أخبار عاجلة

نحو استراتيجية وخطة عمل للحج زمن الأوبئة

  • ضيافة صحية وقائية لمدة 14 يوماً في مبانٍ مخصصة بمكة المكرمة قبل مباشرة أعمال الحج
  • إيجاد مساحات كافية للتباعد الاجتماعي بزيادتها ثلاثة أضعاف الأماكن المخصصة للحاج سابقاً
  • تقليص عدد الحجاج بخيام عرفات إلى 25% لزيادة المساحة المتاحة للحاج ثلاثة أضعاف السابق
  • تنظيم برنامج لتدريب الحجاج في بلادهم على سبل الوقاية وموافقتهم على كل الإجراءات الوقائية
  • عند تعليق الحج لعموم المسلمين فمن غير المناسب إلغاء الشعيرة بالكامل وتنعقد بعدد محدود
  • من حالات تعليق الحج جزئياً استمرار انتشار الوباء بمكة المكرمة وجدة والطائف والقرى المجاورة
  • زيادة أجرة النقل بالحافلات إلى الضعف لتخفيض عدد الركاب إلى النصف ورفع تكاليف السكن
  • توفير حلول شرعية مثل دخول مكة دون إحرام ولبس الإحرام بعد انتهاء فترة الضيافة الصحية
  • ارتفاع التكاليف يسهم في تخفيض الإقبال على الحج في زمن الأوبئة ويساعد في دقة التنظيم
  • ضرورة وجود كشف طبي ساري المفعول لكل حاج من بلده يفيد بخلوه من المرض الوبائي
  • تأمين طبي يشمل تكاليف الضيافة الصحية والالتزام بمواعيد التفويج المتفق عليها لأماكن أداء النسك
  • تعويض مستثمري عمارات إسكان الزوار بالمدينة المنورة ومقدمي الخدمات بـ 20% من الدخل

أسامة أبو السعود

دراسة متكاملة عن ركن الحج بعنوان «نحو استراتيجية وخطة عمل للحج زمن الأوبئة» اعدها د.فاضل محمد عثمان بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى ومشاركة د.عصام بن علي خان ود.هتان أيوب فلمبان ود.احمد حمزة، حيث استعرضت الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد وحرصها على خدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء الحج بيسر وسلامة، مبينة انها تدرك مسؤوليتها الدولية وتراقب الوضع الصحي كل عام لتعلن خلو الحج من الأوبئة قبل السماح للحاج بعودتهم إلى بلادهم.

وأضافت الدراسة: مع ظهور اوبئة متنوعة خلال الأعوام السابقة، وبافتراض تكرر حدوثها خلال موسم الحج، أو امتداد وباء «كوفيد ـ 19» إلى موسم حج 1441هـ، فمن الضروري تسليط الضوء على بعض الجوانب لبناء إستراتيجية وخطة عمل للحج في زمن الأوبئة، في الأخذ في الاعتبار عدم تقبل الجهات المسؤولة لتعليق شعيرة الحج بالكامل عند توفر الحلول المناسبة، ويجب تخفيض عدد الحجاج من الداخل والخارج بنسبة 75% وتمكين 25% من أداء الفريضة في ظروف صحية مناسبة للحد من الإصابة بالفيروس.

ويستعرض الفصل الأول لمحة عامة لتجارب وخبرات محلية وعالمية، منذ ظهور جائحة «كورونا» كأمثلة لما يمكن عمله لاستراتيجية وخطة العمل للحج في زمن الأوبئة.

ويتناول الفصل الثاني الجوانب المتعلقة بمراحل الحج زمن الأوبئة، بحيث يكون مخرج كل مرحلة مدخلا للمرحلة التي تليها، بدءا من مرحلة إقرار الحج، ثم اصدار التأشيرات والتصاريح ومرحلة الوصول إلى المملكة، ومرحلة أداء الحج، ومرحلة المغادرة، ولكل مرحلة خطة عمل وبرامج تنفيذية لتحقيق أهدافها وبرنامج زمني لذلك.

ويستكمل الفصل الثالث ما تم طرحه، من خلال وضع برامج تنفيذية لبعض الإجراءات ذات الأهمية الخاصة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: برنامج تحديد درجة المخاطرة بالحج وتحديد نسبة تخفيض الحجاج لتوفير المتطلبات الصحية الوقائية، وتأهيل مساكن للضيافة الصحية الوقائية، وتأهيل مدارس كمساكن اقتصادية للضيافة الصحية وتحديد مصادر العدوى بالخدمة والاحتياطات الصحية اللازمة لها، ثم تفويج الحجاج وفق المتطلبات الصحية، وبرنامج لإيجاد منظومة نقل ترددي صحي بحجز مسبق، وتخلص الدراسة إلى إمكانية تنظيم الحج زمن الأوبئة في ظروف صحية آمنة تحقق أداء الحجاج لنسكهم بسلامة وطمأنينة بمشيئة الله، وتوصي بتشكيل فريق عمل استشاري متخصص لمراجعة وتطوير هذه الدراسة، وإصدار التوصيات بشأنها، ثم الإشراف على متابعة تنفيذها.

مرحلة إقرار الحج

وتشير الدراسة الى ان إقرار تنظيم الحج زمن الأوبئة يعتمد على عدة عوامل أهمها درجة خطورة الوباء على ضيوف الرحمن والسكان والعاملين في الحج، والقدرة على التعامل معه، وتوفير الخدمات لضيوف الرحمن، كما تستعرض الحالات التي يعلق فيها الحج جزئيا ومنها استمرار انتشار الوباء بشكل كبير بمكة المكرمة وجدة والطائف والقرى المجاورة، واستمراره في معظم الدول الإسلامية إذا كان الوباء شديد الخطورة وسريع الانتشار مما يشكل خطورة كبيرة على الحجاج والعاملين والسكان.

إلغاء الشعيرة بالكامل

وشددت الدراسة على انه ووفقا لمشورة المتخصصين عند تعليق الحج لعموم المسلمين حرصا على سلامتهم، فمن غير المناسب إلغاء شعيرة الحج بالكامل في ذلك العام، حيث يمكن أن ينعقد بأداء عدد محدود من الأشخاص للحج من خلال تنظيم حملات حج لسفراء وقناصل وموظفي سفارات ومنظمات الدول الإسلامية ومكاتب شؤون الحج المتواجدين بالمملكة، بها كافة الشروط الصحية، بنظام القوافل الصحية، وفي حالة كان الوباء شديد الخطورة، فقد يحجمون عن الانضمام لقوافل الحج الصحية، أو ترى الجهات المختصة عدم مناسبتها لتجنب التداعيات السياسية، فيكون هناك تعليق رسمي للحج، مع السماح أو الإيعاز لعدد محدود من الأشخاص بأداء الحج بشروط وظروف وقاية صحية صارمة جدا.

ويجب تكثيف الرسائل الإعلامية خارجيا ومحليا لبيان الظروف التي أدت إلى تعليق الحج جزئيا للجمهور حرصا على سلامة ضيوف الرحمن، ومخاطر انتشار الوباء محليا وعالميا، وأيضا تكثيف الرسائل الإعلامية والحملات الإرشادية الميدانية، بكل احياء مكة المكرمة، وبخاصة التي تكثر بها الجاليات بلغاتهم، وتعاون قادة الرأي لديهم، لشرح اهمية تعليق الحج جزئيا لسلامتهم، والخطة العامة المتبعة، والإجراءات النظامية التي ستتخذ بحق المخالفين، وإغلاق المسجد الحرام والمطاف والمسعى، والدخول المحدود للمصرح لهم، ولحملات الحج الصحية، وتشديد نقاط المنع للمركبات والمشاة على مداخل عرفة والمشاعر المقدسة والأنفاق والمنافذ البرية المؤدية إليها، وتسهيل الدخول للحاصلين على تصريح بذلك.

وايضا يجب توفير الموارد المطلوبة لتنفيذ خطة الحج بالشروط الصحية وتحديد عناصر الخطة بالتفصيل ومتطلبات تنفيذها ووضع خطة لسد النقص في الموارد المطلوبة لتنفيذ الخطة، ووضع خطط للمصادر والموارد البديلة، لتجنب الاعتماد الكلي على مصادر وموردين عرضة للمخاطر، ووضع خطط في حالة تحسن الظروف وصدور الأوامر بتعديل نسبة تخفيض الحجاج.

التأشيرات والتصاريح

وتشمل حظر استقبال الحجاج من الدول والمدن المصابة، وتحديد المراجع الرسمية الدولية لإعلان الأوبئة والدول المصابة بها، وتحديد نسبة انتشار الوباء الموجب لحظر استقبال حجاج الدولة المصابة وعدم اصدار تأشيرات الحج لمواطنيها، وعدم اصدار تصاريح الحج للمواطنين والمقيمين من مدن المملكة التي مازال بها وباء، وحظر الفئات العمرية الأكثر تعرضا للخطر في حالة الإصابة، وكذلك المصابون بأمراض القلب والرئة في حالة «كوفيد ـ 19» حسب كل وباء، وتخفيض عدد الحجاج من بقية الدول بما يحقق سلامتهم وله متطلبات كثيرة، منها التباعد الاجتماعي، وزيادة المسافة بين الحجاج في المسكن والخدمات ووسائط النقل، وحينما تتعذر مضاعفة مساحة تلك الخدمات والمرافق لتحقيق التباعد الاجتماعي، فمن المتحتم تخفيض عدد الحجاج لإيجاد فراغات لانتشارهم وتوفير المساحة الصحية الأمنة.

تخفيض الأعداد إلى 25%

وتابعت الدراسة: في حالة فيروس كورونا يمكن تخفيض عدد الحجاج من الخارج والداخل بنسبة 75% لخدمة 25% من عدد الحجاج المعتاد بكفاءة مرتفعة وظروف صحية مناسبة، ومساحات كافية للتباعد الاجتماعي بزيادتها ثلاثة أضعاف المساحة المخصصة للحاج سابقا، كما يتم تقليص عدد الحجاج بالخيمة بمنى إلى 25%، لزيادة المساحة المتاحة للحاج ثلاثة أضعاف، ومثلها أيضا بالسكن في مكة وتخفيض عدد الركاب بالحافلة إلى 75% لزيادة المساحة المتاحة للحاج إلى الضعف، وبطبيعة الحال فالأمر يتطلب فريق عمل متخصصا لتحديد نسبة تخفيض عدد الحجاج لكل وباء.

شروط عديدة

ووضعت الدراسة عددا من الشروط الواجب توافرها للحصول على تأشيرة وتصريح الحج ومنها:

٭ كشف طبي ساري المفعول يفيد بخلو الحاج من المرض الوبائي، وذلك من معامل فحص ببلده معتمدة من وزارة الصحة السعودية، وتسديد تكلفة الضيافة الطبية الوقائية بالمملكة، حيث ان دقة الكشف الطبي للخلو من «كورونا» تصل إلى 70% ولا يوجد كشف يصل دقته إلى 100%.

٭ تسديد تكلفة تعقيم المسكن والمخيم ودورات المياه وأماكن التجمعات.

٭ تأمين طبي يشمل تكاليف الضيافة الصحية قبل مغادرة المملكة في حالة تفشي المرض، والعلاج في حالة الإصابة.

٭ الموافقة على تنظيمات الضيافة الصحية الوقائية والحجر الصحي ونحوها.

٭ التعهد بالالتزام بمواعيد التفويج المتفق عليها لأماكن أداء النسك ووسائل النقل والخدمات.

٭ الالتحاق ببرنامج تدريب للحجاج في بلدهم بسبل الوقاية وتنفيذ برامج التفويج بالتنسيق مع مكاتب شؤون الحجاج.

٭ الحجز المسبق على أحد البرامج المتعددة لأداء الحج، والتعهد بالالتزام بمواعيد التفويج واتباع الإجراءات الصحية.

تكاليف إضافية

وبينت الدراسة أن دفع الحاج للتكاليف الإضافية اللازمة لتوفير متطلبات الحج الصحي يؤدي إلى ارتفاع التكلفة مما يسهم تلقائيا في تخفيض الإقبال. ومن التكاليف الإضافية للخدمات بالشروط الوقائية الصحية:

٭ زيادة أجرة النقل بالحافلات في الحج إلى الضعف، لتخفيض عدد الركاب بالحافلة إلى النصف.

٭ زيادة أجرة السكن في الحج إلى الضعف لزيادة المساحة المتاحة للحاج ثلاثة أضعاف.

٭ زيادة رسوم الخيمة والخدمات بعرفة ومنى بمقدار الضعف، لتخفيض العدد بكل خيمة إلى الريع.

٭ نظرا لإلغاء الزيارة، يجب تعويض مستثمري العمائر المعدة لإسكان الزوار بالمدينة المنورة ومقدمي الخدمات لهم بمقدار 20% من الدخل المعتاد في الحج، او ما تراه الجهات المعنية.

ضيافة صحية وقائية

ولفتت الدراسة إلى انه لابد في زمن الوباء الذي يعيشه العالم حاليا من ضيافة صحية وقائية لمدة 14 يوما على الأقل هي فترة حضانة الفيروس في مبان مخصصة لذلك بمكة المكرمة وقبل السماح لهم بمباشرة اعمال الحج وذلك تطبيقا للإجراءات الصحية الوقائية في الفنادق والمساكن والأماكن المخصصة للضيافة الصحية الوقائية، وتوزيع التغذية، ونظافة وتعقيم دورات المياه، والبرامج التوعوية والاجتماعية، ونحوها.

وتؤكد الدارسة اهمية بيان فضل الصلاة بمكة المكرمة وأنها تعدل مائة ألف صلاة، وحث الحجاج للاستفادة من فترة البقاء بالضيافة الصحية للعبادة والصلاة، وتوفير حلول شرعية لإحرام الحجاج خلال مرحلة قدومهم: مثل الدخول دون احرام، وبعد انتهاء فترة الضيافة الصحية، لبس الإحرام ثم العودة إلى الميقات لعقد نية الإحرام دون الخروج من وسيلة النقل المخصصة، أو يمكن لمن أراد الإحرام وذبح الفدية لتجاوز الميقات أو الوصول إلى المملكة محرما، والبقاء بإحرامه طيلة فترة الضيافة الصحية الوقائية.

مرحلة أداء الحج

أوصت الدراسة انه في مرحلة اداء الحج بالتفويج ينتقل الحجاج على شكل أفواج صغيرة، بمرافقة مرشدين لهم، في الأوقات المتفق عليها مسبقا، لضمان عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية الآمنة لأماكن أداء النسك، والممرات والطرق المؤدية إليها، والخدمات المتاحة بها.

وتشير الى ان الطاقة الاستيعابية للمسعى في الصحن والدور الأرضي والأدوار المتكررة تبلغ ما يزيد قليلا على مائة ألف طائف في الساعة، غير أن الكثافة البشرية في صحن الطواف، تبلغ درجات مرتفعة لا تحقق التباعد المطلوب، لذا نحتاج إلى اتخاذ الإجراءات التالية:

٭ تكبير دائرة الطواف في الصحن لتجنب الازدحام وتخفيض عدد المتجهين للطواف في الصحن لتكون الكثافة بحدود 1 شخص/ متر مربع أو أقل.

٭ الحث على استخدام العربات الكهربائية في الأدوار المخصصة لها وبخاصة لكبار السن، وتعقيمها بعد كل استخدام وتوزيع الطواف على الأدوار المتاحة.

٭ تخفيض التفويج إلى 25 ألف طائف في الساعة شاملا الفئات التي يصعب اخضاعها لبرنامج التفويج، لتحقيق التباعد الاجتماعي.

٭ يجب تطبيق الحال نفسه في المسعى وعرفة ورمي الجمرات، حيث تصل الطاقة الاستيعابية التصميمية لمنشأة مشعر الجمرات نصف مليون شخص في الساعة، غير أن الطرق المؤدية إليها لا تتسع لأكثر من ثلاثمائة ألف شخص.

المتابعة الصحية

وأوصت الدراسة بأهمية المتابعة الصحية خلال موسم الحج بإنشاء قوة مهام مجهزة للقيام بأعمال الكشف والمتابعة وتطبيق الالتزام بالأعمال الوقائية بدءا من منفذ القدوم ومرورا بمراحل الحج المختلفة من سكن، وسائل نقل، خدمات وغيرها، تكثيف الفحص الطبي الميداني باستخدام التقنيات الحديثة عن بعد، وأجهزة الفحص السريع، ونحوها وقبل وبعد أماكن أداء النسك، ومناطق السكن والتجمعات ومداخل العمائر والفنادق ومراكز الخدمات والتسوق، وطرق وممرات المشاة وبوابات الحرم، وتوزيع المواد الوقائية من كمامات، وقفازات، ومعقمات الأيدي وغيرها على الحجاج مجانا بشكل مستمر في كل مراحل الحج، وبخاصة أماكن التسوق والتجمعات والمساكن واستحداث ارقام طوارئ وعناوين اتصال مختلفة للتبليغ عن الحالات المكتشفة والمشتبه بها، وأماكن تواجدها وذلك للاطمئنان على ضيوف الرحمن حتى المغادرة الى بلدانهم.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى