلت الفرق التطوعية وقدمت خدمات لوجيستية بجميع المناطق
- الأوضاع بعد تحرير الكويت مباشرة كانت مزرية في ظل انقطاع الكهرباء والماء
- لا يمكن أن ننسى دور قوات التحالف والدول الخليجية والعربية في حرب تحرير الكويت
- للأسف لم نتعلم من أزمة الاحتلال العراقي بل زادت الطائفية والقبلية والمذهبية في البلاد
- العلاقات الحالية بين الكويت والعراق ممتازة ومستقبلها مشرق ويجمعنا الكثير من العلاقات
- أطالب بتسمية شوارع الكويت بأسماء شهدائنا الأبرار سواء مواطنون أو غير كويتيين
- العراقيون أرادوا سرقة 3 آلاف سيارة من «المرور» ولكن حرب التحرير بددت أحلامهم
- ترأست وفداً إلى 3 دول لاسترجاع السيارات المسروقة من الكويت خلال فترة الاحتلال
أجرت اللقاء: آلاء خليفة
كان شاهدا على أحداث الاحتلال العراقي الغاشم وعاصر مجرياتها لحظة بلحظة، لاسيما أنه كان على رأس عمله وخدم الكويت حينها في الداخل والخارج، وكان ضمن الوفود التي أرسلت إلى عدد من الدول العربية والخليجية، انه اللواء متقاعد مصطفى جمعة الذي كان يعمل مديرا لعمليات المرور خلال تلك الفترة العصيبة، حيث فتح قلبه وعقله لـ «الأنباء» وسرد ذكريات تلك الأزمة وأحداث ذكرها لأول مرة، مؤكدا ان تلك الفترة لا يمكن نسيانها بجميع تفاصيلها، لافتا الى انه كان يقدم برامج أمنية مرورية في الإذاعة والتلفزيون قبل الاحتلال.
وأشار جمعة إلى الدور الذي قام به الشعب الكويتي خلال الأزمة وتركهم لخلافاتهم والتفافهم حول الشرعية والقيادة السياسية وضربوا أروع الأمثلة في التضحيات، لافتا الى الدور الكبير الذي قامت به الدول الصديقة والشقيقة التي وقفت مع الكويت لاسترداد حقها وتحريرها من براثن العدوان، مبينا ان العلاقات الكويتية -العراقية الحالية ممتازة ومستقبلها مشرق ومضيء، وفيما يلي التفاصيل:
لو عدنا إلى الوراء 30 عاما فما ذكرياتك حول الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت في 2 أغسطس 1990؟
٭ كنت مديرا لعمليات المرور برتبة رائـد وجاءني اتـصـال الـسـاعــة 2 فـجـرا مـن احد الــضباط يخبرني بأن هـناك هجوما من الجيـش العراقي على الكويت وتحركت مباشـرة بملابسي العسكرية وتوجهت الى طريق الجهراء للذهاب الى الحدود واستوقفني شخص يرتدي ملابس مدنية عرفت لاحقا انه نقيب في الجيش الكويتي وسألني الى أين ذاهب فأجبته لمعرفة أين وصل الجيش العراقي لأنقل المعلومات للقيادات وأبلغت العمليات بالاتصال بجميع الضباط وصف الضباط والافراد للتوجه الى إداراتهم فورا وذهبت الى المكتب وبدأنا في إدارة الحركة المرورية وبدأت الدوريات تقوم بواجبها وتم أسر مجموعة من الضباط والافراد، وفي تمام الساعة السادسة والربع صباحا اتصلت بمدير عام الادارة العامة للمرور آنذاك الفريق عبدالحميد حجي «رحمه الله» الذي كان في إجازته السنوية ببريطانيا لإبلاغه بالمعلومات الأولية التي وصلتني، ولأن الإدارة العامة للمرور تطل على جهتين «الدائري الرابع» و«طــريق الـجهراء» ففي تمام الـســـاعة 9 صباحا كنت أشاهد الأرتال من الجيش العراقي وأمامها سيارات مدنية من الاستخبارات، وحينها تأكدت ان الكويت احتلت بالكامل ومن ثم بدأ تبادل إطلاق النار بين الجيش العراقي والحرس الوطني الكويتي وانقطعت الاتصالات المحلية والعالمية بيني وبين الجهات المعنية واستشهد الكثير من الكويتيين أثناء تلك الفترة سواء من العسكريين أو المدنيين في مواجهتهم للعدوان العراقي.
حدثنا عن دور الشعب الكويتي خلال الأزمة وماذا قدم من تضحيات؟
٭ منذ اللحظة الاولى للاحتلال العراقي تشكلت مجموعات من الفرق التطوعية في كل منطقة وقدمت العديد من الخدمات اللوجستية وقمنا بأعمال تطوعية عدة في الجمعيات التعاونية والمخابز وتصليح الاجهزة الكهربائية وغيرها.
تحرير الكويت
ما ذكرياتك عن فترة تحرير الكويت من العدوان؟
٭ كنت في سلطنة عمان ووصلت تعليمات للضباط المتواجدين خارج الكويت بأن البلاد تحررت ويجب العودة الى الوطن، وبالفعل عدنا وبعد أسبوعين أحضرنا عائلاتنا وكانت الحياة بعد التحرير في غاية الصعوبة بسبب عدم وجود كهرباء أو ماء وغياب الكثير من الخدمات وعدم وجود سيارات، وكانت هناك نحو 3 آلاف سيارة موجودة في الفحص الفني بالادارة العامة للمرور وسرقها العراقيون استعدادا لنقلها الى العراق، ولكن جاء التحرير وتبددت أحلامهم وتركوها، واخترت احدى تلك السيارات واستخدمتها حتى عثرت على سيارتي.
وبعد مرور 8 اشهر، أصدر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية آنذاك الشيخ احمد الحمود قرارا بتشكيل لجان وفرق عمل للذهاب الى مواقع السيارات المسروقة من الكويت وكان منتشرة في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، وترأست وفدا الى 3 دول وجاءني أمر من مدير عام الإدارة العامة للمرور بالذهاب الى إيران لإحضار السيارات المسروقة وجلسنا قرابة 20 يوما، ولا يمكن أنسى مندني مال الله من السفارة الكويتية في طهران وجهوده الحثيثة التي بذلها في تلك الفترة.
كيف تستذكر دور الدول الصديقة والشقيقة التي ساهمت في حرب تحرير الكويت؟
٭ دول التحالف برئاسة الولايات المتحدة الأميركية كان لها دور عظيم في حرب تحرير الكويت بدعوة من سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد «رحمه الله» ولا ننسى دور الدول الخليجية والعربية والإسلامية الشقيقة في التحرير واستعادة الشرعية الكويتية.
ما الدروس المستفادة من أزمة الغزو..وهل الكويت استفادت فعليا من تلك الدروس؟
٭ خلال تلك الأزمة العصيبة كان الشعب الكويت متلاحما ومترابطا حتى كنت أقول «لا داعي لوجود المحاكم ويمكن غلقها» نظرا لأن التلاحم الذي حدث بين المواطنين في الداخل والخارج لن يجعلنا نحتاج للجوء للمحاكم في أي قضايا مستقبلية، ولكن مع الأسف بعد انتهاء الأزمة زادت المشاكل والقضايا وانتشرت الطائفية والقبلية والمذهبية، وأصبحت سموما تنخر في جسد المجتمع الكويتي ولابد أن يعلم الجميع ان كل من يحمل الجنسية الكويتية فهو «كويتي» ولابد ان نتكاتف ونتعاون تحت ظل قيادتنا الحكيمة، فالكويت بلد الإنسانية والتعايش والمحبة والسلام، ومع الأسف لم نستوعب الدرس وأبناؤنا حاليا لا يعلمون الكثير عن تلك الفترة والمسؤولية تقع على الجهات الحكومية ومجلس الأمة، كما ان هناك مسؤولية تقع على وزارة التربية ترتبط بإعادة النظر في المناهج الدراسية وتدريس ما حدث بالاحتلال العراقي لأبنائنا من الاجيال الحالية والمقبلة، كما تقع علينا جميعا مسؤولية التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الخلافات فيما بيننا، وأشدد كذلك على دور وزارة الإعلام في تسليط الضوء على تلك الفترة في برامجها ومسلسلاتها التلفزيونية على مدار السنة.
وأشيد بالدور المميز الذي يقوم به مكتب الشهيد وقد زرته والتقيت بالكثير من القياديين ولهم كل الشكر والتقدير والاحترام على ما يقومون به، أطالب بتسمية شوارع الكويت بأسماء شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء لتراب الوطن سواء كان الشهداء من الكويتيين أو غيرهم.
العلاقات الكويتية – العراقية
ما تقييمك لحاضر العلاقات الكويتية -العراقية ومستقبلها؟
٭ العلاقات بين الكويت والعراق ممتازة حاليا، والمنافذ البرية والبحرية والجوية مفتوحة وتم ترسيم الحدود واعتمادها من الأمم المتحدة ومجلس الأمن فضلا عن تبادل الزيارات الحكومية والبرلمانية بين البلدين، فالسفارة الكويتية في بغداد مفتوحة وأيضا السفارة العراقية في الكويت، وتقومان بتقديم خدماتهما بحرية كاملة، والعديد من الاسر الكويتية من مواليد العراق ودرسوا في المدارس العراقية ولدى الكويتيين أملاك عدة وشركات ومنازل ومصانع في العراق، الكويت كانت وستظل دولة مسالمة وتتلمذنا على يد أساتذة عراقيين، وفخورون بما وصلت اليه الكويت والجمهورية العراقية من علاقات مميزة بحكمة القيادات السياسية في الدولتين، والجدير بالذكر ان الكويت لم تتأخر في تقديم المساعدات والمساندات المالية بعد الغزو، والكويت لا تتدخل نهائيا في الشأن العراقي، وتوقفت كل الاعمال العسكرية والتحرشات على الحدود، وأعتقد ان مستقبل العلاقات الكويتية -العراقية مستقبل مشرق ومضيء، وسنظل دولا مجاورة يجمعنا الكثير من العلاقات التاريخية والاجتماعية والثقافية، وأفتخر حقيقة بما يقوم به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من دور مهم في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
محاولات للمغادرة
قال جمعة ان جاره سعود السمكة طلب منه مغادرة الكويت كونه شخصية عامة وصوته وشكله معروف بحكم تقديمه للبرامج الأمنية المرورية في وسائل الاعلام، وبالفعل ذهب مع زميله الضابط في المرور نجيب الخليفة عن طريق المملكة العربية السعودية وتم منعهما من الخروج وعادا الى الكويت، وكرر المحاولة مرة أخرى، وذهب عن طريق إيران وبقي هناك شهرا كاملا ومن ثم الى سلطنة عمان، مشيدا بحسن الاستقبال والخدمات التي قدمت للكويتيين آنذاك.
شركاء في التنمية
بنبرة حزن، قال جمعة: متألم جدا للتراشق بين الكويت وجمهورية مصر العربية وجميعنا اخوة وزملاء، ورسالتي للجميع لا تقبلوا كلمات من أفواه قلة وتعمموها على دولة بأكملها، الاخوة المصريون يعملون بكل وزارات الدولة وشركاء لنا في التنمية وخدموا الكويت بكل المجالات في الطب والهندسة والتدريس ونرحب بوجودهم دائما بين اخوانهم في الكويت.
12 لجنة لوضع خطط العودة
لفت جمعة إلى عقد عدة اجتماعات في جدة خلال فترة الاحتلال العراقي برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ سالم صباح السالم «رحمه الله» وتم تشكيل 12 لجنة – وهذا الكلام اذكره لأول مرة – وكان لكل لجنة دور محدد بمشاركة مجموعة من قيادات وزارة الداخلية، وترأس تلك اللجان ضباط من الجيش والحرس الوطني ووزارة الداخلية ومدنيين.
وأضاف: وترأست لجنة التوعية والإرشاد والاعلام، وكنا نقوم بوضع الخطط للعودة فضلا عن عضويتي في لجنة التوثيق والصياغة برئاسة اللواء عبد المجيد خريبط وعضوية اللواء عبد الواحد زيد ود.عادل الابراهيم، وكنا نجتمع يوميا حتى ساعات الصباح الاولى، ومن حسن الحظ كنت عريف الاجتماعات، ومن ثم عدت الى سلطنة عمان لحين تحرير الكويت.
وذكر جمعة انه بجانب مشاركة الدول الأجنبية والعربية في التحرير، فمن داخل الكويت شارك المواطنون والمقيمون في تلك المهمة العظيمة، والجميع كانوا «شركاء في التحرير» والكويت لا تنسى من وقف بجانبها، مستذكرا كذلك دور «البدون» وقد تم أسر الكثير منهم وقاموا بجهود كثيرة، متمنيا معالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية وتجنيس من يستحق دون تأخير، خاصة انهم وصلوا الآن الى الجيل السادس وغالبيتهم من مواليد الكويت.
تزوير رخص القيادة
ذكر اللواء مصطفى جمعة انه خلال فترة الاحتلال العراقي وبحكم عمله مديرا لعمليات المرور كان يقوم بتزوير رخص القيادة للعسكريين بأسماء وهمية حتى لا يتم إلقاء القبض عليهم من قبل القوات العراقية في حال قدموا رخص القيادة الحقيقية التي تتضمن صورتهم بالزي العسكري.
[ad_2]
Source link