عبدالله الجاسم العبيد .. الإنسان
[ad_1]
فقدت الكويت ابنا بارا وأستاذا علما، هو المربي عبدالله جاسم محمد العبيد رئيس جمعية المعلمين الأسبق عن عمر يناهز الـ 89 عاما، من مواليد 1931، وقد توفي الجمعة الساعة 4.30 فجرا ودفن ظهرا في مقبرة الصليبخات في 6 شوال 1441هـ الموافق 29 مايو 2020م.
عرفته عن قرب، وأعترف له بفضل كبير في توجيهي اثناء تولي مركز «أمين السر» في عهده من 1982 الى 1986، والكل يعرف ولا اذيع سرا بأنني كنت أفهم وأتفهم كل ما يصدر عنه وأترجمه الى تنفيذ، وكان اتصاله يشعرني بأنني حققت له ما كان يريد ويتمنى.
رجل عصامي
هو بالفعل من الرجال الذين حققوا العصامية، وتعب في حياته حتى وصل الى سدة رئاسة جمعية المعلمين، وايضا في عمله وكيلا لوزارة التربية للشؤون الوظيفية والإدارية.
امرأة عظيمة
في حياة الأستاذ عبدالله الجاسم العبيد «ست عظيمة»، هي زوجته شريفة المواش التي ساندته من بداية زواجهما حتى وفاتها بعد التحرير، وصدق من قال: وراء كل رجل عظيم امرأة، كانت بلسما لكل من عرفها، ورحم الله الاثنان ابو رائد وام رائد ومثواهما بإذن الله الجنة، فما عملا الا الخير للناس ولكل من عرفهما ولا نزكي على الله أحدا.
مشوار حياته
الأستاذ عبدالله الجاسم ـ ابو رائد ـ من جيل الرواد الاوائل الذين حملوا على كاهلهم خدمة الكويت وأعطوا «التربية والتعليم» كل جهدهم وفكرهم، وقد تدرج الاستاذ أبو رائد في حياته المهنية من طالب علم الى معلم في مدارس وزارة التربية مثل الصباح والصديق، وكان محبا للرياضة وعارفا لقوانين بعض الالعاب الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة، وكان مدرسا للتربية البدنية، يملك الخبرة والرياضة، وتدرج في الوظيفة الحكومية في وزارة التربية حتى صار وكيلا مساعدا للشؤون الادارية والوظيفية، واثناء عمله في وزارة التربية «احتك» بالرعيل الاول ممن قادوا سفينة التربية والاعلام وعاش حياته بينهم واخذ الكثير من صفاتهم وعلمهم وشكّل له شخصية «تربوية ـ اجتماعية ـ نقابية».
ففي التربية، عاصر وزير التربية صالح عبدالملك الصالح وايضا الاستاذ خالد المسعود الفهيد، رحمهم الله جميعا، والاستاذ جاسم خالد المرزوق والاستاذ د.يعقوب يوسف الغنيم واخوانه د.عبدالله ود.مرزوق، وكان يشيد بهم على الدوام، وممن عاصروه الاستاذ عبدالرحمن الخضري والاستاذ احمد مهنا والاستاذ بو اسامه والاستاذ … بوعمر والاستاذ عبدالرحمن النجدي وغيرهم كثير.
أستطيع ان اقول بعد عشرة عمر معه انه مفاوض من الطراز الاول، ويتميز بنفس (دقس) أي الدولفين، مناور يعرف ما يريد ويحصد اهدافه بعد تحديد عناصره ووسائله، وقد جلب هذا لجمعية المعلمين (الدعم المالي)، فلست اقول سرا ان الجمعية في عهده حظيت بالمال خاصة بعد حصول الجمعية على الدعم المالي السنوي وايضا الـ 40 الفا من وزارة الشؤون لأسابيع التربية، وهو الذي استطاع ان يحصل لنا في عمل خيري واحد من اجل لبنان عندما احتلت اسرائيل بيروت على 50 الفا من سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ وتسلم الشيك من وزير الاعلام حينذاك سمو الشيخ ناصر المحمد.
وأحيانا عندما يتفاوض واشعر بأن هناك شيئا ما في التفاوض مثلما حصل مع التيارات الدينية قبيل الانتخابات، كان لا يكثر الكلام، يصمت ويقول الموضوع اكبر منا وهو يعي تماما ما يقول، لأن الواقع يشير اليه، فالسلطة احيانا تخذلك ولها مصالحها وتحالفاتها في كل انتخابات!
اتصال برائد
اتصلت يوم الوفاة صباحا بعد ان دفن استاذنا بنجله رائد، وعظمت له الاجر، ودار حديث طويل حزين تذكرنا فيه مناقب الفقيد، وكان رائد وفيا لوالده، وعندما سألته عن ابنائه قال: شريفة 25 عاما وعبدالله 23 عاما وفهد 17 عاما، هنا انا والله بكيت (عبدالله وشريفة)، ما اجمل وفاء الابن لوالديه عندما يسمي ابنيه على والديه، والله يحفظهم ويذكرون جدهم الذي احب الكويت فأحبته، وقد قال لي رائد في آخر المكالمة: لقد كان والدي صلبا لكن الجلطة الاخيرة التي اصابته نتجت عنها نقصا في الاوكسجين عن المخ، وهذا ما دهور حالته الصحية، واستذكرت معه ذهابه للحج مع حملة احمد الهولي وعمرته اكثر من مرة، وكيف كان يحب القاهرة وبيروت ولندن، وعندما اوصيت رائد بضرورة عمل خيري له قال: يا عمي أبا مهند، لا توصيني عليه، فهو من علمني ان امشي على «الصراط المستقيم»، وان احب مهنة التدريس وابر اهلي واعشق الكويت واحترم شعبي واهل ديرتي الكرام ورجال التربية والتعليم بصفة خاصة.
واضاف: لقد اوصاني بكل جيراني المحيطين ببيتنا في العديلية خاصة المنصور والعمر المجاورين لمنزلنا.. رحمك الله يا عبدالله دائما يسبقه احترامه لمن هم اكبر منه واصغر والقريب والبعيد، هكذا هو بورائد رحمه الله.
ديوانية جمعية المعلمين
كان، رحمه الله، يأتي كل صباح جمعة مبكرا الى مقر الجمعية بالدسمة ومعه كبار اعضاء الجمعية، واتذكر منهم العم ابراهيم المقهوي ـ الاستاذ عبدالرحمن بوزبر ـ الشاعر عبدالمحسن الرشيد ـ يوسف الفصام ـ عيسى السلمان ـ عبدالله ابونتيفه ـ امين معرفي ـ خليل ابراهيم ـ سعد الرميحي ـ ناصر الصلال ـ فهد البحوه ـ عادل الجيران ـ عبدالله الديهان ـ محمد السماك ـ خليل العربيد ـ عمر امين ـ ثامر السيار ـ جمعة ياسين ـ احمد الشطي ـ عبدالرحمن الصالح ـ بدر الشمروخ ـ احمد بوزبر ـ علي القديري ـ فهد التمار ـ صلاح الريس ـ عبدالرسول ميرزا ـ يوسف ذكر الله ـ فهد الصولة ـ عبدالحميد الشطي.
علاقته بالقوائم
ربطت الأستاذ عبدالله الجاسم العبيد علاقة اخوية مع كل القوائم، ولم يصدر عنه طيلة حياته اي تصريح يمس قائمة او يرد عليها، وكان يمنع كل من حوله ان يصرحوا دون اذنه، ولا اقول سرا انه تعامل معهم تعامل الند بالند في حدود القوانين والنظم، وحظي باحترامهم رغم اختلاف المشارب وممارسة الضغوطات، لكن كان قادرا دائما على الامتصاص والانطلاق وتحقيق النجاح واعطاء كل ذي حق حقه.
ديوانية الثلاثاء
كان يحرص دائما على زيارة ديوانية الاستاذ د.يعقوب يوسف الغنيم واخوانه في المنصورية وأحد رواده الدائمين والداعمين، وكان يشيد بهذه الديوانية ويحب اصحابها وروادها.
كان شاطرا الى ابعد حد في وضع ركائز له في الجمعية الام والافرع، وهو تيقن مبكرا أهمية المرأة وفعّل دورها في الجمعية ورعى اعمالها، وكانت بالفعل عاملا قويا في دعمه في الانتخابات.
وكانت عنده مجموعة من الشخصيات التي يعتد برأيها ويشاورهم في كثير من القضايا ويستمع لهم ولا يستصغر احدا ابدا، فالكل يجلس معه ويستمع له ثم يقرر ما يريد ان يفعله.
من يسأل عنه دائماً؟
كان هناك اخوة اعزاء دائما يسألوني في سنواته الاخيرة عنه ومنهم الاخ جمال الكندري ود.احمد الهولي ود.عبدالله الكندري وبدر الشمروخ وفيصل الياقوت وعبدالله الدوب وسالم الناشي وفيصل العبدالجادر وبدر بورحمة ويعقوب العصفور وفيصل التمار وسالم مهنا وكثير من الاخوة الوافدين الكرام والاخوات الناظرات يصعب ذكرهم لكثرتهم، وكان رحمه الله يعتبر الاستاذ فهد البحوه والاستاذ محمد الفارس من حكماء التربية والتعليم.
العمل النقابي
امتاز عهد الاستاذ عبدالله الجاسم العبيد ببروز «العمل النقابي» لجمعية المعلمين، والعمل على مدار الوقت باتجاهين «حكومي ـ شعبي»، فكل تحركاته النقابية كانت من خلال جمعية المعلمين ومطالبه كان يرفعها للحكومة، خاصة بالتنسيق مع وزارة التربية، كان هذا في عهد الاستاذ جاسم المرزوق او الاستاذ د.يعقوب يوسف الغنيم او الاستاذ عبدالرحمن الخضري، كان ينشط ويوجه كوادره في جمعية المعلمين في تبني مطالب المعلمين واحتضانها ثم تسويقها الى وزارة التربية، ونجح في حل كثير من القضايا والاشكالات، لأنه كان يملك خبرة تبني المطالب وعرضها على المسؤولين في الدولة، وكلها كانت تهدف الى تحسين ظروف المعلم الكويتي وزيادة راتبه.
كان يحرص ان تشارك جمعية المعلمين في داخل الكويت اي اجتماع يبرز ويحقق صدارة المعلمين للمشهد الوطني، وكان يحثنا على حضور هذه الاجتماعات الخاصة بمؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام، ونحن في كامل الاستعداد وضرورة الدخول في اللجان المشكلة واحتضان الفعاليات والبرامج التي تخدم المعلمين داخل الكويت.
اما على صعيد العمل النقابي الخارجي، فلقد رأى الكثير من الوفود وزار اتحاد المعلمين العرب في بغداد وارتبط مع الاستاذ احمد عبدالستار الجواري نقيب المعلمين العرب بعلاقات ثنائية، وكذلك النقابات الاخرى على مستوى الوطن العربي، وفي عهده تمت تلبية كثير من الدعوات النقابية واستقبلت جمعية المعلمين في عهده الكثير من الوفود الخارجية، وكانت كلمة جمعية المعلمين الكويتية مسموعة.
رئاسة منجزة
يحق له والله ان يفرح بإنجازاته وما حققه على صعيد جمعية المعلمين، فلقد قادها في وسط «توجه متزايد للوصول لسدة الحكم فيها من قبل القوائم»!
وكنت انا دائما اعارض في حياتي قضية التعيين، ولكنني حين انضممت الى جمعية المعلمين في السبعينيات وانخرطت في لجانها (لجنة الدراسات + الرائد) شاهدت وتأثرت بطريقة اداء عمله، فهو رأس الجمعية بالتعيين بعد حل مجلس الادارة الذي قاده الاستاذ المربي عبدالمحسن السعيد واخوانه الكرام من اعضاء مجلس الادارة حينذاك في عام 1976، غير ان الاستاذ أبورائد استطاع ان يصل بالانتخاب 4 مجالس متعاقبة، وكما ذكر هذا في بيان جمعية المعلمين الذي صدر عقب وفاته، ويشكر رئيس مجلس الادارة الاستاذ مطيع العجمي واخوانه اعضاء مجلس الادارة وكذلك الاستاذ اسعد عبدالله مدير تحرير مجلة «المعلم» على هذا البيان.
اعطى الفقيد «اسابيع التربية» في عهده جل اهتمامه، وكان ـ رحمه الله ـ حريصا على اختيار المقرر ويدقق في «رئيس اللجنة الفنية» التي تصدر التوصيات عقب انتهاء اسبوع التربية، ولقد كان لي شرف قيادة اسبوع التربية 13 (المعلم في الوطن العربي) والـ 14 (التقويم ودوره في العملية التربوية)، وكان ـ رحمه الله ـ يحرص على حضور الجلسات ومناقشات التوصيات ويعطي كلمته التي سيلقيها اهمية، ويشاور فيها، وايضا يطلع على كلمة المقرر العام، والآن تحولت الاسابيع الى مؤتمرات، لكنه كان يهتم بضيوف الداخل ويعطي الخارج اهمية خاصة ممن يملكون الخبرة في الموضوع الذي ستناقشه الجمعية وله نظرة واهتمام بضيوف المؤتمر، وهذا ما عزز ادوار الجمعية نقابيا في الخارج.
اللجان
فكر عبدالله الجاسم التنظيمي والتنظيري حوّل لجان الجمعية الى ورشة عمل وخلايا نحل على مدار السنة، وكانت هذه اللجان تعمل بصورة دائمة ولها ميزانياتها وفعالياتها وبرامجها واعمالها، وكانت الجمعية محضنا لـ «اللجنة الاجتماعية» التي كانت نشطة وترأسها كما اذكر عبدالله العنزي ـ اسماعيل الزايد ـ خليل ابراهيم ـ ناصر الصلال، وغيرهم.
اما لجنة التصوير فلقد كان الاستاذ امير ثويني واخوته نشطاء في هذه اللجنة المتخصصة، اما اللجنة الرياضية فأتذكر عبدالهادي وصاحب المزيدي ـ رحمهما الله ـ ود.بهبهاني وعبدالرسول ميرزا. اما لجنة الدراسات فأتشرف بأنني عملت بها مع الأستاذ مؤيد القريني وعلي المراغي والزميل الاخ حسن الصايغ وعبدالرحمن العوضي واسماعيل معرفي وآخرين في الفروع بالفحيحيل والجهراء وجزيرة فيلكا.
الأسواق الخيرية
كانت الاسواق الخيرية لصالح قضايا الأمة في عهده فاعلة بصورة دائمة نصرة للشعوب المنكوبة في فلسطين واريتريا وضحايا الحروب والكوارث الانسانية والمجاعات.
وأتذكر تماما النجاح الذي حققه السوق الخيري لصالح اللاجئين في لبنان وكيف زارنا سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله في الجمعية واستقبلناه وبمعيته سمو الشيخ ناصر المحمد وزير الاعلام حينها وتبرع لنا سموه بمبلغ 50 الف دينار، وقد سلمنا الشيك معالي وزير الاعلام حينذاك، كانت الجمعية سباقة تصنع الحدث لا تعمل بردة الفعل!.. وهذا سر نجاحها النقابي سابقا.
قراءة في فكر الفقيد
الاستاذ عبدالله الجاسم العبيد كان رئيس جمعية المعلمين خلال الفترة من ١٩٧٦ الى ١٩٨٦ كون له فكرا «تربويا نقابيا» خاصا بجمعية المعلمين، واستطاع في عهده ان يسخر وزارة التربية او العكس ان تستفيد منه كونه الرجل الاول في جمعية المعلمين، وقد حرصت الحكومة طوال فترة وجوده في بداية تأسيس جمعية المعلمين على ان «تملك» قرار هذه الجمعية عبر مجالس الادارة، وقد تم بالفعل حل مجلس الادارة في فترة من الفترات، وقد وعى الاستاذ عبدالله الجاسم اهمية المهادنة ولعب دورا كبيرا في موازنة هذا الامر الصعب، ونجح الى حد ما، ففي عهده تم تحقيق مكاسب كثيرة خاصة بمهنة المعلم، وحظي المعلم بالتكريم على مستوى الدولة وتغير مفهوم العمل النقابي الى ورقة عمل داخل الكويت وخارجها، ما جعل المعلم الكويتي في الصدارة، مع توفير اجواء مشجعة لاستثمار قدراته لتحقيق الكفاءة والمهارة والخبرات.
رؤساء جمعية المعلمين
منذ تأسيس جمعية المعلمين في 24 أكتوبر 1962 من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهي تعمل جاهدة عبر رؤساء ومجالس ادارات متعاقبة على جعلها في المقدمة، وكانت فترة الاستاذ عبدالله الجاسم العبيد من الفترات الزاهرة التي نالت فيها جمعية المعلمين الرضا من الحكومة وقطاع المعلمين، فبرزت في عهده لأنه ملك «الكود نمبر» في التفاهم مع السلطة، وجعل جمعية المعلمين تمارس كل ادوارها بهدوء وفاعلية وإنجازات.
المعلمون والاحتلال العراقي
تقتضي الامانة التاريخية ان اشير الى دور كبير قام به الاستاذ عبدالله الجاسم العبيد ود.عبدالله يوسف الغنيم والاستاذ جمعة ياسين في تجميع المعلمين في الخارج للتحرك لصالح الكويت اثناء الاحتلال العراقي، وكان من الذين عملوا من اجل اثبات الشرعية الكويتية ورد محاولات العراق الصدامي حينذاك لمحو الوجود الكويتي وتثبيت الشرعية للكويت واستقلالها وحريتها، خاصة بعد ان أغفل «مجلس اتحاد المعلمين العرب» في عهد الرئيس ناجح الراوي طمس تاريخ الكويت واخفاء دور جمعية المعلمين الكويتية، ومن هذا المنطلق والتوجه المعادي كان لابد من التحرك السريع والفعّال لاسقاط المؤامرة الخبيثة.
وقد لعب الاستاذ عبدالله الجاسم دورا كبيرا بالاتصال بحكومة الكويت بالطائف متضامنا مع دعوة قطاع المعلمين الذين بالخارج بالوقوف بقوة وحزم ضد هذه المخططات العراقية التي تستهدف محو الكويت، فكان ان كون فريقاً من مجلس الادارة الذي يقود جمعية المعلمين- حينذاك- اثناء الاحتلال العراقي الصدامي الباغي وهم: فيصل العبدالجادر ـ بدر بورحمة ـ يعقوب العصفور ـ فهد العدواني، فيما انضم فريق من مجالس الادارة السابقين: عبدالله الجاسم ـ جمعة الياسين ـ عبدالرحمن بوزبر ـ يوسف عبدالرحمن ـ طارق ادريس، وبدأت هذه المجاميع بتنظيم زيارات لنقابات وتنظيمات المعلمين العرب في وفدين احدهما زار: مصر ـ سورية ـ السودان ـ اريتريا ـ اليمن، والوفد الثاني زار: ليبيا ـ تونس ـ الجزائر ـ المغرب، وكانت مصر محطة التقاء الوفدين للتشاور والانطلاق من جديد لتنفيذ اثبات وجود الكويت نقابيا، وحققت الزيارات اهدافها، وكانت النتائج طيبة بعد حضور وفد المعلمين جلسات تاريخية مدونة تثبت وجود جمعية المعلمين وفشل العراق في طمس الهوية الكويتية على الصعيد النقابي.
لجنة توثيق
وأنا اكتب تاريخ الاستاذ عبدالله الجاسم اليوم، اعتقد انه بات من الضروري ان تشكل جمعية المعلمين الكويتية «لجنة توثيق» تجمع كل التاريخ وتستخرج من محاضر وزارة الشؤون وارشيف الجمعية وتكتب تاريخ المعلمين من جديد منذ بداية تشكل المعلمين، اي ما قبل اللجنة التأسيسية لجمعية المعلمين، واقصد نادي المعلمين وتاريخ المعلمين منذ العشرينيات وكتابة مرحلة رئاسة الاستاذ عبدالمحسن السعيد وعبدالله الجاسم، اطال الله في عمر الاول ورحم الله الثاني، واتمنى بالفعل ان يكتب تاريخنا التربوي النقابي بتجرد من لجنة محايدة غير منحازة.. والله اعلم.
مجلة الرائد
انتبه مبكرا لأهمية الإعلام، ففعل مجلة «الرائد» في عصره وجعل عليها بداية الأستاذ عبدالفتاح المليجي، ثم اتبع هذا بتعيين الاستاذ سليمان مظهر مديرا للتحرير، وقد تعلمت انا واخي حسن الصايغ وطارق ادريس وجاسب الشمري، رحمه الله، في هذه المجلة التي خرجت كوادر كويتية ابرزها الأستاذ اسعد عبدالله الذي يؤدي جهدا مشكورا فيها الآن بعد ان تغير مسماها الى «المعلم».
وداعاً أبا رائد
هذه الاسطر القليلة بحق معلم خدم وطنه بكل صدق وامانة وحاز رضا العاملين معه ومن عاصروه وتعاملوا معه، لأنه صاحب ايادٍ بيضاء ومن الرعيل الاول الذين نعتز بهم.
وبهذه المناسبة الحزينة الاليمة، اتقدم باسم محبيه لاسرته الكريمة آل العبيد وآل المواش وذويه الكرام بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان، إنا لله وإنا اليه راجعون.. وإنا على فقدك يا عبدالله لمحزونون.
[ad_2]