فيروس كورونا: مساعٍ لإنعاش قطاع السياحة في مصر في أعقاب الوباء
[ad_1]
لطالما أبهرت أهرامات الجيزة، التي تعد إحدى عجائب الدنيا، الزوار على مدار آلاف السنين، لكنها هُجِرت، في وقت ألحق وباء كورونا خسائر فادحة بصناعة السياحة في مصر وسبل عيش الملايين فيها.
وعلى الرغم أن هذا الموقع الأثري قد أُعيد فتحه للجمهور في 1 يوليو/تموز، وتم فرض فحص قياس درجة الحرارة وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي على الزوار عند مدخله، إلا إنه لم يجد إقبالاً، سوى من جانب عدد محدود من الزوار المحليين. وبدا المكان هادئا، حتى أن حمامة استقرت مسترخية على رأس تمثال أبي الهول الشامخ على هضبة الجيزة وبدت الزائرة الوحيدة قربه.
يقول أشرف نصر، الذي عمل على مدى 25 عاماً في توفير نزهات في المكان على الجمال للزائرين: ” كان الأمر صعباً بالنسبة للجميع. جلسنا في بيوتنا أربعة أشهر. الجمل الواحد يحتاج طعاماّ بتكلفة 100 جنيه مصري (5 جنيهات إسترليني) في اليوم الواحد”.
اضطر نصر لبيع اثنين من جماله ليُطعم أسرته، مثلما فعل آخر، وهو حمدي محمد.
تساءل محمد “كيف يمكنني أن أنفق على جمالي وأبنائي؟ احتاج لتوفير مصروفات الحضانة والحفاظات”.
كانت التوقعات مختلفة كلياً قبل تفشي الوباء. فقطاع السياحة كان يعاود الازدهار بعد سنوات من الاضطراب السياسي وهجوم دموي على طائرة ركاب عام 2015.
ففي عام 2019 استقبلت مصر 13.6 مليون سائح، وكان من المتوقع أن يصل الرقم خلال العام الحالي إلى 15 مليونا.
تقول شاهندة عادل وهي مرشدة سياحية تعيش في محافظة الجيزة: “أخيراً كل شيء بات مستقرا. كنت أعمل طوال الأسبوع، لكن بعد فيروس كورونا اختفى كل شيء”.
فقدت شاهندة ألف حجز سياحي بعد توقف الرحلات الدولية في منتصف مارس/ آذار، مما أثر عليها وعلى كثيرين غيرها، كما تقول. “اضطررنا لإلغاء حجوزات فنادق وهذا يطال كل العاملين بالفندق وشركة السياحة نفسها، وكافة الموظفين. فقدنا جميعاً وظائفنا، ثم جاء دور السائقين والمطاعم”.
يبذل وزير السياحة والآثار خالد العناني جهوداً من أجل إعادة النشاط والمساعدة في إنعاش الاقتصاد، قائلا ” كانت كارثة بالنسبة لنا كباقي العالم. خسرنا نحو مليار دولار في الشهر الواحد ونتوقع خسارة المزيد خلال الأسابيع والأشهر القادمة”.
وتسهم السياحة بما يزيد عن 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، بحسب الوزير.
خلال الأيام الماضية، ظهر العناني أمام وسائل الإعلام يستعرض إجراءات الصحة والسلامة مع إعادة فتح المتاحف أبوابها واستئناف بعض الرحلات الجوية الأجنبية لمحافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر ومطروح. ويقول إنه لا توجد فعلياً حالات إصابة بكوفيد-19 في هذه المناطق الساحلية.
” حالياً لدينا الشواطئ والشمس والصحراء والأنشطة المائية، الهواء الطلق والبحر. وفيما بعد سنعيد فتح منطقة وادي النيل والإسكندرية والقاهرة والأقصر وأسوان”.
يتوقع كثيرون في هذه الصناعة أن يروا تغييرات مع عودة السياحة الجماعية، ويقولون إن ذلك قد يحمل إيجابيات، مع اتخاذ إجراءات لزيادة التعقيم وتقليل الازدحام في مناطق الجذب.
تقول منى الدسوقي (مرشدة سياحية): ” الناس حول العالم يحاولون تفادي الأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، لذا أتوقع أن نرى مجموعات سياحية صغيرة جداً أو حتى سائحين فرادى”.
وتعتبر منى أن الكمامات تمثل التحدي الأكبر بالنسبة لها، موضحة ” عملنا يعتمد بشكل أساسي على التواصل بالعين والابتسامة أثناء الترحيب بالضيوف، لكن أقنعة الوجه ستغطي نصف وجوهنا. وكذلك ارتداؤها لساعات طويلة في الحافلات والأماكن المغلقة كالمتاحف والمطارات والطائرات لن يكون سهلاً كما يبدو”.
في الجيزة، تُجري عمليات تنظيف واسعة حول الأهرامات كباقي الأماكن الأثرية.
وعلى الرغم من أن الوباء أدى إلى تأخير افتتاح المتحف المصري الجديد هنا – والذي سيضم كنوزاً عدة، كتلك الخاصة بتوت عنخ آمون- فثمة آمال بأن يكون الافتتاح خلال العام القادم حدثاً فارقاً.
تعلم مصر أنها تستطيع الاعتماد على جاذبية ماضيها الفرعوني الغني.
تقول المرشدة السياحية شاهندة عادل: “مصر مختلفة، مزيج من العجائب. بعد كل هذا، من الذي لا يريد أن يأتي ليرى الأهرامات؟ إنها على قائمة رغبات الجميع”.
[ad_2]
Source link