من يقف وراء الاشتباكات على الحدود بين السودان وإثيوبيا؟
[ad_1]
علقت صحف عربية على اشتباكات بين القوات السودانية وميليشيات إثيوبية على الحدود السودانية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الجيش السوداني والمدنيين.
وأعقبت الاشتباكات استدعاء وزارة الخارجية السودانية للقائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على ما وصفته بأنه “توغل لميليشيات مسنودة من الجيش الإثيوبي” عبر الحدود.
واختلفت آراء الكُتاب حول إمكانية كون الاشتباكات “مؤامرة مصرية” لخوض حرب بالوكالة مع إثيوبيا التي تعمل على الانتهاء من سد النهضة والذي من شأنه التأثير على حصة مصر من مياه النيل.
بينما يرى فريق آخر أن إثيوبيا تستغل ما وصفوه بضعف مواقف العرب في بعض القضايا المهمة لفرض قوتها في المنطقة.
سد النهضة: هل تلجأ مصر للخيار العسكري للحفاظ على حصتها من مياه النيل؟
“حرب بالوكالة“
يرى محمد مصطفى جامع في جريدة رأي اليوم اللندنية أن “هذه الاشتباكات والاعتداءات تقع سنويا في موسم الأمطار … بلا شك توجد مشكلة حقيقة على الحدود السودانية الإثيوبية … وما حدث ليس أمرا سهلا يمكن السكوت عليه بكل تأكيد … لكن من غير المفهوم أيضا أن تلجأ القوات المسلحة السودانية إلى التصعيد الإعلامي”.
وعزى الكاتب لجوء القوات المسلحة السودانية للتصعيد الإعلامي إلى احتمال “العلاقات الوثيقة التي تجمع العسكريين السودانيين الموجودين في المجلس السيادي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي… ولا يخفي كثير من المدونين السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي خشيتهم من استخدام السودان ودفعه لحرب بالوكالة عن مصر التي ازدادت مخاوفها من سد النهضة في ظل اقتراب إثيوبيا من إنهائه”.
ويتابع مصطفى جامع: “ونرى أن مخاوف الشباب السوداني مشروعة تماما نسبة لولاء جنرالات السيادي الشديد للنظام المصري وللنظامين الإماراتي والسعودي … ويطالب المدونون بحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية طالما أن إثيوبيا تعترف بأحقية السودان في هذه الأراضي، مع حسم أي معتد يهاجم أراضي البلاد ومواردها”.
أما أحمد جلال، فيقول في جريدة الراكوبة السودانية: “يهرف ويهرطق البعض ويصف الأمر بالمؤامرة المصرية وخوض حرب مع إثيوبيا نيابة عن مصر وأن عملاء مصر بالداخل يريدون إشعال الفتنة بين السودان وإثيوبيا من أجل وقف بناء سد النهضة”.
ويضيف: “يتجاهل هؤلاء الإخوة والأخوات الحقائق و الواقع وحقيقة أن القوات الإثيوبية هي التي هاجمت المواقع السودانية والقوات المتمركزة فيها. وهي التي اجتاحت أرضنا الطيبة محاولة احتلالها والسيطرة عليها وقامت قواتنا المسلحة الباسلة بصدها وتدميرها وهذا واجبها”.
ويتابع جلال: “ربما يريد هؤلاء منها الانسحاب وتركها تصل إلى القضارف بحجة الإخاء وحسن الجوار وعدم الدخول في حرب مع إثيوبيا وفوبيا المؤامرة، هذا المنطق الحالم الرومانسي أفقدنا حلايب وشلاتين وأبورماد من قبل جبن وتقاعس نظام المكنوس البشير عن دعم وتعزيز القوات التي تحمي حلايب تركها تواجه الجيش المصري المحتل بدون زاد وعتاد ودعم ومساندة بحجة عدم الدخول في حرب مع مصر وفتح جبهة قتال جديدة”.
وفي سياق متصل، يقول فيصل عوض حسن في جريدة سودانايل الإلكترونية السودانية إنه “وفقا للمعطيات ‘الواقعية’ والثوابت التاريخية الموثقة، فإن السودان يعاني من الاحتلال، بنوعيه السياسي ‘غَلَبة السلاح/القوة’، والاقتصادي ‘غلبة المال'”.
ويضيف: “ولو أخذنا الاحتلال بالقوة، فنجده متجسدا تماما في حالتي إثيوبيا ومصر، ومن المؤسف/المؤلم اصطفاف السودانيين خلف هاتين الدولتين، والاحتماء بإحداهما لمواجهة شرور الثانية، دون استحضار أطماعهما القديمة والماثلة في السودان، واحتلالهما ‘الفعلي’ لأجزاء واسعة من أراضينا، مما يعني عدم (تميز/تفضيل) إحداهما على الأخرى!”.
ويتابع حسن: “من السذاجة تصديق حكامنا الذين لا يجيدون غير الانبطاح والتضليل، وعلينا كشعب القيام بما يلينا من مسؤوليات … لنحذو حذو التنظيمات/الكيانات المدنية المصرية والإثيوبية، والتي رفعت مذكرات دولية وإقليمية تدّعي فيها ملكيتها لأراضينا، رغم أن بلادهم ‘معتدية’ وبلادنا ‘ضحية’، بما يؤكد اهتمام شعوب هاتين الدولتين بمصالحهم، دون اكتراث لـ’الأخوة/الجيرة’ وغيرها”.
“تركة الرجل العربي المريض”
ويقول عريب الرنتاوي في جريدة دنيا الوطن الفلسطينية الإلكترونية إن “الحقيقة أن إثيوبيا التي أظهرت استهتارا واستخفافا مؤسفين، بحقوق دولتي الممر والمصب لنهر النيل، ومضت قدما في مشاريع بناء السد، وقررت من جانب واحد، رزنامة ملئه بالماء، لا تبدي قلقا حيال التحركات الميدانية أو الدبلوماسية السودانية … والأرجح أن الجيش الإثيوبي وميليشيا ‘الشفتا ‘ سيواصلان توفير الحماية لألوف المزارعين و”الرعيان” الإثيوبيين الذين يزرعون أراضي السودانيين”.
ويتابع: “إثيوبيا تستشعر ‘فائض قوة’ وهى تراقب المشهد العربي فائق الضعف، وهي تعتقد أنها بما حققته من إنجازات سياسية واقتصادية في الداخل، ومن توسع في علاقاتها الدولية في الخارج، قادرة على المضي في طريقها لأن تصبح قوة إقليمية وازنة، حتى وإن جاء ذلك على حساب حقوق مائية عربية أو بانتهاك سيادة وحدود جوارها السوداني”.
ويضيف: “إثيوبيا قرأت جيدا، تجربة الضعف التفاوضي العربي حول قضية ترقى إلى مستوى ‘الحياة والموت’ بالنسبة لدول حوض النيل … وهي تتطلع بدورها، لأن تكون لها حصة من ‘تركة الرجل العربي المريض’، بدءا بمياهه، ولا بأس إن سيجت نفسها بـ ‘منطقة آمنة جديدة’ أو حولت ولاية القضارف ذاتها، إلى ‘مزارع شبعا ثانية’ أو ‘غور الأردن الجديد'”.
وفي السياق ذاته، تعلق نشوى الحوفي في جريدة الوطن المصرية قائلة: “المراقبون يرون أن آبي أحمد -رغم ارتباك سياسته بين الملاينة والعنف في العلاقات مع دول الجوار- يعتمد على دعم غربي منحه جائزة نوبل منذ عام”.
وتتابع: “يدعم تلك الفرضية الإعلان عن وساطة المفوضية الأوروبية لحل أزمة سد النهضة ببيان 28 مايو/أيار الذي شدد على أن: ‘حل الخلاف مهم للاستقرار في كل المنطقة’، و’تجنب الاستقطاب المتزايد'”.
وتقول الحوفي: “ورغم عبارات البيان الأوروبي الحاسمة، فإن الذاكرة لا تحمل تأثيرا يذكر له في قضايا مماثلة، فلا يزال صدى فشل الوساطة الأوروبية في ليبيا يتردد مع ازدياد التبجح التركي في طرابلس. ولكن إلى أي مدى سيكون التمادي الإثيوبي في تجاهل مصالح الجيران؟”.
[ad_2]
Source link