السلطات الأردنية تعتقل عشرات المعلمين وهيومن رايتس ووتش تعلق

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بالتعليقات الغاضبة بعد اعتقال السلطات الأردنيةالعشرات من المعلمين قرب الدوار الرابع بالقرب من مبنى رئاسة الوزراء.

ودعى المعلمون، في وقت سابق، إلى الاعتصام أمام رئاسة الوزراء، أمس الأربعاء، احتجاجا على الإجراءات المتخذة بحق نقابتهم بما فيها اعتقال أعضاء مجلس النقابة.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن صورا ومقاطع فيديو تظهر قوات الأمن الأردني وهي تفرق وتعتقل عشرات المعلمين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر الحكومة.

الأردن: إلى أين تنتهي أزمة نقابة المعلمين؟

قوات الأمن الأردنية تلقي القبض على أعضاء بارزين في نقابة المعلمين

وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته في وسائل إعلام محلية إنها ستتّخذ الإجراءات اللازمة ضد أي محاولة لمخالفة القانون.

وصدرت في السياق تعليمات للحكام الإداريين في المحافظات والأطراف لمنع أي تجمعات احترازا للحفاظ على السلامة العامة وتجنبا لمواجهة فيروس كورونا، وقالت الوزارة إنّها ستتخذ أشد الإجراءات بحق المخالفين.

ونشر محمد الحويطات مقطع مصور من اعتصام المعلمين، ثم علق قائلا: “اعتقلت الحكومة الأردنية أعضاء نقابة المعلمين الأردنيين، يوم السبت الماضي، في إطار قمع معارضيها الذين يطالبون بالإصلاح والعدالة الاجتماعية، واليوم الشرطة تنهي مظاهرة سلمية لهؤلاء المعلمين بالقوة”.

وكانت الحكومة الأردنية قد قررت وقف نقابة المعلمين عن العمل، وكفّ يد أعضاء مجلس النقابة، وأعضاء الهيئة المركزية وهيئات الفروع وإداراتها، وإغلاق مقراتها لمدة سنتين.

وجاءت الخطوة، ضمن قرار للنائب العام الأردني الذي نص على “كف يد أعضاء مجلس نقابة المعلمين وأعضاء الهيئة المركزية، وهيئات الفروع وإداراتها، ووقف النقابة عن العمل واغلاق مقراتها لمدة سنتين”.

وأفادت التقارير بأن قوات الأمن الأردنية، تحركت بعد صدور القرار لتقتحم مقر النقابة في العاصمة عمان، ولتلقي القبض على نائب نقيب المعلمين، ناصر النواصرة، وأعضاء مجلس النقابة، وتغلق المقر الرئيسي، كما أغلقت فروع النقابة في محافظات المملكة الإثنتي عشرة.

وتفاعل عدد كبير من الأردنيين مع المعلمين من خلال وسم #مع_المعلم الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في الأردن حاصدا أكثر من 33 ألف تغريدة، عبر من خلالها المستخدمون عن تضامنهم مع المعلم الأردني.

فقال محمد: “حرفيًا ردّ فعل الدولة هستيري، اعتقالات عن طرف وجمب، وانتشار واسع وبكلّ محيط الدوار الرابع، واعتقالات أول بأول لتحول دون تشكّل التجمعات، اليوم الدولة مضطّرة تعتقل كلّ الشعب، لأنّه نقابة المعلّمين كانت وما زالت تمثّل تطلّعات وحقوق الشعب”.

وانتقد عدد من المستخدمين وسائل الإعلام الأردنية التي تعمدت عدم إظهار ما جرى خلال اعتصام المعلمين، على حد قولهم.

فقال خير الدين الجبري: “وسائل الإعلام العالمية بتقلنا شو صار بالأردن اليوم بالتفصيل، ولا وسيلة إعلام محلية شاركت بالتغطية بل بعضها حرض على المعلمين وشارك بقمعهم، هذا أمر مخز جداً جداً للبلد”.

ويشتكي المعلمون في الأردن، من أنهم الطبقة الأسوأ بين موظفي الدولة، فيما يتعلق بمستوى الرواتب التي لا تتناسب مع الأسعار المرتفعة في البلاد، وكان ناصر النواصرة نائب نقيب المعلمين، الذي تم توقيفه، قد قال في وقت سابق إن “الراتب الذي يتقاضاه المعلم هو الأقل بين رواتب موظفي الدولة الأردنية حيث يبدأ الراتب بـ360 ديناراً (حوالي 500 دولار)”.

أما هيومن رايتس ووتش فقد نشرت مقطعا متداولا بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر اعتصام المعلمين وعلقت قائلة: “إجراءات تفتقد إلى الأساس القانوني وتدوس على الحقوق العمالية، سلطات الأردن تستولي على نقابة المعلمين”.

وبحسب ووتش فقد دخلت الحكومة الأردنية ونقابة المعلمين في نزاعات علنية بارزة منذ تأسيس النقابة في 2011، تركزت بشكل أساسي حول رواتب المعلمين في المدارس الحكومية.

في سبتمبر/أيلول 2019، قادت النقابة إضرابا لأربعة أسابيع في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بزيادة الرواتب 50%، وهي زيادة قالت النقابة إن الحكومة وعدت بها في 2014، لكنها وافقت في النهاية على زيادة 35 إلى 75% بحسب رتبة المعلم. ظهرت التوترات مجددا بعد أن جمّدت الحكومة في أبريل/نيسان جميع زيادات أجور القطاع العام حتى نهاية 2020 بسبب أزمة فيروس “كورونا”.