وعادت إلى الكويت جمعتها | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الصلاة أقيمت بحضور العاملين في المسجد فقط وتم نقلها تلفزيونياً وإذاعياً
أسامة أبوالسعود
بعد طول انتظار وتلهف انطلقت أمس اول خطبة وصلاة جمعة في الكويت بمسجد الدولة الكبير، وذلك بعد توقف دام ٩٠ يوما بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وخطب الجمعة أمام وخطيب مسجد الدولة الكبير والأستاذ بكلية الشريعة – جامعة الكويت د.محمد ضاوي العصيمي بعنوان «تعاونوا ولا تهاونوا»، وذلك بحضور العاملين بالمسجد الكبير فقط، حيث تم نقل الخطبة والصلاة إذاعيا وتلفزيونيا.
وكانت «الأنباء» قد انفردت قبل أيام بإعلان إقامة صلاة الجمعة بمسجد الدولة الكبير إيذانا بعودة الحياة الى بيوت الله بمختلف مساجد الكويت.
وأصدر وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار د.فهد العفاسي قرارا حدد فيه الضوابط والإرشادات بفتح المساجد أبوابها أمام المصلين ابتداء من صلاة الظهر يوم الاربعاء الماضي في جميع الصلوات حتى في وقت الحظر سيرا على الأقدام وحددت الضوابط إغلاق جميع المساجد وقت خطبة وصلاة الجمعة ما عدا مسجد الدولة الكبير، وذلك بحضور العاملين بالمسجد فقط، مع نقلها عبر تلفزيون الكويت، وذلك وفق الاشتراطات الصحية حفاظا على صحة وسلامة جميع المواطنين والمقيمين على أرض الكويت.
«تعاونوا ولا تهاونوا»
فيما يلي نص خطبة الجمعة:
الحمد لله واهب النعم ومزيل النقم، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يكشف البلاء ولا يدفع الداء ولا ينزل الشفاء إلا هو سبحانه ذو الجلال والإكرام، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وسيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد،
فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، واجتناب الفواحش والفتن، ما ظهر منها وما بطن، قال ربنا عز وجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الطلاق: 2 و3).
أيها المسلمون،
إننا لنحمد الله العظيم الكريم الذي منّ علينا بنعم وافية كثيرة، وتفضل علينا بأفضل كافية غزيرة، ومنها تيسير العودة الى الصلاة في المساجد بعد تعليقها، والتمكين من صلاة الجماعة فيها وتحقيقها، بعد ان حنت إليها قلوب العباد الصالحين، واشتاقت لها نفوس عباد الله المتقين، ومن كان كذلك فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله، كما ثبت في الخبر عن النبي المعتبر صلى الله عليه وسلم «ورجل كان قلبه معلقا بالمسجد اذا خرج منه حتى يعود اليه» (اخرجه البخاري ومسلم والترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه).
وهو من الرجال الذين يعمرون مساجد الله بالذكر والطاعة، الذين أثنى الله عليهم بقوله (في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ـ النور: 36 38).
وكيف لا يفرح المؤمن بهذه النعمة العظيمة المسداة، والله سبحانه وتعالى يفرح بعبده الذي يتوطن المسجد للصلاة وذكره جل في علاه؟ فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر، إلا تبشبش الله له، كما يتبشبش اهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم» (أخرجه احمد وابن ماجه وصححه الألباني)، والمعنى انه ما التزم حضور المساجد واعتادها مسلم الا تبشبش الله له اي: فرح به، وأقبل عليه، فتلقاه ببره وإكرامه.
إخوة الإيمان،
ان عودة المصلين الى بيوت الله أمر أكثر من مفرح به، إذ الفرح بالله وبرسوله وبالإيمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن من أعلى مقامات العابدين، وهي من فضل الله ورحمته التي يفرح بها أهل الهداية من المؤمنين، كما قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ـ يونس: 58).
ومن كان من أهل الأعذار كالمسنين والمرضى والعاجزين في عدم حضور صلاة الجماعة وقد كان من قبل يحافظ عليها، فليبشر فإن أجر صلاة الجماعة حاصل له بإذن الله، وإن صلى في بيته، كما أخرج الباري عن ابي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا مرض العبد، او سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا»، وهو مثاب بإذن الله على صلاته في بيته وعدم حضور الجماعة، لأنه ما انقطع عنها إلا حرصا على سلامة نفسه وسلامة المسلمين، ودفعا للاذى والضرر عنه وعن المصلين، قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ـ البقرة: 195)، ومن كان كذلك فهو مأجور غير مأزور.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يمن على بلادنا وبلاد المسلمين برفع الوباء والبلاء، انه على كل شيء قدير، وبالاجابة جدير، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه انه هو خير الغافرين.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ذاته وأفعاله، ولا في الأسماء والصفات، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين من المخلوقات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والمكرمات، وسلم تسليما كثيرا ما دامت الأرض والسماوات.
أما بعد،
فاتقوا الله الذي خلقكم، واستعينوا على طاعته بما رزقكم، واشكروه على نعمه كما أمركم، يزدكم من فضله كما وعدكم.
أيها الإخوة المؤمنون،
إذا كانت فرحتنا بافتتاح المساجد عامرة، وبهجتنا بعودتنا اليها غامرة، فإن من تمام شكر هذه النعمة ومن كمال فرحتنا ان نعمل من اجل بقائها ونحرص على دوامها، ولا يتم ذلك الا بمراعاة الضوابط الشرعية، والاخذ بالنصائح والتوصيات الصحية، والتزام الإجراءات الاحترازية، ومنها: الوضوء في البيت، ولبس الكمامات، وتعقيم الأيدي عند الدخول الى المسجد والخروج منه، وعدم مصافحة الآخرين، وكذا التباعد بين المصلين في الصفوف بحسب ما هو موضوع في كل مسجد، وإحضار كل مصل سجادته معه الى المسجد ثم ردها معه الى البيت، وعدم استخدام مصاحف المسجد، وعدم الاقتراب من الآخرين أثناء الدخول والخروج، وعدم الجلوس في المسجد بعد الصلاة، والأفضل ان تصلى السنة في البيت، لحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «.. فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» (اخرجه البخاري ومسلم).
وهذا كله من صميم ديننا ومن روح شريعتنا ومن صلب وسائل سلامتنا، اذ نهانا ديننا عن ان يضر بعضنا بعضا او يقتل بعضنا بعضا بالتسبب او بالمباشرة، قال عز من قائل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ـ النساء: 29)، اي: لا يقتل بعضكم بعضا فتهلكوا أنفسكم، ولا يقتل الإنسان نفسه، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» (أخرجه احمد وابن ماجه وصححه الألباني)، يعني: لا تضر نفسك ولا تقابل غيرك بالمضرة.
فتعاونوا ولا تهاونوا يا عباد الله، ولنعمل بالإرشادات والتوجيهات، لأنه من اجل سلامة ديننا ودنيانا وانفسنا ومجتمعنا (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ـ المائدة: 2).
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والغلاء، اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إن نسألك العفو والعافية في ديننا وأهلنا ومالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بك ان نغتال من تحتنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والاموات، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، انك قريب سميع مجيب الدعوات، اللهم وفق أميرنا وولي عهده لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهما للبر والتقوى، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
[ad_2]
Source link