سد النهضة: النزاع السياسي حوله بين مصر وإثيوبيا يشعل “حربا افتراضية”
[ad_1]
يهتم المصريون منذ فترة بكل أخبار إثيوبيا، التي تجمعها ببلادهم أزمة سياسية تمس حياتهم بشكل مباشر. لكن الاهتمام زاد مع ما يحدث في إثيوبيا من توتر ومظاهرات، وبدا التبادل بين الأثيوبيين والمصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر حدة من مفاوضات سد النهضة.
توتر وأعمال عنف
تشهد إثيوبيا توترا متواصلا منذ اغتيال الفنان “هاشالو هونديسا” بالرصاص مساء الإثنين.
وعلى إثر ذلك، قُتل أكثر من ثمانين شخصا في احتجاجات في منطقة “أوروميا”، التي ينتمي إليها “هاشالو”، وقُتل ثمانية أشخاص، في أديس أبابا، خلال أعمال عنف.
كما اعتقلت السلطات العشرات، وألقت القبض على شخصين يشتبه في تنفيذهما عملية الاغتيال، لكنها تقول إن الدافع وراء القتل غير معروفة بعد.
كذلك الحديث والجدال حول ما يحصل في إثيوبيا، لم يهدأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
التفاعل مع ما حدث في إثيوبيا وتبعاته لم يكن إثيوبيا فقط، بل يشغل المصريين أيضا.
كما أن حديث المصريين عن إثيوبيا متواصل منذ اندلعت أزمة سد النهضة بين البلدين.
وخُلق مسار جدال بين المستخدمين من البلدين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مواز للمسار التفاوضي الذي يخوضه السياسيون من الطرفين.
الأمر المختلف عليه بين مصر وأثيوبيا يمس مباشرة حياة كل فرد من الشعبين، ويهدد بشكل أكبر الموارد المائية لمصر، ما جعل التفاعل بين المغردين من الجهتين حادا ومشحونا.
تصريحات آبي أحمد
قوبلت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول الأوضاع، بردود فعل تراوحت بين الانتقادات والترحيب والتحليلات بين المغردين والمدونين على اختلاف توجهاتهم.
قال آبي أحمد إن من وصفهم بـ”أعداء من الداخل والخارج” وراء ما حدث، وتحدث عن مؤامرات لإشعال “حرب أهلية”.
وفي خضم التوتر بين أثيوبيا ومصر، قرأ البعض في تصريحات آبي اتهاما لمصر بالوقوف وراء ما يحدث في بلاده.
وتساءل البعض، مثل “أوليفييه غيتا” في هذه التغريدة، عما إذا كان آبي سيوجه اتهاما مباشرا لمصر:
على الجانب المصري، رفض تام لـ”تلميحات آبي أحمد”.
وقال البعض إن آبي “يستغل التوتر القائم مع مصر لإبعاد المسؤولية عنه وعن حكومته”.
ومهما كان المغزى أو القصد من تصريحات آبي أحمد، التي قد تهدف لإخماد الاضطرابات، فإنها تكسبه تعاطف وثقة من اقتنع بها، ودعما لسياسته في التعامل مع الأزمة الداخلية والخارجية مع مصر بالتحديد.
استفزاز متبادل وممارسات عنصرية
لم يكن انتقاء تعليقات تعبر عن مواقف الأطراف المشاركة في الجدال سهلا.
إذ اتسم كم هائل من التفاعل مع الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعنف وعنصرية وتعزيز لخطاب كراهية متنام بين الطرفين.
وقد يشعر المتابع للتعليقات أن حربا قد قامت بين البلدين … لكن، في العالم الافتراضي.
هكذا شارك بعض الإثيوبيين عبر موقع “تيك توك” في هذه “الحرب”:
وهكذا رد بعض المصريين:
وعلى أرض الواقع، شكى إثيوبيون في مصر من تعرضهم “للعنف وللعنصرية”.
بينما أطلقت حركات اجتماعية حملات توعية ودعوات للابتعاد عن العنصرية.
وكتب إثيوبي في مصر تدوينة على فيسبوك قبل أيام عما تعرض له لـ”مجرد كونه إثبوبيا”.
فرد عشرات المصريين على تدوينته بالاعتذار منه، واستنكار ما تعرض له من تصرفات وصفوها باللاإنسانية.
ومع إعلان استئناف المفاوضات بين مصر وأثيوبيا والسودان، عكست التعليقات تأثير ما وقع في الأيام الماضية على مواقف مواطني مصر وإثيوبيا خاصة.
ويبدو الوضع عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر حدة وتصعيدا منه على طاولة المفاوضات، التي يدور الحديث عن استعداد الأطراف المتقابلة حولها هذه المرة لإظهار “بعض المرونة”.
ويقول الإثيوبي صاحب هذا الحساب إن الإعلام المصري “يحرض على الفوضى في إثيوبيا” منذ أيام ويسأل “لماذا نصدق مصر؟”
لما الاهتمام بـ “هاشالو هونديسا”؟
“هاشالو” فنان معروف بحضوره السياسي، وبمواقفه في مواجهة الحكومات، وفي نصرة قضايا العرق الذي ينتمي إليه.
ومن الطبيعي أن يلقي موته مقتولا تفاعلا يتجاوز حدود إثيوبيا.
وهكذا تفاعل مصريون أيضا مع قتله.
لكن البعض، من ناحية أخرى، لم ير في مقتل الفنان أكثر من فرصة لتقويض سلطة آبي أحمد، الذي يعتبرونه عدوا.
ويعتبر “الأورومو”،وهم أكبر مجموعة عرقية في البلاد، “هاشالو” البالغ من العمر أربعة وثلاثين عاما، “بطلهم”.
وكانوا يرددون أغانيه في مظاهراتهم احتجاجا على “التهميش من قبل السلطة”، خاصة تلك التي أسقطت حكومة “هايلي مريام ديسالين” وأتت بـ”آبي أحمد”، وهو من “الأورومو”، رئيسا للوزراء.
[ad_2]
Source link