مقتل جورج فلويد: هل أمريكا على أبواب ثورة ضد العنصرية؟
[ad_1]
ناقشت صحف عربية الأحداث في الولايات المتحدة حيث خرجت مظاهرات في عدة مدن بعد وفاة مواطن أسود البشرة، يُدعى جورج فلويد، على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
وانتشر على نطاق واسع فيديو يظهر شرطيا، راكعاً فوق رقبة فلويد (46 عاماً)، محاولاً تثبيته، فيما كان الرجل يردّد “لا أستطيع أن أتنفس، أرجوك لا تقتلني”.
وبالرغم من تعدد الزوايا التي ناقش الكُتّاب من خلالها الموضوع، إلا أنه كان هناك شبه إجماع على أن العنصرية ضد ذوي البشرة السوداء مازالت متغلغلة في المجتمع الأمريكي.
“الشرطة في مرمي الغضب”
تصدرت الاحتجاجات عناوين عدة صحف، بينها “الأهرام” المصرية التي تقول: “بعد ليلة شغب.. أمريكا تنشر 500 جندي من الحرس الوطني في مينيابوليس”، و”الدستور” الأردنية التي استخدمت عنوان: “مظاهرات تجتاح عدة مدن أمريكية احتجاجا على حادثة مينيابوليس”.
من جهتها، أبرزت “النهار” اللبنانية تعدد حوادث العنصرية الموثقة في الولايات المتحدة، وتقول: “من وفاة رجل أسود في مينيابوليس إلى حادث عنصري في سنترال بارك، تُستخدم كاميرات الهواتف بشكل متزايد كسلاح ضد العنصرية، حتى لو لم تواكبها الأنظمة القضائية دوماً”.
وفي موقع “بوابة العين الإخبارية” الإماراتية، كتب أحمد هاشم عن الموضوع تحت عنوان: “لا أستطيع التنفس.. صرخة سمراء تضع الشرطة الأمريكية بمرمى الغضب”.
ونقل عن أحد المتظاهرين قوله: “إنه قبح حقيقي. على الشرطة أن تفهم أن هذه هي الأجواء التي خلقتها”.
ويرى عبد الباري عطوان في “رأي اليوم” اللندنية أن “أمريكا على أبواب ثورة ضد العنصرية المتصاعدة”.
ويقول: “هذه الجريمة البشعة التي وثّقها أحد المارة بكاميرا هاتفه المحمول أعادت فتح ملف الاضطهاد الذي يتعرض له المواطنون السود على أيدي الشرطة، وبعض مؤسسات الدولة، رغم مرور عام أو أكثر على إلغاء قوانين التمييز العنصري، فالفوارِق ما زالت موجودة”.
ويوجه الاتهام لإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيراً إلى أن وصوله “إلى البيت الأبيض عبر أصوات العنصريين البِيض، وبسبب تبنيه لأجنداتهم، وتهجمه على الرئيس باراك أوباما ومطالبته بالعودة إلى كينيا، مسقط رأس والده، والتشكيك في شهادة ميلاده، وحملاته ضد المهاجرين والمسلمين منهم خاصة، كلها أسباب أدت إلى تفاقم ممارسات التمييز العنصري في دولة تدعي أنها زعيمة المساواة والحرية في العالم”.
“متى المصالحة؟“
وفي موقع “العمق المغربي”، يتساءل صلاح الدين ناصر: “أمريكا والسود.. متى المصالحة؟”.
ويقول: “لم يكن للسود من ثمرات ثورة القرن العشرين أي نصيب، فرغم التقدم الفكري والتقني استمرت معاناة السود خاصة في الولايات الجنوبية، وشاركوا في حروب العشرين خادمين الأراضي الأمريكية بكل تفان و إخلاص، و حتى في زمن الهجرة العظمى إلى بلاد العم السام لم يسلم ‘الملونون‛ من التفرقة”.
ويتابع: “كانت ردة فعل المجتمع الأمريكي قاسية وعنيفة فكسروا سيارات الشرطة، هاجموا بعض عناصرها، وعمت فوضى عارمة في العالمين الواقعي والافتراضي، حيث تزعم المشاهير، على رأسهم لاعب كرة السلة ليبرون جايمس، حملات وهاشتاغات إعلامية لمنع تغلغل العنف في صفوف ‘حماة الأمة‛ و الدفاع عن المجتمع الافرو-أمريكي تحت شعار ‘لا استطيع التنفس‛ و هي آخر كلمات المرحوم جورج فلويد قبل موته مخنوقا بركبة الحرس”.
ويشير مصطفى قطبي في “المستقبل” المصرية إلى أن “أمريكا بلد الحريات غارقة في العنصرية”.
ويقول: “هذه الاحتجاجات تؤكد على السلوك العدائي للأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء، تجاه مواطنيهم من السود، وتجدد مرات ومرات على أن الكلام المنمق الذي تستخدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة للحديث عن بعض وجوه المساواة والعدالة المتحققة في المجتمع الأمريكي، ليس حقيقة في المجمل، وإنما في جزء منه فقط، وهو يخفي خلفه صورة قبيحة لهذه الدولة، لا يمكن قبولها في القرن الحادي والعشرين، ويدلل في الوقت ذاته على أن الاضطهاد والعنصرية متأصلان في الولايات المتحدة، رغم أن الدعاية الأمريكية منذ زمن طويل تحاول أن تصور هذه البلاد وشعبها بأنهم يعيشون في مدينة فاضلة أشبه بمدينة أفلاطون”.
وفي موقع “الميزان” المصري، تقول نيرفانا سامي: “أعتقد أنه إذا قرر أحد كتابة تاريخ المجتمع الأمريكي وكيف تطورت صفاته وسلوكه الاجتماعي، سوف يقر بأن ‘الرجل الأبيض‛ عرف العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء من أصحاب الأصول الأفريقية قبل معرفته بالإنسانية، ورغم أنه من الكوميديا السوداء أن يكون قد مر ما يقرب من 200 عام منذ أن حرر أبراهام لنكولن العبيد في أمريكا، مازال أصحاب البشرة السوداء يعانون من كل أشكال العنصرية في العديد من الولايات الأمريكية، وموت جورج فلويد هو صرخة جديدة في وجه عنصرية الرجل الأبيض الأمريكي”.
وتضيف الكاتبة: “مقتل جورج فلويد لم يكن حادثا غريبا على المجتمع الأمريكي الذي يتفنن في إظهار العنصرية والكراهية للمواطنين الأمريكيين أصحاب الأصول الإفريقية، فكل عام يسقط عشرات الأشخاص ضحايا الحوادث العنصرية التي تطول كل الفئات المجتمعية والثقافية، ولكن الشيء الذي يمثل كوميديا سوداء حقيقية فيما يخص عنصرية المواطنين الأمريكيين، أن أمريكا في الأساس بلد مهاجرين فحتى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسة أصوله ليست أمريكية!”.
[ad_2]
Source link