أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

هل سمعتم بالهندرة؟ مقال .. بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين من فلسطين المحتلة

مقال يتعلق بإدارة الذات، وهو جزء من دبلومة هندسة النفس البشرية (الهندرة)

إيسايكو: مقال بعنوان: هل سمعتم ب الهندرة؟ بقلم الدكتور أحمد لطفي شاهين من فلسطين المحتلة.

(( نحن لا نستطيع السيطرة على العالم ولكننا نستطيع السيطرة على مخاوفنا .. عندما تمتلك القدرة على تحديد هدفك و تقييم المعيقات واتخاذ خطوات لمعالجتها ومن ثم تغيير تفكيرك بحيث تكون سيد قرارا .. فهذا يمنحك قوة استثنائية .. وستحقق اهدافك وستبدع ))

هذه الفقرة تتعلق بإدارة الذات وهي جزء من دبلومة هندسة النفس البشرية (الهندرة) وكلها تعتمد على ذاتك وطريقة تفكيرك ونظرتك للامور كلها وحتى نظرتك لنفسك ونظرتك للحياة عموما ومعرفتك ما هو هدفك في الدنيا والاخرة… واضح..؟
الان اشرح لكم الفقرة اعلاه.. اول شي السيطرة على مخاوفنا . .. وهذه تشمل الخوف من كل شيء عدا الخوف من الله … الناس تخاف من كل شيء اكثر مما تخاف من الله والمفروض نخاف من الله ولا نخاف من اي شيء غير الله وبذلك نكون سيطرنا على الخوف وهذه النقطة الاولى في الفقرة
النقطة الثانية بعد السيطرة على مخاوفك والتحكم في ذاتك وانفعالاتك وردات افعالك هي : تقييم المعيقات التي تمنعك من الوصول الى هدفك وتقسيم هذه المعيقات وتفتيتها حتى تتمكن من التغلب عليها بخطوات منظمة ودقيقة وتدريجية وهو ما يمكن ان يكون جزء من خطتك لتحقيق اي هدف تريده وطبعا كل خطة لابد ان تواجهها معيقات ومخاطر والانسان الواعي الذكي يخطط جيدا ويرسم سيناريوهات لكل المخاطر والمعيقات ويضع بدائل وحلول ولابد ان يكون هنا ابداع وتفكير ايجابي تفاؤلي مع عزيمة واصرار في التوجه نحو الهدف الذي تريده مع التوكل الكامل على الله طبعاً .. واذا تمكنت من السيطرة على مخاوفك و تغيير افكارك وتغيير نظرتك للحياة والتصالح مع ذاتك واحترامك القوي لنفسك وعدم السماح للاخرين باحباطك حتى لو خذلوك.. واذا تمكنت من الثبات على مبادئك والاصرار على التمسك بتحقيق احلامك مهما قيل لك من السلبيين حولك.. فأنت قوي فعلا وسيكون الله معك بقدرته لانك من الاساس متوكل على الله وستكون مميز وناجح وستكون صاحب قرار مستقل وجريء وسيكون رايك غالبا صح لانك تمتلك التفكير الايجابي الناقد بحيث تتحرى الحق والصدق دائما وبذلك انت تكون مبدع والابداع باختصار ان تفعل شيء لم يفعله غيرك في محيطك رغم توافر كل الامكانيات للجميع … لكنك انت فقط من فكرت وبادرت وتقدمت وتطورت وتعبت وصبرت وصمدت الى ان حققت ذاتك ونجحت وابدعت
وحتي تتعلم في الحياة اكثر تجنب السلبيين وتجاهلهم وجالس أصحاب الصعاب ، الذين ولدوا وفي أيديهم مجاديف كبيرة ، الذين لم يتعلموا السباحة إلا بعد غرق وانقاذ، الذين من صاروا أغنياء بعد كفاح وجهد شريف وأصبحوا حكماء بعد سفر وخبرات وتجارب واصبحوا اطباء من مرضهم وصبرهم ، هؤلاء هم الذين أدركوا أن الحياة ليست وردية .. وهؤلاء الذين تتعلم منهم خلاصة الوعي الانساني فالإنسان الواعي هو من يصل لمرحلة الفائدة القصوى من التجارب والأيام ، فيستبدل مفرد “ الندم ” من قاموسه ب مفرد “ لا بأس قد زادنا الأمر خبرة ، وزاد رصيدنا من التجارب ” ويتحول ،تلقائياً من حالة “ اللوم الشديد للنفس والشعور بالثقل و السواد والازدراء بعد كل تجربة فاشله وجلد الذات بالتأنيب العنيف وينتقل إلى مرحلة أعلى وأرقى وهي ” العتاب الرقيق للنفس والأخذ بالاسباب والتعلم المستمر في الحياة والتقدم للامام نحو الهدف “.. .. وهذا هو صميم هندسة النفس البشرية .. إن لذة الخطأ تكمن في تفجير دوافعك وإظهار مكنون ذاتك من خلال الفرصة الثانية بعد الأولى الفاشله ، لذلك لا تندم على حرب أنضجتك .. ولا تندم على كسر جعلك اقوى .. فلن تعرف النجاح حتى تذوق الفشل ، إن أعظم ما نحققه هو الحالة التي نصل إليها بعد منعطفات خطيرة في طريق الحياة ،،،،، لذلك لا تسمح لأحد أن يأخذ حقك في ” التجربة و الخطأ “ بل جرب انت ولا تتردد في طريقك لتحقيق احلامك واعلم ‏أن أحلامك لها حُسَّاد .. يقول الله تعالى “لا تُقصُصْ رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ” فالحلم والهدف مثل الرؤيا (سر) لا تقله الا لحبيب او عالم مخلص او ناصح امين.. لأن المفروض فيهم أن يختاروا أحسن المعاني في تأويلها وتشجيعك حتى تتحقق بإذن الله .. لذلك نفهم لماذا قال رسول الله ﷺ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.

يجب ان تستمر في طريقك الى هدفك واذا اخطات الطريقة او الطريق فعليك ان تتراجع وتبدأ المحاولة من جديد وسأروي لكم قصة طريفة لكن هادفة
تقول القصة ان عاملان فى شركة بناء أرسلتهم الشركة لاصلاح سطح احدى البنايات وعندما وصل العاملان الى المصعد كان متعطل فتوقفوا لحظة يفكرون فى مايفعلونه لكنهم حسموا أمرهم سريعا بالصعود على الدرج بالرغم من أن العمارة بها أربعين دوراً ، سيصعدون وهم يحملون المعدات لهذا الارتفاع الشاهق ولكنها الإرادة وبعد جهد كبير وجلسات استراحة كبيرة وصلا الى غايتهم …هنا التفت أحدهم الى الآخر وقال : لدى خبرين أحدهما سار والآخر غير سار فقال صديقه : اذن فلنبدأ بالسار فقال له صاحبه : أبشر لقد وصلنا الى سطح البناية أخيراً فقال له صاحبه بعدما تنهد بارتياح: رائع لقد نجحنا ، اذن مالخبر السىء ؟ فقال له صاحبه هذه ليست البناية المقصودة.!!
الهدف ..
-هل نحدد أهدافنا في هذه الحياة بعناية ؟
– ماذا اذا كنا نبذل الجهد والوقت في هدف خاطيء أو هو هدف لغيرنا وليس لنا فيه لاناقة ولاجمل؟
– هل نتحلى بالمرونة الكافية لنصحح مسار أهدافنا الخاطئة؟ وبوقت قياسي؟
ارجو ان نتعلم من هذه القصة الطريفة
وان نكون مثل ملعقة العسل في الماء حيث يذوب العسل ويؤثر في الماء ولا يفقد صفاته ابدا ولا احد ينكر دوره رغم ذوبانه.. وحتى تنجح في حياتك واهدافك يجب عليك ان تتقن فن التجاهل لأﺣﺪﺍﺙ ،وأﺷﺨﺎﺹ ، وأﻓﻌﺎﻝ ،وأﻗﻮﺍﻝ ،.. ﻋﻮِّﺩ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ أﻣﺮ يستحق ﻭﻗﻮﻓﻚ !” واعلم ان الله ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻣﺎﺀٍ ﻭﻃﻴﻦ. ..فبعضهم ﻏﻠﺐ ﻣﺎﺅﻩ ﻃﻴﻨَﻪ، ﻓﺼﺎﺭ ﻧﻬﺮﺍً.. ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻏﻠﺐ ﻃﻴﻨُﻪ ﻣﺎﺀَﻩ.. ﻓﺼﺎﺭ ﺣﺠﺮﺍً… وانت يجب ان تتعلم التوازن بين اللين والقسوة وان تجعل ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺣﻔﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﺮﻣﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻚ، على ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﻻ‌ ﺗﻌﻮﺩ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺨﺼﺎﻡ..تجاهل وتناسى واستمر في تفدمك ولا تكن مثل ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ التي تبيض ﺑﻴﻀﺔ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻓﺘﻤﻸ‌ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ نقيقا ولكن كن كسمكة الكافيار تضع ﺍﻵ‌ﻻ‌ﻑ ﻣﻦ البيض ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻫﻲ ﺻﺎﻣﺘﺔ.. ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ( ﺃﺻﻤﺖ ﻭﺩﻉ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻚ ﺗﺘﺤﺪﺙ )
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺷﺨﺼﺎً ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﺠﻪ ﻻ‌ ﺗﺼﻔﻪ بأﻧﻪ ﺑﺎﺭﺩ ﺍلأ‌ﻋﺼﺎﺏ ﺛﻖ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺄﻟﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺪﺭ .. وحاول ان تتجاهل مثله وان تركز على تحقيق هدفك .. واذا استطعت ان تسامح فلا مانع لان ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭلكن ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻻ‌ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ .لكن احذر ﻣﻦ يرحل ﺍﻟﺬﻳﻦ تحبهم فجأة ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ بسبب جمودك واخطائك.

إن نصف الراحة عدم مراقبة الآخرين..!
ونصف الأدب عدم التدخل في ما لا يعنيك..! ونصف الحكمة الصمت..!
واعلم ان كلّ شَخصٍ لدَيه قصة حُزن بداخله البعض يعانَى منْ أشخاص أحبّهُم والبعض تعب من التّضحية.. دونَ نتائج !
واحدهم يبكي ڪلّ يومٍ على أشخاصٍ رحلوا منَ الدنيا ! وآخرٍ يُعاني من الغُربة حتّى وهو بين أهله وعشيرته !
و أشخاصٍ يسمعون كلامك ليجدوا أنفسهم.. في بعض السطورِ فتؤثر فيهم
فانتقي حروفك وكلماتك .. ورغم ان
ً اللسان ليس فيه عظام لكنه قد يكسر بعض القلوب… و يجبر بعض القلوب.
وقد ينير الله به الدروب للاخرين.
فارتقي بلسانك حتى يحترمك الجميع
و ترتفع عند الله بحسن خلقك وتكون محبوباً لدى الناس.. فازرع دَاخِل الجَميع شَيئاً يَتذكروك به ..وإنْ لم يكُن حُباً فَليكُن احتِرامَا..!
ختاماً .. وانت في طريقك للبحث عن هدفك لا تنسى أن تعيش و ان تتنفس وتشبع حاجاتك و تعمل باخلاص دون ان تفقد هويتك وحريتك وذاتك ولحظات، استمتاعك بالحياة فان لنفسك عليك حقوقا… ومن عرف قدر نفسه واستطاع ان يصنع توازن بين حاجاته وقدرته على العطاء فهو انسان ناجح ومبدع
إن ‏حياتك تمضي باختياراتك بعد مشيئة الله ..انت فقط بإمكانك أن تختار :
إما ‏أن تجعل تفكيرك الايجابي هو الذي يدير مشاعرك وحالتك المزاجية .
‏او تختار ‏الاستسلام للسلبية والاوهام وتأثير الناس والظروف….. الخ
‏لقد وهبك القدرة على التفكير والاختيار ، ومنحك العقل والارادة..فأين موقع كل ما قلناه في حياتك .؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى