فيروس كورونا: هل كانت قرارات الإغلاق “ذات جدوى” في البلاد العربية؟
[ad_1]
علّق كُتّاب في صحف عربية، ورقية وإلكترونية، على الوضع الحالي لوباء كورونا في ظل الإغلاق العام الذي تطبقه بعض الدول، ومعاناة المنظومة الصحية في العالم.
وتراوحت آراء الكُتّاب ما بين مُطالب برفع الإغلاق الذي لم يُثبت “جدارته في منع انتشار الوباء”، وبين مَن يرى “التعايش” مع الفيروس حلًا مع رفع استجابة النظام الصحي إلى الحد الأقصى.
وهناك فريق ثالث تحدث عن “الإنهاك” الذي أصاب الأطقمَ الطبية، وعدَّ أحد الكُتّاب تلويح بعض الأطباء بالاستقالة “خيانة”.
“الكلفة الاجتماعية والنفسية”
يقول حبيب راشدين في صحيفة الشروق الجزائرية: “بعيدا عن الكلفة المادية لقرار الإغلاق الذي لم يُثبت حتى الآن بالدراسة المستقلة جدارته في منع انتشار الوباء، أو تقليص عدد الوفيات، فإن الكلفة الاجتماعية والنفسية لقرار الإغلاق ظلت مغيّبة، ولم تُعرها الحكومات أي اعتبار، فلم تستشر بما يكفي أهل الاختصاص من علماء الاجتماع، وعلماء النفس، ورجال الدين، وأهل الرأي، وهي تعتمد قرار حجر ملايين الناس مثل الدواجن، ومنع التواصل الطبيعي بين الناس دون تمييز، وتعطيل الشعائر الدينية الجماعية، فضلا عما صاحب الإغلاقَ من بث مشاعر الخوف والرعب، وكثير من الإحباط والقنوط”.
ويرى الكاتب أنه “يقينا لم يكن قرار الإغلاق والحجر قرارا حكيما، لا على المستوى العالمي، ولا خاصة على مستوى بلداننا العربية التي لم تكن في أيِّ لحظة مهدَّدة مثل أوروبا والولايات المتحدة، وكان يكفينا التسريعُ بغلق الحدود، ووقف الرحلات الجوية، وتكثيف الإجراءات الوقائية والنظافة الفردية، سمحت لدولٍ كثيرة بتفادي الحجر والإغلاق، ومنها السويد التي حققت نتائج أفضل من الدول التي اختارت الامتثال لـ ‘فرمانات’ منظمة الصحة العالمية، المتهمة اليوم من قبل ذوي الاختصاص بالمقاولة المفضوحة من الباطن لشركات تصنيع الأدوية واللقاحات”.
وقال سلمان الدوسري في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “لطالما كان التعايش حلا لكثير من القضايا الاجتماعية، واليوم أصبح هو الحل الأكثر ملائمة للتعايش مع جائحة القرن: كورونا”.
ويرى الكاتب أنه “لم يعد أمام الحكومات خيار لمواجهة الفيروس سواه بدلا من الإغلاق الكامل والمخاطرة باستمرار شلل الحياة شهورا أطول، فكان الانحياز عند أغلب دول العالم للخيار الأول، بعد أن ظهر إجماع بين العلماء البارزين والعديد من الحكومات على أنه من غير المحتمل أن يتم استئصال الفيروس نهائيا، رغم إجراءات الحجر الصحي التي تسببت في تعطيل الاقتصاد العالمي”.
وأضاف: “مع عودة الحياة التدريجية لاشك أن تأثيرات كورونا على كل من الصحة العامة والاقتصاد ستكون أكبر من كل التحليلات ولن يكون التعافي سريعا في الغالب، ومع ذلك فليس أمام الشعوب والحكومات سوى القيام بأقصى ما تستطيع فعله للحد من تفشي الفيروس والاستعداد للتحديات اللاحقة المرتقبة والتي لن تنتهي مع هذه العودة التدريجية، وكلما طال أمد انتشار الوباء، صعب التخلص من آثاره الاقتصادية والصحية”.
وأكد الكاتب أنه “لم يعد ممكنا أن تقرر الحكومات الاختيار بين الصحة العامة أو شلل الاقتصاد كما كان سابقا، وإنما المعادلة الوحيدة الممكنة أضحت تتمثل في رفع مستوى استجابة وقدرات النظام الصحي إلى أقصى حد والتعايش الآمن مع الوباء للحفاظ على أرواح البشر ورفع وعي المجتمع والتزامه، وفي الوقت نفسه تخفيف الأضرار الاقتصادية المحتملة قدر الإمكان”.
“معركة مصيرية”
كتب إبراهيم أقنسوس في صحيفة هسبريس الإلكترونية المغربية إنه “رغم المجهودات الكثيرة التي بذلت من أجل تطويق الجائحة، والتحكم في مساراتها غير المنضبطة، فإن قطاع الصحة في بلادنا بدا مرتبكا ويشكو أعطابا بنيوية كثيرة، سواء من حيث الموارد البشرية أو المعدات الضرورية، ناهيك عن تخلفنا البين على مستوى البحث العلمي، مقارنة بغيرنا من الدول المتقدمة أو الصاعدة كما نريد أن نكون”.
وقال الكاتب: “لقد تعرضت أطقمنا الطبية المحدودة إلى إنهاك شديد، ولولا لطف الله، والخطة الاستباقية الموفقة التي تمت المبادرة إليها، على أعلى مستوى، لكنا اليوم في وضع كارثي لا نحسد عليه، ما يعني أن الحاجة ماسة وبلا تردد، إلى اعتبار قطاع الصحة أولوية وطنية، والبحث العلمي الجاد في المجال الطبي ضرورة لا تقبل التأجيل”.
وقال علي محمود في “الأهرام” المصرية “بما أننا في معركة مصيرية مع فيروس كورونا، فإن الانسحاب من مواجهتها يعد ‘خيانة’، ومن المخجل أن يعلن بعض الأطباء استقالتهم تحت زعم أن وزارة الصحة لا توفر لهم الحماية الصحية المطلوبة، وأقول من المخجل بل من العار؛ لأن الاستقالة في وقت المعركة لا يمكن وصفها إلا بالخيانة ولا يمكن أن تخرج إلا ممن لا يحبون هذا الوطن”.
وأضاف: “من المؤكد أن هناك عقبات ومشاكل تواجه أطباء مصر في أداء دورهم في تلك الظروف الاستثنائية شأن كبرى الدول في العالم، لكن ذلك لا يعنى أن يكون الرد على التأخر في حل بعض هذه المشاكل هو ‘الاستقالة'”.
وفي صحيفة البيان الإماراتية، تحدث أحمد عبدالله النصيرات عن “استشراف المستقبل” في عالم ما بعد كورونا، فيطالب الحكومات بأن “تعيد النظر في أنظمتها الإدارية لتكون أكثر مرونة وقدرة على الاستجابة للكوارث والأزمات، من خلال التعاون بين جميع الأجهزة والجهات الحكومية، لتصبح كيانا واحدا يتمتع بجميع المقوّمات والإمكانيات التي تتيح له مواجهة التحديات بقوة ومرونة في الوقت نفسه”.
وتابع: “علينا التركيز على استشراف المستقبل والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في حماية الموارد، وتسخير التكنولوجيا بأفضل الطرق، لنعتمد عليها في التعليم والعمل عن بعد، وفي المجالات الصحية، والقطاع الاقتصادي… كما علينا العمل بجدّية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، وخاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي الذي يعدّ أمرا حيويا على درجة كبيرة من الأهمية”.
[ad_2]
Source link