المواجهات تنتقل إلى طرابلس
[ad_1]
بيروت – عمر حبنجر
ليل بيروت السبت، كان أفضل مما قبله، احتجاجات في هذه الساحة، واعتصامات في أخرى، لكن لا دراجات نارية تخترق الجموع وتضرم النار في مكاتب البنوك والمتاجر أمام ناظري الدولة وتحت عيني رئيس الحكومة حسان دياب، الساكن في السراي الكبير المطل على ساحة رياض الصلح، التي حولها الدراجون الناريون إلى جهنم مصغرة أمس الأول.
دياب تحرك، لكن متأخرا عبر خطاب متلفز امس، تحدث فيه عن كل شيء، بيد انه أغفل كل ما حصل في وسط بيروت وركز على «مجهولين»، تسببوا بأزمة كبرى ودفعوا الناس إلى الشوارع عندما علموا أننا بدأنا نكتشف غرفا كثيرة في هذا الهيكل، الذي سيسقط على رؤوس الذين يختبئون في زواياه.
وتحدث رئيس الحكومة عن سقوط محاولة الانقلاب وأن أوامر العمليات الداخلية والمشتركة لم تنجح، وان هؤلاء الذين لم يسمهم، كشفوا عن أن حياة الناس لا تهمهم، وان هدفهم حماية أنفسهم وسنعلن المعطيات في الوقت المناسب، مضيفا: ما أردنا فعله في الأيام الأخيرة هو مواجهة مؤامرة التلاعب بالدولار، عبر اتخاذ قرارات توقف مسلسل ابتزاز الدولة والناس، ولن نسمح بأن تبقى ودائع الناس مجرد أرقام، لقد تصرفوا بأموال الناس، اما الدولة فليست مفلسة، بل متعثرة، وأؤكد لكم ان حقوقكم محفوظة وليتوقف التدمير الذاتي الذي يحرض عليه من يمارس الحقد الدفين، ونحن بحاجة إلى وقف الهدر الهائل، ومستعدون لفتح المطار مع بداية الشهر المقبل، مما سيؤدي إلى استعادة بعض دورتنا الاقتصادية.
وردا على دياب، غرد النائب محمد الحجار عضو كتلة المستقبل، قائلا: دكتور حسان، دولة الرئيس، سعادة البروفيسور، عن أي بطولات وإنجازات تتحدثون، والبلد يشتعل؟ حكومة تكنوقراط فاشلة ما بدها حدا يتآمر عليها، كل يوم يهدد وزراؤها بالاستقالة، ودود الخل منه وفيه.
وسألت الوزيرة السابقة مي شدياق، من ذا الذي يكتب الخطابات ويبدأ باتهام سواه من السطر الأول يليه التمجيد بالإنجازات؟
الحركات الاحتجاجية ضد الغلاء تواصلت في بيروت وصيدا والبقاع الأوسط، إلا انها أخذت في طرابلس طابعا خطيرا، مع اندلاع مواجهات بين الجيش وبين محتجين قطعوا الطريق على قافلة من الشاحنات تنقل مواد غذائية إلى سورية، ما اعتبروه تهريبا.
وتدخل الجيش لفتح طريق القافلة، على أساس أنها مواد غذائية مقدمة من الأمم المتحدة إلى اللاجئين داخل سورية، وقد وصلت إلى ميناء طرابلس بطريق ترانزيت، في حين كان المحتجون يعتقدون انها بضاعة لتاجر، هو شقيق احد نواب الشمال، الذي يعمل على خط التجارة مع الداخل السوري.
وقد عمد المحتجون إلى قطع عدد من الطرق الداخلية في حي التبانة بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، وامتد التوتر والإقفال إلى شارع الأرز والقبة وساحة النور، وسط انتشار كثيف للجيش الذي استخدم القنابل المسيلة للدموع، وقد ازداد الوضع تأزما، مع اعتقال الجيش للناشط ناصر القدور، وامتدت التوترات الى محيط سراي الحكومة التي تم تصفيح سورها الخارجي بالحديد، بمواجهة قنابل المولوتوف وتشير تقارير وارده من طرابلس إلى وقوع 72 إصابة بينهم 4 عسكريين.
وفي مدينة النبطية، قطعت القوى الأمنية الطريق أمام السراي الحكومي بوجه محتجين، رفعوا شعارات تندد بالأوضاع المعيشية، وفي الضاحية الجنوبية نظمت حركة احتجاجية مماثلة، في حين تولى أمن حركة أمل حراسة مخارج حي الخندق العميق في بيروت، منعا لراكبي الدراجات من النزول إلى جسر الرنغ وساحة الشهداء، في محاولة لتجنب الاحتكاك مع الحراك الثوري.
وكل ذلك، يترافق مع تعاظم القلق في بيروت من قادم الأيام، باقتراب تنفيذ قانون قيصر الأميركي في سورية وارتداداته على لبنان.
وفي هذا السياق، توقع السفير الروسي ألكسندر زاسبكين، لإذاعة «لبنان الحر»، الناطقة بلسان القوات اللبنانية جولة جديدة من العقوبات الأميركية واصفا قانون قيصر بالخطير. وأضاف ليس فقط بالنسبة إلى سورية بل أيضا للعلاقات الاقتصادية العالمية، ونحن نعيش هذه الحالة في السنوات الأخيرة، في روسيا وسورية وإيران، وقال ان هدفهم أسقاط النظام الحالي في سورية، وجعل البلد في مدار السياسة الأميركية ونحن نرى ذلك في لبنان أيضا.
بالنسبة للدولار فقد رفع مصرف لبنان سعر صرفه للتحاويل النقدية الإلكترونية امس من 3200 ليرة إلى 3840. والغاية كما يبدو، رفع ثقة المغتربين بالوضع، ليستأنفوا التحويل إلى عائلاتهم، علما أن الدولار في السوق السوداء ما زال يلعب ضمن حدود 6000 ليرة.
وعلى صعيد ڤيروس كورونا سجلت أمس 20 إصابة منها 11 للوافدين في حين ارتفع العدد الإجمالي الى ١٤٤٢ إصابة، والوفيات إلى 32، ووصلت إلى بيروت ليلا 4 طائرات تقل مغتربين من عواصم عدة.
[ad_2]