أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

الأمل و التفاؤل أسرار الحياة .. بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين من فلسطين المحتلة

إيسايكو: مقال بعنوان: الأمل والتفاؤل أسرار الحياة بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين من فلسطين المحتلة.

قبل عدة عقود قام احد العلماء بتجارب نفسية على الفئران .. وذلك بإحضار مجموعة من الفئران ووضع كل منها في حوض زجاجي كبير ممتليء لمنتصفه بالماء .. بحيث لا يستطيع الفأر التسلق او القفز خارج الحوض.. وقام العالِم بحساب الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر في السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق ..كان هناك اختلاف بين كل فأر وآخر … لكن في المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق، ثم قام العالِم بإعادة التجربة لكن مع بعض التغيير ..فعندما يرى الفأر في لحظاته الأخيرة وأنه على وشك الاستسلام كان يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت .. ثم يضعه مرة أخرى في الإناء !
فعل ذلك مع الفئران المتبقية ثم أخذ يحسب متوسط الوقت في المرة الثانية .. كانت النتيجة مذهلة حيث صمدت الفئران أكثر من 60 ساعة !!
60 ساعة وليس دقيقة.. لاحظوا الفرق
ماذا نستفيد من التجربة..؟
الفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج ابداً وانها ميتة لا محالة فاستسلمت بسرعة ..
بينما في المرة الثانية كان لديهم خبرة سابقة بأنه هناك أمل وأنه في أي لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم ..
لذا استمروا في انتظار تحسن الظروف.

هذه القصة تتكرر في كتب التحليل النفسي كثيراً كدليل على أهمية “الأمل والتفاؤل”. ومدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية ..
الأمر خطير فعلاً .. قد ينام شخص ما عدد ساعات كافية من النوم ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب للعمل ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك !
في حين أن شخصا آخر قد ينام ساعة واحدة ثم يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه !
قد تجلس أمام الجهاز تظن أنه ليس لديك قدرة على العمل وليس لديك ما يكفي من الطاقة ..في حين أن الحقيقة أنك لديك ما يكفي ويزيد لكنك فقط ليس لديك رغبة في عمل ما هو مطلوب منك في تلك اللحظة..
إن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع .. ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافي.. وهذا الأمر له علاقة بالعادات .. وهذا أمر خطير جداً ..
لأن ذهنك يفرض قيودا على قدرات جسدك .. أو على الأقل يوهمك بوجودها ! واذا استسلمت سوف تغرق في بحر اليأس والكسل .. يقول الامام ابن القيم رحمه الله : “الحُزن يُضعفُ القَلب ، و يُوهنُ العزم ، و يضر الإرَادَة ، و لا شَيء أحبُ إلى الشّيطان من حُزن المُؤمن…فتفاءلوا بالخير تجدوه”

– يجب ان يعلم كل واحد فينا بانه يستطيع ان يُغيّر عاداته ويطور قدراته في ضبط النفس اكثر فاكثر اذا استطاع ان يتغلب على القيود الذهنية والاوهام وكلام المحبطين
– الناجحون يثقون دائماً بقدرتهم على النجاح ويتجاهلون الناس الذين يرددون مستحيل
– وان رؤيتك السلبية لنفسك هي سبب في فشلك بينما رؤيتك الإيجابية لنفسك تدفعك دائماً للنجاح لذلك فكر دائماً بما يسعدك وابتعد دائماً عن ما يقلقك لأن ما تخاف منه قد يحدث لك إذا استمر تفكيرك مشغولا به واحذر من مقارنة نفسك بالفاشلين و لا تستمع ابدا لأي شخص يحاول إحباطك.

– اعرف نقاط ضعفك وتخلص منها واعرف نقاط قوتك وحافظ عليها.
واذا فشلت في مرحلة كرر محاولات النهوض فأن تحاول أي محاولة جديدة وتخطيء لتتعلم أفضل من عدم المحاولة نهائياً.
– إكسر عاداتك حتى تتمكن من التحكم في ذاتك فالتفكير السلبي يحدث بتلقائية دون شعور لانه أفكار متجذرة وعادات ثابتة عندك من الماضي … وهنا ياتي دور التدريب لتغيير العادات والمشاعر من تفكير سلبي تلقائي إلى تفكير إيجابي
و وتغيير ردة الفعل امام الخوف و التوتر
وذلك بأن تكرر التجربة مرة واثنين وثلاثة وتقوم بالتحدي والعناد الايجابي حتى تحقق هدفك وتنجو بنفسك

– ان اخطر ما يعانيه الانسان هو عدم الوعــي بـالــذات .. اذا لم تعي ذاتك سوف تفشل في كل شيء لأن ما هو كامن في نفوسنا من طاقات أعظم بكثير من كل الإنجازات التي أنجزناها، لكن هذهة الطاقات تحتاج إلى تجسيد من خلال الوعي والإرادة والتوظيف والبرمجة الذاتية ومقاومة الأهواء والرغبات ومقاومة الخوف واليأس والاحباط

لا تقارن نفسك بالآخرين الفاشلين والغرقى والضائعين من حولك ولا تتأثر بهم سلبيا ولا تشعر بالنقص امام الذين تفوقوا وسبقوك وانما استمر في تقدمك و أدرك قوتك الذاتية وخذ الروح المبادرة في كل تصرفاتك ،واختر طريقة التعامل والتفاعل المتناسبة مع كل شيء .

– عِش في اللحظة الحالية واترك التفكير بالماضي وخطط للمستقبل وركز على ما تريد وتجنب ما لا تريد وتمسك بالابتسامة ، وحس الفكاهة ولا تجعل الجدية نوع من التعقيد حتى تتمكن من
إجادة التواصل مع الآخرين وتجنب التقلبات وردود الأفعال الغاضبة في تعاملك مع الناس لانك لا يجب ان تخسر الناس بل انجح واكسب محبة الجميع.

– تجنب ان تلعب دور الضحية وتقبل الحزن والألم واصبر وتقدم وقاوم ولا تستسلم حتى لو استسلم كل من حولك وطالما انت قادر على الثبات والتقدم
استمر بتفاؤل وامل وثقة بان الله معك

– كن دائمٱ كشعاع الضوء الارجواني مضيئٱ في ذاته ولذاته .. ومضيئاً طريقك وطريق الآخرين .. كن محفزٱ لمن يسمع عنك… بحيث يتمني لقائك ويتتبع اخبارك ويتشوق لحديثك ويتعلم بشغف من كلماتك ومقالاتك .. تفائل وتمسك بالامل و افرح وأنثر الفرح لمن حولك …
كن انت باعث السعادة في قلوب الاخرين
كن مخمليا في حضورك
وفي غيابك وفي ذكراك

– إن أغلب البشر قد لا يعلمون أن الأسود لا تنجح في الصيد إلا في ربع محاولاتها أي أنها تفشل في 75 % من محاولاتها و تنجح في 25% منها فقط .. لكنها لا تفقد الامل ورغم هذه النسبة الضئيلة التي تشاركها فيها معظم الحيوانات المفترسة إلا أنه يستحيل على الأسود أن تيأس من محاولات المطاردة و الصيد …
والسبب الرئيسي في ذلك ليس الجوع كما قد يظن البعض ، إنما هو استيعاب الحيوانات ل. ( قانون الجهد المهدور )
وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها ..
” فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها ..
” ونصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ …
” ومعظم أمطار العالم تهطل في المحيطات …
‘ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير …

و الإنسان الفاشل والمُحبط هو فقط …
من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في بضع محاولات يجعل منه إنساناً فاشلاً … ويفقد الامل
ويستسلم لليأس والغرق .. ولا يستمر
لكن الحقيقة المطبلقة هي أن الفشل الوحيد .. هو ” التوقف عن المحاولة ” وان النجاح ليس أن يكون لديك سيرة ذاتية خالية من العثرات والسقطات …
بل النجاح الحقيقي هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتتطلع الى المرحلة المقبلة .. ولو كان هناك كلمات تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة ” تفائل و استمر ” لأن اي خسارة لا تخسر فيها ذاتك هي خسارة بسيطة لن تقف امامها مكتوف الايدي وسيمكنك ان تنهض وتستكمل مسيرتك طالما انت تشعر بالتماسك في ذاتك ..ومهما اجبرتك الحياة ان تفعل اشياء انت لا تحبها .. ارضاء لخواطر من تحبهم.. اياك اياك ان تترك هدفك او حلمك او اي شيء تحبه .. ارضاء لخاطر اي أحد.. حيث هنالك خيط دقيق جدا بين التنازل وامتهان الذات ويجب عليك ان تعرف كيف تميز بينهما وكيف تحب هدفك وتحب ذاتك وتحترم عقلك… لانك اذا فشلت في ذلك فستكتشف انه لن يحبك احد كما ينبغي فالحب طاقة ايجابية ترتد اليك ولكن منبعها هو انت في الأساس
كما ان حياتك هي أثمن منحة وهبها الله لك؛ فاغتنمها…ولاتتاخر في اكتشافها واحذر التفريط فيها ،اعتنِ بنفسك، وصحتك وعقلك وروحك واعتن أيضا بمن حولك فهم من يعطون لحياتك طعم ومعني … فحاول ان تسعد نفسك وأسرتك، والمحيطين بك وحافظ على علاقاتك و تمسك بروح الأمل والتفاؤل والطموح. ولا تهمل واجباتك وقم بها علي اكمل وجه وان لم يقدرها من حولك فطيف ايجابياتك سيشع علي الآخرين طاقة ايجابية حتى لو اعتقدت عكس ذلك.

الدكتور أحمد لطفي شاهين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى