أخبار عربية

“الحياة في القمة”: كيف تتفادى الصفوة في لبنان الواقع الاقتصادي المؤلم

[ad_1]

كثير من المنتجعات تقع على الجبال.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

كثير من المنتجعات تقع على الجبال.

لا تتضح معالم الأزمة الاقتصادية في لبنان في منتجع فقرا الجبلي عندما ترى القبعات البنمية، والنظارات الشمسية ذات التصميمات المشهورة، ودلاء الشمبانيا، والسيارات الفاخرة.

وقالت زينة الخليل، وهي تقلب صحن السلطة المقرمشة في هذا النادي الحصري في جبال لبنان، إنها مسرورة لأنها فرت من حر الصيف بالمجيئ إلى هنا.

وقالت، في حديثها مع وكالة فرانس برس: “الجو في بيروت أصبح ثقيلاً ومحبطاً. الواقع (بمشكلاته) في كل مكان. لكننا هنا نشعر أننا كأننا في بلد آخر”.

مازال لبنان غارقا في أسوأ الأزمات الاقتصادية التي واجهته منذ عقود، إذ أدى الانكماش الاقتصادي إلى زيادة التضخم بشدة، وسقط ما يقرب من نصف سكان البلاد في الفقر.

وتحطمت، بالنسبة للأثرياء، أي خطط لقضاء العطلات في الخارج هذا العام، بعد أن منعت المصارف سحب الدولارات أو تحويلها، وأدى وباء فيروس كورونا إلى تعقيد السفر إلى الخارج أكثر.

لكن حوالي 200 عائلة من أغنى العائلات في البلاد وجدت ملاذا في نادي فقرا، وهو ناد خاص يقع على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر الأبيض المتوسط.

وقالت امرأة في الخمسينيات من عمرها، تغطي جسدها سمرة ذهبية: “عادة ما نقضي عطلتنا في الخارج، لكن لا نستطيع هذا العام السفر لأسباب مالية، وبسبب كوفيد-19.”

ما هو نادي فقرا؟

يقع نادي فقرا في مدينة فقرا المنتجع الجبلي المشهور بمنحدرات التزلج، وهو واحة من الفخامة في بلد يكاد ينهار.

وشعاره، بحسب الموقع الرسمي له على الإنترنت، هو: “الحياة في القمة”.

السيارات الباهظة الثمن تملأ موقف المركبات في الخارج، بينما يتجول أعضاء النادي بين مرافقه المتعددة، والتي من بينها إسطبل للخيول، وملعب تنس، وقاعة سينما.

انتشر حول حمام السباحة الطويل، أفراد أجسامهم من البرونز يستلقون على أرائك وكراس للتمتع بأشعة الشمس، وبعضهم يحتسي الكوكتيل، بينما تلعب الموسيقى في خلفية المنظر.

مصدر الصورة
VISNEWS

Image caption

البنك المركزي منع تحويل الدولارات.

وقالت سارة، وهي محامية في الـ26، وهي تبتسم: “يجب أن تستمر الحياة”.

وأضافت وهي تتحدث لوكالة فرانس برس من داخل المسبح: “لن نبقى محاصرين في المنزل”.

“حسابات مصرفية في الخارج”

أصبح نادي فقرا معزولاً عن المشاكل العديدة التي تعصف بأنحاء البلاد الأخرى، وأصبح نقطة اجتذاب لمن يتطلع إلى القيام بأعمال سريعة.

وافتتح العديد من المطاعم والمتاجر سلاسل لها في فقرا، على أمل أن يهدئ هذا آثار الأزمة الاقتصادية، التي أدت إلى انخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق السوداء.

وتنتشر على طول زقاق صاخب، أكشاك على جانب الشارع، حوالي 40 كشكا، يعرض بعضها ملابس سباحة فاخرة وعبايات حريرية.

وقال سليم حليوة، الذي يملك متجرا لبيع الخمور في فقرا إن الناس هنا يستطيعون تحمل تكاليف الرفاهية، على عكس بقية اللبنانيين.

وأضاف خلال حديثه مع وكالة فرانس برس أن “الزبائن هنا يعانون أقل من الأزمة. وهم غالبا يعملون، أو لديهم حسابات مصرفية في الخارج”.

لقد أغلقت آلاف الشركات في جميع أنحاء البلاد، لكن الموسم هذه المرة بالنسبة إلى حليوة “مرض”، وهو ليس وحيدا في شعوره هذا.

إذ إن فندق أوبرج فقرا، وهو الفندق الرئيسي في المنطقة، محجوز بالكامل، خلال نهاية الأسبوع، في الوقت الذي أغلقت فيه الفنادق التاريخية في جميع أنحاء البلاد بسبب الإفلاس.

ويبلغ سعر الليلة في الفندق 795 ألف ليرة لبنانية، أي ما يعادل 530 دولارًا، بحسب السعر الرسمي، أي 1500 ليرة لبنانية مقابل الدولار.

ولكن تكلفة الإقامة، بحسب سعر الصرف في السوق السوداء تبلغ حوالي 100 دولار فقط.

ويمثل هذا السعر، بالنسبة إلى من يستطيعون الوصول إلى الدولار، صفقة، على الرغم من أن النادي ضاعف تقريبا سعره، منذ الصيف الماضي.

وقال موظف في الفندق، طلب عدم الكشف عن اسمه: “العديد من عملائنا لديهم دولارات. وقد أصبحت الإقامة بالنسبة إليهم أرخص بالفعل”.

“هروب”

الازدهار النسبي الواضح في منطقة فقرا بات ملحوظا.

مصدر الصورة
AFP

في أوائل شهر يوليو/تموز، تسبب مقطع فيديو يظهر صبيا يتباهى بأوراق نقدية من الدولارات أمام مراسل تلفزيوني، في عاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي طالت نخبة بعيدة عن الأنظار، لكنها في حماية من أزمة البلاد.

لكن ذلك الانتقاد، بالنسبة إلى زينة الخليل، لا أساس له.

إذ قالت زينة، التي تعمل مديرة منظمة غير حكومية لبنانية تعلّم الأطفال المحرومين: “إن تحريك الاقتصاد وتحسين الحياة ليس بالأمر السيئ”.

وأضافت: “كل الناس هنا يحاولون مساعدة الفقراء. وإن كانوا يحاولون العيش، في الوقت نفسه، فلا ينبغي أن ينظر إليهم بطريقة سلبية. “

وكرر شريف زكا، المغترب البالغ من العمر 38 عاما، وهو يغادر مع عائلته مطعما قريبا الكلام نفسه.

وقال رجل استأجر شاليه مقابل 2500 دولار في الشهر: “وجودنا هنا فعليا لا يجعلك غير متصل بالناس. إنه هروب، (فقط).”

وقالت ليليان رحمة، صاحبة نادي فقرا، إن النادي لا يفيد الأغنياء فقط.

وأضافت في حديثها مع وكالة فرانس برس أنها بالنسبة إلى أعضائها شريان حياة اقتصادي لأكثر من 200 موظف معظمهم من الطلاب، وهي تخدم أيضا غرضا مهما آخر، وهو أننا

“لا نريد أن نموت. اللبنانيون يحبون الحياة. وهذه هي طريقتنا في المقاومة”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى