مانيكان ازدحام في الأفكار وضعف في | جريدة الأنباء
[ad_1]
سماح جمال
«كن أنت ولا تقبل بأن تكون نسخة مكررة»، رسالة مشتركة حملها أغلب شخوص مسلسل «مانيكان»، وهي القضية التي تشغل بال الشريحة الأكبر من الشباب الذين يعتبرون النسبة الأكبر المتابعة للعمل، لكن الازدحام والتكدس للأفكار والقضايا التي يطرحها المسلسل اوصلته لحالة من التشتت مع عدم التدرج في بناء الشخصيات التي احتاج المشاهد الوقت ليفهمها.
تبدأ القصة الرئيسية لعائلة «مريم»، الشخصية التي تلعبها هيا عبدالسلام وموقف والدتها، وجدتها، وخالتها الرافضات للرجال بعد مجموعة من التجارب الفاشلة، وينعكس هذا على طريقة تربية مريم وغرس كره الرجل في داخلها، ومع مرور السنوات تنخرط «مريم» في العمل مع أسرتها في «مشغل الخياطة» الذي تعمل فيه فقط الموظفات غير المتزوجات، فقانون المشغل وحسبما هو مكتوب على اللوحة الموضوعة على الباب الأمامي هو «ممنوع دخول المأكولات والمشروبات والرجال»، ولكن كل شيء يتغير عندما يفتح «كوفي شوب» على مقربة من «مشغل الخياطة»، ونشاهد التحول الذي يحدث وقصص مودة وصداقة بل وقصص حب بينهم.
«مانيكان» ليس العمل الأول الذي يجمع الكاتبة مريم نصير والمخرجة هيا عبدالسلام، حتى ان الصدفة جمعتهما في عمل آخر هو «رقم الحظ 7» الذي يعرض في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي.
ويغلب عادة على تعاون هذا الثنائي هيا ومريم منذ تعاونهما الأول القضايا الشبابية فهي محور الأحداث وتغلب الرؤية الإخراجية الأجنبية على العمل وهذا ما نشاهده في «مانيكان» من خلال التقطيعات أو اللقطات في خيال الشخصية ثم العودة إلى اللحظة الآنية.
الاجتهاد في كافة عناصر العمل واضح، ولكن العائق قد يكون قلة الامكانيات الانتاجية الذي ظهر جليا في الكثير من الأحداث، مثل حفل تسليم «حنان» الشخصية التي تلعبها هبة الدري جائزة أفضل مصممة، وكان يفترض أن تضفي الفخامة على الحفل، لكن ما شاهدناه كان دون المستوى من الناحية البصرية.
والتبسط في طرح بعض القضايا أثر على وصولها إلى المشاهد مثل حالة التنمر التي تعاني منها «ميار» من زميلاتها، وكان المشهد كالتالي «تطلب المدرسة من ميار الوقوف في الصف والقراءة أمام زميلاتها، وكون ميار تعاني من الصعوبات في القراءة (دسلكسيا) فهي تتعرض للسخرية من زميلاتها في الصف لدرجة انها تتبول على نفسها أمامهم»، لكن الإطار الذي قدم به الموقف لم يخدم ايصال قضية بهذه الاهمية والحساسية في هذا التوقيت.
وإذا مررنا على بعض شخصيات «مانيكان» وجمعنا تفاصيلها المشتتة يمكن تلخيصها فيما يلي:
٭ شخصية «مريم» التي تلعبها هيا عبدالسلام، تتصف بالمثالية ومساعدة الجميع ولا ترفض من يطلبها، وهذا القالب الأقرب لهيا كفنانة والتي عودتنا على مشاهدتها فيه، بصورة باتت تحجم من حجم موهبتها وطاقتها كممثلة قادرة على التلون والتشكل بصورة أكبر.
٭ «ثنيان» (فؤاد علي)، ينقل معاناة شريحة من المجتمع التي تعاني في حياتها من العيش في ظل أهلها بصورة كاملة ويعيشون صراعا بين ما يرغبون بتحقيقه في حياتهم وما يريد أهلهم أن يكونوا عليه.
٭ «حميدة» (فاطمة الطباخ) وهي خالة «مريم»، التي بدأ ظهورها كشخصية غير مبالية وتبحث عن سعادتها، لكننا اكتشفنا مع مرور الحلقات حجم الوجع الذي تعانيه جراء ابتعادها عن ابنها.
٭ «جابر» (محمد العلوي)، الشخصية التي تعيش مع احساس الذنب بأنه تسبب في قتل زوجته ويعيش بهذا الاحساس وهو يربي ابنته «ميار»، ويحاول أن يعيش في قصة حب جديدة مع «مريم».
٭ «نزار» (علي الحسيني) الذي يعاني من بعض السلبيات او الاضطهادات من المجتمع والتي ترافقه طوال حياته، والتي تصل لدرجة عدم ارتباطه بالفتاة التي يحبها لرفض أهلها ارتباطها بغير كويتي.
٭ «حنان» هبة الدري، النقلة أو التحول في شخصيتها كان سريعا بعض الشيء، فتحولت من الفتاة غير الواثقة بنفسها والمحبة لشقيقتها التي تعاني من حالة صحية جعلتها تدخل في سبات طويل، الى شخصية انانية وتحاول ان تفرق بين الشخص الذي يحب شقيقتها وما زال متمسكا بها رغم حالتها الصحية، وهذه السرعة في التنقل ربما افقدت بناء الشخصية الدرامي الكثير.
المسلسل من تأليف مريم نصير وإخراج هيا عبدالسلام، التي تشارك في بطولة العمل إلى جانب أسمهان توفيق، فؤاد علي، هبة الدري، محمد العلوي، علي الحسيني، ميثم بدر، زينب غازي، نوف السلطان، فاطمة الطباخ، وفهد باسم.
«مانيكان» مسلسل شبابي خالص احتاج فقط لتوفير المزيد من الإمكانيات المادية وتخصيص المزيد من الوقت لإيجاد حبكة درامية أكثر إحكاما ليظهر بصورة أفضل.
اقرا ايضا
[ad_2]
Source link