فيروس كورونا: هل يجعلنا الوباء أكثر كرما؟
[ad_1]
حين أنهى عامل التنظيف خوزيه زاراغوزا عمله استغرب حين اكتشف أنه حصل على إكرامية قدرها 100 دولار.
“ظننت أن في الأمر خطأ، وأبلغت الزبون، لكنه أخبرني أنه ترك لي إكرامية بشكل متعمد، لمساعدتي وعائلتي في هذه الظروف الصعبة”.
لقد انخفض دخل زاراغوزا بشكل كبير منذ انتشار وباء كورونا في الولايات المتحدة.
لديه الآن زبون واحد في اليوم، وعليه أخذ احتياطات كبيرة، بما فيها ارتداء معطف واق على ملابسه، بالإضافة إلى كمامة وقفازات، وعليه أيضا غسل كل قطعة من أدواته قبل استعمالها.
لاحظ أن زبائنه المنتظمين بدأوا يدفعون له إكراميات إضافية، وهو ممتن لذلك، ويقول “الكثيرون يدفعون لي إكرامية تساوي أجر ساعة لأنهم يعرفون أن العمل شحيح”، ويضيف أن الإكراميات ساعدته على دفع إيجار السكن.
ووردت تقارير عن إكراميات في غاية السخاء في أنحاء الولايات المتحدة، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات بتخفيف الإغلاق.
ومن الأمثلة أن مطعما في أوستن وجد أن أحد الزبائن ترك 1300 دولار كتحية للعاملين العائدين.
ولاحظ من يستخدمون تطبيقات إيصال الطلبيات إلى المنازل زيادة في الإكراميات.
وقال متحدث باسم شركة توزيع الطلبات على المنازل لبي بي سي إن “من يطلبون وجبات أصبحوا أكثر كرما مع السائقين ، وارتفعت الإكراميات بنسبة 15 في المئة”.
وقالت شركة “إنستاكارت” المتخصصة في إيصال المشتريات إلى المنازل إن الإكراميات ارتفعت بنسبة 99 في المئة منذ بداية الوباء.
وقال متحدث باسم شركة أخرى لإيصال الطبات إلى المنازل إن 97 من الزبائن دفعوا إكرامية في شهر مارس/آذار ، ووصل هذا إلى 99 في المئة بحلول شهر مايو/أيار.
وقد يكون مرد الزيادة ارتفاع قيمة الطلبيات، أو ربما رغبة من الزبائن بتأمين وصول طلباتهم . لكن كانت هناك حالات دفع فيها أشخاص مبالغ كبيرة لغرباء دون توقع مقابل لذلك.
أنشئت “صناديق إكراميات افتراضية” لمساعدة من تضرروا من قطاع الخدمات وفقدوا أعمالهم، وتعهد البعض بدفع إكرامية في الصندوق الافتراضي في كل مرة أعدوا لأنفسهم مشروبا في المنزل.
ويحتفظ أحد هذه الصناديق الافتراضية ببيانات 75 ألف عامل خدمات.
ويقوم متطوعون بفحص التطبيقات للتأكد من أن الأفراد من قطاع الخدمات، ويعطى من يزورون الموقع بيانات شخص ما بشكل عشوائي حتى يتمكن من دفع إكرامية له.
وبينما لا يتابع الموقع المبالغ المدفوعة، فإنه يقول إن هناك أشخاصا يدفعون بسخاء كبير.
وتقول جين غريغوري، وهي من القائمين على الموقع، إنها سمعت عن عمال يتلقون مئة دولار أو خمسين دولارا على سبيل الإكرامية.
إذن ما الدوافع وراء هذا الكرم، وهل يمكن أن يدوم ؟
يقول مايكل لين، وهو بروفيسور في “سلوك الزبون” وخبير في الإكراميات في جامعة كورنيل إن ميل الناس لدفع إكراميات أكبر من المعتاد لم يفاجئه.
ويرى أن أحد أسباب دفع الإكرامية هو الرغبة في مساعدة من يؤدي لهم الخدمة، وربما أدى الوباء إلى تقوية إحساس الزبائن بحاجة العاملين في قطاع الخدمات.
والسبب الثاني أن الإكرامية هي نوع من التعويض عن الخدمات التي يؤديها العاملون، وفي ظروف الوباء هم يتعرضون لمخاطر إضافية لتأدية الخدمات، كما يرى الأكاديمي.
ويضيف “هناك حوافز كثيرة وراء منح الإكرامية، فالبعض يدفعها انطلاقا من إحساسه بالواجب، كواجب اجتماعي، أو من أجل أن يحصل على خدمة جيدة في المستقبل ، أما الحافز الأكبر فهو الالتزام بالمتعارف عليه”.
ويقول مايكل نورتون وهو بروفيسور في الاقتصاد السلوكي في كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، إن هناك عوامل محددة تحفز الناس على دفع الإكرامية، وبعضها يبرز في أوقات الوباء.
ويضيف “بشكل عام، حين ترى الشخص الذي تدفع له الإكرامية فإن حصولك على العرفان يجعلك تتصرف بكرم أكبر”.
وقد يكون هذا غير متاح حاليا بسبب الميل لتجنب التواصل وجها لوجه.
ويقول بروفيسور نورتون “نحن نرغب في العادة برؤية أثر فعلنا”، ولذلك فإن التبرع لمشروع بحث طبي لا يجعل المتبرع يحس بشكل مباشر بأثر فعله.
في المقابل، حين تقوم بفعل مباشر ولو كان صغيرا ترى أثره، أنت تعرف مثلا ما يكسبه النادل تقريبا وتعرف أنك إن نفحته إكرامية كبيرة فسيكون لذلك أثر كبير على حياته.
ويضيف البروفيسور “بإمكانك أن ترى السبب في أن الناس يرغبون بالمساعدة بشكل ملموس عندما يحسون بأنهم بلا سلطة أو تأثير”.
بالطبع لم يصبح الجميع أكثر كرما بسبب الوباء، فقد وقع بعض العاملون في متجر “إنستاكارت” ضحايا “طعم الإكرامية”، حين يعد زبون بإكرامية كبيرة ليزيد احتمال أن يحصل على طلبيته بسرعة، لكنه يسحب وعده بعد حصوله على طلبيته.
لكن هؤلاء لم يتجاوزوا 0.5 في المئة من الزبائن، حسب بيانات إنستاكارت.
ووصف العاملون في المتجر شعورهم بالإحباط حين حصل هذا معهم، خاصة أنهم يخاطرون بصحتهم من أجل القيام بمهامهم.
ومن الصعب التأكد إن كان الناس سيستمرون في كرمهم مع الوقت، خصوصا إذا ازداد الوضع الاقتصادي سوءا وتضاءلت ميزانيات الأفراد. وهناك احتمال تحول اهتمامهم إلى اتجاه آخر.
وتقول غريغوري إن الإكراميات كانت أكبر قيمة في بداية الأزمة.
حين انطلق الموقع في شهر مارس/آذار كان يحظى بسبعمئة ألف مشاهدة في اليوم، تضاءلت الآن لتبلغ 4 آلاف مشاهدة.
مع ذلك، ترى غريغوري أن الأزمة سلطت الضوء على الهامش المحدود جدا لأرباح قطاع الأغذية والمشروبات والمصاعب المالية التي يواجهها الكثيرون من العاملين في القطاع.
وترى غريغوري أن كل هذا سيؤثر على طريقة دفع الإكرامية في الولايات المتحدة في المستقبل، وتأمل أن يتغير الوضع باتجاه أن تصبح الرواتب مجزية ولا يعتمد العاملون على الإكراميات.
ويقول بروفيسور نورتون إن الناس ينظرون بسوء نية إلى ظاهرة الكرم الموسمي، ويعزونها إلى الأنانية.
ويقول إن البعض قد يبررون ذلك، لكن هناك ناس كرماء بشكل استثنائي.
ويلاحظ أنه في حين نتوقع من الناس أن يصبحوا أكثر أنانية في أوقات الأزمات، مع ذلك نرى البعض يتصرفون بكرم دون الطمع في مقابل.
ويضيف “أحيانا نتصرف بكرم لأننا نحس أننا إذا عشنا في مجتمع يساعد أعضاؤه بعضهم بعضا فإن تأثير ذلك سينعكس على الجميع”.
[ad_2]
Source link