أخبار عاجلة

بالفيديو د عايد المناع لـ الأنباء | جريدة الأنباء


  • لا بد أن توثّق فترة الغزو ليس لاستفزاز العراقيين بل لتعلم الأجيال القادمة حقيقة ما حدث
  • لن نغفل الدور التاريخي للمرأة الكويتية في مقاومة الاحتلال وشهيداتنا لن ينساهن التاريخ
  • ادعاءات العراق لم تكن صحيحة.. فالعبدلي لم تتحرك باتجاه العراق و«الرتقة» معروف أنه كويتي
  • لن ننسى وقفة دول «التعاون» وعلى رأسهما الشقيقة الكبرى السعودية وكذلك دور مصر وسورية
  • صاحب السمو فنّد مزاعم وادعاءات الجانب العراقي وقت الغزو ونجح في حشد التأييد الدولي
  • من أهم الدروس المستفادة من الغزو ضرورة الحيطة والحذر وعدم التعويل على الآخر بحسن نية
  • الأمير قائد حكيم ومحنك وبعد سقوط نظام صدام تغيرت علاقات الكويت مع العراق للأفضل

 

أجرت الحوار: آلاء خليفة

من داخل منزله في منطقة العارضية استذكر الأكاديمي والباحث السياسي د.عايد المناع ذكريات الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت، ومشاهد قوات الاحتلال التي كانت متواجدة أمام منزله في ذات المنطقة، وامتزجت مشاعره ما بين الغصة والفخر والصدمة، الغصة في القلب من هذه الذكرى الأليمة وإحساسه بالفخر من الملحمة الوطنية التي جسدها أبناء الكويت في تلك المرحلة والشعور بالامتنان للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع الشرعية الكويتية، أما الشعور بالصدمة فكان بسبب المواقف السيئة التي اتخذتها بعض الدول العربية تجاه الكويت خلال تلك المحنة.

وأوضح د.المناع في حوار خاص لـ «الأنباء» انه شعر بالخذلان وخيبة الأمل نظرا لأن الكويت وقفت مع العراق أثناء حربه مع إيران وكان هناك دعم مادي ومعنوي للعراق حتى ان نساء من الكويت قمن ببيع ذهبهن وتبرعن به للمجهود الحربي العراقي، لكن العراق رد الجميل باحتلال الكويت وممارسة أسوأ أنواع التعذيب والقتل والسرقة.

وتحدث المناع عن الأحداث التي عاشها خلال فترة الغزو والدروس المستفادة منه بعد مرور 30 عاما عليه، وعرج للحديث عن مستقبل العلاقات الكويتية – العراقية بعد زوال نظام صدام، فإلى التفاصيل:

بداية، بعد مرور 30 عاما على ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، نود استرجاع ذكرياتك عن تلك المرحلة؟

٭ لم يكن متوقعا أن يحدث ما حدث فقد كان كارثة بكل المقاييس ليس للكويت فقط بل للعالم العربي والعراق ذاته إذ لا يعقل أن دولة بحجم العراق وإمكانياتها وجيوشها تفكر في غزو دولة شقيقة صغيرة مجاورة تربطها بها علاقات جغرافية وتاريخية ودينية وقومية واجتماعية منذ قديم الأزل، وبالتالي لم تكن هناك أي مبررات لذلك العدوان الغاشم، فرغم التهديدات العراقية السابقة على الغزو بضم الكويت، إلا أنه بعد اعتراف العراق رسميا بالكويت في أكتوبر 1963 وتم توقيع مذكرة تفاهم كانت المؤشرات تتجه باتجاه طي صفحة الماضي، لكن فوجئنا بافتعال العراق لازمة في بداية شهر 8/1990 كما جاء في رسالة طارق عزيز عندما اتهم العراق الكويت بالزحف المبرمج على الحدود العراقية.

وأتحدى أن يكون العبدلي تحرك نصف سم تجاه العراق» فضلا عن اتهام العراق للكويت بأنها تجاوزت المجال النفطي رغم أنه كان معروفا أن حقل الرميلة عراقي وحقل الرتقة كويتي، ولم يكتف بذلك بل اتهم الكويت أيضا بأنها أغرقت السوق النفطية بكم كبير من النفط، مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط والتسبب في خسائر مليارية للعراق، لكن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حينها كان وزيرا للخارجية وقد فند تلك الاتهامات والادعاءات، ودعا للاحتكام إلى الشرعية العربية والدولية.

وفي مؤتمر جدة الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بحضور ولي العهد ورئيس الوزراء آنذاك سمو الأمير الوالد المغفور له بإذن الله، الشيخ سعد الله «طيب الله ثراه»، ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزت الدوري، وقد أوضح الجانب العراقي أن هناك ديونا عراقية من حق الكويت وعلى الكويت إسقاطها، حيث كانت أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، واقترح الملك فهد طيب الله، ثراه، أن تسقط الكويت المبالغ الكبيرة المقدرة بـ10 مليارات دولار، وإذا كانت هناك مبالغ أخرى فستتكلف السعودية بدفعها ولكن لم يتم الاتفاق حينها وغادر الوفدان الى بلدانهما، وتم الاتفاق على ان تعقد جولة ثانية في بغداد وان لم تنجح فتعقد ثالثة في الكويت.

وعاد الوفد الكويتي وبدأت تتسرب بعض المعلومات بفشل المفاوضات وتوقعت حينها أن يكون هناك عمل عسكري قادم من قبل الجانب العراقي لكنه سيتوقف عند منطقة الروضتين بحيث تكون الكويت تحت مرمى المدفعية وفي نفس الوقت يسيطر العراق على مساحة من الكويت ويتمكن من إملاء شروطه على الحكومة الكويتية في مقابل الانسحاب وإلا سيتقدم، وفي فجر 2 أغسطس 1990 بدأت القوات العراقية تجتاز الحدود برا وبحرا وبدأ الطيران في القصف الجوي للمواقع العسكرية وبعض المواقع الأخرى مثل الاتصالات.

الغريب أن 3 أشخاص فقط هم من كانوا يعلمون بقرار الغزو وهم صدام حسين وإياد فتيحة الراوي وحسين كامل «الوزير المدلل وزوج ابنة صدام حسين» لدرجة أن وزير الدفاع العراقي عبدالجبار شنشل لم يكن يعلم بقرار الحرب وسمع الأخبار في الراديو بأن العراق غزت الكويت.

كيف ترى الملحمة الوطنية التي جسدها الكويتيون في دفاعهم عن الأرض ومواجهة العدوان الصدامي الغاشم؟

٭ الشعب الكويتي يظهر معدنه الأصيل عند الأزمات والشدائد، فقد سطروا أروع البطولات في الدفاع عن الأرض والعرض خلال محنة الغزو، وقدموا أرواحهم فداء للوطن وذهب الكثيرون منهم شهداء وأسرى، كما أنهم عملوا في الكثير من المواقع في المخابز والجمعيات، وفي جمع القمامة فضلا عن التطوع في المستشفيات، كما انهم ضربوا أروع الأمثلة في المقاومة المسلحة للعدوان وأعلن الكويتيون منذ اليوم الأول العصيان المدني وامتنعوا عن العمل لصالح العدو العراقي وهو موقف تاريخي سجله الكويتيون في ذلك الوقت.

ومن المظاهر الجميلة أن الوحدة الوطنية تجلت بأحسن صورها، فقبل فترة الغزو كانت هناك تأثيرات للحرب العراقية – الإيرانية فيما يخص الطائفية، ولكن ذابت تلك الأمور خلال الغزو والتف الشعب الكويتي حول القيادة السياسية.

ولا يمكن أن نغفل دور المرأة الكويتية التاريخي في تلك الفترة فقد تحملت المسؤولية وشاركت في العمل التطوعي بجانب أخيها الرجل وهناك مقاتلات شرسات قدمن أرواحهن فداء للوطن أمثال الشهيدات أسرار القبندي وسعاد الحسن ووفاء العامر وأخريات.

ما الدروس المستفادة من الغزو العراقي؟

٭ منها أنه لا ينبغي أن تعول على الآخر بحسن نية، وضرورة أخذ الحيطة والحذر، لاسيما أن هناك دولا للأسف اتخذت مواقف سلبية ضد الكويت وعلى رأسها فلسطين بقيادة ياسر عرفات بالإضافة إلى اليمن والأردن وتونس وليبيا.

ومن ناحية أخرى لا يمكن أن ننسى الدور المشرف الذي قامت به دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وكذلك دور بريطانيا وأميركا وجمهورية مصر العربية وسورية وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة التي وقفت بجانب الشرعية الكويتية.

لذا لابد أن نعزز الوحدة الوطنية حاليا بشتى الوسائل والطرق الممكنة وان نعمل على تفعيل الدستور والقوانين لمجتمعنا وان نحل المشاكل العالقة ومنها مشكلة البدون، فلابد من إيجاد حل لتلك القضية على الأقل من الناحية الإنسانية ومنحهم حرية العمل والزواج والتنقل بالإضافة إلى أنه ينبغي أن نكون أقوياء وألا نعتمد على الآخرين لنصرتنا وتحريرنا فالظروف خدمتنا في فترة من الزمن ولكن من قال إنها ستخدمنا لاحقا، وبالتالي لابد أن تكون لدينا «قوات جاهزة» ونحن بحاجة لقوة تكون لديها القدرة على التصدي.

فضلا عن أن معظم العمالة ذهبوا إلى بلدانهم أثناء الغزو وكنا نتوقع بعد التحرير أن يعاد النظر في بنية التركية السكانية ولكن هذا لم يحدث للأسف بل اصبح هناك فيضان من العمالة الهامشية في الكويت.

كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو لاسيما للأجيال الحالية والقادمة؟ وهل هو دور وزارة التربية في تسليط الضوء بشكل أكبر على تلك الحقبة في المناهج الدراسية؟

٭ نعم ينبغي أن توثق فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت ليس استفزازا للعراقيين كما يعتقد البعض ولكن هذا «التاريخ» لابد أن يسجل ويحفظ ويقدم كمادة فقط لا غير، فما حدث للكويتيين في 2 أغسطس 1990 هو أسوأ ما حدث في تاريخ الكويت ولابد ان تعرف الأجيال الحالية والقادمة حقيقة ما حدث خاصة وأننا حتى يومنا هذا مازلنا نتسلم رفات شهداء الكويت.

ما تقييمك للعلاقات الكويتية – العراقية ومستقبل تلك العلاقات؟

٭ النظام الذي يحكم العراق اليوم يختلف عن النظام الذي غزا الكويت، كما أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد حكيم وسياسي من الطراز الأول، ومن ثم فمنذ سقوط صدام حسين تغير موقف الكويت، واحتضنت العراق وقدمت له كافة أنواع الدعم بل وعاد العراق لمقعد الجامعة العربية فضلا عن حضور الشيخ صباح الأحمد لمؤتمر بغداد رغم الوضع الأمني القلق في العراق ليؤكد أن الجغرافيا أولى من التاريخ وان الكويت طوت الصفحة القديمة وبدأت صفحة جديدة في علاقتها مع العراق.

واستقبلت الكويت العراقيين على أراضيها بعد سقوط نظام صدام حسين ولكن هناك حقائق ثابتة لا يمكن تغييرها ومنها انه لا يمكن المساومة على «خور عبدالله» و«ميناء مبارك».

والكويت حريصة على أن يكون العراق حرا مستقلا ذا سيادة تامة غير منقوصة يحكمه القانون والدستور وغير خاضع لهيمنة دول مجاورة أو غير مجاورة، خاصة أن إيران لها سطوة على العراق حاليا وهذا ما ينبغي ألا يستمر.

مشاهد لا تنسى لإعدام الوطنيين

تحدث د.عايد المناع عن دور الجمعيات التعاونية خلال أزمة الغزو والخدمات الجليلة التي كانت تقدمها للمواطنين مستذكرا الشهيد مبارك فالح النوت «رئيس مجلس إدارة جمعية العارضية آنذاك» الذي رفض إزالة صور الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله، من الجمعية فكان جزاؤه الإعدام من قبل القوات العراقية في ساحة الجمعية وعلى مرأى من الجميع.

وقال المناع: رحم الله النوت وجميع شهداء الكويت الأبرار موضحا أن العدو العراقي مارس أبشع أنواع الإعدام عن طريق إحضار الشخص أمام أسرته وإعدامه بإطلاق الرصاص الحي عليه.

مجالس شعبية لترتيب المقاومة

ذكر د.عايد المناع أن نائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد كان متطوعا للعمل في فرع قطعة 6 بمنطقة العارضية، مضيفا أن مجموعة من الإعلاميين والمثقفين منهم الزميل عدنان الراشد وجاسم المطوع «رئيس تحرير جريدة الوطن» والمؤرخ فرحان الفرحان وحامد بويابس وعبدالستار ناجي ويوسف العليان «رئيس تحرير جريدة كويت تايمز» وآخرين كانوا يجتمعون في ديوانية سالم الطبيخ رحمه الله «بمنطقة الروضة» يومي الاثنين والخميس للتباحث حول أزمة الغزو ومحاولة وضع المقترحات وتبادل الآراء حول الوضع الراهن، وهو ما يمكن تسميته مجالس شعبية لترتيب المقاومة.

شائعات الحرب للتأثير على الكويتيين

أوضح د.عايد المناع أن من الأمور السلبية خلال تلك المحنة انتشار الشائعات ومنها شائعة اعدام عدد كبير من أساتذة جامعة الكويت تحت مسرح صباح السالم في الخالدية.

وشائعة إعدام كويتيين وتعليق أجسادهم على أعمدة الإنارة على طول الدائري السادس موضحا أن تلك الشائعات كانت تتسبب في حرب نفسية في نفوس الجميع.

صورة قاتمة لانتشار الغزاة

ذكر د.عايد المناع ان في ليلة 2 أغسطس 1990 كان مع أصدقائه في ديوانية حمد العيبان بمنطقة اليرموك وعاد إلى منزله في العارضية قبل الفجر، وفي السادسة صباحا جاءته مكالمة من صديقه أحمد العيسى يطلب منه أن يتواصل مع معارفه على الحدود للتأكد من وصول القوات العراقية للكويت، موضحا له أنه شاهد آليات عسكرية عراقية في الشويخ.

وتابع تأكدت بالفعل أن هناك قتالا شرسا عند الجسور ودخول الجيش العراقي في الكثير من المناطق، ومنها منطقة القصر، وفي اليوم الثاني بدأت القوات العراقية الغازية تواصل انتشارها جنوبا وتحكم سيطرتها على الكويت، حتى هيمنت عليها كاملة، وبقي هذا الحال لمدة 7 اشهر.

كلمة طمأنت الجميع

قال د.عايد المناع إن معنوياته كانت في انهيار تام يوم 2 أغسطس بعد إعلان دخول القوات العراقية إلى الكويت، وكان المشهد بالنسبة له ظلاما حالكا وصدمة كبيرة وخذلانا شديدا بسبب هذه الفاجعة ولكن في تمام الساعة 9 مساء عرض تلفزيون الكويت كلمة مسجلة لولي العهد آنذاك سمو الشيخ سعد العبدالله «رحمه الله» موضحا ان تلك الكلمة رفعته من «سابع ارض إلى سابع سما» لأنها أعطت الكويتيين نفحة من الأمل وأن العدوان سيهزم، وطمأن الجميع بأن الغزو لن يستمر.

وأردف قائلا: من التواريخ التي لا تنسى فجر 17 يناير 1991 عندما أذيع في إذاعة الكويت بصوت عامر العجمي بدء الضربة الجوية لمعركة عاصفة الصحراء لتحرير الكويت حيث عاد الأمن لنا من جديد وشعرنا بأننا على مقربة من انتهاء من هذا الكابوس.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى