تساؤل في صحف عربية: بعد دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي، هل يشكل حياد لبنان تجاه صراعات المنطقة بالفعل علاجا لأمراضه؟
[ad_1]
ناقشت صحف ومواقع إخبارية عربية، خاصة اللبنانية، دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى التزام لبنان الحياد تجاه الصراعات في الشرق الأوسط.
ويرى البطريرك، ومقره بكركي، أن من شأن الحياد جلب الاستقرار السياسي للبلد، وهو ما سينعكس إيجابا على الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
وقد استثنى الراعي إسرائيل من الحياد الذي يدعو له.
وتعددت الزوايا التي تناول من خلالها كُتّاب دعوة الراعي. فقد سعى البعض إلى تقييم إمكانية اتخاذ لبنان موقفا حياديا تجاه الصراعات الإقليمية، بينما حاول آخرون تأويل انعكاس ذلك الحياد على الأطراف اللبنانية، خاصة جماعة حزب الله.
“لا أخلاقي ولا إنساني”
يقول غسان صليبي في “النهار” اللبنانية: “موقفي المبدئي من مسألة الحياد هو الآتي: في حالات انتهاك الحقوق الإنسانيّة، مثل الظلم والتمييز والعنف والاستغلال، أعتبر الحياد موقفاً لا إنسانياً ولا أخلاقياً”.
ويضيف موضحا: “إنه لا إنساني لأنه لا مبالٍ بمعاناة الإنسان. وهو لا أخلاقي لأنه يدّعي عدم التدخّل في الصراع في حين انه يعلم ان الصراع هو لصالح شخص أو جماعة، وإذا تركه على سجيته، فإنما يمثّل ذلك إفساحاً في المجال للمزيد من القهر”.
ويتابع: “حياد لبنان في هذه اللحظة التاريخيّة هو حياد تجاه الصراع الإقليمي الدولي على أرض لبنان ورفض له… فهذا الصراع يعطّل الدولة ويحاصر البلاد مالياً واقتصادياً ويفقّر الشعب”.
من جهته، يتساءل أمين حطيط في موقع “النشرة” الإخباري اللبناني: “هل الحياد يشكل فعلا علاجا لأمراض لبنان ويمكن اعتماده؟”.
ويدعو الكاتب مَن طرح دعوة الحياد إلى التوقف عند حقائق سياسية خاصة بلبنان، ويقول: “بالتالي يكون من الأفضل له وللبنان ان يتجنب طرحاً مستحيلاً في مثل هذا الظرف بالذات إذ لن يكون للطرح أثر او مفعول إلا زيادة الانقسام والتشرذم وإضافة ملف خلافي جديد تستفيد منه أمريكا في خطتها الرامية لإنتاج فراغ سياسي مترافق مع الحصار والتجويع المنتج للفتنة والاقتتال الداخلي والممهد لعدوان إسرائيلي على لبنان”.
وفي السياق نفسه، يقول نصري الصايغ في صحيفة “الشروق” المصرية: ” الحياد.. قصة قديمة، عواقبها وخيمة. لبنان ليس سويسرا. شعبه منحاز دائماً. لا يعرف أن البلد لم يلتئم، ولن. هذا هو لبنان: افتحوا ملفاته، لن تجدوه محايداً. منذ تأسيس ‘استقلاله‛، اتفق بشارة الخوري ورياض الصلح على شعار بسيط جداً، ومستحيل جداً: ‘لا للشرق ولا للغرب‛. ومنذ ذلك التاريخ التأسيسي ولبنان، نصفه مع الشرق ونصفه مع الغرب، علناً، لا سراً”.
ويتحدث الصايغ عن “الحياد المستحيل”، مضيفاً: “حقائق نتلمسها كل يوم. أصحاب شعار الحياد، منحازون إلى أمريكا، التي لا تقيم وزناً لأي مسيحي في لبنان، سياسياً. ومنحازون ضد سوريا ويقاطعونها، ولا يريدون لا الصين ولا إيران… وينادون بالحياد. والخصوم، هم ضد أمريكا ومن معها، وضد إسرائيل حتى المواجهة المسلحة”.
“عدم استفزاز حزب الله”
من جهة أخرى، يربط راجح الخوري في “الشرق الأوسط” اللندنية بين الحياد وحزب الله.
ويقول الخوري: “واشنطن تراهن على أن الإصلاح يفترض أن يدخل من الباب السياسي العريض، بما يعني السعي لرفع هيمنة حزب الله على القرار اللبناني، وعدم السماح له بربط لبنان بتيار إيران والممانعة”.
ويضيف: “شهدت بكركي استقطاباً واسعاً سنياً ومسيحياً ودرزياً؛ ولهذا حرص الراعي على القول بعد زيارته بعبدا، إن الحياد يعني دولة قوية وجيشاً قوياً، وإن الحياد يعني أن نلتزم القضايا العربية المشتركة من دون الدخول في صراعات سياسية أو عسكرية أو في أحلاف”.
ويتابع: “مشاكلنا في الوقت الراهن كثيرة مع الأسف والتدخلات الخارجية كثيرة، وفي هذا تذكير واضح بمحتوى عظته السابقة التي دعت صراحة إلى إنهاء هيمنة حزب الله على الشرعية والقرار اللبناني”.
ويشير ريمون ميشال هنود في “اللواء” اللبنانية إلى دور الولايات المتحدة التي يقول إنها تشن “حروباً فولاذية من دون إراقة دماء على الدول الممانعة لها عبر فرض العقوبات الاقتصادية الحادة عليها”.
ويضيف: “وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو كان قد أكد بتاريخ 13 حزيران/يونيو 2020 بأن واشنطن على أتم الاستعداد لمساعدة أي حكومة لبنانية غير مؤيدة لحزب الله وترغب في نزع سلاحه، لذا ما ينبغي معرفته هو أن واشنطن وصندوق النقد الدولي اقترنا بزواج ماروني لا طلاق فيه ولا هجر”.
ويشير فؤاد أبو زيد في “الديار” اللبنانية إلى ما تم تسريبه من زيارة البطريرك بشارة الراعي قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، وما نُسِب إلى الرئيس عون من دعوته الراعي إلى “عدم استفزاز حزب الله”.
ويقول: “يفترض بالقصر الرئاسي وببكركي توضيح الأمر لأن ما نُقِل عن الرئىس عون إذا كان صحيحاً ليس بالأمر البسيط والسهل، فهو إعلان غير مباشر لرفض تحييد لبنان حتى ولو كانت أكثرية الشعب اللبناني التواقة إلى إعادة لبنان إلى حالة الهدوء والسلام والاستقرار ترغب بتحييد لبنان وإذا اقتضى الأمر لماذا لا يعدّل الدستور ويطرح الأمر على الشعب في استفتاء حرّ”.
[ad_2]
Source link