فيروس كورونا: عائلات زادت قربا وأخرى زادت تفككا وأسر تعاني تبعات انقطاع مورد رزقها
[ad_1]
فرض تفشي جائحة فيروس كورونا حجرا منزليا في أغلب دول العالم وكثير من البلدان العربية، وتسنى لأفراد كثير من الأسر قضاء وقت أطول مع عائلاتهم حتى أثناء العمل! فما الذي تعلمناه؟ وما الفرق الذي أحدثه هذا الوضع الجديد في علاقاتنا الأسرية؟
وتزامنا مع حلول “اليوم الدولي للأسر”، طرحنا هذا السؤال على متابعي صفحات بي بي سي عربي على فيسبوك وتويتر، فجاءت الأجوبة متنوعة ننقل في هذا التقرير أبرزها.
“قبل”و”بعد” تفشي الجائحة
منذ دخلت شبكة الإنترنت بيوتا كثيرة في المنطقة العربية والناس تشكو انشغال أفراد العائلة عن بعضهم، خاصة المراهقين والأصغر سنا الذين يقضون أغلب يومهم أمام شاشات الكمبيوتر أو الأجهزة الإلكترونية!
بيوت أخرى كانت مشكلتها العمل لساعات طويلة خارج البيت، الذي يغادرونه مسرعين صباحا ليعودوا منهكين مساء.
وفي الحالتين لا وقت لحوار عائلي يومي مطول أو تحلق حول طاولة عليها بعض الألعاب الجماعية، أو مشاهدة فيلم أو حتى الاستمتاع بالوجبات اليومية معا.
وكلما زادت مشاغل أفراد العائلة زادت الفجوة الاجتماعية بينهم، إلى أن يصبحوا في حالات قصوى أغرابا، لا يعرفون بعضهم بقدر معرفة أصدقائهم أو زملائهم في العمل.
ومن هذا نشتكي كلما اجتمعنا في عطلة أو مناسبة! لكننا نعود لنتباعد ونتوه في دوامة الروتين الحياتي اليومي.
لكن تفشي جائحة فيروس كورونا، وما استتبعه من حجر منزلي، فرض واقعا جديدا أتاح لكثيرين قضاء وقت أطول مع العائلة.
فما الفرق الذي أحدثه هذا الوضع في علاقاتنا الأسرية؟
“أصبحنا نعيش داخل العوالم الافتراضية”
بعض متابعينا وجدوا في الصورة التي صحبت سؤالنا انعكاسا للمشهد داخل بيوتهم: كل فرد من العائلة منغمس في هاتفه الجوال أو لوحه الإلكتروني.
ويبدو أن هذا كان حال عائلات كثيرة، تجمع أفرادها داخل المنزل لكن كل في عالمه الخاص.
بعضهم يعمل والآخر منطلق في رحلة بحث عن فيروس كورونا ونشأته واحتمالات علاجه وعدد الإصابات والوفيات وغيرها.
بعض أفراد العائلة قد يجد في بقائه بالبيت فرصة نادرة يستغلها في مشاهدة الأفلام والأعمال الدرامية التي فاتته!
ومع انقطاعنا المطول عن العالم الخارجي، أضحى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أقوى ما يربطنا بالخارج.
فكلما طال الحجر، زاد الدافع النفسي للتواصل مع المحيط الخارجي قوة!
“عرفنا قيمة العائلة”
كان هذا جواب الأغلبية من متابعي بي بي سي على سؤالنا.
اكتشف كثيرون أنهم يشتاقون فعلا للعائلة، ويريدون الاستمتاع بمشاركتهم أكبر قدر ممكن من الأنشطة اليومية.
بل إن رجالا لم يسبق لهم دخول المطبخ إلا للأكل، أصبحوا يطبخون ويغسلون ويشاركون في أعمال منزلية كثيرة.
بعضهم يستمتع بذلك لدرجة مشاركة الصور مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد يكون المستفيد الأكبر في هذا الوضع هو الأطفال، الذين كانت ظروف الحياة تحرمهم من قضاء وقت كاف مع آبائهم وأمهاتهم العاملين.
لكن بقاء الأطفال في البيت حمل معه تحديات كبيرة للآباء والأمهات، تختلف باختلاف سن الأطفال.
فيتعين عليهم، إضافة إلى العناية بأطفالهم، أن يملؤوا وقت فراغهم، وأن يَقُوهم من التبعات النفسية للانقطاع المفاجئ عن أصدقائهم ومدارسهم، وأن يجدوا الطرق المناسبة لتفسير كل ما يجري حولهم.
“زادت المشاكل وتعمقت الهوة”
صورة العائلة السعيدة التي يستمتع أفرادها بقضاء الوقت معا، على جمالها، ليست الصورة السائدة خلال الحجر أو قبله.
في بعض العائلات، آباء عنيفون وأمهات عنيفات، خاصة مع الأطفال.
وفي عائلات أخرى، أولياء أمر يعانون إدمان الكحول، ويضعهم شحها وافتقادها في حالة نفسية تولد غضبا وعنفا يُصب جامه على باقي أفراد الأسرة.
وقد رصدت جمعيات ومنظمات، تعنى بمقاومة العنف الأسري، زيادة كبيرة في الحالات منذ بدء الحجر.
في بعض البيوت، أجبر المعيل على الانقطاع عن العمل، وافتقد مصدر دخله الوحيد فعاد الأمر وبالا على باقي العائلة.
وفي حالات أقل قسوة، فرض الحجر المنزلي على أفراد أسر التعايش مع طباع بعضهم وعاداتهم المزعجة، فيضيف ذلك إلى الضغط النفسي الذي يعيشه الناس بسبب الوباء، فتشتعل الخصومات لأتفه الأسباب.
اليوم الدولي للأسر
يوم الخامس عشر من أيار/مايو من كل عام هو اليوم الدولي للأسر الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993.
ويعتبر الاحتفال بهذا اليوم فرصة لتعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالأسرة وكل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية التي تؤثر فيها.
ويجيء إحياء اليوم هذا العام في ظرف خاص جدا بسبب وباء كورونا العالمي، ما جعل الأمم المتحدة تضع دعم الأسر المتأثرة بالوباء محورا لليوم الدولي للأسر هذا العام كما أعلنت على موقعها:
“دعم الأسر الضعيفة — سواء التي خسرت مداخيلها، أو التي تعيش في مساكن غير لائقة، أو التي لديها أطفال ومسنين وأشخاص من ذوي الإعاقة — غدا مسألة ضرورة أكثر من أي وقت مضى”.
[ad_2]