فيروس كورونا يُلهم صانعة خزف تركية
[ad_1]
في مدينة اسطنبول تعيش شابة تركية في الخامسة والعشرين من عمرها، تدرس العلاقات الدولية وتتعلم فن الخزف لكي تحكي أحلامها من خلال رسوماتها على قطع الخزف، كما تقول.
تستطيع التحدث باللغة العربية وفهمها بشكل جيد إلى حد ما، لذا استطعت التواصل معها؛ فلا هي تجيد الإنجليزية ولا أنا أعرف التركية.
هل تشبهنا “إستر” بطلة مسلسل Unorthodox؟
تحلم رابعة تورهان بتعلم لغة أخرى إلى جانب العربية، وبأشياء أخرى كثيرة. وتحكي عن حياتها وعن أحلامها هذه من خلال هذه الرسوم على الخزف التي نشرتها على صفحتها على إنستغرام.
تتابع رابعة حاليا دراساتها العليا، إذ التحقت بماجستير في مجال العلاقات الدولية.
في هذا الرسم سمكة صغيرة في الوسط، تقول رابعة إنها تمثلها، أما السمك الكبير الذي يحيط بها فترمز به للنظريات التي تدرسها؛ فهناك الواقعية والنسوية والمثالية وغيرها من النظريات التي أرهقت رابعة أثناء محاولاتها فهمها. “أول مرة رأيت فيها كتاب نظريات العلاقات الدولية شعرت كأنني سمكة صغيرة كواحدة من السمكات التي تشتهر بها مدينتي، طرابزون”، تقول ضاحكة عبر تطبيق فيسبوك مسنجر.
طرابزون مدينة ساحلية مطلة على البحر الأسود. والبحر هو أكثر مكان تفتقده رابعة بعد شهرين لها في الحجر المنزلي مع عائلتها في بيتهم في إسطنبول. لكنها لا تمانع البقاء في المنزل، فهي مقتنعة بأن “حياتنا مهمة ويجب الحفاظ عليها”.
لذا، وبسبب وباء كورونا، رسمت هذه اللوحة على قطعة خزف، وعن معناها تقول: “نحن – البشر – كالوردة الحمراء .. الوردة مهمة جدا في ثقافتنا .. فهي رمز الحب. وحياتنا أيضا مهمة ويجب الحفاظ عليها. ويجب على النحل أيضا، كما على الجميع، أخذ استراحة حاليا من كل شيء والتركيز على صحتنا”.
بسبب التباعد الاجتماعي، لم تر منذ فترة صديقتها المقربة جدا، آيشة نور، وهي مصورة حاصلة على شهادة من كلية الإعلام. وتقول عنها “ما رأيت في حياتي شخصا أقوى منها جسديا أو بشخصية أقوى أوأجمل من شخصيتها. يُعجبني أنها تعرف كيف تتصرف، وكيف تجادل، كما أنها لا تهرب من المشاكل”. لذلك رسمتها رابعة على قطعة خزف.
أثناء سنواتها الجامعية التي سبقت الماجستير، كانت رابعة قد درست العلوم الإسلامية، وتقول إن يدها وقعت صدفة على كتاب للكاتب الجزائري، مالك بن نبي، فأعجبت جدا بأفكاره باعتباره من رواد النهضة الفكرية الإسلامية، وقررت عندها تعلّم العربية والتخصص في العلاقات الدولية، وتحديدا في مواضيع تتعلق بشمال أفريقيا التي ينحدر منها بن نبي. وبالفعل سافرت في زيارة إلى عدة دول هناك.
لم تسعفها إمكاناتها اللغوية أن تشرح لي بالعربية أفكار بن نبي التي أعجبتها، لكنها أخبرتني أن التعرف على الحياة في دول شمال أفريقيا واحد من أحلامها.
كيف بدأتِ الرسم على الخزف؟ أسألها.
“لا أعرف. بعد التخرج أردت أن أصنع شيئا أعبر فيه عن نفسي. أردت شيئا أستطيع من خلاله العودة إلى ثقافتنا وتاريخنا فوجدت هذا الفن أمامي، أختي ترسم أيضا على الخزف، وصديقتي تدرّس هذا الفن لذا انضممت لهما رغم أني كنت أحب أن أرسم المنمنمات”.
“قارة الصين” التي أدهشت مترجمة مصرية شابة
وكان فن المنمنمات قد وصل للحضارة الإسلامية من حضارات سابقة؛ ويعني تزويد النصوص بالرسوم التوضيحية المصغرة الملوّنة ذات التفاصيل الكثيرة وفيها، عكس الخزف، عناصر فنية وتشكيلية متعددة مثل رسوم النباتات والحيوانات والأشكال المعمارية وغير ذلك من التفاصيل التي تجعلها كصورة فوتوغرافية لكن بشكل مصغّر.
كما تحلم رابعة بتعلّم اللغة الأمازيغية والتكلم بها.
تقول لي إن أصعب مرحلة هي التفكير بالرسم، وهذه المرحلة تستغرق عادة نحو يومين أو أكثر، ثم يحتاج التنفيذ ليوم وبعدها تأخذ القطعة إلى الفرن “لطبخها”.
وتقول إنها كثيرا ما تقتبس جُملا بالعربية تعجبها، فترسمها. مثل هذه العبارة التي تقول: “هو القلب ضل قليلا وعاد”.
تشرح لي رابعة أن أهم قواعد الخزف هي المركزية، ومع ذلك فإن أقرب الأعمال إلى قلبها هي تلك التي كسرت فيها تلك القاعدة. “وفقا لقوانين الخزف، كان يجب أن تخرج كل الورود في هذه الرسمة من المركز. لكن هنا لا يوجد مركز واحد. عندما رأيت النتيجة أعجبتني لأنها ليست مثالية. عموما في الحياة لا أحب الأشخاص المثاليين فنحن بشر، أي يجب أن نخطئ، فلا يوجد أحد كامل. أكره كثيرا من يتعامل معي مدعيا أنه مثالي. ولا أريد أن يعتبرني أي شخص أني مثالية”.
أثناء الحجر في المنزل بسبب فيروس كوفيد-19 لم تتوقف رابعة عن صنع الخزف والرسم عليه، لكنها لم تعد قادرة على أخذه إلى الفرن.
لم تبع بعد أية قطعة من أعمالها، فهي لا تعتبر نفسها خبيرة بعد بهذه الحرفة اليدوية، لكنها واثقة من أنه بإمكانها أن تحصل على نحو 200 ليرة تركية (أي قرابة 28دولار) للطبق الواحد. “هذا فن تقليدي.. لذلم يعتبر غاليا. زادت شهرته مؤخرا خاصة وأنه لم يعد هناك كثيرون يعملون بهذه الحرفة”.
[ad_2]
Source link