أخبار عاجلة

أهل الاقتصاد الكويتي هكذا استفدنا | جريدة الأنباء


طارق عرابي

منذ أكثر من 10 أيام مضت، فرضت الكويت حظرا كليا شاملا يمتد حتى 30 مايو الجاري، وذلك بهدف السيطرة على بؤر فيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره، الأمر الذي أدى إلى جلوس نحو 4.5 ملايين مواطن ومقيم في بيوتهم، بعد توقف الأعمال وإغلاق الوزارات والمؤسسات والشركات والمرافق الحكومية والخاصة أبوابها بالكامل تطبيقا لهذا الحظر.

ولم يسلم أحد من الأضرار التجارية والاقتصادية والاجتماعية التي تسببت بها أزمة فيروس كورونا المستجد، إلا أنه، وفقا لاستطلاع أجرته «الأنباء»، فإن هناك عددا من الإيجابيات لهذه الأزمة يرى أهل الاقتصاد أنها لم تكن تظهر دون وجود مثل هذه الأزمة، والتي من أبرزها التحول الرقمي والاعتماد بشكل أكبر وموسع على القنوات التكنولوجية في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين، سواء من الجهات والمؤسسات الحكومية، أو شركات القطاع الخاص.

ويتحدث أهل الاقتصاد والمال عن وجود دروس إيجابية ومجانية من هذه الأزمة الحالية، تتمثل في إعطاء الجميع مساحة من الوقت للبعد عن ضغوط العمل وامتلاكهم مساحة للتفكير والتخطيط للمستقبل، خاصة ان هذه الأزمة خلفت تبعات اقتصادية سلبية على جميع القطاعات سيطول أمدها لسنوات مقبلة.. وفيما يلي التفاصيل:

الذكير: «الحظر الكلي» كشف ضرورةتحويل جميع الخدمات لإلكترونية

قال رئيس مجلس إدارة شركة المدار للتمويل والاستثمار حمد الذكير، انه يقوم بعقد الاجتماعات مع موظفيه عبر وسائل التواصل الحديثة، منذ بداية تطبيق الحظر الكلي في الكويت، وذلك للوقوف على آخر مستجدات الأسواق، مبينا أن جائحة فيروس كورونا دفعت قطاعات الاعمال المختلفة إلى التحول نحو الانترنت والاتصال الالكتروني لإنجاز الاعمال وتنفيذ المعاملات والخدمات المختلفة. ولفت إلى أن الأزمة كشفت أن الكويت مازالت متأخرة في هذا الجانب، خاصة على صعيد القطاع البنكي الذي مازال مصرا على حضور الشخص للتوقيع على المعاملات المصرفية المختلفة، علما بأن التوقيع الالكتروني قد أصبح حلا معتمدا ليس على الصعيد المحلي فحسب، وإنما حتى على الصعيد الدولي، مؤكدا أن التحول نحو مفهوم العمل الالكتروني سيساعد على إنجاز الأعمال بشكل اكبر وتخطي أي أزمة مستقبلية طارئة.

وعلى الصعيد الشخصي، قال الذكير: «من نعم الله علينا أن الحظر كان خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك، ما جعله فرصة للكثيرين لقراءة القرآن والعبادة بشكل افضل من أي وقت مضى».

المخلف: الاعتماد على التكنولوجيا أبرز إيجابيات «كورونا»!

اعتبر نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة صناعات التبريد والتخزين صالح المخلف، فترة الحظر الحالية بمنزلة فرصة للقراءة واكتشاف المهارات الجديدة، والتواصل أكثر من أي وقت مضى مع العائلة والأولاد للتعرف على مواهبهم ودعمها.

وقال إن لكل أمر إيجابيات وسلبيات، لكن على الإنسان أن يركز أكثر على الجانب الإيجابي وأن يبتعد عن الجانب السلبي، ولا شك أن الجائحة الحالية وما تبعه من إجراءات وحظر كلي وخلافه، فيها الكثير من الإيجابيات التي ينبغي التعرف عليها واستغلالها أفضل استغلال.

وأضاف المخلف أن من إيجابيات جائحة كورونا الحالية، هي تنشيط التحول نحو تقنيات التكنولوجيا الحديثة والتعرف على مستجداتها، بل وحتى التفاعل معها بشكل أكبر، حيث بدأنا نرى ارتفاعا مطردا في مؤشرات الدفع الالكتروني وحجز المواعيد عبر الانترنت، ودخول تطبيقات جديدة لم تكن موجودة في السابق، وهي كلها أمور من شأنها أن ترفع مستوى الوعي لدى كل أطياف المجتمع وتساعدهم على التحول السريع نحو الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة.

النصف: توقف الأعمال فرصة لمراجعة أمور كثيرة

قال رئيس مجلس إدارة شركة منازل القابضة عدنان النصف إن جائحة فيروس كورونا، وما تبعها من تطبيق الحظر الكلي في البلاد، تعتبر فرصة للتأمل والقراءة ومراجعة النفس، وهي أمور كان من الصعب تحقيقها في ظل الظروف العادية وأوقات العمل التي كانت تفوق نصف اليوم في الكثير من الاحيان.

وأضاف أن توقف الاعمال والأنشطة التجارية والعقارية في البلاد، دفع الجميع إلى التزام منازلهم وتوقف مصادر دخلهم، سواء بالنسبة للموظفين أو حتى ملاك العقارات الذين فقد كثير منهم دخلهم الإيجاري بعد توقف بعض المؤجرين عن السداد لظروف خارجة عن إرادتهم.

وأكد النصف على انه بات من الصعب على مجالس إدارات الشركات والمؤسسات كافة إعداد خطط ودراسات جديدة في ظل الظروف الحالية والغموض العام الذي يكتنف جميع أسواق العالم، لافتا إلى قيام عدد من الشركات التي كانت قد أعلنت عن توزيعات نقدية لهذا العام بإلغاء هذه التوزيعات والتراجع عنها أو على الأقل تخفيضها لأدنى مستوى، مع مراجعة الخطط المعدة مسبقا، وذلك كله بسبب ما تتعرض له الأسواق في المنطقة والعالم من حولنا.

الطواري: «كورونا» علمتنا دروساً مجانية..والآن نعرف أهمية الوقت

أكد المدير والشريك في شركة نيوبري للاستشارات عصام الطواري أن وقته خلال الحظر الكلي مشغول بالكامل في أشياء مفيدة، مشيرا إلى أن جائحة فيروس كورونا علمتنا دورسا مجانية لم نكن نتخيلها.

وأضاف أن الحظر الكلي المفروض على البلاد منحه وقتا أطول للقراءة والاطلاع، كما منحه الوقت للمشاركة في القضايا المطروحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا (تويتر)، بعد أن كانت ظروف العمل تحول بينه وبين هذه الوسائل.

وأشار الطواري إلى أنه يقضي وقته حاليا ما بين اجتماعات عمل عبر الإنترنت (فهو عضو في مجلس إدارة أكثر من شركة خليجية)، في حين يقوم بتوزيع باقي الوقت ما بين تأدية الفرائض اليومية والعائلة، حتى أن اليوم لم يعد كافيا لإنجاز كل ذلك.

وأوضح أن الانسان هو الذي يحدد كيف يشغل وقته، فهناك العديد من الامور المفيدة التي يمكن القيام بها بدلا من التذمر والتململ الدائم، لذلك نجد أن استغلال الوقت في ظل هذه الجائحة يعتمد على شخصية وتفكير الفرد ونظرته إلى الأمور كل على حسب رؤيته.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى