الإغلاق بسبب فيروس كورونا: لماذا نشاهد التلفزيون بنهم؟
[ad_1]
هل تشاهد التلفزيون بنهم خلال فترة الإغلاق؟ لا تقلق، فلست وحيدا في هذا. لكن ما الذي يجعلنا نشاهد برامج شبكة نتفليكس مثل “ملك النمور” بنهم ؟ وهل هذا مشكلة أم أنه قد يكون مفيدا لنا؟.
هل شاهدت هذا المسلسل؟ هل ضحيت بوقت نومك من أجل أن تعرف من الذي اقترف جريمة القتل في فيلم تشويق؟.
هل جلست على أريكتك طوال اليوم دون أن تتحرك، غارقا في المسلسل التلفزيوني الذي يتحدث عنه الجميع ويقولون إن من الضروري مشاهدته؟.
لست وحيدا في هذا، خصوصا الآن والملايين حول العالم يعيشون حالة الإغلاق الشامل بسبب وباء كوفيد-19.
شهد عمالقة البث التلفزيوني أعدادا قياسية من المشتركين الجدد، فقد سجلت نتفليكس 16 مليون مشترك جديد في الربع الأول من 2020.
حتى قبل الأزمة الحالية، كان إدمان المشاهدة ظاهرة موجودة. في المملكة المتحدة مثلا اعترف نصف السكان بأنهم يقضون 8 ساعات متواصلة في مشاهدة عرض تلفزيوني، وفقا لمسح أجرته مطبوعة راديو تايمز.
إذا بدا هذا مألوفا فقد تحس بالذنب بسبب هذا الإفراط. وإذا حصل هذا فتابع القراءة، فقد تتحسن نفسيتك فيما يتعلق بإدمان مشاهدة التلفزيون.
حيل خفية لاجتذابك
الإدمان على المشاهدة ليس ذنبك وحدك.
الكثير من منصات العروض التلفزيونية تستخدم أساليب خفية من أجل دفعك للاستمرار في المشاهدة.
“يمكنني بكل سهولة أن أشاهد مسلسلا كاملا في جلسة واحدة”، هذا ما اعترف به الناقد التلفزيوني والإعلامي سكوت برايان، لكنه يقول إن هذه العادة بدأت مصادفة.
“أدركت شبكة نتفليكس أن الكثير من الناس يميلون لمشاهدة المسلسلات دفعة واحدة، حتى المسلسلات التي سبق أن شاهدوها، مثل مسلسل الأصدقاء”. وتستخدم الشبكة طريقة مموهة لجعلك تشاهد أكثر.
“هم يتوصلون إلى اكتشاف أي الأجزاء جذابة أكثر من غيرها، كما أنهم يختصرون الحيز المخصص لأسماء الطاقم، ويضعونه في زاوية الشاشة. وبهذه الطريقة ربما شاهدت مسلسلا لمدة 3 ساعات دون أن تشعر”.
مصمم للإدمان
هل أدركت أن شركات البث التلفزيوني الكبرى تصمم برامجها وفي ذهنها الإدمان على مشاهدتها؟.
يقول سكوت إن نتفليكس متميزة لأنها تجري تجارب على عدد الشخصيات وعدد منعطفات القصة.
ويعطي مثالا من خلال مسلسل “البرتقالي هو الأسود الجديد”.
هم يدركون أنك لن تبدأ بمشاهدة مسلسل في منتصفه، بل في البداية.
ويقول “يمكنك أن تتعمق في المسلسل الذي تشاهده على مدى 8 ساعات بدرجة أكبر من مشاهدته على مدى 30 حلقة كل حلقة منها 60 دقيقة”.
نعم، هناك أضرار
يقول بعض الخبراء إن مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية قد يسب القلق والتوتر وقد يصل للاكتئاب.
وذهب العلماء في اليابان عام 2016 إلى حد القول إن هذه العادة قد تقتلك، وإن الجلوس لفترة طويلة قد يتسبب بجلطات.
تقول الأخصائية النفسية د هاميرا رياز “إن مشاهدة البرامج بشكل متصل قد يؤثر على جهازنا العصبي، وقد يؤثر ذلك على نومنا”.
وتؤكد أن “الإدمان على المشاهدة يعني أنك في حالة تحفز لفترة طويلة من الزمن، وسوف يتطلب الخروج من تلك الحالة فترة أطول”.
إذن فالمحتوى الذي يتضمن أعمالا إجرامية ، خصوصا إذا رأيت شخصيتك المفضلة تتعرض للقتل، ممكن أن يثير حافز التعاطف في جهازك العصبي، وهذا لن يساعدك على النوم المريح في الليل، كما تقول رياز.
لكن “هرمون الحب” يمنحنا شعورا بالسعادة
إذن ما الذي يجعلنا نطلب المزيد ؟
“حين نتماهى مع إحدى الشخصيات، فإن هذا يؤدي إلى إطلاق ما يعرف بهرمون الحب (أوكسيتوسين)، وهذا يخلق صلة مع الشخصية”، كما تقول رياز، وتضيف أن هناك العديد من المسلسلات وأنه من السهل أن تجد صلة مع إحدى الشخصيات هنا أو هناك.
قد تساعد على تحسن علاقاتنا
قد يبدو هذا غريبا، لكن تابع القراءة.
لنأخذ “جزيرة الحب” مثلا، وهو مسلسل له شعبية واسعة في المملكة المتحدة، كل شخصياته شابة جميلة وغير متزوجة، تحاول أن تجد فتى/فتاة الأحلام.
بعد إطلاق المسلسل عام 2019 ، زاد عدد الأزواج الذي طلبوا مساعدة نفسية بنسبة 41 في المئة، وترى د رياز أن هناك ما يجب الانتباه إليه هنا. وتقول “حين نشاهد مسلسلا على مدى ساعات فإننا نخلق حيزا يمتد لساعات للانشغال بعلاقاتنا وعواطفنا”.
الكثير من الناس لديهم ردود فعل عاطفية قوية على المسلسلات التي تشدهم، خصوصا إذا تسبب ما يحدث مع شخصيتنا المفضلة بصدمة.
وتقول رياز إن عقلنا لا يفرق بين الانفعالات الحقيقية وتلك المبنية على الخيال.
ونريد أن نشارك فيما يتحدث عنه الناس
وهناك سبب مهم آخر للإدمان على المسلسلات وهو الخوف من الإقصاء ومن ألا تكون طرفا فيما يتحدث عنه الناس، خصوصا في ظروف الإغلاق، حيث ليس لدينا الكثير لنعمله.
“شاهدت 10 ساعات من المحتوى التلفزيوني في يوم واحد، ولم يعجبني”، هذا ما يعترف به برايان لوبل، مؤلف البرنامج الاستعراضي التفاعلي “الثمالة” ، ويضيف “نحن نفرط في المشاهدة حتى نستطيع المشاركة في الأحاديث الاجتماعية، حيث لا يريد الشخص أن يجد نفسه في موقف غير المتابع، وهذا يضطر الناس للمتابعة أكثر”.
نحن بحاجة لوقت لا ننتج فيه (لذا لا يتوجب عليك الشعور بالذنب)
“الإفراط كلمة لها مدلول سلبي، أليس كذلك ؟” يتساءل برايان.
ويضيف “وجدت أن الناس يشعرون بالإحراج بسبب الإفراط في مشاهدة التلفزيون، ويخشون أن يعطوا انطباعا بأنهم غير منتجين. لقد شاهدت ست ساعات هربا من العمل باستخدام جهاز الكمبيوتر .كان علي أن أتوقف”.
لذلك إذا كنت واحدا من الملايين الذين يهمون بالغوص في مشاهدة مسلسل تلفزيوني كامل، بعد قراءة هذا الموضوع مباشرة، فإن برايان يشجعك على عدم الشعور بالذنب.
“نحن لا نقول مثلا” افرطت في قراءة الكتب”، لكن الواقع أن بعض أعظم المؤلفين يكتبون في عصرنا مسلسلات تلفزيونية . سأكون آخر من ينهى الناس عن الإفراط في مشاهدة التلفزيون”، يقول وابتسامة عريضة تكسو وجهه.
إذن، لو اردت أن تشاهد التلفزيون بنهم، فاستمع بأقصى درجة، وتذوق كل ثانية ودقيقة وساعة.
[ad_2]
Source link