أخبار عربية

فيروس كورونا: إسرائيل تستخدم برامج التجسس في مواجهة الفيروس

[ad_1]

مصدر الصورة
AFP

Image caption

بيانات شبكة الهاتف المحمول تسمح للسلطات معرفة مكان وجود الشخص في اي لحظة

وجّه هيرش كوتكوفسكيهاتفه نحو ي كي أقرأ الرسالة، لكنني لا أستطيع ذلك من مسافة مترين بسبب قواعد التباعد الاجتماعي.

نحن في ملجأ ضد القنابل أسفل المبنى الذي يضم شقته بالقدس، المكان الوحيد الذي تمكن المصور الفوتوغرافي من العمل فيه منذ إغلاق الاستوديو الخاص به بعد تطبيق الإغلاق العام في البلاد.

قال لي “لقد صُدمت”، وهو يقرأ رسالة وصلته من الحكومة الإسرائيلية. تخبره أنه كان بجوار شخص مصاب بفيروس كورونا ويجب عليه أن يخضع للحجر الصحي.

مصدر الصورة
EPA

Image caption

غالباً ما تجري المراقبة للكشف عن أي تهديدات أمنية

والتزم هيرش بالأمر الذي استلمه في أواخر مارس/آذار، وألغى طلبية تصوير حفل زفاف باذخ، وعزل نفسه عن زوجته وأطفاله الأربعة، رغم عدم ظهور أي أعراض عليه.

ويعد هيرتش واحداً من بين آلاف الإسرائيليين الذين تم إنذارهم من خلال رسائل مماثلة.

ضمن معركة احتواء الفيروس، فوضت الحكومة الإسرائيلية جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي ( شين بت) استخدام برامج سرية لتتبع تحركات الناس.

استخدمت القوة الالكترونية العظمى في الشرق الأوسط على نطاق واسع تكنولوجيا المراقبة في مواجهة كوفيد 19، فيما جميع الدول حول العالم لا تزال تواجه معضلة الموازنة بين الحفاظ على الخصوصية ومواجهة العدوى في نفس الوقت.

ويمكن للشين بت، الدخول الى بيانات المواقع الجغرافية لملايين مستخدمي الهواتف المحمولة لتتبع أولئك الذين كانوا على مقربة من المرضى المؤكدين.

وترجع إسرائيل الفضل لهذا البرنامج وغيرها من التدابير الأخرى المعمول في الحد من الإصابات في البلاد.

انخفض عدد حالات الإصابة الجديدة التي يتم الإبلاغ عنها يومياً إلى العشرات بدلاً من المئات، كما ظل عدد الوفيات منخفضاً نسبياً وهو 252 حالة وفاة.

أعيد فتح العديد من المتاجر واستأنفت بعض الفصول الدراسية مجدداً. وتبدو البلاد وكأنها تجاوزت الموجة الأولى من العدوى.

وقال مستشار الأمن القومي مائير بن شبات أمام لجنة رقابة برلمانية الأسبوع الماضي: “إن هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه لاستخدام هذا البرنامج لوقف سلسلة العدوى والسماح للناس بالاستمرار في حياتهم”.

لكن التوسع غير المسبوق في سلطات “شين بت”، كان محل جدل، بما في الاعتراض المقدم الى المحكمة العليا على ذلك، فثمة أسئلة حول مدى دقة هذا البرنامج، واتهامات من الأطباء بأنه يشتت الاهتمام بدلا من التركيز على إجراء الاختبارات على المصابين به.

وجرت العادة أن يقوم الجهاز الذي بات يعمل الآن كأداة لمراقبة وصيانة الصحة العامة -بعمله الروتيني في منع الهجمات ضد الإسرائيليين ومراقبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وسائل مكافحة الإرهاب

أنزل إريك براببينغ، كمامته الطبية قليلا وتنفس الهواء الدافئ في تل أبيب. كان معروفاً اكثر باسمه الحركي “هاريس” خلال ثلاثة عقود قضاها في جهاز “شين بت”.

كنا جالسين على طرفي مقعد الحديقة، وهو يصف كيف صعد تدريجياً إلى أن أصبح رئيساً للوحدة الالكترونية في جهاز التجسس.

ويقول هاريس الذي تقاعد من الجهاز إن تكنولوجيا مكافحة الإرهاب ترصد حالياً الأشخاص المعرضين للإصابة بكوفيد 19.

ويشرح: “إنه نفس البرنامج ونفس الأساليب، فنحن على دراية مثلاً أن شخصاً ما كان هنا في المتنزه، ويمكننا الحصول من شركة الهواتف المحمولة على تفاصيل حول الوقت الذي كان فيه والمكان بالضبط، كما يمكننا معرفة من كان على مقربة منا أيضاً”.

طرحت عليه سلسلة من الأسئلة، أجابني على بعضها وتجنب أخرى.

هل يمكن مراقبة الأشخاص لحظة بلحظة؟

“لا أستطيع الإجابة على سؤالك”

ما مدى دقة بيانات الموقع الجغرافي؟

يجيب: “دقيقة بما فيه الكفاية. إن البرنامج المستخدم بالغ الحساسية”.

لكنه لم يشأ إضافة كلمة أخرى عن الحساسية، بذريعة أنه قد يكشف عن قدراته للأعداء.

هل يمكن لعملاء الجهاز دخول كاميرات المراقبة لتتبع المرضى؟

“لا، إطلاقاً، إنه مخالف للقانون، إن شين بت أنقذ أرواحاً من الإرهاب، ولكنه أيضاً ينقذ الأرواح الآن من كورونا”.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

تمكنت إسرائيل من الحد من وفيات فيروس كورونا

ويعتقد الجهاز أنه تمكن من العثور على ما يقرب من 4000 شخص ثبتت إصابتهم في وقت لاحق، وهو ما يعادل حوالي ربع حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في إسرائيل.

ولكن أثيرت مخاوف حول ما إذا كان البرنامج يصنفالكثير من الناس في خانة المصابين، بما في ذلك أولئك الذين ببساطة يمرون بجانب مريض في الشارع.

وتقول الحكومة إنها أرسلت إلى حوالي 79 ألف شخص رسائل وفقاً لبيانات شين بت.

المعضلة التي تواجه العمال الفلسطينيين في إسرائيل بسبب كورونا

إسرائيل توقف تتبع الشرطة لهواتف الخاضعين للعزل الصحي

جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو

فيروس كورونا: “أصبحت مدينة رام الله أشبه بمدينة أشباح”

مخاوف تجاوزتجاوزتجاوزتجاوز

وأبلغت جمعية أطباء الصحة العامة الإسرائيلية أعضاء الكنيست بأن هناك احتمالاً كبيرا في وقوع البرنامج في “أخطاء مختلفة”، قائلة إن “الاتصال الوثيق هو أن المسافة أقل من مترين ولمدة تتجاوز 15 دقيقة”. ويقول هاريس إن البرنامج قام بالفعل بقياس مدة الاتصال.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

مع تخفيف قيود الإغلاق، تراقب السلطات علامات عودة ظهور الفيروس

ويعتقد البعض الآخر أن برامج المراقبة الجماعية التي يجري استعمالها حول العالم للتعامل مع الوباء عرضة لإساءة الاستخدام.

ويقول جون سكوت رايلتون، وهو خبير الأمن الالكتروني في مركز “سيتيزن لاب” بجامعة تورنتو: “ما يخيفني هو أن الأسس تغيرت فجأة، على الأقل في الوقت الحالي”.

“الأشخاص الذين كانوا يفعلون بسرية هذه الأشياء وكانت محل تساؤل شديد باتوا يقولون فجأة:” انظروا، ها نحن هنا لإنقاذكم”.

في غضون ذلك، فرضت الشرطة الإسرائيلية أوامر عزل تستند جزئياً إلى بيانات المراقبة. ومنذ مارس/آذار قامت بأكثر من 110 آلاف عملية تفتيش للتأكد من التزام الأشخاص منازلهم.

في إحدى الحالات، سير الضباط طائرة بدون طيار إلى نافذة شقة في الطابق الثامن عشر للتحقق التزام شخص مصاب بالحجر الصحي ولوّحت المريضة بيدها للطائرة التي كانت تصورها.

ويعتقد المتحدث باسم الشرطة ، ميكي روزنفيلد، أن الإجراءات جعلت إسرائيل في “وضع جيد نسبيا” في تتبع الفيروس. ويقول: “لم نواجه مرحلة وجود مئات الآلاف من الناس في المستشفيات، لكننا حذرون وعلى يقظة ومطّلعون على الوضع جيداً”.

تغيير القوانين

تشرف لجنة تابعة للكنيست، على برنامج “شين بت” وهي التي تخوله استخدام البرنامج. وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية لبي بي سي إنها تواصل استخدام البيانات، إلا أنها رفضت الإجابة على سؤال بشأن بيانات خصوصية الأفراد.

و قال جهاز “شين بت” في وقت سابق، إن بيانات الأفراد لن تُستخدم إلا لإنقاذ الأرواح، وستزال بعد 60 يوماً من رفع حالة طوارئ فيروس كورونا.

وتعهد الوزراء بإصدار قوانين لتشريع البرنامج بعد أن اعترضت عليه جماعات حقوق الإنسان أمام المحكمة العليا.

ويقول هيرش كوتكوفسكي، المصور الذي عزل نفسه بعد تلقيه رسالة حكومية، إنه يدعم النظام لكنه لا يزال يشعر ببعض الريبة.

ولا يعتقد أنه قد اتصل بالفعل بمصابٍ بالفيروس وقيل له أنه لا يمكنه إجراء اختبار للتأكد من ذلك.

ويقول: “لم أشعر أن أحدهم انتهك خصوصيتي، المشكلة أنني لا أرى أن البرنامج دقيق”

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى