البرنس اغتيال الرومانسية وخلطة | جريدة الأنباء
[ad_1]
- زاهر يتفوق بورقة الشر.. والمسلسل نقطة تحول لتجميل صورة رمضان شعبياً
القاهرة ـ محمد صلاح
اعتمادا على الصراع الاجتماعي وجشع الاشقاء واختلاف الشخصيات.. حاول المخرج محمد سامي الذي كتب قصة وسيناريو مسلسل (البرنس).. الاعتماد على عناصر عديدة يضمن بها عمل خلطة وتشكيلة بهارات درامية كفيلة بجذب المشاهدين بمختلف أذواقهم وميولهم.. فقد وظف الاكشن والتشويق والاثارة.. بجانب اللعب على مشاعر وعواطف المشاهدين واستفزاز غرائز الابوة لدى الجميع.. كان من الواضح منذ المشاهد الاولى للمسلسل ان مؤلف العمل محمد سامي استوحى حكاية المسلسل من تيمة قصة سيدنا يوسف مع بعض التعديلات والحبكة الدرامية التي حصل عليها من خلال بريد الأهرام عن قصة حقيقية لشقيق وشقيقته قتلا زوج شقيقتهما.. ليؤكد أن العمل اجتماعي.. وسعى الى ان يحمل قدرا كبيرا من الإثارة والتشويق عن طريق تناول قصة الإرث بين الأشقاء الذي يثير الطمع والجشع عقب وفاة الأب لتجد مدى الاختلاف في تربية الأشقاء الـ 7 وأفكارهم وشخصياتهم واحلامهم وثقافتهم فكل واحد منهم يرى الحياة بمنظوره الخاص فهناك الأخ الطيب ذو الاخلاق الحميدة ومنهم الطماع الذي يعشق المال الحرام.. ومنهم الفتاة التي تشعر بالغيرة والنقص.. ومنهم الأخ السلبي الذي يعشق السيدات.. فضلا عن الأخت الصغيرة المهندسة والأخ الصغير مدمن المخدرات.
المسلسل بطولة محمد رمضان ونور وأحمد زاهر وعبدالعزيز مخيون وإدوارد وروجينا وريم سامي ومحمد علاء ورحاب الجمل، تأليف وإخراج محمد سامي.
الغضب الجماهيري
وقد شغل المؤلف وبطل المسلسل أنفسهما من البداية بفكرة إنهاء حالة الغضب الجماهيري على الصراع الذي اختلقه حول لقب (نمبر وان)، لذلك خرج من إطار النجم الأوحد، واللعب بالبطولة الجماعية.. وحاول خلاله محمد رمضان تقديم لون مختلف يتناقض مع مضمون أعماله السابقة التي سطرت عرش نجوميته، لكن أداءه التمثيلي مازال بحاجة الى كثير من التطور والخبرة كما نصحه عدد من النقاد.
الحبكة الدرامية كانت منظمة ومعقودة بحرفية، لذلك تسلسلت الأحداث بشكل سريع ومتتال خوفا وحرصا على ألا يتسرب الملل للمشاهد بسبب المط او التطويل، لدرجة ان مشاهد سجن رضوان البرنس التي استمرت 5 سنوات مرت خاطفة حتى ان 5 سنوات مرت في حلقة واحدة فقط، الخلطة كلها هي السبب في النجاح بداية من فكرة البطل الضحية، الانتقام الشرير المطلق، الطيب الملاك، فكرة الأبيض والأسود والدراما العائلية وهي صراع الأخوات وللحق كان في منتهى الذكاء في اختيار الموضوع واختيار الممثلين.
معركة طاحنة
أمام الكاميرا دارت معركة طاحنة اشبه بتكسير العظام لإثبات من الأقوى فنيا والأقدر موهبة بين طاقم العمل لذلك شحن كل طاقم العمل بطاريات الإبداع لإطلاقها على الشاشة، كل ممثل كان بطلا في مكانه حتى ولو كان حجم الدور صغيرا مثل عبدالعزيز مخيون خاطب الناس بعينيه وبصوته الرخيم وأدائه، ولكن تفوق بجدارة وخطف الأضواء وكتب شهادة ميلاد نجومية جديدة احمد زاهر في دور جعل العالم العربي أجمع يكرهه ويرفض شره ويعتبره من سلالة الشياطين بأفعاله وتحول فتحي البرنس ليكون أيقونة الشر، وهو ما يجعل زاهر في المقدمة بجدارة. وتفوقت روجينا في دور السيدة المتسلطة التي تستغل أنوثتها لتجارتها وقوتها. ولمع إدوارد في دور الشقيق الأكبر المغلوب على أمره دائما وكانت سلوى عثمان متألقة دوما ومعها أحلام الجريتلي وصفاء الطوخي، والوجه الجديد ريم سامي شقيقة المخرج محمد سامي. ورحاب الجمل التي نالت كراهية الجميع بشخصية عبير. الطريف انه تم إطلاق حالة شحن على مواقع التواصل الاجتماعي ضد أحمد زاهر واشقائه خاصة عبير (رحاب الجمل).
قصص حب
الرومانسية كانت متواجدة ضمن أحداث المسلسل ولكن بأشكال مختلفة فرسم قصص حب متوازية معظمها لا تكتمل بسبب الأحداث الدرامية، فقد أنهت جريمة القتل قصة حب نجلاء بدر لزوجها وأولادها، وأنهى الجشع قصة حب دنيا عبدالعزيز لزوجها زاهر وتم الانفصال وتزوجت بآخر، وظلت قصة حب البرنس لنور منذ طفولته حتى نهاية الأحداث وهي قصة هددتها رغبته الجامحة في الانتقام من أشقائه، حتى شقيقته المهندسة صدمت في خطيبها الذي اضطر للسرقة حتى يتزوجها وتم القبض عليه وانتهت القصة العاطفية بالضربة القاضية، حتى الشاب عادل الشقيق الأصغر عاش قصة حب مع صديقته بعد ان جمعهما إدمان المخدرات، أما روجينا فهي تتاجر بالرومانسية على الرجال لتحصل على مصالحها فقط، وهكذا فإن البرنس اغتال الرومانسية بسلاح الواقعية.
ابتزاز عواطف
نجح المؤلف والمخرج في اللعب على مشاعر المشاهد بابتزاز عواطفهم وخطف قلوبهم حيث احتوى المسلسل على عدد من المشاهد التي خطفت المشاهدين، منها مشهد مقتل زوجة البطل وابنه.، ومشهد المحاكمة والظلم الذي تعرض له وشهادة أشقائه ضده، ثم اللعب على خوف المشاهدين على أولادهم من خلال مأساة مريم (فريدة حسام) ابنة محمد رمضان، التي أبكت الجميع في مشهد موقف السيارات حين تركها عمها وحيدة. وكانت أغنية أحمد سعد مؤثرة وحزينة في العديد من المواقف الدرامية.
أكشن لا يخدش الحياء
اكتشف المخرج محمد سامي نفسه مؤلفا لأول مرة خلال مسلسل (آدم) الذي لعب بطولته تامر حسني، وهو كمؤلف يمتاز بالاهتمام بكشف التفاصيل وإبرازها سواء في الحوار او الصورة، ودائما ما يؤكد ان نجاحه كمؤلف سببه اطلاعه ومخزونه الثقافي الكبير في شتى المجالات، وأثبت (البرنس) نجاحه وتميزه كمؤلف.
ومن أكثر ما نجح فيه ايضا كمؤلف هو عدم الانجراف في تقديم مشاهد البلطجة التي يعشق رمضان تقديمها.. ولكن سامي قدم الاكشن والمعارك بشكل لا يخدش حياء الأسر او يدعو الاطفال والشباب للعنف كما كان يوجه الاتهام لرمضان في كل أعماله السابقة وبذلك بدأت اولى حملات تجميل محمد رمضان شعبيا، وربما يكون مسلسل البرنس يمثل نقطة تحول للمؤلف والمخرج وطاقم العمل كله اذا استثمروا النجاح والتألق وإعجاب المشاهدين واعتبروها نقطة انطلاق لبداية جديدة قوية لكل منهم، فهل يستطيع محمد رمضان الخروج من عباءة ووهم (نمبر وان) الى اعمال خالية من الاكشن والبلطجة؟، او الشاب المظلوم الذي يتم سجنه ليخرج لينتقم من الجميع مثلما قدمها في مسلسلات (الاسطورة ـ زلزال ـ ابن حلال).. ولو تفرغ بالفعل للعمل على نفسه فقط دون البحث عن ألقاب وجوائز وسيارات وحفلات غنائية فسيكون في مكان آخر.
[ad_2]
Source link