من هي لاعبة التنس الجزائرية التي تفاعل قصر المرادية مع غضبها

انتشر على نطاق واسع فيديو للاعبة التنس الجزائرية، إيناس إيبو، ترد فيه على نجم التنس العالمي، دومينيك ثيم، بعد أن رفض الإسهام في صندوق إغاثة لاعبي التنس، حتى أنها حصلت على وعد من رئيس بلادها، عبد المجيد تبون، بدعمها.

وسجلت إيناس، ذات الـ 21 عاما، “رسالة مفتوحة” باللغة الإنجليزية ردت فيها على مزاعم لاعب التنس النمساوي المصنف الثالث عالميا، دومينيك ثيم، التي وردت في صحيفة نمساوية، وجاء فيها أن اللاعبين الذين كانوا في جولة الاتحاد الدولي لكرة التنس (ITF) “لا يلتزمون بالرياضة مئة بالمئة” كما أنهم “ليسوا محترفين”.

وقال فيها أيضا إنه لن يشارك بتمويل صندوق يساعد اللاعبين الذين يعانون حاليا جراء تعطل الرياضة في ظل وباء كورونا، بعدما اقترح ذلك اللاعب الصربي، نوفاك دجوكوفيتش، المصنف الأول عالميا.

وقالت إيناس في الفيديو “تكشف هذه الكارثة غير المتوقعة حقيقة الأشخاص”.

وبعد نشرها الفيديو، نشر دومينيك ثيم صورا له على تطبيق إنستغرام وهو يتمرن، وصورة آخرى له يقول فيها إنه يساعد إحدى الجمعيات في حماية نسور مهددة بالانقراض. دون أن نرى رده على الفيديو.

ونشرت كل من النجمة الأمريكية، فينوس ويليامز، وبطل التنس الأسترالي، نيك كيريوس، فيديو إيناس، وكذلك فعل عدلان قديورة، لاعب كرة القدم الجزائري الذي كان ضمن فريق واتفورد الإنجليزي. وكتبت لها النجمة ويليامز على صفحتها على إنستغرام: “أنت بطلتي”.

وعربيا، أعادت نجمة التنس التونسية، أنس جابر، نشر الفيديو على صفحتها على تويتر.

https://www.bbc.com/arabic/sports-50868982

كما تفاعل رئيس الجزائر الجديد، عبد المجيد تبون، مع هذا الفيديو وغرد على تويتر قائلا: “لا يمكن للجزائر أن تُضيّع موهبةً رياضيةً مثل إيناس إيبو وهي في مقتبلِ العمر وزهرة العطاء، في اختصاصٍ نادر ما ينجبُ جزائريين يبرعون فيه. عاجلاً، ستتكفل وزارة الشباب والرياضة بانشغالك. كل دعمي ومساندتي وتمنياتي لك بالنجاح ان شاء الله”.

وردت عليه إيناس بهذه التغريدة: “حلمي هو أن اتوج بكأس أسعد به الشعب الجزائري”.

ماذا قالت إيناس في الفيديو؟

جاء في رسالة إيناس قولها: “لم يطلب أحد منك شيئا”.

تسبب وباء فيروس كورونا المستجد تسبب بإلغاء مباريات التنس في أنحاء العالم، ولذلك ساعد دجوكوفيتش بإنشاء صندوق لمساعدة اللاعبين المحترفين المصنفون خارج دائرة النخبة، الذين يحصلون على دخل محدود. ومع تبرعات اللاعبين المصنفين المئة الأوائل، وصلت قيمة الصندوق إلى 6 ملايين دولار على الأقل.

وقال دومينيك ثيم، وجاء تصنيفه الثاني بعد نوفاك دجوكوفيتش في بطولة أستراليا المفتوحة لهذا العام، لصحيفة كغونه (Krone) النمساوية: “شاهدت لاعبين في جولة اتحاد كرة التنس العالمي، وهم لا يلتزمون بالرياضة بدرجة كاملة. كثير منهم غير محترفين. لا أفهم لم علي منحهم المال”.

“في طريقها نحو القمة” نجمة تنس تونسية يجب متابعتها عن كثب عام 2020

نجمة التنس التونسية أنس جابر تلجأ إلى الرقص أثناء الإغلاق في نيويورك

لأول مرة .. لاعبة تنس عربية تصل إلى ربع نهائي بطولة عالمية

وردا على ذلك، وصفت إيناس، المصنفة 620 عالميا، نضالها المستمر للتابع لعب التنس رغم التحديات التي تواجهها منذ عمر السادسة عندما بدأت اللعب.

وقالت: “في بلد مثل بلدي، ليس من السهل على لاعبة مثلي أن تصبح رياضية. ليس هناك حتى ملعب مغلق واحد في البلد. إن أمطرت لمدة أسبوع فنتمرن في النادي الرياضي (الجيم)”.

وقالت إيناس إنها كانت تُعد “واحدة من أفضل اللاعبات في العالم عندما كانت في سن الـ14” حتى أن الإعلام أطلق عليها لقب “معجزة الجزائر”.

لكن مسيرتها الرياضية تعطلت بسبب نقص عدد البطولات، وندرة المدربين الدوليين والممولين (رعاة الرياضيين) في الجزائر. وقالت: “هل ذكرت كلمة ممولين؟ لعلمك، لا وجود لهم في الجزائر”.

كما قالت: “لو كنتُ جزءا من عالمك السحري، لكنت لفت انتباه الرعاة والممولين (للاعبين الأقل حظا). ما شعورك عندما برفقتك مدرب يساعدك في الجولة؟ مدرب شخصي؟ معالج فيزيائي؟ فريق مكرس (لدعمك)؟”.

وقالت: “يجب أن يحدد الملعب مسيرتي الرياضية، لا وضعي المالي. هذا أمر غير عادل على الإطلاق. لم ننجح بالاستمرار حتى الأن بسبب مالك، ولم يطلب أحد منك شيئا”.

ورفض لاعبو تنس آخرون المشاركة في صندوق الدعم، ومن بينهم الإيطالي ماتيو بوريتيني، المصنف الثامن عالميا، والذي قال: “كتبنا لنوفاك.. الأمر ليس ملزما لنا. أفضّل أن أساعد في حالات أكثر تعقيدا مثل دعم مشفى أو عائلة محتاجة، بدلا من تقديم الدعم للاعب كرة تنس”.

من هي إيناس؟

إيناس من مواليد عام 1999، تصنيفها الحالي هو 620 في رابطة محترفات التنس، في حين كان أفضل تصنيف وصلته منذ احترافها هو 604 وكان ذلك في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2019.

وقالت في الفيديو إنها ترعرعت في حي على أطراف العاصمة الجزائر، ضمن عائلة متواضعة لا علاقة لها أبدا بكرة المضرب”.

وأضافت: “أدرك الآن النعمة التي أعيش فيها لحصولي على والدين كوالدي. . أحبهما كثيرا.. أشكرهما كثيرا لدعمي ولكل تضحياتهما من أجلي لدفعي للأمام نحو حلمي”.

كما تحدثت عن الصعوبات المالية الجمة التي واجهتها حتى لدفع ثمن التأشيرة للسفر والمشاركة في البطولات، وتصف أن حالتها كانت “ميؤس منها”، لكن أشخاصا جيدين ساعدوها وبدأت مسيرتها كمحترفة.

وقالت إن أيا من الصعوبات لم توقفها. وخاطبت دومينيك ثيم قائلا: “هل أنهيت مرة بطولة وهناك ثقوب في حذائك مثل ما حصل معي؟. أفعل ما بوسعي دائما لأحقق الأحلام التي علقها الناس علي منذ صغري رغم انعدام التمويل”.