فيروس كورونا: مزرعة أمريكية ترسل وجبات طازجة لأطفال المدارس في منازلهم
[ad_1]
تمتد مزرعة “فوتبرينت فارمز” على مساحة 68 فدانا داخل مدينة جاكسون الأمريكية، ولا يفصلها سوى نحو كيلومتر عن الشارع. ويرى الزائر للمزرعة تلالا وحقولا من المحاصيل والمنتجات الطازجة، فضلا عن تلك التي تنمو فيها نباتات خارج موسمها. كما أن هناك أعدادا كبيرة من الماعز والخيول، وبالداخل يقع منزلي الذي أعيش فيه وأعمل بالقرب منه.
ورغم وقوع هذه المزرعة المترامية الأطراف داخل مدينة جاكسون، إلا أنه لا يتيسر للبعض داخل هذه المدينة الحصول على الخضار والفاكهة الطازجة نظرا لأنهم يقيمون على بُعد أكثر من ميل من أقرب منفذ للمواد الغذائية.
ويشعر المرء بالقلق حين يتجه لمحل البقالة فيجد الأرفف فارغة، وأحيانا أرى طوابير تمتد لمسافة ميل والناس يجلسون في انتظار دورهم للدخول. هذه هي المشكلة التي يواجهها الناس في ولاية ميسيسبي حاليا، إذ يصعب عليهم الحصول على الطعام الجيد الطازج محليا.
ورغم أن مزرعتنا صغيرة، فإنها تعد أكبر مزرعة داخل مدينة في الولاية. ويجب بيع الخضر والفاكهة التي تنتجها هذه المزرعة في غضون يوم أو اثنين وإلا تعرضت للتلف، رغم أن كثيرين يحتاجونها ولا يجدونها.
ويعتمد الكثير من نشاطنا على تجمعات الناس، فعادة ما نوفر دروسا للطهي – ولدينا من الطهاة شخص محترف يعمل بالمكان. لكن كان يتعين علينا أن نتوقف عن القيام بتلك الأنشطة، بعدما لم يعد من الممكن استقبال زيارات مدرسية بالمزرعة. ومازالت أسواق المنتجات الزراعية قائمة، لكن قد يخشى الناس زيارتها بسبب تفشي فيروس كورونا. وبالتالي كان علينا التفكير في وسيلة تسمح للزبائن بزيارة مزرعتنا بأمان. ولحسن الحظ لدينا 68 فدانا تتسع لأعداد كبيرة من الناس.
وحين سمعت عن تفشي فيروس كورونا في بلدان أخرى، قلت “يا إلهي!” لكن بالنسبة لي ولغيري ممن يعيشون في مناطق ريفية مثل ميسيسبي، هناك دائما أزمة في الوصول للغذاء، وهي الأزمة التي ازدادت سوءا بسبب انتشار الوباء.
ونبذل منذ فترة جهودا مشتركة مع المدارس الموجودة بالمنطقة وبالمناطق الأخرى. لكن بعد إغلاق المدارس حُرم كثير من الأطفال من الوجبات التي كانوا يحصلون عليها في ظل برنامج الغذاء المدرسي الوطني، وهي الوجبات التي تعتمد أسر كثيرة عليها لتوفير طعام جيد ومفيد لأطفالها. (توجد بميسيسبي أعلى نسبة للأطفال الذين يعتمدون على الغداء المجاني على مستوى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أعلى معدل لأزمة طعام في البلاد).
ويحصل أطفال المدارس على غداء مفيد ووجبات ساخنة، وهو ما يمكننا تحضيره بالمزرعة هنا، إضافة إلى توفير أكياس يضم كل منها 3.2 كيلوغرام من الخضر الطازجة، وهو ما يكفي لإطعام أربعة أشخاص لمدة يومين، أي أن أسر التلاميذ تحصل أيضا على الغذاء. وكثير من تلك الأسر لم يتوافر لها ما يكفي من الطعام حتى قبل تفشي الفيروس، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتحسين هذا الوضع.
وكان من المفيد الاستعانة بثلاثة أشخاص لمواصلة الجهود المشتركة مع المدارس المحلية ولمساعدة غير القادرين على الذهاب للمحال. وبالنسبة لنا، كان من المهم جدا مواصلة الشراكة مع الكنائس والمنظمات المحلية والهيئات الحكومية.
ولدينا حافلة صغيرة وردية اللون نستخدمها لتوصيل الوجبات المدرسية والطعام الطازج للمحتاجين. وحين يرى الناس تلك الحافلة الجميلة يقولون: “ها هي سيدة الخضروات قد جاءت!”
كما نفتح أيضا أبوابنا لسوق المنتجات الزراعية مرتين أسبوعيا منذ انتشار الفيروس، بسبب طلب الزبائن على المنتجات الطازجة التي لا يجدونها في مكان آخر. لكن بسبب انتشار الفيروس، نستقبل السيارات فقط حيث يأتي الناس للحصول على السلع. ونحتاط بشكل إضافي فلا نسمح للزبائن بالاقتراب كثيرا من الغذاء. والآن يمكن للناس الاتصال بالهاتف لطلب ما يحتاجونه قبل المجيء بسياراتهم، بينما نعمل نحن على وضع تلك المنتجات الزراعية في سياراتهم.
لقد بدأنا زراعة النباتات دون الاعتماد على التربة، عبر استخدام رطوبة الجو، وهو أمر جديد تماما على المزارع الصغيرة لضعف الإمكانات الاقتصادية. لكننا نجحنا في القيام بذلك، وننشر المعلومات اللازمة لمساعدة الآخرين، سواء في المزارع الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة– وحتى الأفراد الذين يزرعون النباتات بفناء منازلهم.
أنا من ولاية ميسيسبي وهذا هو موطني، ولوقت طويل ظلت مدينة جاكسون تعاني من عدم القدرة على توصيل الغذاء للمحتاجين، لكننا نعمل منذ عشر سنوات على إيجاد حل لتلك المشكلة، والآن نجحنا في ذلك.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على BBC Future
[ad_2]
Source link