زيجات مرتبّة على يد أشهر خاطبة في الهند
[ad_1]
تسبب مسلسل جديد يعرض على نيتفلكس، اسمه “ماتش-ميكنغ” أي زيجات مرتبّة، بضجة في الهند، ولكن يبدو أن كثيرين لم يصلوا إلى اتفاق في الرأي حوله: هل هو رجعيّ أم أنه صادق وواقعي؟
تكتب مراسلة بي بي سي في الهند، غيتا باندي، عن هذا المسلسل والجدل الدائر حوله.
يُلاحق المسلسل التوثيقي خاطبة تنتمي لطبقة النخبة في المجتمع، هي سيما تاباريا، التي تحاول إيجاد أزواج مناسبين لعملائها الأغنياء، الموجودين في الهند والولايات المتحدة الأمريكية.
تقول تاباريا، التي تزعم أنها أفضل خاطبة في مومباي، إن “الزيجات مرتبة في السماء، والله أعطاني هذا العمل لأجعل ترتيب السماء حقيقيا على الأرض”.
هل تشبهنا “إستر” بطلة مسلسل Unorthodox؟
تظهر في المسلسل وهل تتنقل بطائرة بين دلهي ومومباي وعدد من المدن الأمريكية، وهي تلتقي بعرائس وعرسان محتملين لتفهم من كل واحد ما الذي يتطلع له في شريكه المستقبلي.
ومنذ أن بدأ عرضه قبل نحو أسبوعين، تربّع المسلسل على صدارة أرقام المشاهدة في الهند.
كما أصبح ظاهرة اجتماعية هائلة إذ بدأ تداول نكت وصور حوله على وسائل التواصل الاجتماعي: بعضهم قال إنه أحب البرنامج، وآخرون قالوا إنهم كرهوه، في حين قال بعضهم إن يشاهده لكن بكره، لكن على ما يبدو فإن الجميع يشاهده.
تسببت الأفكار المتعلقة بكره النساء بشكل مباشر، والطبقية، والعنصرية بناء على لون البشرة، بكثير من الغضب، لكنها دفعت كثيرين أيضا إلى التفكير العميق.
تاباريا، وهي في الخمسينات من العمر، تبدو “كخالة” ودودة مع عملائها، وتأخذنا في جولة إلى غرف معيشة عملائها والتي تبدو كأنها قاعات استقبال في فنادق غالية وفيها غرف مصصمة لترتيب الثياب والمئات من الأحذية.
وتقول: “أتحدث إلى الصبي أو البنت لأقيّم طبيعتهم” – تستخدم كلمة صبي وبنت في إشارة إلى النساء والرجال غير المتزوجين، مثلها مثل معظم أهل الهند. “أزورهم في بيوتهم لأتعرف على نمط حياتهم وأسألهم عن المعايير التي يفضلونها”.
ومعظم عملائها هم رجال ونساء في الثلاثينيات وكانوا قد جربوا تطبيقات مواعدة مثل تندر وبمبل، لكنهم يريدون تجريب الخطبة التقليدية للعثور على الحب.
وتكون معظم المحادثات مع الأهل لأنه في الهند، كما تقول تاباريا، فإن “الزيجات تكون بين عائلات، وتكون سمعة العائلات سمعتها والملايين من دولاراتها على المحك، لذا يقود الأهل أبناءهم”.
ومع مرور الحلقات، نفهم أن دور الأهل هو أكثر من إرشادي. إن الأهل، وغالبا أمهات الشباب، هم المتحكمون، ويؤكدون أنهم يريدون “عروسا طويلة فاتحة البشرة” ومن “عائلة جيدة” ومن طبقتهم.
ثم تتصفح تاباريا قاعدة بيانات خاصة بها لتختار شخصا مناسبا.
إن الزيجات المرتبة أمر معتاد في الهند، ورغم أن حالات الزواج القائمة على أساس الحب تتزايد، خاصة في الأماكن الحضرية، إلا أن 90 بالمئة من الزيجات في البلد لا تزال مرتبة مسبقا.
في السابق، كانت مهمة الخاطبة ملقاة على عاتق كهنة العائلة والأقارب والجارات. كما لجأ الأهل إلى أعمدة الصحف المتعلقة بالزواج للعثور على شريك مناسب لأولادهم.
وخلال السنين، ظهر آلاف الأشخاص الذين امتهنوا الخطبة للعائلات، إلى جانب مئات المواقع الإلكترونية المتعلقة بالزواج. لكن المفائجة كانت أن هنودا-أمريكيين أثرياء وناجحين ومستقلين، يريدون أيضا تجربة “طرق قديمة” والاعتماد على حكمة “الخالة سيما” لتجد لهم شريكا للحياة. كما أن كثيرين منهم وضعوا قائمة طويلة تتعلق بتفضيلاتهم الدينية والطبقية للشريك.
تقول الناقدة السينمائية والصحفية آنا م فيتيكاد، لبي بي سي: “كامرأة هندية متعلمة ومتحررة وأنتمي للطبقة الوسطى، ونظرا لأني لا أعتبر الزواج جزءا أساسيا من الحياة، شاهدت ماتش-ميكنغ وبدا لي أنني أشاهد عالما غريبا.
“الزواج المرتب هو النسخة العملية في الهند من لعبة المواعدة الموجودة في الغرب وهذا البرنامج يمكن أن يكون تعليميا لأنه لا يقدم نظرة دونية تقول بأن إحدى الطريقتين أكتر حداثة من الأخرى”.
وتصف البرنامج بأنه يقدم “نظرة ثاقبة” أحيانا، كما أنه في بعض أجزائه “مضحك لأن شخصيات السيدة تاباريا مميزة وهي نفسها غير واعية بعقليتها الرجعية”.
لكنها تعتقد أن غياب الحدود جعل الموضوع “إشكاليا”.
تصف تاباريا الزواج بأنه واجب عائلي، مشددة على أن “الأهل يعرفون صالح أولادهم وعليهم توجيههم”. كما أنها تستشير منجمين وقرّاء وجه لتعرف ما إذا كانت الزيجة ستعتبر ميمونة أم لا. كما أنها غالبا ما تصف عملائها، وفي معظم الحالات يكن نساء مستقلات، بأنهن عنيدات، وتطلب منهم “التنازل” أو “المرونة” أو “التغيّر” إن أردن إيجاد شريك.
كما أنها كثيرا ما تعلق على الشكل، ومرة وصفت امرأة بأنها لا تبدو جميلة بالصور. لذا، لا عجب أن منتقديها على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروها تحض على العنصرية ضد النساء.
انتقد آخرون البرنامج لأنه تستر على مرحلة ترتيب الزواج التي أرعبت نساء على نحو دائم. تصف امرأة على تويتر كيف شعرت وكأنها ملك عائلتها التي تطلب منها الخروج أمام العرسان المحتملين، لذا أثار البرنامج ذكريات مؤلمة لها.
تقول كيران لمبة جها، وهي أستاذة مساعدة في كلية علم الاجتماع في جامعة Kanpur’s CSJM لبي بي سي: “إن عملية عرض العروس أمر مهين للنساء لأنه يتم تفحصها. وهي تجربة مروعة بالنسبة لها عندما يتم رفضها، أحيانا يكون السبب أمر تافه مثل لون البشرة أو الطول”.
إحدى نساء البرنامج تخبر تاباريا إنه وصلها العديد من عروض الزواج بابنها، لكنها رفضتها كلها لأن الفتاة كانت إما “ينقصها التعليم الجيد” أو بسبب “طولها”.
كما كشف الشاب الغني الذي يبحث عن عروس أنه رفض 150 امرأة.
لا يناقش البرنامج أيا من هذه الأحكام المسبقة، لكن بعضهم اعتبر ذلك بمثابة حمل مرآة تذكرنا بمدى كره النساء والأبوية المنتشرة في المجتمع.
وكما يقول الكاتب ديفايا بوبانا، على صفحته على إنستغرام، إن قيمة البرنامج تكمن هنا. “هل هذا البرنامج إشكالي؟ واقعنا هو الإشكالي. وهذا برنامج واقعي بشكل مخيف”.
ويضيف: “إن الحقيقة ليست أن 1.3مليار شخص قلقون على الطاقة النظيفة وحرية التعبير. في الواقع، كنت سأشعر بالإهانة لو كانت الخالة سيما يقظة وتحدثت عن خيارات الإنسان وحب الجسد مهما كان شكله وعن الطاقة النظيفة أثناء الخطبة. لأن ذلك كان سيكون كذبا وغير حقيقي”.
[ad_2]
Source link