فيروس كورونا: كيف تتعامل مع أصدقاء لا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي؟
[ad_1]
طار بعض سكان مدريد فرحا بالسماح لهم أخيرا بتنظيم تجمعات تضم ما يصل إلى 10 أشخاص، وذلك بعد ستة أسابيع من الخضوع لإجراءات “الإغلاق الكامل”. فلم يكن بوسع البعض من هؤلاء، الانتظار حتى لكي تتسنى لهم الفرصة للتجمع من أجل احتساء بعض الجعة معا، أو للمشاركة في مأدبة عشاء يستضيفها أحدهم في منزله.
لكن آخرين انشغلوا في الوقت نفسه، بالكيفية التي سيختلطون بها مع رفاقهم في المرحلة المقبلة، بل إن منهم من وجد نفسه ينهمك في تقييم السلوكيات، التي يُقْدِم عليها أصدقاؤه ومعارفه على هذا المضمار تحديدا.
من بين هؤلاء آمبر، وهي مديرة مشروع متعطلة الآن عن العمل طلبت منّا عدم استخدام اسمها الكامل خشية أن يُسبب لها ذلك مشكلات في محيطها الاجتماعي. وقد قالت لي إنها تخطط الآن مع أصدقائها لتنظيم تجمع في منزل أحدهم خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبلة، لكنها تخشى من أن “يؤدي ذلك لحدوث بعض التوترات”.
على أي حال، لا يقتصر هذا الأمر على آمبر وحدها، فبعض أصدقائها – وهم جميعا في الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من العمر – يشعرون بالقلق، من استخفاف واحدة منهم بالمخاطر المترتبة على إمكانية الإصابة بفيروس كورونا، وذلك بعدما قالت لهم إنها “شعرت بضيق شديد” من ارتداء كمامة الوجه داخل أحد متاجر السوبر ماركت، برغم أن ذلك إلزامي في إسبانيا. وتعلق آمبر على ذلك بالقول: “إننا في مرحلة انتقالية، وسيشرع الناس بالقطع في النظر إلى بعضهم بعضا، بقدر أكبر من الشك”.
على الجانب الآخر من الأطلسي، ثمة من يشعرون بالقدر نفسه من القلق. من بينهم غارفين وولد فان درنوت، الطالب المقيم في ولاية كولورادو الأمريكية. فالمنطقة التي يعيش فيها، مدرجة على قائمة أولى المناطق، التي ستعود فيها حركة الحياة إلى طبيعتها في الولايات المتحدة، بعد رفع إجراءات الإغلاق. ولذا يشعر الشاب البالغ من العمر 21 عاما حاليا بالقلق، من الاختلاط بأصدقاء لا يتوخون الحيطة والحذر مثله.
ويقول وولف فان درنوت في هذا الشأن: “البعض يقيمون حفلات صغيرة، ويختلطون على نحو تُلقى فيها كل الإرشادات والتعليمات من النافذة”. ويشمل ذلك توصيل الأصدقاء بعضهم بعضا بسياراتهم الخاصة، ما يؤدي إلى تكدسهم في مساحات ضيقة، بجانب رفضهم تغطية الوجه، مع أن ذلك أمر تنصح سلطات كولورادو بالالتزام به، في الأماكن العامة والمفتوحة.
ويعلق الشاب العشريني على ذلك بالقول: “يصبح الأمر مربكا. الوفيات لا تزال مستمرة، بينما يتصرف الناس كما لو كان الوباء قد انتهى بالنسبة لهم”.
بجانب ذلك، اكتشف وولف فان درنوت أنه من العسير عليه مصارحة من يخالفون القواعد المنصوح بها للوقاية من الإصابة بكورونا بالاختلاف الجذري معهم في هذا الشأن. وانتهى به المطاف لكتابة تعليقات مُتهكمة على حساب واحدة من هؤلاء على تطبيق “سناب شات”، ما حدا بها إلى حذفه من قائمة من يستطيعون مشاهدة منشوراتها عبر هذا التطبيق. ولا يعتقد وولف فان درنوت أنهما سيتحدثان مجددا معا في المستقبل.
لماذا تختلف مستويات التزامنا بتدابير الوقاية؟
وتقول الدكتورة كيت هاميلتون-ويست، الخبيرة في علم النفس الصحي بجامعة كنت البريطانية، إن اختلاف سلوكيات البشر في التعامل مع الأوضاع التي تسود فترة تخفيف قواعد الحجر الصحي، يعود إلى “الطبيعة البشرية”، التي تجعل الناس يُقْدِمون على تصرفات واستجابات أكثر تباينا، إذا ما مُنِحوا خيارات أكبر من جانب الحكومات أو المؤسسات التي يعملون لحسابها.
وتشير إلى أن الأمر يختلف، إذا ما كان متعلقا بالتعامل مع نصائح أكثر مباشرة يسهل على الناس فهمها، مثل “عليكم البقاء في بيوتكم إذا كان ذلك ممكنا” خلال فترة الحجر الصحي.
ويُعزى ذلك جزئيا إلى تباين الخصال الشخصية لدى البشر، بما يجعلهم يتوزعون – بوجه عام – بين من هم أكثر تجنبا للمخاطر، ومن يتحاشونها بقدر أقل. كما يؤدي هذا التباين إلى اختلاف تقييمهم لمدى أهمية هذا الأمر أو ذاك.
أما في السويد، التي لم تشهد قط تطبيق نظام إغلاق كامل، فقد وجد الباحثون في جامعة لوند، أن المؤشر الأقوى الذي يمكن من خلاله تحديد ما إذا كان الناس سيستجيبون للنصائح الموجهة لهم على صعيد الالتزام الطوعي بالتدابير الوقائية الرامية للحد من تفشي وباء كورونا، يتمثل في مدى إمكانية تصرفهم على نحو يراعي مصلحة الآخرين.
وقد أخضع الباحثون هذا الضرب من السلوك المسؤول المُعزِز للتواصل مع الآخرين، لدراسات مسحية وتجارب تقوم على تنظيم مسابقات وألعاب متنوعة، تركز جميعها على مدى إمكانية أن يُعرّض المبحوثون أشخاصا آخرين للخطر، إذا كان ذلك سيُدر عليهم أموالا هم أنفسهم. وبحسب الدراسة، مثلّ تبني المرء سلوكيات مُعززة للتواصل الاجتماعي، مؤشرا على التزامه بالتباعد الاجتماعي، وامتثاله للتعليمات الخاصة بالحفاظ على نظافته الشخصية، وشرائه كمامة للوجه، وسعيه للحصول على معلومات بشأن كوفيد – 19 من جانب السلطات الصحية.
وتشير هاميلتون-ويست إلى أن من بين العوامل الأخرى المؤثرة على تبنينا هذا الضرب من السلوك من عدمه، طبيعة ما نحصل عليه من معلومات من وسائل الإعلام المختلفة أو من أصدقائنا وأقربائنا والعاملين في المجال الطبي، فضلا عن تلك المعلومات التي نستمدها من تجاربنا الشخصية السابقة مع الأمراض. فمن ينعمون بصحة جيدة بوجه عام ولم يعانوا من قبل من أي أمراض خطيرة، قد يعتبرون أنفسهم أقل عرضة للإصابة بالعدوى، وذلك بغض النظر عن الأدلة العلمية التي تثبت أن قائمة من فقدوا حياتهم جراء الإصابة بكوفيد – 19، تشمل حتى شبانا أصحاء.
وتعقب الباحثة على ذلك بالقول: “ننزع لبلورة ما يمكن أن نسميه `نموذجا شخصيا` للإصابة بالأمراض. فلدى كل منّا مجموعته الخاصة من التصورات المتعلقة بأمور مثل: مدى خطورة الأعراض المرضية التي ستظهر عليه إذا أصيب بالعدوى، والفترة الزمنية التي ستتواصل خلالها، وكذلك مدى فاعلية أي علاج سيتلقاه لمواجهة المرض”.
وربما تكون هذه النماذج الشخصية، مرتبطة كذلك بطبيعة خبرتنا مع الأزمة الحالية، ومدى قربنا منها من عدمه. فإقامة المرء مع قريب ينتمي إلى فئة أكثر عرضة للإصابة، أو وجود صلة وثيقة بينه وبين شخص أصيب به أو توفي جراءه في ذروة تفشي الوباء، قد يلعب دورا في قدر الحيطة والحذر الذي سيتوخاه في تعاملاته الاجتماعية، بمجرد انتهاء سريان تدابير الإغلاق.
وإذا عدنا إلى مدريد، حيث لا تزال آمبر تتعامل مع الخلافات الناشبة في دائرة أصدقائها بسبب كيفية تعاملهم مع بعضهم بعضا في فترة ما بعد تخفيف تدابير الإغلاق، سنجد أن هذه السيدة رصدت وجود اختلافات بين من خضعوا لهذه الإجراءات وهم يقطنون شققا سكنية بوسط المدن والعواصم الكبرى، ومن لاذوا خلال تلك الفترة بضواحٍ ثرية تكسوها الخضرة الوارفة أو بمناطق جبلية فسيحة “وكان بوسع كل منهم الخروج يوميا من بين جدران منزله للتمشية مع كلبه مثلا”.
فالمنتمون للفريق الأول، لازمهم – وبقدر أكبر – الشعور بوجود تهديد وشيك يُحدق بهم عندما كانوا يخرجون من منازلهم في ذروة تفشي الوباء، وهو ما يجعل الكثير منهم الآن، كما ترى آمبر، أكثر حذرا على صعيد الاختلاط بالآخرين.
فألكسندر مثلا، وهو استرالي يعمل في إحدى الشركات الناشئة في روما، يقف على طرف نقيض من ذاك الطالب الأمريكي، الذي تحدثنا عنه سابقا، ورأينا أنه يشعر بقلق شديد من الاختلاط مع الآخرين. إذ يقول هذا الشاب البالغ من العمر 34 عاما، إن “قدرا محدودا للغاية من التوتر” نشأ بين أصدقائه بفعل استعادتهم القدرة على التواصل والاختلاط من جديد. ويشير إلى أنهم سرعان ما تكيفوا مع فكرة إمكانية ترددهم على الحانات كمجموعة من جديد، رغم أنهم يعتزمون أن يقصدوا المناطق المفتوحة الموجودة داخلها، وأن يذهبوا إليها في مجموعات أقل عددا أيضا.
ويتوقع ألكسندر أن يكون من بين أسباب التوافق القائم بينه وبين أصدقائه المقربين بشأن السلوكيات الواجب اتباعها فيما يتعلق بالاختلاط بينهم، مرورهم بتجارب متشابهة، فيما يتصل بعلاقتهم بالوباء وتبعاته، بما في ذلك أنه لا يوجد منهم، من يعرف في مدينته كلها، شخصا تأكدت إصابته بالفيروس.
اختلاف ردود الفعل العاطفية
بالإضافة إلى ذلك، يشير علماء النفس إلى أهمية دور العواطف والمشاعر في تشكيل سلوكياتنا. ورغم أنه من غير المفاجئ ربما، أن يكون الشروع في الاختلاط بالأصدقاء والمعارف من جديد بعد انتهاء فترة الأغلاق؛ أكثر صعوبة على من يميلون للشعور بالقلق من الأصل، فإن هاميلتون-ويست ترى أن انتهاك شخص ما لقواعد التباعد الاجتماعي أو غيرها من الإرشادات الصحية بشكل مستمر، قد يمثل مؤشرا يُنذر بأنه يعاني من قلق شديد يرتبط بتفشي كوفيد – 19.
وتوضح الباحثة النفسية هذا الأمر بالقول: “إذا كنا نشعر حقا بالقلق البالغ إزاء هذا الأمر، فربما نُقْدِم على تصرفات تُشعرنا بأننا في حالة أفضل. من قبيل ممارسة ما يُعرف بـ `المسايرة بالتجنب`”. ويتمثل ذلك في حالة كوفيد – 19، في تحاشي التفكير فيه، ما يزيد إمكانية تجنب البعض “الانخراط في أنشطة تُذَّكِرهم بالوباء” مثل الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وارتداء كمامة الوجه وغسل اليدين بشكل مستمر. كما تشمل التصرفات المحتملة في هذا الصدد، انجذاب هؤلاء بشكل أكبر للتواصل مع من حولهم والاقتراب منهم، بالطريقة نفسها التي اعتادوها قبل تفشي الفيروس.
وبالنسبة لآخرين، قد يمثل رفض اتباع القواعد الجديدة التي تحكم الاختلاط الاجتماعي في مرحلة تخفيف إجراءات الحجر الصحي، رد فعل على الظروف الحافلة بالتحديات التي يعيشون في إطارها، مثل معاناتهم من العزلة الاجتماعية أو مواجهتهم لمشكلات في علاقاتهم الشخصية في المنزل، أو مرورهم بصعوبات مالية.
ومن بين من يتبنون هذا الرأي، الدكتورة ميريام كيرماير، الطبيبة النفسية العاملة في مدينة مونتريال الكندية والخبيرة في شؤون علاقات الصداقة، التي تقول “في بعض الأحيان، قد تنبع تصرفات مثل هذه، لا من رغبة في التمرد، وإنما بفعل الشعور بالعزلة واليأس أو حتى الاحتياج”.
فقد يبدو منطقيا أن يشكل “السعي لنيل دعم الآخرين، حتى وإن كان ذلك ينطوي على مخاطرة”، آلية تكيف بالنسبة للبعض، ممن يعانون الأمريْن خلال فترة تفشي الوباء. ولا يفوتنا في هذا الشأن، الإشارة إلى أن الدراسات النفسية، أظهرت منذ أمد بعيد أن الاختلاط الفعلي مع الآخرين، يمكن أن يُحسّن صحتنا النفسية والبدنية. وتوضح كيرماير بالقول: “نحن مُبرمجون على التواصل، وهناك قدر كبير من الشعور بالراحة، ينجم عن قربنا ممن نشعر بأننا أكثر تقاربا معهم” من الناحية العقلية أو الشعورية.
كيف تتحدث مع أصدقاء تختلف معهم بشأن الوباء؟
وفي وقت قد يمثل فيه تفهمك لسلوك من يتعاملون مع مسألة التباعد الاجتماعي بشكل مختلف عنك أو حتى تعاطفك معهم، خطوة أولى حاسمة باتجاه إيجاد صيغة للتعايش بينكما، فإنه قد لا يتسنى لك في بعض الأوقات، أن تتفق مع صديقك على أن تختلفا في هذا الشأن. فبخلاف كثير من الموضوعات التي يمكن أن يختلف بصددها الأصدقاء، يمكن أن يشكل سلوك صديقك حال اختلافكما في هذا الأمر تحديدا، خطرا على صحته هو نفسه، وكذلك على صحتك وصحة الآخرين، ممن قد تختلط أنت معهم.
وتحذر كيرماير من أن مواجهة منتهكي القواعد الصحية الرامية لمواجهة تفشي كوفيد – 19 بشكل مباشر، قد تحدو بهم لتبني رد فعل دفاعي. وتقول إنه من المهم أن يتقبل المرء مسبقا، أنه ليس لديه في نهاية المطاف، تأثير حاسم يجعل بمقدوره حمل الآخرين على تغيير سلوكياتهم.
رغم ذلك، فثمة حيلٌ يمكن أن تساعد على تخفيف حدة النقاشات المتوترة، التي قد تدور في هذا الشأن. ومن بينها، كما تقول كيرماير، تجنب وصم من يفعل ذلك من أصدقائك بأنه “متهور أو غير مسؤول”، بل التركيز عوضا عن ذلك، على أن حديثك معه يأتي بحكم اهتمامك به وخوفك عليه “لا بفعل كونك مثلا في مكانة أخلاقية أعلى” تتيح لك محاسبته.
وإذا بدا صديقك هذا غير راغب أو غير قادر على تغيير سلوكياته تلك، فسيتعين عليك – كما تقول الدكتورة هاميلتون-ويست – أن تتخذ فيما بعد “قرارك بشأن ما إذا كنت ستُبقي على التواصل والاختلاط الفعلي معه أم لا. وإذا وجدت أن ذلك سيشكل خطرا عليك وعلى أصدقائك الآخرين، فمن المنطقي تماما أن تقول له في هذه الحالة `في الواقع، ليس بوسعي الالتقاء بك في الفترة الحالية. فلا أريد أن أكون مسؤولا عن نقل العدوى لأصدقائي الآخرين`”.
وتنصح هاميلتون-ويست كذلك بأن يحرص المرء منّا، على أن يتعرف بدقة على طبيعة وتفاصيل المناسبات الاجتماعية التي يقرر حضورها. فإذا قررت مثلا حضور حفل عيد ميلاد صديق كنت تتوقع أن يحضره بضعة أشخاص، ووجدت أن عدد الموجودين يصل إلى 20 ما يجعل من المستحيل الحفاظ على مسافات كافية بينك وبينهم، فمن المقبول أن تقول في هذه الحالة للمحيطين بك: “لا أشعر بأن هذا الوضع آمن بالنسبة لي، وسأغادر المكان الآن”.
وتضيف هاميلتون-ويست بالقول إنه بات علينا الآن أن نغير مفهومنا للصفات التي يجب أن تتوافر في الصديق الجيد “وهو أمر أعتقد أنه من المفيد لنا جميعا التفكير فيه”.
هل يجب أن تنهي علاقتك بصديق ما بسبب كوفيد – 19؟
مع أن علماء النفس يتفقون على أن تكرار الصدامات بينك وبين صديق ما، بشأن كيفية الاختلاط في ما بعد فترة انتهاء الحجر الصحي؛ قد يظهر وجود خلافات أعمق جذورا بينكما، فإن هاميلتون-ويست وكيرماير تحذران من مغبة اتخاذ أي قرارات مفاجئة، من شأنها إنهاء العلاقة بينكما تماما.
وتقول كيرماير في هذا الصدد: “يجب أن يكون بمقدورنا جميعا، بل وينبغي علينا أيضا، تحديد الخطوط الحمراء التي لا يمكننا المساومة بشأنها على صعيد علاقاتنا بمن حولنا.. لكن ذلك يجب أن يكون متوازنا، مع إدراكنا لحقيقة أن فترة تفشي الوباء الحالية، لا تشكل بالضرورة الوقت المناسب لاتخاذ قرارات نهائية أو متسرعة، بشأن مستقبل صداقاتنا”.
وتستطرد بالقول: “نصيحتي في هذا الصدد تتمثل في أن يطرح كل منّا على نفسه الكثير من الأسئلة قبل إنهاء أي علاقة صداقة. أولها، هل صعوبة الالتزام بقاعدة التباعد الاجتماعي تعكس وجود مشكلة مستمرة بينك وبين هذا الصديق أو تكشف عن نمط أوسع نطاقا من الاختلافات بينكما، أم أنها مرتبطة فقط بمسألة التباعد هذه لا أكثر؟ ويتعلق ثاني هذه الأسئلة بما إذا كنت قد حاولت بالفعل أن توضح لصديقك المشكلة التي تواجهها في هذا الشأن ومدى شعورك بالانزعاج بسببها؟ وهل صارحته بأسباب ضيقك من ذلك؟ أم لا”.
وترى كيرماير أنه بالإمكان إنقاذ الصداقات التي ترى أنه يجدر بك الحفاظ عليها، من خلال رسم حدود جديدة للتعامل مع أطرافها، كأن يتم التواصل بينكم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو اتصالات الفيديو، بالتوازي مع تجنب إجراء أي نقاشات بشأن كوفيد – 19، طالما لا تزال الأزمة مستمرة.
وتتفق هاميلتون-ويست مع هذا الرأي قائلة: “بمجرد خروجنا من هذا الموقف، ودخولنا مرحلة لا يشعر فيها الجميع بالتوتر الشديد كما هو الحال الآن؛ ربما سنكتشف وقتها أنه لا يزال لدينا في واقع الأمر الرغبة في استمرار الصداقة مع هؤلاء الأشخاص الذين كنا نختلف معهم. أعتقد أنه من المشين أن نفقد أصدقاءنا لذلك السبب في وقت عصيب بالنسبة للجميع، كذاك الذي نمر به الآن”.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على BBC Worklife
[ad_2]
Source link