أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

جامعة الأمير طلال بن عبدالعزيز .. بقلم الدكتور مرزوق العنزي

إيسايكو: جامعة الأمير طلال بن عبدالعزيز .. بقلم الدكتور مرزوق العنزي

جامعة الأمير طلال بن عبدالعزيز

تعود فكرة إنشاء جامعة (AOU) على مستوى الوطن العربي كمشروع غير ربحي إلى مبادرة (1996) أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود (1931-2018) الرئيس السابق لبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) التي أعلن فيها إنشاء جامعة عربية مفتوحة يمثلها كيان أكاديمي تعليمي غير تقليدي يساهم بتوجيه التنمية في المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية، وتفعيلا لتلك المبادرة فقد تم إعلان الجامعة في عام (2002) مما كان لها دورا كبيرا وفاعلا في تخريج أعداد كبيرة من أبناء الوطن العربي، وفي مختلف التخصصات، واستمرت الجامعة في تحقيق رسالتها وأهدافها على مدى سنوات لحين وفاة الأمير طلال (2018)، فاستمر العمل المؤسسي كما أراد له المؤسس رحمه الله، وظل مستمرا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود الذي استكمل مسيرة والده منطلقا من قول الحبيب المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام: (علم ينتفع به).


والجدير بالذكر أن الجامعة العربية المفتوحة انتهجت منذ نشأتها منهجا جديدا قائما على المرونة في نوعية القيود المفروضة على القبول مقارنة بالمؤسسات التعليمية التقليدية، فهي تتبنى نظاما يتميز بالمرونة من حيث ملائمة عملية التعلم لظروف الطلبة وقدراتهم كمثال عدم تقييد عمر المتقدم للدراسة بسقف معين إلى جانب عدم ممانعة ارتباطه الوظيفي.
واستمرت الجامعة بنجاحها نتيجة لمواكبة التطور المتسارع من خلال حداثة برامجها، وملائمة تخصصاتها لطموح المواطن العربي، وقد أثبتت نجاحها بمرونتها في مواجهة جائحة كورونا التي أربكت الجميع!
ومن هنا أقول بأنه جاء وقت رد الجميل لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى الذي أفنى عمره في دعم العملية التعليمية، ونستذكر لحظة تجرده من الذات عند إنشاء الفكرة النوعية واقتراحه بتسمية الصرح الأكاديمي بالجامعة العربية المفتوحة، فالتجرد من الذات سمة ملازمة للكبار، ولا شك أن الإسم جاء مترجما لفكر الأمير طلال المتمثل بقوميته العربية، كما كان الإسم أيضا ملائما جدا لرسالة وأهداف الجامعة، ومع مرور الوقت، ومن خلال المتابعة الشخصية التي أثمرت عن إصدار كتاب بالتعاون مع الأستاذ لافي العازمي تحت عنوان التعليم المدمج الذي تناولنا فيه الجامعة العربية المفتوحة نموذجا، حيث جاء الكتاب متوافقا مع برنامج الجامعة وتحت إشراف ودعم الجامعة متمثلة بالرئيس السابق الأستاذ الدكتور موضي الحمود، مع التوقع بأن يكون للكتاب دور في المستقبل في أن يكون مقررا عاما في الجامعة.


ومن خلال كتاب التعليم المدمج كانت الإحاطة أشمل بتأسيس الجامعة وبرامجها وفروعها، ومن خلال البحث والمتابعة ومقابلة بعض المسؤولين فقد توصلت إلى أن اسم الجامعة يشكل لبسا على المؤسسات الحكومية والأهلية في تعاملها مع مخرجات الجامعة! مما دفع بعض القائمين على تلك المؤسسات بالاستفسار من الجامعة عن طبيعة التدريس وتوصيف المقررات ونسبة الحضور! بالرغم من اعتمادها من قبل التعليم العالي متمثلا بمجلس الجامعات الخاصة! كما أن بعض المؤسسات التعليمية التقليدية رفضت قبول خريجين (AOU) في برامج الدراسات العليا! وعليه أرى الحاجة لتحديث اسم الجامعة بما يتوافق مع الرؤية التعليمية القائمة في الوطن العربي، وليكن ذلك تكريما للجامعة على إثبات نجاحها وبقائها على ذلك المستوى المتقدم بالرغم من الصعوبات التي واجهتها أثناء مسيرتها، ومن المتوقع أن يعزز ذلك التحديث المستوى التعليمي كما سيدعم تصنيفها عالميا.
وإن كنت أعلم بتحسس البعض من مجرد التفكير بتحديث اسم الجامعة! ولكني أعلم أيضا بأن التقدم نحو الأفضل يحتاج إلى قرار جريء قائم على دراسة متأنية تدعمه علاقات دولية راسخة، وأما الرغبة بالتحديث فسوف يستند على قيام بعض الجامعات بتغيير مسمياتها توافقا مع ثبات خطواتها ونموها المتسارع، وعلى رأس القائمة جامعة القاهرة التي كانت نشأتها تحت مسمى الجامعة المصرية إلا أنها واكبت الأحداث وانتقلت إلى اسم جامعة فؤاد الأول لما في ذلك من مصلحة لها ثم انتقل إلى اسمها الحالي (جامعة القاهرة) ومن ثم كان نجاحها وتقدمها وازدهارها، وهي الآن من أعرق الجامعات حيث بلغ عدد الحائزين من خريجيها على جائزة نوبل للسلام إلى ثلاثة كفاءات في مجالات مختلفة، كما تم تصنيفها في عام 2004 ضمن قائمة أكبر (500) جامعة على مستوى العالم، ولا يخفى على أحد بأن أعداد الذين يتخرجون منها سنويا يزيد على 155 ألف طالب.


كما أرى بأن تحديث اسم الجامعة بما يتوافق مع مستواها العلمي وانتشارها الواسع سيدعمها نحو الأفضل كما سيدعمها في تحقيق رسالتها وأهدافها، وستكون تلك الخطوة الجريئة جزء بسيط من رد الفضل والإحسان تستطيع الجامعة متمثلة برئاستها ومجلس أمنائها وهيئتها الإدارية والتدريسية ومنتسبيها من الطلاب الدارسين والخريجين أن تقدمه لتخليد ذكرى سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز الذي لم يذخر عنها شيئا، وقد أوصلها إلى ما هي عليه الآن من صرح أكاديمي يستحق أن يطلق عليه (بيت التعليم العربي).

الدكتور مرزوق العنزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى