أخبار عاجلة

الكفاءات الكويتية التي تعمل في الخارج



عندما نتحدث عن الكفاءات الكويتية من الشباب والشابات الذين درسوا وتخرجوا من جامعة الكويت والجامعات الخاصة في الكويت والجامعات العالمية في أرقى جامعاتها فإننا نجد الكثيرين منهم في مجتمعنا الذين على استعداد بتخصصاتهم المختلفة بأن يعملوا في جميع القطاعات العامة والخاصة وحتى الأهلية متى ما وجدوا العمل المناسب لتخصصاتهم والترحيب بهم ومنحهم الراتب الشهري المجزي الذي يناسب العمل الذي يقومون به بهمة الشباب الذي يعطي من علمه الذي درسه وجهده ووقته وبالكفاءة التي يتميز بها ليساهم بخدمة وطنه المعطاء والذي يسعى لتقدمه وتطوره بالخبرات العلمية والإدارية والفنية ليسد فراغ من نسعى إلى جلبهم من الخارج من الوافدين الذين لهم كل التقدير والاحترام ولا يمكننا أن ننقص من الأعمال الممتازة التي يقومون بها والخبرات الطويلة في قطاعات الدولة العامة والخاصة والأهلية عشرات السنين ولا شك أن كل هؤلاء لو تركوا الوظائف كمدراء عامين على سبيل المثال في الجهات التي يعملون بها في العمل أو من كبار الموظفين سواء بالاستقالات بأنفسهم أو الذين يتم الاستغناء عنهم فإنهم سيتركون فراغاً في الوظائف الكبيرة التي يقومون بالعمل بها في البنوك والشركات والمصانع وغيرها من الأعمال الهامة ويحتار المسؤولون في هذه القطاعات كيف يسدون فراغ العمل بدلا عنهم .
أقول هذا الكلام وأنا أنظر إلى الشباب والشابات الكويتيين من الكفاءات الذين يعملون في مختلف بلدان العالم خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة والدول الأوروبية الصديقة على سبيل المثال متقلدين أكبر الوظائف بالإدارات الناجحة التي يديرونها ويعملون بها مثل المراكز الاستثمارية العليا وأكبر الشركات الاستثمارية وأكبر الشركات العالمية بالطاقة والشركات المالية والاقتصادية وكبار البنوك والمصانع الإنتاجية وإلى جانب ذلك الذين يدرسون كأعضاء هيئة تدريس في الجامعات الراقية سواء في الجامعة التي تخرجوا منها أو في جامعات أخرى .
إن هؤلاء الشباب والشابات كانوا يتطلعون بعد تخرجهم من جامعاتهم في الخارج إلى أن يعودوا إلى بلدهم ليعملوا فيها خاصة الكفاءات العالية ولكنهم عندما يأتون إلى الكويت لا يلقون من يرحب بتخصصاتهم وكفاءاتهم باحثين عن العمل المناسب لكفاءاتهم ولا يجدونه مما يجعلهم يرجعون إلى البلدان التي درسوا وتخرجوا منها ليعملون بها ويجدون الترحيب بهم بالأعمال الراقية التي ذكرناها وغيرها من الأعمال التي تناسب تخصصاتهم .
إن هؤلاء الشباب والشابات يجدون في سنواتهم النهائية قبل التخرج من يأتي إليهم في جامعاتهم من كبريات الشركات العالمية والمصانع والبنوك باحثين عن تخصصاتهم التي يدرسونها ليلتقوا معهم ويعرضون عليهم العمل عندهم عندما يتخرجون والبعض يبحثون بأنفسهم عن العمل في كبريات الشركات والمصانع والبنوك وغير ذلك من الأعمال بالمؤهلات العلمية التي يحملونها وبالكفاءات التي اكتسبوها من خلال دراستهم في مختلف الجامعات .
إننا في الكويت مع الأسف الشديد لا نعطي الأهمية والاهتمام للكفاءات الكويتية وهي عملات نادرة وأرقام صعبة تجدهم متواجدين يعملون في خارج الكويت بعيدين عن بلدهم وأهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم متحملين كل ذلك من أجل تكوين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم في حالة زواجهم وفي نفس الوقت متحسرين على بلدهم الذي يفضلونه بالعمل فيه .
بينما بلدهم أحوج إليهم ولكن لا نلوموهم لأنهم عندما يأتون إلى بلدهم الكويت ويتقدمون للعمل بالشهادات الراقية الجامعية التي حصلوا عليها وبالكفاءة التي يتمتعون بها تظل ملفاتهم التي تحمل مستندات العمل باقية في ديوان الخدمة المدنية أشهر وسنوات ولا أحد يتصل معهم وحتى إذا ذهبوا للعمل في القطاع الخاص لا يجدون من يلبي طلبهم بالعمل بالشهادات الجامعية التي يحملونها .
إن الكلام يطول عن الكفاءات الكويتية المتواجدين في مختلف بلدان العالم بالعمل.
ولكن مشكلتنا كما نقول دائماً ولا نمل من تكرارها الحسد والغيرة والتشفي عندما يتقلد شاب أو شابة كويتية منصب راقي في العمل بكفاءته وعلمه وخبراته نتجاهله ونعطي الأولوية لمن تحبه عيني والقريب من النفس بقرابته وليس بكفاءته .
قبل الختام :
أرجع بذاكرتي مع عملي بجامعة الكويت وأنا أتحدث عن الكفاءات الكويتية وأنا طبعاً لا أتحدث عن نفسي فأنا والحمد لله أديت عملي بأمانة وصدق بقدر ما استطعت ليأتي من بعدي ليواصل العمل مع غيري من الأخوة الأعزاء الذين زاملتهم في العمل بالمناصب القيادية ومختلف الوظائف وكفاءاتهم تشهد لهم بذلك .
والمهم في حديثي عن جامعة الكويت أن هناك تسابق من الشركات والبنوك وفي مختلف قطاعات العمل عندما كنت أعمل بجامعة الكويت أشاهدهم عن قرب بأن يأتوا إلى الجامعة بعد تحديد أيام وساعات ليأتي المسؤولون في هذه القطاعات ليلتقوا مع الطلاب والطالبات الكويتيين قبل تخرجهم في السنة الأخيرة قبل التخرج ويعرضون عليهم العمل عندهم في مختلف التخصصات ويناقشون معهم حتى الراتب الشهري والمميزات الأخرى لدى الطلاب والطالبات يشجعونهم بالتسرع بالتخرج من الجامعة ليذهبوا إلى الجهات التي اجتمعوا معهم ويعملون بها .
ولا أعرف هل هذا مستمر حتى الآن في جامعة الكويت أو توقف .
إن الكفاءات الكويتية الخريجين من جامعة الكويت والجامعات الخاصة والجامعات الخارجية متوفرة والحمد لله ولكن لا يبقى إلا التواصل معهم وتشجيعهم بالعمل الذي يناسب تخصصاتهم .
آخر الكلام :
حسافة وألف حسافة أقولها بالفم المليان بالتحسر على شبابنا وشاباتنا الكويتيين والكويتيات الذين هم الوجه المشرق والمضيء لبلدهم والثروة البشرية لحاضر ومستقبل هذا البلد فابحثوا عنهم ستجدونهم لأن الكويتي خجول بطبعه وعنده كرامة النفس أهم من كل شيء عنده ورصيد الكثيرين العلم والمعرفة والشهادات الجامعية العليا مثل الماجستير والدكتوراه لا يحبون أن يتفاخرون بها وإنما يحبون أن يعملون بها لخدمة وطنهم الكويت الذي علمهم ودرسهم وأرسلهم إلى جامعات العالم ليدرسوا ويتخرجوا وبدلاً من أن يعملوا في بلدهم الكويت نجدهم يعملون في بلدان الجامعات التي درسوا فيها وتخرجوا منها لأنهم في بلدهم الكويت لا يجدون العمل الذي يقدر كفاءاتهم للاستفادة من دراساتهم التخصصية .
إن المواطن الكويتي من الشباب والشابات من الكفاءات الذين يدرسون على سبيل المثال في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة وتخرجوا منها ليظلوا يعملون بها يدفعون incometax وهي ضريبة الدخل يدفعونها للحكومة والتي تعتمد على مقدار الراتب الشهري للموظف وفي أغلب الأحيان متوسط ما يدفعه الموظف يتراوح ما بين 15% إلى 20% من إجمالي الراتب ومعنى ذلك لو كان الراتب الشهري على سبيل المثال 3000 دولار في هذه الحالة يدفع الموظف من 450 إلي 600 دولار شهريا إلى جانب دفع إيجار السكن وضريبة المشتريات والتأمين الصحي ومصروفات أخرى وفي هذه الحالة لم يبق من راتبه إلا حوالي 1000 دولار مثلاً .
ولو وجد المواطن الكويتي من الشباب والشابات الذين يتمتعون بالكفاءات العالية في الوظيفة التخصصية المناسبة في بلده الكويت لما تحملوا كل تلك الخسائر من المدفوعات من رواتبهم الشهرية لما عملوا في خارج بلدهم .
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى