فيروس كورونا: لبنان يندفع إلى شفا هاوية مع تعمق أزمات البلاد
[ad_1]
خلال الشهرين الماضيين، لم يتمكن خلدون رفاعة من ممارسة عمله كسائق جراء حالة الإغلاق العام في لبنان.
وقد عاد إلى العمل الآن، حيث يعمل في سيارة أجرة صغيرة على طول الطريق الساحلي السريع من مدينته طرابلس إلى العاصمة بيروت.
لكن انتظاره في الشارع يطول للعثور على أي راكب قد يدفع له الأجرة المرجوة.
ويقول خلدون وهو أب لخمسة أطفال: “كانت حياتي تسير بشكل جيد من قبل، فقد كنت أعمل وكنت قادرا على إعالة أسرتي”.
ويضيف: “أما الآن، فلا يوجد عمل ، ولم يعد هناك أي شيئ ولا أملك المال حتى لشراء مسحوق الغسيل”.
ويوضح أنه استدان مبلغ ألفي دولار لإعالة أسرته، لكنه لم يستطع دفع إيجار منزله منذ أربعة أشهر.
ومثل كثيرين آخرين في لبنان، سقط خلدون فجأة في براثن الفقر في بلد يقف على شفا الانهيار.
ويحذر البعض من أن حجم الكارثة قد يكون أكثر دماراً من تلك التي حدثت خلال الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً، والتي امتدت من 1975 إلى 1990.
ارتفاع تكاليف المعيشة
وحتى قبل تفشي فيروس كورونا، كان لبنان يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد، وخرجت احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة في أواخر العام الماضي.
وعلى الرغم من الإشادة بكيفية تعامل السلطات مع أزمة تفشي الفيروس، إلا أن ما يقرب من نصف سكان البلاد، الستة ملايين، يعيشون الآن تحت خط الفقر؛ وفقدت عملة لبنان ما يقرب من 60 في المئة من قيمتها مقابل الدولار.
وفي بلد يعتمد على الاستيراد ، أدى ذلك إلى ارتفاع التضخم. وانهارات المئات من الشركات، إن لم تكن الآلاف ، وبات أكثر من ثلث السكان عاطلين عن العمل.
وحذر رئيس الوزراء الجديد، حسن دياب ، من “أزمة غذائية” ، قائلاً: “لن يتمكن الكثير من الناس قريباً من الحصول على الخبز”.
“الأمر سيء للغاية”
ليس ثمة مكان يتبدى فيه اليأس بشكل أكثر حدة مما هي الحال في طرابلس؛ أفقر مدينة في البلاد، والتي ظلت مهملة لوقت طويل، و ابتليت بالتطرف سابقاً.
وفي الشهر الماضي، قام المتظاهرون بإشعال النيران بسلسلة من البنوك هناك. حيث ينظر السكان إلى النظام المصرفي هنا على أنه متواطئ بشأن ما يعتبره الكثير من اللبنانيين نهباً لخيرات البلاد من قبل النخبة السياسية.
وفي المدينة، يعتمد معظم العمال على الأجرة اليومية من أجل المعيشة، ويكسب 60 في المئة منهم أقل من دولار واحد في اليوم.
- احتجاجات لبنان: خطة إنقاذ حكومية في ظل انهيار العملة واحتجاجات في الشارع
- لبنان يقرر تعليق تسديد الدين العام في سابقة تاريخية
ولا توجد خطط وعمليات إنقاذ جاهزة ومدروسة لدعم الأعمال التجارية وإبقاء العمال مرتبطين بوظائفهم، وبدلاً من ذلك يُترك الناس يواجهون مصيرهم لوحدهم لإعالة أنفسهم. ويعتمد البعض على المساعدات الغذائية من الجمعيات الخيرية.
وتقول فرح الأحدب، الرئيسة التنفيذية لجمعية خيرية محلية تدعى “ازدهار”؛ وتقدم الخبز لمئات العائلات الفقيرة في المدينة: “ما لم نساعدهم، لن يكون لديهم شيء ليأكلوه”. “وقد يتجهون إلى السرقة، فالوضع سيء حقًا”.
“مثل الكلاب”
وتجري الحكومة اللبنانية حاليا محادثات مع صندوق النقد الدولي، ولكن من المتوقع أن تنطوي أي خطة إنقاذ على إصلاحات اقتصادية مؤلمة، في بلد مبني على نظام سياسي طائفي، ومن المرجح أن تواجه مثل هذه الخطة مقاومة شديدة من الأحزاب التقليدية الراسخة.
ويقول رجل في منطقة التسوق الرئيسية في طرابلس، حيث لم تكن قواعد التباعد الاجتماعي مطبقة، ولم يكن هناك من يرتدي كمامات، إلا القليل من المتسوقين : “ليس للبنان مستقبل بسبب سياسيي البلاد”.
ويضيف: “يُعامل السياسيون الناس كما لو أنهم كلاب، فإذا قمت بتجويع الكلب، فسيطيعك ويتبعك من أجل الطعام”.
ويخشى الكثير من اللبنانيين من أن الفقر سيؤدي في نهاية المطاف إلى مقتل أعداد كبيرة أكثر بكثير ممن قد يموتون جراء الإصابة بفيروس كورونا.
وما أن تبدأ الدولة برفع حالة الإغلاق العام، ستتنامى حالات اليأس والجوع؛ ومن المتوقع أن يعبر المحتجون عن غضبهم ضد ذلك في الشوارع مجدداً.
وثمة خوف من أن الاضطرابات الشعبية قد تنهي الاستقرار النسبي الذي يشهده لبنان منذ نهاية حربه الأهلية قبل 30 عاماً.
[ad_2]
Source link