الدراما المصرية تثبت وجودها هذا | جريدة الأنباء
[ad_1]
- «خيانة عهد».. أخوة تملكهم الحقد تجاه شقيقتهم
- «ونحب تاني ليه؟» تجعلك تعيش مع أبطالها قصتهم
القاهرة – خلود أبوالمجد
شهد موسم الدراما الرمضانية المصرية منافسة كبيرة وجميلة بين عدد من النجوم، وتنوعت في موضوعاتها بين الاجتماعية والرومانسية والخيال العلمي، والكوميدية وأيضا العسكرية والوطنية.
لكن هناك من تمكن من حجز مقعده بين المشاهدين وتمكن من الصمود حتى نهاية الشهر الفضيل باقبال كبير، وبينهم من تقاعد منذ حلقاته الأولى.
فبعد اختفاء شركة العدل جروب من إنتاج العام الماضي، عادت هذا العام بعملين هما «خيانة عهد» و«بـ100 وش»، الأول كان من بطولة الفنانة الكبيرة يسرا التي أثبتت من خلاله أن اختفاءها من الشاشة له تأثير كبير في جودة ما يقدم خلال هذا الموسم، ليحتل عملها مراتب متقدمة في المشاهدات، وكانت تحكي القصة حول إخوة تملكهم الحقد والغيرة نحو شقيقتهم الكبرى والذي نتيجته كان فقدانها لابنها، وقام بالبطولة بجانب يسرا الفنانة حلا شيحة والتي تعد اضعف حلقات هذا العمل على الرغم من قوة الدور الذي كان من الممكن أن يمثل لها عودة قوية لمثل هذه الأعمال، إلا أن كثرة عمليات التجميل التي بدت واضحة في وجه الفنانة أثر على تمكنها في ايصال الإحساس في كل مشهد تقدمه، ما جعل الجمهور يتخيل وجود فنانات مثل حنان مطاوع أو ريهام عبدالغفور مكانها لتأدية هذا الدور عوضا عنها، وهو ما كان بالفعل سيضيف الكثير من القوة للعمل.
«منعم»
وشارك في بطولة المسلسل أيضا الفنان بيومي فؤاد، الذي أكد قدراته الفنية والتمثيلية العالية، والتي يجب أن تجعله يقف بجدية حول أدواره التي يقدمها في المستقبل، فلن يقبل منه الجمهور أقل مما جسده في دور «منعم»، حيث كان ممسكا بكل خيوط الشخصية، وطعمها بخفة ظل علقت الجمهور به، فكان مشهد سيطرته على ابن «عهد» الذي أدمن المخدرات على يد خالته، وأيضا في مشهد حزنه على وفاة هذا الشاب قادرا على بث مشاعر الأبوة والحب بمنتهى السلاسة والقوة في الأداء.
إثبات موهبة
ويمثل هذا المسلسل عودة بعد غياب 7 سنوات للفنانة جومانة مراد، والتي على الرغم من طول مدة ابتعادها إلا أنها تمكنت من إثبات أن الموهبة التمثيلية الحقة لا تصدأ ولا تختفي، بل يكفيها فرصة لتسطع وتلمع من جديد، فقدمت دور المدمنة التي لا يشغلها سوى جمع المال بكل جدارة، وقدمت امام يسرا مشاهد تفوقت فيها على ذاتها.
أما عبير صبري والفنان خالد سرحان فمثلا مرحلة النضج الفني بقدرتهما على تقديم مثل هذه النوعية من الشخصيات والأدوار بتلقائية عالية، خاصة حين تطعيمه بقليل من خفة الظل التي كانت تجمع هذا الدويتو وعلاقتهما الزوجية في المسلسل.
أما شباب العمل فهم خالد أنور وتيام مصطفى قمر وهنادي مهنا، فالأول منهم يمشي بخطوات ثابتة في مشواره الفني منذ بدايته حتى تمكنه من لفت الأنظار إليه منذ عامين عندما شارك الزعيم عادل امام في مسلسل «عوالم خفية» ليأتي هذا العام ويجسد شخصية «هشام» ابن يسرا أو «عهد» في العمل والذي يدمن رغما عنه ودون أن يدري بخطة مسبقة من خالته، فقدم الدور بحنكة شبابية جعلتنا نتعاطف معه.
شخصية متذبذبة
أما تيام قمر فكونه وجها جديدا ولكنه أدى ما احتاجته الشخصية المتذبذبة التي تعيش بلا هدف واضح مما يعرضها لكثير من المشكلات نتيجة لفقدان القدوة في المنزل سواء من الأم أو الاب، بشكل متماسك جعله يؤكد على موهبته، وهو ما قدمته أيضا هنادي مهنا شقيقته في العمل ولكنه تمكن من التفوق عليها بشكل لفت الأنظار.
وعلى الرغم من النص الجيد الذي قدمه أحمد عادل ورشاقة السيناريو والحوار الذي كتبه كل من أمين الجمال ووليد أبوالمجد وهم مجموعة من الشباب الذين تتعاون معهم يسرا للمرة الأولى، إلا أن البطولة الكبرى تأتي للمخرج سامح عبدالعزيز الذي تتعاون معه يسرا أيضا للمرة الأولى ولكنه تمكن من إظهارها وكل النجوم بشكل مختلف وأنيق بعيدا عما اعتاده منه الجمهور في أعماله الاخيرة التي حكت قصص الحارات الشعبية، فكان جمال المشاهد المؤثرة وخاصة في يوم وفاة ابنها وأيضا حين اكتشافها مؤامرة أشقائها غاية في التألق والاختلاف عما اعتادناه من نحيب وبكاء في مثل هذه المواقف، إلا أن القدرة على تجسيد ذلك بالصمت والدموع فقط لم يلفت الأنظار فقط لأداء يسرا ولكن أيضا لإخراج ورؤية إبداعية لمخرج موهوب اعتاد على النجاح في كل ما يقدمه.
«بـ ١٠٠ وش»
وياتي مسلسل «بـ 100 وش» من بطولة نيلي كريم وآسر ياسين واسلام ابراهيم وعلا رشدي، وزينب غريب ومصطفى درويش، وشريف الدسوقي وسلوى محمد علي وحنان يوسف ودنيا ماهر، وهو من تأليف عمرو الدالي وأحمد وائل وإخراج كاملة أبو ذكري.
والبطولة الجماعية لتلك العصابة التي احترفت النصب وتمكنت في النهاية من الفرار بعد وقوع شخصين منهم في قبضة العدالة، تمكنت طوال الشهر الفضيل من أسر قلوب الجمهور والتعلق بهم، حتى وصل الأمر على بعض صفحات «السوشيال ميديا» للدعاء لهم، بسبب عفوية الأداء الذي ظهر به كل هؤلاء النجوم، فرسموا الابتسامة على الوجوه بعدد من الجمل الكوميدية التي جاءت على لسان الفنان اسلام ابراهيم والذي أكد موهبته الفنية من خلال شخصية «حمادة» التي كانت تنطق الكلمات والجمل الحوارية وكأنه صديق مقرب لك، فهو يقدم الكوميديا دون عناء استنطاقها والذي تعرض له الكثير من الكوميديانات هذا العام ما جعل البعض منهم يقدم الاعتذار للجمهور عن هذا الموسم السيئ الذي قدموه، فلم يعتمد إسلام في حواره على ما نقرأه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من نكات تفقد معناها لكثرة تداولها، لكنه امتلك ذهنا حاضرا، جعل من مشاهده قنبلة موقوتة في الضحك، وساعده فيها الممثلة دنيا ماهر، التي أعلنت بموهبتها عن مولد فنانة ذات قدرة على اضحاكك وهي تبكي، فهي قادرة على انتزاع الابتسامة من المشاهد بتعابير وجهها ولغة جسدها المتماشية مع مكونات الشخصية التي تقدمها.
مؤثرات خاصة
وكانت بطولة جماعية عن اقتدار بمشاركة صناع المكياج والمؤثرات الخاصة التي استخدمت في هذا العمل والموسيقى التصويرية التي قدمها تامر كروان وتوجها اخراج كاملة أبو ذكري التي أكدت بتعاونها مع نيلي كريم أنها قادرة على إخراج منها كل ما تريده سواء «النكد» الذي اعتاده منها الجمهور أو الكوميديا التي صدمت المشاهدين هذا العام، وفي انتظار المزيد منها في الجزء الثاني الذي أعلن عنه في نهاية الحلقات العام المقبل.
نصيب الأسد
وكان لشركة «سينرجي» نصيب الأسد في الأعمال التي قدمت من إنتاجها هذا العام والتي حققت تفوقا كبيرا ومشاهدات عالية بين الجمهور، وهي «البرنس، الفتوة، فرصة تانية، النهاية، ليالينا 80، وبنحب تاني ليه، والاختيار» هذا بخلاف عدد من الأعمال الكوميدية مثل «رجالة البيت، عمر ودياب، 2 في الصندوق».
وأن كنا سنحاول استعراض منها ما تسنى لنا فستكون البداية بـ «الاختيار» فهو عمل درامي بطولي يستعرض قصة أحد أفضل وأكفأ ضباط الجيش المصري الذي استشهد في معركته ضد الإرهابيين والتكفريين في سيناء، إلا أن بطولاته الشخصية والعملية جعلت منه أسطورة تحكى للأجيال ليقتدوا بها، فلن نتمكن من تحليل أداء الفنانين وإن كان الجميع ممن قاموا بالبطولة وعلى رأسهم الفنان أمير كرارة، أو حتى ضيوف الشرف الذين ظهروا في الحلقات وجسدوا شخصيات حقيقية أغلبها مازال على قيد الحياة وعدد منهم استشهدوا في حربهم على الارهاب، فالجميع غلبت على أدائه الروح الوطنية التي تلبسته من خلال ما قرأه أو سمعه من الأصدقاء والأهل المحيطين، فظهرت الشخصيات تنبض بالحياة، وتحمس الجميع لمعرفة وقراءة المزيد عن البطولات التي قدموها، وما توج هذا النجاح وأبرزه هو عرض الحلقة التي استشهد فيها المقدم أحمد منسي دون أي إعلان واحد فيها، ما جعلها تحتل أعلى مشاهدة ليس في مصر وحدها ولكن في العالم أيضا.
لقطات حية
وما زاد الحماس تجاه العمل واستثناؤه من المنافسة تلك اللقطات الحية التي استعان بها المخرج بيتر ميمي في الحلقات والتي أظهرت المعارك الحقيقية، التي استشهد فيها أبطال الجيش المصري، وكان ختامها مع ظهور الشخصيات الحقيقية في الحلقة الأخيرة من العمل والتي نجت من ملحمة البرث، وحياكة الحوار المتقنة التي قام بها المؤلف باهر دويدار والجمل الحوارية المدروسة التي جاءت على لسان كل من أمير كرارة والإرهابي هشام عشماوي الذي قدم شخصيته الفنان أحمد العوضي مكنت الجميع ممن شاهدوا العمل من التفاعل مع الشخصيات بالقدر المطلوب لكل شخصية، فكره المشاهدون العوضي حتى ان البعض بدأ يرسل له تحذيرات من الظهور في أي مكان لاجادته في ابراز بشاعة الأفكار التي يعتنقها الارهابي المعدم، وامتزج ذلك بجمال الموسيقى التصويرية التي صنعها تامر كروان لتظل حين نسمعها نتذكر العمل، الذي خلد اسم ابطالنا الشهداء وعلى رأسهم الشهيد أحمد منسي.
«ونحب تاني ليه؟»
«ونحب تاني ليه؟» سؤال طرحه المؤلف عمرو محمود ياسين طوال أحداث مسلسله الذي قام بإخراجه مصطفى فكري، وقامت ببطولته الفنانة ياسمين عبدالعزيز وشاركها الفنان شريف منير وكريم فهمي وسوسن بدر ووفاء سالم وليلى عزالعرب وتارا عماد وايهاب فهمي وأحمد سعيد عبدالغني وسمر مرسي وعماد رشاد وبدرية طلبة ومحسن صبري وعلا رشدي وايمان السيد وسليمان عيد ومصطفى حشيش وأحلام الجريتلي وأمينة مغربي وصبا الرفاعي واسلام جمال وهاني حسين.
واقع نعيشه
في البداية، نجد قصة متماسكة تحملك نحو العديد من الجدليات الاجتماعية المغلفة بالرومانسية والمطعمة بالكوميديا، التي تجعلك تنهي كل حلقة لتبدأ في استعراض أحداثها ومقاربتها مع الواقع الذي نعيشه، لتجد نفسك تعيش مع أبطالها قصتهم وكأنها واقع تراه، وهذا ما نجح فيه دائما الكاتب عمرو محمود ياسين حتى في أعماله السابقة، فهو يخلق شخصيات من لحم ودم تعيش مع جمهوره ويتفاعل معها، ولا تنسى بانتهاء العمل.
ويأتي الدويتو الإخراجي بينه وبين المخرج مصطفى فكري ناضجا فنيا، فيتمكن بمنتهى الهدوء من ترجمة المشاعر والاحاسيس المكتوبة على الورق لتتحول لكائنات حية على الواقع، وما يحسب لهذا الدويتو الجميل أنهما أظهرا ياسمين عبدالعزيز جانبا من تلمسه قط في أعمالها السابقة إلا من بعيد وفي أعمال قليلة، ما جعلها تدخل لمحراب النجمات القادرات على التنوع بعيدا عن حكر المنتجين لها في أدوار البنت الشقية التي تقدم الشخصيات الكوميدية فقط، فتفوقت على ذاتها وجذبت الجمهور لمتابعة قصتها.
وكان وجود الفنانين شريف منير وكريم فهمي ثقلا يحسب للعمل، فكلاهما أخرج أفضل ما لديه من موهبة في تأدية دوره، فالأول من خلال معاملته السيئة وأنانيته المفرطة تمكن من شحن الجمهور ضده، حتى يرفض مجرد التفكير في أن يكون له خط عودة لطليقته في العمل مع الفنانة ياسمين عبدالعزيز، بينما يبارك ويرحب بقصة الحب التي نشأت برفقة الآخر، كما إن كانت تلك القصة حقيقية بالفعل، فهي شخصيات بالفعل طبيعية بعيدة كل البعد عن الاصطناع، زينهما الكوميديا التي قدمتها الفنانة ايمان السيد، التي كانت قادرة طوال الشهر الفضيل على انتزاع الضحكات العالية من الجمهور بمجرد ظهورها وحديثها، حتى انها كانت تخطف الكاميرا في أحيان كثيرة من كل النجوم حولها، فاحتل العمل مكانة محترمة عند المشاهدين الذين حرصوا على متابعته.
في النهاية، يستخلص بأن هذا الموسم الرمضاني شكل عودة للدراما المصرية بأعمالها المختلفة وبنجومها سواء كانوا فنانين أو كتابا أومخرجين لتأخذ مكانها الطبيعي في المتابعة في أنحاء الوطن العربي.
[ad_2]
Source link