وفاة جورج فلويد: هل ترامب في مأزق بسبب موقفه من العلاقات العرقية في الولايات المتحدة؟
[ad_1]
تبدو الأسابيع الأخيرة قاسية بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تشير سلسلة من استطلاعات الرأي إلى أنه يتخلف بفارق متزايد عن جو بايدن منافسه الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وهناك تقارير عن اضطراب في حملته الانتخابية، في وقت تواجه فيه رئاسته سلسلة لا تنتهي من الأزمات.
فهل ما يحدث مجرد تراجع مؤقت، أم أن إعادة انتخابه باتت في خطر جسيم؟
يعد دونالد ترامب سياسيا تلقائيا يقوده حدسه الفطري. فقبل 4 سنوات، قفز إلى أعمق نقطة في المجمع الانتخابي وفاز بترشيح حزبه للرئاسة متحديا كل التوقعات والتنبؤات، وبعد ذلك فاز بالبيت الأبيض.
ولسنا بحاجة إلى القول إن مثل هذا الإنجاز سيعطي الشخص احتراما كبيرا لقدرته على إصدار احكامه الخاصة، فمنذ يوليو/تموز عام 2015 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 دخل في خلافات ومنافسات وتغريدات وتقدم من الخلف الى المقدمة بشكل درامي ليفوز في النهاية.
لقد كان الخبراء على خطأ، وكان هو محقا.
كان ترامب محقا بالتأكيد بشأن الأمور الكبيرة، فقد خاض الانتخابات كطرف خارجي في وقت بات فيه المزاج الوطني ضد المؤسسة السياسية. لقد استشعر ذلك واستفاد منه، وربما يكون نجاحه قد طمس أي أخطاء قد ارتكبت على طول الطريق.
وبعد مرور 4 سنوات، يبدو أن حدس الرئيس الغريزي يخونه هذه المرة، حيث بدا أنه يريد تكرار فوز عام 2016 فقدم نفسه كمرشح مناهض للمؤسسة يخوض معركة مع خصم من “مستنقع واشنطن”، إذ تخدم تحركاته قاعدته السياسية التي عملت لصالحه في المرة الأخيرة والتي دفعت لتحقيق معدل تصويت مرتفع بين مؤيديه في الولايات الرئيسية، في حين أن الناخبين المتردديين والمحافظين التقليديين منحوه فائدة الشك.
فعندما أدلى الناخبون المترددون بأصواتهم في الانتخابات صوتوا لصالحه دون شك.
والآن، يبدو أن قاعدته الموالية، التي تتراوح بين 30 و40 في المئة من الناخبين، وفقا للاستطلاعات، غير كافية إذا استمر النزيف في دعمه من كبار السن والمقيمين في الضواحي والناخبين المتدينين.
ومع ذلك، فإن التحركات التي قام بها الرئيس كانت خارج قواعد اللعب التي اعتمدها عام 2016 بشكل أثار الجدل، فقد قام بالتحريض على معارك حول القضايا الاجتماعية، وتعزيز نظريات المؤامرة، وشن “هجمات وضربات مضادة” ضد جميع الانتقادات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس يتخلف عن بايدن بأرقام مزدوجة في بعض الاستطلاعات. ويمنح تحليل مجلة الإيكونوميست الأخير بايدن فرص الفوز بنسبة خمسة إلى واحد، وبهامش انتخابي يذكرنا بفوز باراك أوباما المريح في عام 2008.
ويعمل ترامب بنفس استراتيجية عام 2016، لكن صراعاته تشير إلى أن المزاج الوطني هذا العام قد يكون مختلفا. وقد لا يكون الشعب الأمريكي، الذي يعاني من أكثر من 100 ألف حالة وفاة بسبب وباء فيروس كورونا والركود الاقتصادي الناتج عنه والاحتجاجات على الصعيد الوطني الآن حول الظلم العنصري والشرطة، متقبلا لمزيد من المواجهات. ويبدو أن عدوانية الرئيس وصلفه، وهي صفات خدمته في الماضي، لا تتناسب حاليا مع جمهور يريد التعاطف والتعافي والمصالحة.
ويروج الرئيس لـ “القانون والنظام” في الوقت الذي تحول فيه الرأي العام بشكل كبير لصالح حركة “حياة السود مهمة”، ونحو الاعتقاد بأن التمييز العنصري والعرقي يمثل مشكلة حقيقية ستكون ذات أولوية عند التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
قد تكون حملة “القانون والنظام” مفتاح ريتشارد نيكسون للفوز في الانتخابات الرئاسية خلال سنوات من الاضطرابات المدنية في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، لكنها الولايات المتحدة اليوم ليست الأمة نفسها التي كانت قبل 50 عاما.
وتكشف أحداث الأسابيع القليلة الماضية عن الوضع السياسي الحالي.
فقد استبعد ترامب يوم الخميس الماضي بشكل قاطع إزالة أسماء الجنرالات الكونفدراليين من 10 قواعد عسكرية أمريكية في الجنوب، قائلا إن في ذلك عدم احترام للجنود المدربين هناك.
في الوقت نفسه، أعلنت حلبة سباق سيارات ناسكار، التي بدأت في الجنوب وتحظى بشعبية كبيرة هناك، أنها ستحظر رفع العلم الكونفدرالي في جميع فعالياتها.
وقد اتخذ القادة المحليون وقادة الولايات خطوات لإزالة التماثيل الكونفدرالية، وجاءت الدعوة لتغيير اسم القاعدة من بين صفوف الجيش الأمريكي، وعلى الأخص في مقال بمجلة أتلانتيك للجنرال المتقاعد ديفيد بيترايوس.
كما تبدو الأمور في غير صالح ترامب في معركة ثقافية أخرى كان الرئيس يستمتع بها في الماضي، بسبب ركوع رياضيين محترفين خلال النشيد الوطني إحتجاجاً على ممارسات الشرطة غير العادلة. فقد أعربت الرابطة الوطنية لكرة القدم رسميا عن أسفها لعدم دعم لاعبيها الذين شاركوا في مثل هذه الإحتجاجات، بما في ذلك لاعب الوسط السابق كولين كايبرنيك.
وصوت الإتحاد الأمريكي لكرة القدم يوم الأربعاء الماضي لإلغاء مطلب يقضي بأن “يقف جميع اللاعبين باحترام” خلال النشيد الوطني. كما أن الديموقراطيين، الذين نأوا بأنفسهم عن الجدل من قبل، يركعون الآن متضامنين. وفي الوقت نفسه، يستمر ترامب في إدانة هذه الممارسة، وقد استهدف الاتحاد الوطني لكرة القدم واللاعب درو بريس الذي اعتذر مؤخراً عن وصفه الركوع بأنه عمل غير وطني.
وقبل أقل من أسبوعين بقليل، قامت قوات إنفاذ القانون والحرس الوطني بإخلاء متنزه قرب البيت الأبيض بالقوة قبل وقت قصير من وصول الرئيس إلى كنيسة مجاورة حيث التقط له المصورون صورا وهو يحمل الإنجيل . ومنذ ذلك الحين، استمر في الدفاع عن هذه الخطوة، مشيراً إلى سهولة قيام قوات الأمن بإخلاء شاغلي الحديقة.
فقد غرد قائلا: “نزهة في الحديقة”.
في غضون ذلك، نأى القادة المدنيون والعسكريون بأنفسهم عن الحادث. وقد وصف العديد من الجنرالات المتقاعدين، بمن فيهم وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، الإجراءات بأنها متهورة. وقد أعرب كل من وزير الدفاع الحالي مارك إسبر ورئيس الأركان المشتركة مارك ميلي عن أسفهما لمرافقة ترامب في مسيرته تلك إلى الكنيسة.
وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن قلق واسع النطاق بين أعضاء الحرس الوطني الذين أرسلوا لبسط الأمن في العاصمة واشنطن الأسبوع الماضي.
وربما كان أكثر الأحداث إثارة، وزُعم تورط الرئيس فيه بتغريدة، يتعلق بمقطع فيديو لدفع محتج عمره 75 عاما على الأرض في نيويورك. وتحدثت التغريدة عن تصدي الشرطة لمخرب يساري راديكالي يحاول مراقبة عملية إنفاذ القانون. وقد جعلت هذه التغريدة المزعومة، المستمدة من وسائل الإعلام الهامشية اليمينية المتطرفة، العديد من مؤيدي الرئيس الجمهوريين يزعمون إما الجهل بها أو يتنكرون لها.
ولقد ترك ذلك البعض يتساءل عما إذا كان الرئيس، من خلال أفعاله أو تقاعسه، ولكن في الغالب من خلال الطريقة التي يدير بها الأزمة، قد خلق عقبة لا يمكن التغلب عليها أمام إعادة انتخابه.
وكتب ريتش لوري، رئيس تحرير مجلة “ناشيونال ريفيو” المحافظة في مجلة بوليتيكو يقول: “إذا خسر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فلن يحدث ذلك لأنه سعى إلى إصلاح تشريعي كبير، ولن يكون ذلك لأنه تبنى مزيجا سياسيا مبدعا وغير تقليدي، ولن يكون الأمر كذلك لأنه غرق في الأحداث على الرغم من أنها كانت صعبة. بل سيكون غالبا لأنه دفع برئاسته دون داع إلى الأرض”.
وما زال هناك أكثر من أربعة أشهر ونصف حتى الانتخابات الرئاسية، ولا يزال هناك احتمال أن يجد ترامب موطئا لقدمه، أو يمكن أن يخسر بايدن بشكل كارثي.
و لكن تقدم الديموقراطيين على ترامب حتى الآن متواصل، أكثر من مرحلة هيلاري كلينتون في عام 2016. وقد تكون مكانة الرئيس في انحسار بعد عدة أسابيع من الأخبار السيئة.
ولكي يحصل الرئيس على نتيجة مشابهة لعام 2016، قد يضطر إلى التخلي عن توقعاته لعام 2016 وإقناع الأمريكيين بأنه يمكن أن يكون أكثر من مجرد الرئيس الذي أمامهم الآن، بل هو الرئيس الذي ينشدونه للسنوات الأربع المقبلة.
[ad_2]
Source link