أخبار عاجلة

ماتقي لـ الأنباء لقاحات كورونا | جريدة الأنباء


  • الكمام والوقاية لا يقضيان كلياً على الفيروس بل يقللان من فرص انتشاره
  • الفيروسات الموجودة على جسم الإنسان تفوق خلاياه والتعرّق يؤدي إلى موتها
  • أرفض مصطلح «مناعة القطيع» بل «المناعة العابرة» وهي مؤقتة وليست دائمة
  • الجلد أول خطوط الدفاع في جهاز المناعة والحفاظ عليه نظيفاً مقدمة للوقاية
  • المناعة الطبيعية تُخلق مع الإنسان وتتوقف قوتها على عمر الأم ونظامها الصحي
  • الغذاء السليم والبُعد عن الوجبات السريعة والنوم الكافي من أهم وسائل تقوية المناعة

دارين العلي

أكد الباحث العلمي في التكنولوجيا الحيوية ورئيس رابطة الباحثين العلميين في معهد الكويت للأبحاث العلمية البروفيسور خليل ماتقي أن ما يجري الحديث عنه حاليا حول إنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد سواء في أكسفورد البريطانية أو بالجناح الطبي لوزارة الدفاع الروسية والتجارب الصينية لقاحات مطورة وليست جديدة، مبينا ان الجديدة تتطلب على الأقل 5 سنوات لتصبح قابلة للاستخدام الطبي.

وشدد ماتقي في لقاء خاص مع «الانباء» على أهمية الوقاية لتجاوز فيروس كورونا إذ تكمن أعلى درجات الوقاية في تغطية الأنف والفم المسؤولين بنسبة 99% عن دخول الفيروس إلى الجسم تليهما العيون، مؤكدا أن الوقاية لا تقضي على المرض نهائيا وانما تخفف من انتشاره.

وتحدث عن الجهاز المناعي للإنسان والذي يعتبر الجلد أبرز أعضائه، حيث تفوق كمية الميكروبات والفيروسات الموجودة على جسم الإنسان كمية الخلايا المكونة له والتي تحصى بالمليارات، مفندا أنواع المناعة المتعددة وأهمها الطبيعية والمكتسبة رافضا مصطلح «مناعة القطيع» على اعتبار أنها تطلق على الحيوانات، لافتا إلى أنها تسمى بـ «العابرة» كونها تعطي المناعة للإنسان بشكل عابر ولا تستمر طويلا، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية كثر الحديث عن «كورونا» منذ وجوده وحتى الآن ولكن لمواجهة عدوك يجب أن تعرفه.. فكيف تلخص تعريفك لهذا الفيروس؟

٭ ما يجب التأكيد عليه بأنه أخطر فيروس من عائلة الإنفلونزا، والموطن الطبيعي له والذي يتسبب فيه المرض هو الجزء العلوي للجهاز التنفسي ليس فقط للإنسان بل لجميع الكائنات الحية، وأول مدخل له هو الأنف الذي يشهد أولى الأعراض وهي الفقدان المؤقت لحاسة الشم حين دخول الفيروس لجسم الإنسان، ثم يدخل للجهاز التنفسي وما يرافق ذلك من أعراض الحرارة والخمول والكحة بشكل غريب، وتكون عملية التنفس بشكل غير طبيعي وصولا الى انقطاع الأوكسجين عن الخلايا وموتها ما يسبب الموت لبعض الحالات.

فرضت الدولة ارتداء الكمام كجزء من الوقاية من هذا المرض فما هو التفسير العلمي لذلك ومدى فعاليته؟

٭ بالطبع فلا يجب الانتظار لحين الإصابة بالفيروس لأخذ العلاج بل يجب الوقاية منه و99% من الفيروس يدخل لجسم الإنسان عن طريق الأنف والفم ثم العين وبالتالي فبإغلاق الفم والأنف عبر الكمام نكون قد قضينا على نسبة كبيرة من إمكانية دخول الفيروس الى الجسم.

كيف يساهم ذلك في القضاء على الفيروس؟

٭ طبعا هذا سيساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الفيروس، فإذا لم يجد الفيروس كائنا حيا ينتقل له ويتكاثر عليه فإنه سيتضاءل ويضعف، وهنا نؤكد أن الوقاية لن تؤدي إلى اختفاء الفيروس ولكن تقلل من انتشاره بشكل كبير.

الجهاز المناعي

بات من الواضح أن تأثير المرض على الإنسان يختلف وفقا لمناعة الشخص فما تفسيركم لهذا الاختلاف المناعي؟

٭ بداية لا بد من القول إن المناعة عبارة عن جهاز لدى الإنسان وهو غير مكتمل عند الأطفال أقل من 5 سنوات ويبدأ بالضعف عند الأشخاص ما فوق الـ 70، لذلك كانت التوصيات بعدم اختلاط من هم أقل من 15 سنة وأكبر من 70 عاما حتى لا يتعرضون لانتقال العدوى بسبب ضعف جهازهم المناعي أو عدم اكتماله.

نسمع كثيرا عن الجهاز المناعي وكيفية تقويته فما أجزاء هذا الجهاز والأكثر عرضة لمهاجمة هذا الفيروس؟

٭ الجهاز المناعي يتكون من عدد من الأجزاء والأعضاء الأول هو جلد الإنسان فيجب في هذه الحالة المحافظة على نظافة الجلد وخصوصا في حال وجود جروح يجب تعقيمه وتنظيفه، وأن يكون مغطى بشكل كامل حتى لا يتعرض للفيروس أو لأي ميكروبات تضعف الجهاز المناعي، وهنا لا بد من الإشارة الى ان الميكروبات الموجودة على جلد الإنسان تفوق عدد الخلايا المكونة للجسم والتي تقدر بالمليارات، وعندما يفرز الإنسان العرق يقتل الميكروبات على الجلد ولذلك نقول إن ممارسة الرياضة والتعرق يقويان الجهاز المناعي والذي يبدأ بالجلد الخارجي للإنسان.

هذا يعني أن إفراز العرق يساهم في القضاء على الفيروس ويقوي الجهاز المناعي؟

٭ نعم جميع إفرازات الجسم تساهم في تقوية الجهاز المناعي كالعرق الذي يقتل الميكروبات واللعاب وإفرازات المعدة والأنف والأذن وكلها تعتبر من مقومات الجهاز المناعي وكذلك اللوزتين أيضا في البلعوم.

هذا يعني ذلك أنه ليس فقط وكما يعرف العموم أن كريات الدم البيضاء والنظام الغذائي مسؤولان عن الجهاز المناعي؟

٭ نعم جميع ما ذكرناه سابقا بالإضافة الى كريات الدم البيضاء والتي تتألف من 4 أنواع موجودة في جسم الإنسان الأولى مسؤولة عن القتال مع الميكروبات وأخرى تقوم بحفظ معلوماته والأخرى مسؤولة عن التحفيز ومحاصرة الميكروبات، وطبعا الطحال له دور في إفراز خلايا دم جديدة للدفاع عن جسم الإنسان بالإضافة إلى الغذاء السليم، إذ يجب أكل الطعام المنزلي والابتعاد عن الوجبات السريعة خارج المنزل بالإضافة إلى عدد الساعات الكافية ولا تكون أقل من 7 ساعات يوميا وممارسة الرياضة تعتبر من أهم وسائل تقوية المناعة.

المناعة

هذا يعني أن اختلاف المناعة عند الناس يختلف بمدى قوة الجهاز المناعي لديهم وكيف يفسر ذلك ان يكون هناك أشخاص ذوو مناعة منخفضة بالرغم من تطبيقهم ما ذكرته سابقا؟

٭ طبعا فالأمر متعلق بنوع المناعة فقد صنف العلماء المناعة إلى عدة أنواع أبرزها الطبيعية والمكتسبة والعابرة، وكل مناعة تختلف عن الأخرى وفقا لطبيعة مواجهتها للفيروسات والأمراض.

كيف يمكن التفريق بين هذه الأنواع؟ وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر كل منها في الظروف الحالية؟

٭ المناعة الطبيعية والتي تُخلق مع الإنسان منذ الولادة ومنذ خروجه للحياة ويكتسبها أثناء تكوينه جنينا لحين ولادته، وهنا درجة هذه المناعة وقوتها تتوقفان على عدة عوامل خاصة بالأم وهي تتعلق بسنها وطريقة تغذيتها وابتعادها عما يضعف المناعة بالابتعاد عن التدخين وتناول الكحوليات وغيرهما، أما المناعة المكتسبة وهي التي يكتسبها الإنسان عبر التطعيمات واللقاحات كشلل الأطفال والحصبة وغيرهما ولا يصاب الإنسان بها لأنه اكتسب مناعة ضدها عبر التطعيم بنفس الفيروس وبكمية ضئيلة لا تسبب المرض، واللقاح عبارة عن مصدر حيواني او نباتي او من الفيروس المسبب للمرض بكميات ضئيلة أو ليس حيا، وبالتالي تتعرف الخلايا على الجسم الغريب وتبقيه في ذاكرتها لتهاجمه عند دخوله للجسم.

أما المناعة العابرة او ما يسمى حاليا «مناعة القطيع» وهي تطبق على الحيوانات قياسا على تسميتها، لذلك ليس من المحبذ تسميتها بمناعة القطيع بل المناعة العابرة فيما خص البشر، والمقصود بها ان يكتسب مناعته من الأجواء والناس بكميات قليلة ما يكوّن خلايا دفاعية تهاجم الفيروس وتبقى في ذاكرة الخلايا ولكن هذه المناعة لا تستمر مدة طويلة ولكنها تعطي جزءا من المناعة بشكل مؤقت.

تحدثتم عن اللقاحات وكيفية اكتساب المناعة منها، فما رأيكم متى سيتم انتاج لقاح ضد فيروس كورونا وفقا للتجارب التي تحصل في العالم حاليا؟

٭ اللقاح الذي تحاول الدول حاليا إنتاجه وأبرزها جامعة أوكسفورد في بريطانيا والجهاز الطبي في وزارة الدفاع في روسيا وكذلك الدراسات الصينية في حال تم انتاجها قريبا ستكون لقاحات مطورة فلا يمكن انتاج لقاحات جديدة في شهور فقط، فإذا انتج لقاح في أقل من 5 سنوات لا يعتبر جديدا وانما موجود أساسا وتم تطويره ويسمى لقاحا مطورا وليس جديدا، فاكتشاف لقاح يحتاج إلى 5 سنوات لكي يصبح في المتناول لأنه يمر بعدة مراحل تتطلب كل ذلك الوقت منذ العمل في المختبرات، حيث تتم تجربته أولا على الحيوانات كالفأر الأبيض، حيث يستغرق الوقت مدة طويلة لا تقل عن سنة وبعد نجاح اللقاح على مستوى المختبر ينتقل للتجربة على البشر ويتم الإعلان عن حضور متبرعين بشروط معينة دون أمراض والأمر يحتاج لعدة شهور، ثم يتم اختيار متبرعين من أصحاب الأمراض يتم تلقيحهم ومتابعة الأعراض عليهم وهذا يحتاج إلى 3 سنوات من العمل، ثم تأتي مرحلة دراسة الأعراض الناتجة عن اللقاح، وبعدها يعرض على المنظمات المعنية بالدواء ويتم فحص مكوناته والتأكد من انه جديد وتقوم أيضا بإجراء التجارب عليه عبر متطوعين، ثم بعد اعتماده يتم عرضه على شركات الأدوية لإنتاجه وتسويقه، وهذا يؤكد ان ما يتم حاليا هو تطوير لقاحات وليس إنتاجها.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى