أخبار عربية

الاتجار بالأطفال: نظرية مؤامرة من مؤيدي ترامب تربط بين شركة أثاث أمريكية وحوادث اختفاء صبايا



مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

اثاث وايفير غالي الثمن

بات الأثاث الغالي الثمن الذي تبيعه شركة وايفير، ومقرها الولايات المتحدة، في قلب نظرية مؤامرة غريبة تنتشر عبر الانترنت وتنطوي على مزاعم تتعلق بالاتجار بالأطفال.

وظهرت المزاعم التي لا أساس لها من الصحة لأول مرة في 14 يونيو/حزيران الماضي في الولايات المتحدة، ولكنها انتشرت عالميا بشكل واسع منذ ذلك الحين.

وتشدد شركة وايفير على القول “إنه ليس لهذه الادعاءات أي أساس من الصحة”.

ما هي نظرية المؤامرة المتعلقة بوايفير؟

نشأت هذه الادعاءات في جماعة “كيو أنان” (QAnon) حيث يعتقد الكثيرون فيها بنظرية المؤامرة اليمينية المتطرفة التي ترى أن هناك مؤامرة سرية من قبل “دولة عميقة” مفترضة ضد الرئيس ترامب ومؤيديه.

فقد غرد ناشط معروف متحدثا عن السعر المرتفع لدواليب التخزين التي تبيعها شركة التجزئة وايفير على الإنترنت.

وأشار المستخدم إلى أن هذه الخزانات “كلها مدرجة تحت أسماء فتيات”، مما دفع المتابعين إلى الادعاء بأن قطع الأثاث قد أخفت أطفالا بالفعل كجزء من شبكة مفترضة لتهريب الأطفال والاتجار بهم.

ولم تكتسب التغريدة الأولية سوى القليل من الاهتمام، حتى أعيد النقاش حولها على مجموعة مناقشة تسمى “المؤامرة/آر” على موقع ريديت بعد شهر تقريبا في 9 يوليو/تموز الجاري.

مصدر الصورة
Twitter

Image caption

أثارت تغريدة نظرية المؤامرة بعد أن أعادت نشرها شخصية مؤثرة في وسائل التواصل الاجنماعي من جماعة “كيوأنان”

في تلك المرحلة، كان متابعو “كيوأنان” يربطون بين بعض القطع باهظة الثمن من أثاث وايفير التي تحمل أسماء فتيات، وحالات فعلية لأطفال مفقودين في الولايات المتحدة يحملون الأسماء نفسها.

وبعض هؤلاء الأطفال لم يعودوا مفقودين، وقد قامت امرأة، ورد اسمها عندما تم الربط بين خزانة تحمل اسمها باختفائها المزعوم خلال فترة مراهقتها، بعمل بث حي على فيسبوك لدحض تلك المزاعم.

وقالت إنها لم تكن في عداد المفقودين أصلا.

ماذا تقول شركة وايفير؟

عندما يتعلق الأمر بالسبب وراء تسمية بعض خزاناتها بأسماء الأطفال، أوضحت وايفير أن الشركة تستخدم خوارزمية لتسمية منتجاتها (يستخدم بائعو التجزئة الآخرون أيضا الأسماء الأولى للعلامة التجارية لمنتجاتهم).

واعترفت بأن الأسعار المرتفعة المدرجة ربما أدت إلى الارتباك، لكنها تقول إن الخزانات المعينة ذات “حجم صناعي” كبير، وهي مخصصة للاستخدام التجاري.

وقال متحدث باسم الشركة لبي بي سي نيوز: “لقد أزلنا مؤقتا هذه المنتجات من موقعنا لإعادة تسميتها وتقديم وصف أكثر عمقا، وصور تبين المنتج بدقة لتوضيح سبب ارتفاع السعر”.

وهناك أيضا ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن الوسائد الخاصة التي يمكن أن يصل سعرها إلى 10 آلاف دولار باهظة الثمن لأنها تنطوي على الاتجار بالأطفال.

ودحضت وايفير ذلك، وأرجعت الأمر إلى خلل في الأسعار على موقعها على الإنترنت. ويمكن رؤية هذه الأخطاء نفسها في بعض الأحيان لدى البائعين الآخرين على الإنترنت.

نظرية مؤامرة جديدة

ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن يطرح نشطاء “كيوأنان” نظرية جديدة.

مصدر الصورة
Spredfast

Image caption

انتشار نظرية المؤامرة الخاصة بوايفير في أنحاء العالم

وقال البعض إنهم بعد أن وضعوا أرقام وحدة تخزين المنتجات الخاصة بوايفير (SKU)في محرك البحث الروسي الرئيسي يانديكس ظهرت صور شابات في نتائج البحث.

وكان هذا الادعاء صحيحا، ولكن تبين أن كان هناك خلل ما في محرك البحث.

وذكرت مجلة نيوزويك أن البحث في ياندكس عن “أي سلسلة عشوائية من الأرقام” سيعطي نفس النتائج.

ويبدو أن ياندكس قد أصلح هذه المشكلة الآن، حيث لم تعد عمليات البحث المماثلة تعرض صورا لشابات.

أين انتشرت نظرية مؤامرة وايفير؟

على الرغم من أنها بدأت في الولايات المتحدة فإنها سرعان ما أصبحت نظرية مؤامرة ذات توجه عالمي.

ووفقا لبيانات من كراودتانغل، وهي أداة تابعة لفيسبوك لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي، فإن كلمة وايفير ولدت 4.4 مليون تفاعل على انستغرام. كما انتشرت بسرعة على المجموعات العامة والصفحات على فيسبوك، مما أدى إلى أكثر من 12 ألف مشاركة وحوالي مليون تفاعل مباشر.

ويظهر التحليل الذي أجراه قسم الرصد والمتابعة الإعلامية في بي بي سي أن النظرية اكتسبت أيضا قوة جذب كبيرة في تركيا، التي احتلت المركز الثاني في انتشار هذا المحتوى بعد الولايات المتحدة.

وفي أمريكا اللاتينية، حظي منشور حول المؤامرة بثته شخصية أرجنتينية شهيرة على يوتيوب بحوالي 90 ألف مشاهدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

هل حدث ذلك من قبل؟

هناك أوجه تشابه مع نظرية مؤامرة بيتزاغيت التي لا أساس لها من الصحة والتي انتشرت عبر الإنترنت عندما كانت هيلاري كلينتون مرشحة للرئاسة الأمريكية في عام 2016.

وأشارت المزاعم الملفقة، التي بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن مطعم بيتزا في العاصمة واشنطن كان في مركز شبكة مزعومة لاستغلال الأطفال جنسيا مرتبطة بالدائرة الداخلية للمرشحة الرئاسية السابقة.

وباتت نظرية المؤامرة المتعلقة بذلك المطعم كبيرة لدرجة أنها أدت إلى قيام رجل أمريكي بفتح النار على مطعم البيتزا المعني.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى