بين حفل مزرعة جرش وصرخات أحلام: أين تكمن أولويات المجتمع الأردني؟ وهل تتجزأ الأخلاق والحرية؟
[ad_1]
من يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن منذ يوم أمس وحتى اللحظة، سيجدها تضج بنقاشات حول مجموعة من القصص الاجتماعية المعنية بقضايا المرأة وحرية التعبير والرأي.
وتعد قضية الشابة أحلام، التي قضت قتلا على يد والدها، من أبرز القضايا التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي الأردنية وحظيت باهتمام شعبي عارم.
ولم تُفصح السلطات بعد عن طبيعة وخلفية الجريمة واكتفت بالإعلان عن القبض على الأب وإحالته للقضاء قبل أن تعلن لاحقا منع النشر في القضية حتى انتهاء التحقيقات.
هل يستحق كل هذا الجدل؟
ولكن الجدل والنقاش حول قضية أحلام لم يمنع الأردنيين من متابعة قضية “مزرعة جرش” التي سرعان ما تصدرت عناوين المواقع الإلكترونية في البلاد لينطلق جدل آخر عنوانه “أيهما أهم قضية أحلام أم مزرعة جرش؟” و”ما معايير الحرية المسموح بها؟ على من تطبق وكيف؟”
تأتي هذه الأسئلة كلما ضج فضاء الإنترنت بفيديو لفتاة أو لحفل يعتبره كثيرون “مثيرا للجدل لأنه يخالف أخلاق المجتمع وتقاليده”.
فقبل أيام انتشر مقطع مصور، يظهر حفلا مختلطا لشبان وشابات، في مزرعة خاصة بمدينة جرش، شمال الأردن، بحسب ما قاله نشطاء.
وتم تسريب شريط فيديو لما كان يجري في الحفل الذي شارك فيها شبان وفتيات بملابس سباحة وظهروا هم يرقصون على أنغام موسيقى صاخبة ويحتسون مشروبات كحولية.
بدا المشهد طبيعيا للبعض ممن دافعوا عن حرية الأشخاص في اختيار لباسهم وممارسة أنشطتهم ونمط عيشهم دون إكراه أو تدخل من أحد.
إلا أن معظم المعلقين أعربوا عن استيائهم من المشاهد التي تضمنها المقطع، ووصفوها بـ”الخليعة وبالمنافية لقيم وأخلاق المجتمع الأردني المحافظ”.
فقد أثار الفيديو موجة استنكار كبيرة في مختلف الأوساط الأردنية، وسارع كثيرون للبحث عنه، مبدين رغبة وحماسا في مشاهدة الحفل تضاهي حماسهم وتفاعلهم مع كبريات القضايا الوطنية والإقليمية بل تغالبها.
وسرعان ما تصدرت “حفلة مزرعة جرش” قائمة الكلمات الأكثر بحثا على غوغل في الأردن خلال ساعات.
كما أطلق رواد موقع تويتر وسما باسم المزرعة، في محاولة للضغط على السطات المحلية ودفعها إلى فتح تحقيق وملاحقة منظمي الحفل.
وجاء رد الشرطة الأردنية سريعا، إذ أعلنت مديرية الأمن العام اعتقال وتوقيف ثلاثة أشخاص وإحالتهم للقضاء.
تناقضات وازدواجية
ووصف مغرد حالة “الهلع” التي اعترت مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: “فيديو حفلة مزرعة جرش أصبح مطلوبا أكثر من دعم الخبز”.
وعلى نفس المنوال، علقت المدونة تولين ساخرة: “الناس تبحث عن فيديو مزرعة جرش وقصة أحلام لكنها تجاهلت قضايا الفساد والأموال المنهوبة من الوطن والاقتطاعات وضم الأغوار وغاز العدو وغيرها من القضايا”.
أما عامر بدوي فقال: “في الوقت الذي تنتظر فيه أحلام أن تأتي صراخاتها بنتيجة، انشغل كثيرون. مشغول الشباب في مزرعة جرش الخاصة. من يقف ضد مزرعة جرش هم نفسهم الأشخاص الذين قد يسمحوا بقتل بناتهم”.
السلطة الأخلاقية
بذلك تحول فيديو الحفل من مجرد مقطع منتشر على الانترنت إلى مادة للسجال بين فريقين، يرى أحدهما أن قيم المجتمع ثابتة لا تغيير، بينما يرفض الآخر التقييد برؤية موحدة وجماعية للأخلاق.
ويرى كثيرون أن هذا السجال كشف تناقضات مجتمعية وفكرية وخلطاً بين “الموروثات الثقافية” للبلد و”الأفكار الدخيلة” عليه.
كما يحمل هؤلاء مواقع التواصل الاجتماعي المسؤولية الأكبر في إبراز القضايا الهامشية، مشيرين إلى أن “الحريات الفردية لا تأتي في سلم أولويات الأردني المنشغل، الذي يطالب بالمزيد من المكتسبات الاقتصادية والسياسية”
في المقابل، يرى آخرون أن “الحرية قضية لا تتجزأ، وأن تحقيق الحرية السياسية والاقتصادية لن يتأتى إلا بتحرير المرأة والمجتمع، الذي ظل لزمن طويل محكوما برؤية أحادية للأخلاق، وبتفكير سلطوي يخشى من انتشار الأفكار المخالفة له”.
ويأتي الفيديو، الذي يوثق الحفل الخاص، في ظل استمرار الحكومة الأردنية اتخاذ تدابير وقائية للحد من فيروس كورونا، من بينهما منع التجمعات.
[ad_2]
Source link