وهم الزمن كيف أثر كورونا على | جريدة الأنباء
[ad_1]
قامت أزمة فيروس كورونا المستجد بتشتيت شعور سكان العالم وعلاقتهم بالوقت، بالنسبة للبعض ممن استمتعوا بالعمل من منازلهم، فإن الأيام مرت سريعا، أما الآخرون ممن يحبون السفر أو يرغبون في زيارة أحبائهم فإن الوقت بدا وكأنه لن يمر أبدا.
لقد اخترعت الساعات لمساعدتنا على قياس مضي الوقت، لكن في بعض الأحيان قد نشعر بأنه كلما حدقنا فيها بدا كأن كل ثانية تمضي أطول من السابقة.
ووفقا لعلماء الأعصاب، فإن مهمة قياس الوقت وإدراكه لا تقع على عاتق عضو أو نظام معين في أجسادنا، بل إن علماء النفس حددوا العديد من العوامل المسؤولة عن إدراكنا للوقت، بعضها قد تفسر السبب وراء شعورنا المرتبط بالوقت خصوصا لهذا العام، حسبما نشر موقع «الحرة».
أين ذهب الوقت؟
قد يبدو لنا أن بعض الفترات الزمنية أطول من غيرها، إلا إنها في الواقع تكون متساوية، يقول فالتيري أرستيلا، الفيلسوف المحاضر في جامعة توركو الفنلندية، إن الشخص عند مقارنته الفترة الزمنية التي يظهر بها شكلان متتاليان على شاشة مثلا لفترة زمنية معينة، فإن الفترة التي يمكث بها الشكل الأول تبدو وكأنها أكبر من تلك التي يظهر بها الشكل الثاني، لكن في الواقع فإنهما يظهران على الشاشة على مدى فترة متساوية.
ويقول أرستيلا في تقرير لرويترز إن السبب في ذلك يعود إلى أن العين تحاول تفسير الشكل الأول، وعندما يظهر الشكل التالي المشابه له فإن الذاكرة اعتادت عليه، وبالتالي تسهل المقارنة ويظهر أن التجربة بحد ذاتها تمر بشكل أسرع.
وهذا ينعكس على فترة المكوث في المنازل خلال أزمة كورونا، فمعظم سكان نيويورك قالوا إنه مع بدء فرض الإقامة المنزلية في بداية مارس، إلا أنهم شعروا بمضي شهر أبريل بسرعة، رغم أن الأيام بدت وأنها متكررة.
ويشرح غريغ كالندر، بروفيسور الفلسفة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، أن البشر يقومون بالتوصل لتلك النتيجة بناء على واقعة استدعت الذاكرة طويلة الأمد.
ويقول: «إن شبهنا كل حدث بارز بدقة ساعة، فإن قلة عدد الدقات في أبريل تشعرنا بمرور الوقت سريعا».
الأيام تتكرر
إن ظهر أمامك عدد من الأشكال المتشابهة على شاشة واختفت، كدوائر على سبيل المثال، وظهر مربع بينها، فإنه قد يبدو للوهلة الأولى أن المربع ظهر على الشاشة وقتا أطول من الدوائر، رغم أنها ظهرت على مدى الفترة الزمنية ذاتها.
ويسمى هذا بـ «تأثير الكرة الغريبة» أو «oddball effect». يشير أرستيلا إلى ظاهرتين يمكنهما المساعدة في فهم علاقتنا مع الفترات المتكررة في المثال السابق.
الظاهرة الأولى: النظر إلى الأشكال المتشابهة (الدوائر) ساهم في تسجيلها وتذكرها، بالتالي يقل الاهتمام بها مع ظهورها واختفائها على الشاشة بالتالي نشعر بأنها مرت أمامنا واختفت بسرعة، أما الثانية فترتبط بظهور الشكل الجديد (المربع) فإن عقولنا تدرك ذلك وتركز فيه لتحليله وخلق ذكرى جديدة، بالتالي نشعر بأن الوقت كان أطول.
ويقول أرستيلا إن كبت الشعور بالأيام المتكررة يعد أحد الأسباب وراء إحساسنا بأن الوقت يمر سريعا، وهذا التأثير ذاته يشهده الأشخاص المتقاعدون، الذين يعيشون أياما متشابهة ويعبرون عن سرعة مرور الوقت.
وقد نظر عدد من الدراسات في تأثير الانتباه والعاطفة على شعورنا بالوقت.
يقول أرستيلا إن «الأمور التي تثير انتباهنا أو تتطلب المزيد من التركيز يبدو وكأنها تمر بشكل أبطأ».
والعاطفة يمكنها أيضا التأثير على شعورنا بالزمن «فترجيحنا لمرور الوقت يرتبط بشكل أكبر مع مزاج الأشخاص، إن شعرنا بالسعادة يمر الوقت بسرعة، لكن إن كنت تشعر بالحزن فإنه يبدو بطيئا»، وفقا لأرستيلا.
الأيام المليئة بالأشغال تبدو وكأنها تمر بسرعة، لكن البعض قد يشعر بالعكس تماما في 2020، فبالنسبة للعاملين في القطاع الصحي والذين يدركون حجم المجازفة في عملهم، بالتالي القلق المتولد عن هذا الخوف كان يشعرهم بأن الأيام كانت تبدو وكأنها لن تنتهي.
متى حصل هذا؟
في بعض الأحيان نتساءل عن الوقت الذي خضنا فيه تجربة ما، ونعتمد على ذاكرتنا أكثر من معرفتنا في رسم جدول زمني لما عشناه أو لما نعرفه، لكن مع تشتت الذاكرة يختفي إدراكنا لمفهوم الوقت سواء تمثل بأيام أو شهور أو سنوات أو حتى عقود.
اكتشف علماء النفس أنه من الشائع أن يقرب البشر أحداثا وقعت منذ زمن طويل لفترة أقرب زمنيا، لكن إن كانت الحادثة قد وقعت خلال السنوات الثلاث السابقة فإننا نظن أنها حصلت قبل وقت طويل.
وهذا التأثير اسمه «telescoping» أي «التكبير المجهري»، كما لو كنا ننظر في عدسة المجهر من الأمام أو من الخلف، حيث قد تبدو الصورة مشتتة وفقا لاتجاه النظر.
وقد يبدو من المستحيل أن ننسى وقوع الجائحة في عام 2020، لكن مع مرور الوقت واختفاء بعض الذكريات سننسى الوقت الأدق التي وقعت فيه الأحداث. ومع استذكارك لما حصل خلال هذا العام، احذر من وهم الزمن.
[ad_2]
Source link