أزمة لبنان: هل حظر نشر تصريحات السفيرة الأمريكية بشأن حزب الله “تضييق” للحريات؟
[ad_1]
ناقشت صحف ومواقع عربية تبعات إصدار قرار من قاض لبناني بمنع وسائل الإعلام من نشر تصريحات سفيرة الولايات المتحدة للبلاد، دوروثي شيا، التي اتهمت فيها حزب الله “بابتلاع مليارات الدولارات من أموال الدولة” في الوقت الذي تواجه فيه لبنان أزمة اقتصادية حادة.
ورأى فريق أن القضاء يسعى إلى تضييق الخناق على حرية الإعلام اللبناني، بينما رأى آخرون أن تصريحات السفيرة “جاوزت كل الأعراف الدبلوماسية”.
“تأكيد يُراد نفيه”
ذكرت صحيفة “القدس العربي” في افتتاحيتها إنه “ليس غريبا أن يتخذ قاض في دولة عربية، حتى لو كانت لبنان المشهور بحرياته الإعلامية، قرارا يتعلق بالتضييق على إحدى الحريات العامة، وأن يهدد الجهات الإعلامية بالعقاب”.
وأضافت: “لكن الغريب أن يتجاوز القرار الجهات السياسية اللبنانية المعنية بالتعامل مع السفيرة والرد عليها بالطريقة التي تناسبها، على ما هو جار بين الدول عبر قرون… وأغرب ما في هذا القرار أنه يسمح للسفيرة الأمريكية، وخصوم ’حزب الله‘، بتأكيد ما يراد نفيه واستنكاره، وهو أن ’حزب الله يسيطر على الدولة اللبنانية‘”.
وقالت الصحيفة: “إحدى غرائب القرار، الذي أصدره القاضي في يوم عطلة رسمية للدولة، أنه فرض عقوبة 200 ألف دولار، على وسيلة الإعلام اللبنانية أو الأجنبية التي ستخالف قراره، وهو بذلك لم يجد حرجا في عدم استخدامه عملة بلاده، بل عملة بلاد السفيرة نفسها التي صدر القرار ضدها لأنها ’لا يحق لها التطرق إلى شأن لبناني داخلي‘”.
وقال مازن السديري، في صحيفة “الرياض” السعودية: “هذه المعاناة من انهيار قيمة العملة وانكماش الاقتصاد اللبناني من قبل ظهور أزمة وباء كورونا وسبب كل ذلك هو كما ذكرت السفيرة الأمريكية أن حزب الله صنع دولة تتحكم بالدولة اللبنانية، وجعلت لبنان لا يتقدم في مفاوضاته مع صندوق النقد بسبب عدم اتفاق قادة البلاد على الإصلاحات، كما قالت مديرة الصندوق”.
وأضاف: “هذا كله ليس ذنب المواطن اللبناني الذي استطاع أن يترك بصمة في كل وطن هاجر له وكل مجال انتسب له، لذلك تفهم حرص اللبناني على التعلم وتطوير مهاراته لأن الهجرة قد تكون خياره الوحيد لحياة أكثر عدلا، برغم أنه أكثر من تغنى بوطنه ولكن الواقع دفعه حول العالم للبحث عن الأمل بعيدا عن اليأس وهو مبتسم يكره البؤس”.
“بث الفتن”
قالت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية في افتتاحيتها إن “دوروثي شيا السفيرة الأمريكية في لبنان تتعاطى مع معظم اللبنانيين، حكومة وشعبا، كما لو أنّهم أتباع أو عبيد لحكومتها، توجه لهم الأوامر، وتتدخل في شؤونهم الخاصة، والأخطر من ذلك أنها تحاول بث الفتن لتفريق صفوفهم”.
وأضافت: “السفيرة الأمريكية تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية عندما أدلت قبل يومين بتصريحاتٍ تعرضت فيها بشكل مسيء لحزب الله اللبناني الذي تضعه دولتها على قائمة الإرهاب عندما اتهمته بأنه ’دولة داخل دولة‘… نعم نتفق مع السفيرة بأن الفساد هو الوباء الأكثر فتكا بلبنان واقتصاده، ولكنه يتواضع أمام التدخلات الأمريكية في شؤونه الداخلية التي تحمي الفاسدين وتنشر الفتنة الطائفية في صفوفه، وإشعال فتيل الحرب الأهلية مجددا”.
وقالت الصحيفة: “السفيرة الأمريكية ما كانت ستقدم عليها لو أنها كانت تدرك مسبقًا أن رد الدولة اللبنانية على مثل هذه التجاوزات سيكون أكثر صرامة، ولا يقتصر فقط على الاستدعاء إلى مقر وزارة الخارجية والاحتجاج على تصريحاتها الجارِحة والمحرضة، ضد ’حزب الله‘ الذي يشكل مكونا رئيسيا في النسيجين السياسي والاجتماعي اللبناني، وتتمثل في الحكومة والبرلمان معا”.
ويرى خلدون عبد الصمد، في صحيفة “النهار” اللبنانية، أن لبنان “عانى، ومازال يعاني من غياب التعاون بين السياسات الاقتصادية، والمصالح الآنية لبعض المسؤولين التي تنعكس سلبا على لبنان بشكل عام، فالمطلوب خطة مالية واضحة ومجدية تترافق مع تعاون المصرف المركزي والمصارف للحد من الانهيار السريع. أن تأتي متأخرا، خير من أن لا تأتي أبدا”.
[ad_2]
Source link