مبادرة السيسي: إنقاذ لحفتر أم سعي حقيقي لحل الأزمة؟
[ad_1]
على وقع الهزائم المتتالية، التي يمنى بها اللواء خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، جاءت المبادرة الأخيرة، لحل الأزمة الليبية من القاهرة، التي تعد الحليف الإقليمي الأقرب، لحفتر ضمن متحالفين عدة منهم الإمارات والمملكة العربية السعودية.
ومنذ الإعلان عن المبادرة، التي حملت اسم “إعلان القاهرة”، لم يتوقف الجدل بشأنها، سواء في أوساط المعسكرين الإقليميين، المؤيدين لطرفي النزاع في ليبيا، أو من قبل الناشطين، المنقسمين إلى معسكرين أيضا، على وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهما يتخندق في جانب حكومة الوفاق، وحليفها القوي تركيا، فيما يتخندق الآخر في جانب حفتر، وداعميه الإقليميين من مصر، إلى الإمارات العربية المتحدة،إلى المملكة العربية السعودية.
عناصر الحل
وتتضمن المبادرة، التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مقترحا بوقف إطلاق النار، يبدأ الإثنين الثامن من حزيران/يونيو، وهي ترتكز على نتائج قمة برلين، التي عقدت في كانون الثاني/ يناير الماضي، وانتهت بدعوة أطراف الصراع، للالتزام بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، والعمل على الوصول لتسوية سياسية.
كما تشمل المبادرة أيضا، استكمال مسار أعمال اللجنة العسكرية (5+5)، التي ترعاها الأمم المتحدة، وتضم خمسة مسؤولين عسكريين من كلا طرفي النزاع، وكما أشار الرئيس المصري فإن المبادرة تهدف أيضا، إلى ضمان تمثيل عادل، لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة، في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب، تحت إشراف الأمم المتحدة، وإلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها.
جدل بين طرفي النزاع
غير أن المبادرة التي أتت من القاهرة، وفي حضور طرف واحد، من طرفي النزاع الليبي، هو المشير خليفة حفتر، أثارت جدلا لم يتوقف حتى الآن، سواء من قبل الأطراف السياسية المتنازعة، أو من قبل الجمهور المنقسم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وسارعت حكومة الوفاق الوطني، السبت 6 حزيران/يونيو، إلى رفض المبادرة، إذ قال خالد المشري رئيس برلمان طرابلس “إن الليبيين ليسوا بحاجة إلى مبادرات جديدة”، فيما صرح المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، العقيد قنونو رفض الحكومة عمليا وقف إطلاق النار وقال “نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها”.
من جانبها رفضت تركيا في نفس اليوم، على لسان المتحدث باسم خارجيتها حامد أقصوي، الاتهامات المصرية لها، بعرقلة السلام في ليبيا، وحمّلت الدول الداعمة للواء خليفة حفتر “المسؤولية الكاملة عن الفوضى في ليبيا”.
وكان أقصوي يرد على ما قاله وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال اجتماع عبر الأنترنت، لوزراء خارجية المجموعة المصغرة لمكافحة تنظيم (داعش)، وجاء فيه أن “تركيا تجند وتنقل آلاف الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا”.
في الجانب الآخر فإن الترحيب توالى بالمبادرة المصرية، من قبل عدة دول إقليمية، تقف معظمها بجانب مصر، في تحالفها مع اللواء خليفة حفتر، وكانت الإمارات هي أول دولة ترحب بالمبادرة المصرية، حيث أعربت الخارجية الإماراتية عن تأييدها، لـ”الجهود المصرية الخيرة، الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا الشقيقة والعودة إلى المسار السياسي”.
وإنضمت إلى الإمارات كذلك مملكة البحرين، التي أعربت خارجيتها عن وقوف المنامة، إلى جانب جميع الجهود التي تقوم بها مصر، من أجل “حفظ الأمن القومي العربي والدفاع عن المصالح والقضايا العربية”، والمملكة العربية السعودية، حيث أعربت الخارجية السعودية عن التزام المملكة الثابت بـ”دعم جهود تخفيض حدة الصراعات في المنطقة
وجدل على وسائل التواصل
وكما انقسم المعسكران، المتنازعان بشأن المبادرة المصرية داخل ليبيا، وعبر الإقليم، كان الانقسام واضحا بين معسكرين أيضا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطرح مغردون من المعسكر المؤيد لحكومة الوفاق الليبية، وحليفتها تركيا، أسئلة من قبيل كيف يطرح الطرف المهزوم، وهو حفتر ومؤيدوه، شروطا من أجل إنهاء الأزمة، بينما الرجل لايملك في يديه أية أوراق؟ وكيف يطرح السيسي مبادرة لإنهاء الأزمة في ليبيا في ظل حضور طرف واحد هو حفتر وعدم حضور الآخر وهو حكومة الوفاق؟
وأعتبر المعسكر الداعم لحكومة الوفاق، على وسائل التواصل الاجتماعي أن ما طرحه السيسي في القاهرة، ليس سوى محاولة من قبل المعسكر الاقليمي الداعم لحفتر لإنقاذ الرجل، في ظل الهزائم المتتالية التي يمنى بها مؤخرا.
على الجانب الآخر فقد اعتبر المعسكر المؤيد لحفتر، وحلفائه الاقليميين ،على وسائل التواصل الاجتماعي أن ما أعلنه الرئيس السيسي بشأن مبادرة حل الأزمة الليبية، يمثل رسالة قوية موجهة لتركيا، تصل إلى حد التحذير، معتبرين أن الدور التركي في ليبيا يصل إلى حد التآمر، على المنطقة بكاملها، وأن ما قام به السيسي يمثل تصديا لتزايد النفوذ التركي في ليبيا.
وغرد مصطفى بكري الكاتب المصري المعروف بتأييده للسيسي على تويتر قائلا إن “الموقف المصري الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي حول ليبيا اليوم هي رساله قويه تعبر عن تحذير واضح لتركيا ودورها التآمري وتدخلها العسكري المباشر في ليبيا ، وتشير في نفس الوقت إلي موقف مصري داعم للجيش الوطني الليبي وحقه في حماية وحدة ليبيا وسلامة شعبها”
برأيكم
هل تمثل مبادرة السيسي إنقاذا لحفتر أم سعيا حقيقيا لحل الأزمة الليبية؟
ولماذا جاءت مبادرة القاهرة لحل الأزمة في هذا التوقيت بالذات؟
كيف ترون ما يقوله البعض من أن المبادرة دليل على هزيمة حفتر وحلفائه الاقليميين؟
وكيف ترون الدور التركي في ليبيا؟ وهل بات يمثل خطرا على المنطقة كما يقول البعض؟
لماذا تغفل معظم الأطراف السياسية رأي المواطنين الليبيين فيما يحدث؟
أين يقف المواطن الليبي من كل مايجري على أرضه؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 8 حزيران/يونيو من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
[ad_2]
Source link