موت جورج فلويد: حفيدة تشرشل تقول إن تمثال جدها “قد ينبغي وضعه في المتحف” لحمايته من التخريب
[ad_1]
أعربت حفيدة رئيس وزراء بريطانيا السابق، وينستون تشرشل، عن مخاوفها من تعرض تمثال جدها الموجود أمام مبنى البرلمان البريطاني للتخريب على أيدي أنصار حركة “حياة السود مهمة”، وطالبت بوضع التمثال في متحف لحمايته في حال استمرت المظاهرات.
وقالت إيما سومز لبي بي سي إن تشرشل، الذي كان رئيس وزراء بريطانيا إبان فترة الحرب العالمية الثانية، كان “شخصية مركبة” ويعد بطلاً في نظر الملايين.
وقالت سومز إنها “أصيبت بصدمة” حين رأت النصب التذكاري لرئيس الوزراء البريطاني السابق في ساحة البرلمان، مُغطى بصندوق لحمايته من الهجوم والتخريب، رغم تأكيدها أنها تفهم السبب الذي دعا إلى ذلك.
- كيف كشف مقتل جورج فلويد عن تجذر العنصرية في مجتمعات عربية؟
- متظاهرون في بريطانيا يسقطون تمثالا لتاجر رقيق
وجاء قرار الحكومة البريطانية بتغطية تمثال تشرشل المنتصب في ساحة البرلمان بألواح على شكل صندوق، بعد أن وصفه المتظاهرون الأسبوع الماضي بأنه “كان عنصرياً”.
وقالت سومز”من المحزن للغاية أن جدي، الشخصية التي طالما سعت إلى التوحيد في هذا البلد، أصبح اليوم رمزاً يثار حوله الكثير من الخلاف والجدل”.
وأضافت “لقد وصلنا إلى مرحلة، يتم فيها النظر إلى التاريخ بمنظار الحاضر”.
ولكن سومز أقرت بأن جدها كانت له آراء “تعد اليوم غير مقبولة إطلاقاً، بيد أن هذا لا يعني أنها كانت كذلك في الماضي”.
وأضافت “كان رجلاً قوياً، ويمتلك شخصية مركبة، ولكن بالتأكيد حسناته أكثر بكثير من سيئاته”.
وتابعت قائلة “إن كان الناس يشعرون بالغضب الشديد لرؤيته، فالأفضل أن يوضع في متحف”.
وأضافت “لكنني أظن أن ساحة البرلمان ستصبح جدباء من دون تمثاله”.
من جهته، قال حفيد تشرشل سير نيكولاس سومز إنه “مستاء للغاية بسبب تعرض التمثال للتشويه، ومن ثم تغليفه بالصندوق”.
وفي حديث لصحيفة “ديلي تليغراف” أضاف “أجد أنه من الغرابة بمكان أن الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم والذين يتطلعون إلى بريطانيا باحترام، سيذهلون من أن تمثال تشرشل والنصب التذكاري للجنود القتلى في الحربين العالميتين، أمكن تشويههما بهذه الطريقة المثيرة للاشمئزاز”.
وكان تمثال تشرشل تعرض للتشويه الأسبوع الماضي بعد رشه بالدهان، والكتابة عليه “كان عنصرياً”.
إلا أن الكاتبة شرباني باسو، التي ألفت عدة كتب عن الإمبراطورية البريطانية، قالت “هناك جانبان لتشرشل، ويجب علينا معرفة أحلك ساعاته، وأفضلها”.
واعتبرت باسو أن تشرشل لم يكن ينظر إليه باعتباره بطلا في الهند، كما أشارت إلى دوره في المجاعة التي حصلت في البنغال عام 1943، ويعتقد أنها حصدت أرواح ثلاثة ملايين شخص على الأقل.
وبينما قالت باسو إنها لا تريد إزالة تمثال تشرشل من ساحة البرلمان، أكدت في الوقت نفسه على أهمية شرح كامل جوانب القصة للناس عن هذه الشخصية الشهيرة والمثيرة للجدل، لا سيما في ظل الدور المهم الذي لعبه تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية.
في المقابل، ترى إيمارن آيتون، الناشطة في حركة “حياة السود مهمة”، أن وجود تماثيل لتجار الرقيق والأشخاص الذين كانت لهم مواقف سلبية من السود، في الساحات العامة، هو أمر “مسيء للغاية”، لذلك يجب نقلها إلى المتاحف.
وأضافت آيتون لبي بي سي “أعتقد أن ذلك سيكون مكسباً للجميع، فهكذا تتوقف الإساءة إلى السود، وفي الوقت ذاته نحافظ على تاريخنا”.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد وصف يوم الجمعة، اللجوء إلى تغليف التمثال من أجل حمايته من تخريب محتمل بالأمر “السخيف والمخجل”.
وقال جونسون، إن رئيس الوزراء السابق قد أعرب عن آراء “غير مقبولة بالنسبة لنا اليوم”، ولكنه يظل بطلاً أنقذ البلاد من “الاستبداد الفاشي والعنصري”.
وفي رده على مطالب بإزالة تماثيل لشخصيات تاريخية إشكالية، قال “لا يمكننا أن نمارس الرقابة على الماضي، لا يمكننا أن نتظاهر بأن لدينا تاريخا مختلفا”.
لماذا تنقسم الآراء حول تشرشل؟
يعتبر ونستون تشرشل، الذي ولد في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1874 وتوفي في 24 يناير/كانون الثاني عام 1965، من أعظم رجالات بريطانيا، ولكنه بالنسبة للبعض شخصية مثيرة للجدل بشدة.
وبرغم قيادته البلاد خلال أحلك ساعات الحرب العالمية الثانية، وكونه استلم رئاسة الوزراء مرتين، يأخذ عليه منتقدوه تعليقاته العنصرية، وبعض تصرفات أخرى صدرت منه.
ومن قبيل ذلك، أن تشرشل أخبر اللجنة الملكية الفلسطينية للتحقيق (التي كانت مسؤولة عن التحقيق في أسباب اندلاع انتفاضة في فلسطين اثناء الانتداب البريطاني) أنه لا يعترف بوجود خطأ كبير بحق سكان أمريكا الأصليين، أو بحق الأبورجينال، السكان الأصليين لأستراليا، إضافة إلى قوله”إنه سباق الجنس الأقوى، سباق الجنس الأرقى، سباق الجنس الأكثر حكمة”.
كما دافع تشرشل عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وكتب في مذكراته “أقف بشدة إلى جانب استخدام الغازات السامة ضد القبائل غير المتحضرة”.
ولكن في المقابل، يجادل أنصاره بأنه لم يكن بحال من الأحوال الشخص الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الآراء خلال تلك الفترة.
ويتعلق الانتقاد الآخر يتعلق بدوره في المجاعة التي أصابت إقليم البنغال عام 1943، وقتل بسببها 3 ملايين شخص على الأقل، بعد أن منعت قوات الحلفاء حركة نقل المواد الغذائية في المنطقة، بما في ذلك الهند التي كانت تحت سيطرة بريطانيا بعد احتلال اليابان لبورما (ميانمار حاليا).
[ad_2]
Source link