أخبار عاجلة

كورونا يفتح التساؤل عن إمكانية العمل من المنزل

  • شخصيات: إذا كان العمل من المنزل ممكناً «فلِمَ لا» لتقليل الاختلاط ومنع الازدحامات وتوفير الوقت والجهد
  • العسعوسي: العمل من المنزل يجنب الاختلاط وتتوافر فيه وسائل الراحة وصفاء الذهن
  • الشريعان: هناك أفضلية للعمل من مراكز العمل لوجود السكرتارية وسهولة الاتصال مع الزملاء
  • الشطي: يجب تعزيز ثقافة العمل الإلكتروني بكل ما تتطلبه من أخلاقيات مهنية وخصوصية
  • السجاري: العمل المنزلي أفضل إلى أن يختفي هذا الفيروس حفاظاً على عدم تزايد الحالات
  • النقي: بعض الدول الأوروبية استأنفت الدراسة ثم أوقفتها مجدداً!
  • الصالح: العمل بالمنزل يوفر الأمان للجميع في ظل جائحة كورونا إلا أنني أفضّل العمل بالمكتب
  • بورسلي: لا يوجد جواب قاطع عن أفضلية العمل من البيت أو من المكتب فكل عمل له ظروفه
  • سليمان: العمل يمكن أن يعود إلى المكتب بشكل تدريجي مع الالتزام بآلية التباعد الاجتماعي

رغم فترة الحظر الطويلة، وتشوق الناس للعودة إلى مقرات أعمالهم سواء في المكاتب داخل المؤسسات والوزارات والشركات أو بالمواقع العمل الخارجية والجولات الميدانية، إلا أن تجربة الكثيرين مع العمل المنزلي فتحت الباب واسعا للتفكير في وضع آليات جديدة تسمح باستمرار العمل المنزلي لبعض الأعمال إذا كان ذلك ممكنا، وهو ما يطرح التساؤل عن وضع تشريعات كاملة في قانون العمل حول ممارسة وإنجاز مهام العمل من خلال التكنولوجيا الحديثة، أو ما يسمى «عن بعد».

«العمل ما بعد جائحة كورونا.. من المكتب أم من المنزل؟» تساؤل طرحته «الأنباء» على عدد من الشخصيات الفاعلة في المجتمع من العاملين في المجالات القانونية والطبية والأكاديمية والثقافية، للوقوف على رؤيتهم ونظرتهم لمستقبل العمل بعد انتهاء جائحة كورونا، وقد رصدنا تباينا في الرأي حول مدى تقبل فكرة استمرار بعض الأعمال من المنزل أو العودة إلى مقرات العمل، إلا أننا لاحظنا وجود نوع من التحيز ناحية ضرورة الاستفادة من التجربة التي فرضتها الظروف الاستثنائية خلال الفترة الماضية.

ويرى مؤيدو «العمل المنزلي» أنه ظهر قبل «كوورنا» وكانت له أهمية كبيرة في كثير من المجالات منها متابعة الأعمال الاستثمارية أو الترويج وبيع المنتجات وكذلك في بعض المجالات التكنولوجية، مضيفين أن تجربة الحظر دفعت الكثير من المؤسسات إلى إنجاز الكثير من أعمالها عبر «الأونلاين» على يد موظفيها أصحاب المهارة في ذلك، وبالتالي فإن الوضع تغير وأصبح من الضروري الاستفادة من هذه التجربة في مواصلة بعض المهام والوظائف «عن بعد»، اعتمادا على مهارة التعامل مع الإنترنت والحسابات الإلكترونية.

وفي المقابل يرى البعض أن العمل من مقر العمل هو الأفضل، معللين وجهة نظرهم بأن الكثير من المهام لا يمكن إنجازها من المنزل خصوصا مع الأعمال التي تحتاج لزيارات أو متابعات، مضيفين أن تفعيل العمل المنزلي عبر خدمة «الأونلاين» يمكن أن يتم في مرحلة لاحقة، فإلى التفاصيل:

بداية قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للتراث هاني عبدالرزاق العسعوسي: بالنسبة لي العمل في المنزل أفضل، لتفادي الاختلاط، وفي المنزل نجد كل وسائل الراحة وصفاء الذهن وكذلك دون عناء الزحمة ومضايقات الشوارع خصوصا أن التكنولوجيا مفيدة عن طريق الكمبيوتر، لافتا إلى أن ذلك ينطبق على الأعمال الإدارية أما الحرفية التي تحتاج للتواجد في الورشة او المصنع أو موقع العمل فأمرها غير.

مهارات جديدة

من جهته، قال استشاري الطب المهني والبيئي بوزارة الصحة بمنطقة الأحمدي الصحية د.أحمد الشطي: «لا شك ان المستقبل عموما يتطلب مهارات أساسية والتي أصبحت من الضروريات وهي مهارة التعامل مع الإنترنت ومع الحساب الإلكتروني واستجلاب المعلومات من محركات الإنترنت وما إلى ذلك»، مضيفا أن العمل المنزلي ظهر كصناعة قبل كوفيد 19 لاسيما في أمور مثل بيع وشراء الأسهم والترويج لبعض المنتجات، وهذا لا يخفى على من يريد أن يرصدها، أما الآن بعد انتشار كوفيد 19 ووضع خطة العودة للحياة الطبيعية فإن خيار العمل من المنزل أصبح حتميا، خاصة أن خطة عودة الحياة إلى طبيعتها تتدرج في إحدى مراحلها ضرورة التعامل مع 25 إلى 30% من إجمالي العاملين بأي مؤسسة عن بعد، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن نحو 25 إلى 30% من العاملين هم أصلا معفون من العمل إما بتخفيض ساعات العمل لأمراض مزمنة أو بسبب الحمل والولادة وما إلى ذلك، فأعتقد أن هؤلاء يمكن الاستفادة منهم بشكل كبير لدعم الإنتاجية وتقليل فرص انتشار العدوى من خلال جلوسهم في المنزل وعمل اللازم من تقارير وغيرها من متطلبات أعمالهم، وهذه هي الخطة التي تكلم عنها مجلس الوزراء وديوان الخدمة ويمكن تفعيلها من هذا المنظور.

وأشار د.الشطي إلى أن طبيعة العمل تختلف حسب التوصيف الوظيفي، فهناك من يحتاج لحركة وزيارات ميدانية، وعلى الجانب الآخر توجد أعمال تتطلب المتابعة الإدارية بكل متطلباتها من حيث التدقيق والمتابعة بشكل عام، والآن هناك تطور كبير في خدمة توصيل الطلبات والأدوية إلى المنازل، إلى أن وصلنا إلى التطبيب عن بعد عبر الإنترنت، وهذه مبادرة إبداعية على مستوى بعض الصيدليات والعيادات، ولو كانت هذه الأمور هي إحدى مكاسب تجربة كوفيد 19 فلابد من الاستثمار والبناء عليها، فنجاحنا في هذا الموضوع وخصوصا في وزارة الصحة يتطلب الدفع بكل المبادرات الإلكترونية في الوزارة سوءا في زيارة الصفحات أو تتبع المعلومات وتسجيل الملف الإلكتروني واستخدام الهويات عبر الإنترنت أو حجز المواعيد والآن الخطوة الحالية كمرحلة استكشافية أولية للتواصل مع المراكز الصحية وحجز المواعيد لتخفيف الزحمة ومساعدة الطبيب للتركيز بشكل واضح.

باختصار مساحة العمل المكتبي كبيرة ولدينا الآن فرصة لتغييرها نحو استثمار الوقت واستخدام الهواتف الذكية والتطبيقات الذكية والحسابات الإلكترونية وهذا يتطلب في مرحلة لاحقة تعزيز ثقافة العمل الإلكتروني بكل ما تتطلبه من أخلاقيات مهنية وخصوصية وجدية ومتابعة وتأطيرها بشكل إداري وقانوني مناسب».

من جانبها قالت المستشارة نجلاء النقي «طبعا العمل من المنزل حفاظا على الصحة لأن الفيروس مازال في انتشار ولنا أمثلة دول أوروبية عاودت استئناف الدراسة وبعد يوم او يومين وأقفتها مجددا، فطالما بالإمكان العمل عن طريق «الأونلاين»، فلما لا؟ والغالبية العظمى من الناس لديهم تخوف شديد من انتقال الفيروس لهم وان كان هناك من يقول بأن فيروس كورونا كذبة من قبل الغرب وأن القصة كلها لمصلحة عوائل يهودية بمساعدة بيل غيتس للسيطرة على العالم بأكمله وخلق حالة هلع للتحكم بحياة البشر فعليهم الانتباه إلى حدوث حالات وفاة كثيرة بشكل يومي بسبب هذا الوباء، ولم نسمع بهذا الكم المخيف المهول من قبل».

وأضافت النقي «أن الهدف هو النتيجة، وطالما بالإمكان إنهاء العمل وان كان من المنزل فلما لا؟ إلا إذا بالفعل تم الإعلان وبمصداقية تامة أنه تم القضاء على الفيروس نهائيا أو أنه بعد مرور أشهر على انتشاره أصبح ضعيفا غير خطير، ويمكن بالفعل تداركه بسهولة وبالأدوية العادية المتاحة للناس هنا بالفعل من الممكن العمل من المكاتب بكل أريحية ودون تخوف».

طبيعة العمل

أما عميد كلية الهندسة د.رائد بورسلي فقال إنه لا يملك جوابا قاطعا بخصوص العمل من مقر العمل أو المنزل، مشيرا إلى أن ذلك يرتبط بظروف العمل، فهناك أمور لا نستطيع القيام بها من البيت، والعكس صحيح، حتى إن كانت هناك معدات وأجهزة وكمبيوترات للبحث العلمي موجودة في البيت.

وأضاف بورسلي «إننا في الوقت الراهن، وفي ظل الظروف الحالية.. بخصوص السؤال عن تفضيل العمل من المكتب أو من المنزل، فإننا نفضل العمل.. أينما كان».

من جانبه، قال مقدم عروض وهم كوميدية عبداللطيف الصالح: «بالطبع العمل بالمنزل حاليا يوفر الأمان خصوصا في هذه الفترة في ظل جائحة كورونا، والعمل بالمكتب له إيجابياته وسلبياته إلا أنني أفضل العمل بالمكتب عنه بالمنزل، مضيفا خلال تجربة «كورونا» العمل بالمنزل جميل لكنني أفضل العمل المكتبي».

وفي المقابل، يرى أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة الكويت د.بدر الشريعان أفضلية العمل من مراكز العمل لوجود السكرتارية وسهولة الاتصال مع الزملاء وبالطلبة وجها لوجه.

بدورها، قالت أريج السجاري «في ظل ظروف الحجر بات العمل من المكتب وسيلة للخروج وتغيير جو كما أصبح من وسائل الترفيه التي كانت بالسابق غير ترفيهية، مضيفة: بالطبع أفضل العمل من أماكن العمل إلا أن العمل المنزلي في ظل جائحة كورونا أفضل برأيي إلى أن يختفي هذا الفيروس حفاظا على عدم تزايد الحالات المرضية».

ومن جانبها، أكدت نورة سليمان أن العمل يمكن أن يعود للمكتب بشكل تدريجي حيث يتم وضع آلية التباعد الاجتماعي وعدم تكدس المراجعين والموظفين ووضع آلية المواعيد حيث إن هناك وظائف معينة لا يمكن إنجازها من المنزل خصوصا الوظائف التي تحتاج لزيارات ميدانية، لذا أفضل العودة للعمل المكتبي بالطبع ضمن آلية سليمة ومدروسة.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى