أخبار عربية

كيف استقبل العابرون جنسيا في مصر تصريحات الممثل المصري هشام سليم؟

[ad_1]

الفتاة العابرة للجنس ملك الكاشف

مصدر الصورة
Alamy

Image caption

ملك الكاشف إحدى العابرات جنسيا في مصر

“إنها خطوة رائعة وهي الأولى من نوعها”، هكذا تحدثت ملك الكاشف، إحدى أبرز العابرات جنسيا في مصر، عن تصريحات أدلى بها الممثل المصري هشام سليم مؤخرا وكشف عن تقبله لعبور ابنه حنسيا من أنثى إلى ذكر.

وقال هشام سليم، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، إن ابنته نورا أصبحت ابنه نور. وأشار إلى أن نورا أخبرته، وهي في الثامنة عشر من عمرها، أنها “تعيش في جسد ليس جسدها.” وأضاف سليم أن ابنه نور العابر جنسيا يبلغ من العمر حاليا 26 عاما. وأضاف: “بما أنني والده يجب أن أساعده كي يحيا كما يريد”.

وأشادت ملك الكاشف، العابرة من ذكر لأنثى، بتصريحات هشام سليم. وتخبرني أن “خروج شخصية عامة، تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، للحديث عن هذا الأمر ربما يدفع الكثير من الأسر المصرية لمراجعة موقفها من العابرين جنسيا. فنحن نعيش في مجتمع لا يعرف أي شيء عن العبور الجنسي”.

التمييز المجتمعي

تعيش ملك مستقلة عن أسرتها التي لم تتقبل فكرة عبورها الجنسي. وتقول إن حياة العابر جنسيا مليئة بسوء المعاملة، أسريا أولا، ومجتمعيا ثانيا. “عانيت أنواعا مختلفة من العنف سواء كان لفظيا أم جسديا. تعرضت للضرب عدة مرات، من أسرتي، وفي الشارع، والمواصلات العامة. ولم أكن أسمع في الشارع سوى الألفاظ الجارحة مثل يا ولد يا بنت ويا مخنث وغيرها”.

خلال السنوات القليلة الماضية، تحدثت ملك أكثر من مرة لوسائل الإعلام عن عبورها الجنسي. وتقول إن معاناتها مع المجتمع لم تنته حتى الآن. “لا أستطيع أن أقيم في أي مكان سكن لأكثر من شهرين. فالجيران لا يتقبلونني. ويبدون استنكارهم ونفورهم بشكل واضح، فأضطر للانتقال حتى لا أتعرض للأذى”.

ويرى الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي، الذي يقدم الدعم النفسي للعابرين جنسيا منذ سنوات طويلة، أن أكثر ما يعانيه العابرون جنسيا هو “إحساسهم بأنهم مرفوضون من الجميع. وهذا الشعور السلبي قد يدفع بعضهم إلى الانتحار، إذا لم يحصل على المساعدة النفسية اللازمة”.

مصدر الصورة
Social Media

عابرون وليسوا مثليين

ويضيف بحري أن المجتمع في أحيان كثيرة يتعامل مع العابرين باعتبارهم “شواذ جنسيا”.

ويوضح أن هذه النظرة لا تقتصر على عموم الناس فحسب بل إن “بعض الأطباء النفسيين ينظرون للعبور الجنسي باعتباره نوعا من قلة الإيمان وليس مرضا يسمى اضطراب الهوية الجنسية، بل إنهم يقدمون لمرضاهم نصائح تتعلق بالصلاة والأذكار، بدلا من أن يقدموا مشورة نفسية حقيقية”.

ويؤكد بحري على أهمية تصريحات هشام سليم لأنها سلطت الضوء على محورية دور الأسرة في دعم واحتضان أبنائها. ويرى أن الكثير من العائلات ترفض مساندة أبنائها خوفا من نظرة المجتمع. ويقول بحري، الذي تعامل مع المئات من العابرين جنسيا لأكثر من عشرين عاما، إن عدد الأسر الداعمة لأبنائها “لم يتخط عشرين بالمئة فقط من إجمالي من التقيتهم من العابرين حنسيا”.

يوضح بحري أن العابر جنسيا يمر بعدة مراحل تبدأ بخضوعه لتشخيص الطب النفسي الذي قد يمتد لعام أو عامين للتأكد من أنه يعاني اضطراب هوية جنسية. ثم يبدأ في العبور للجنس الآخر “من حيث المظهر والاسم لعدة أشهر كي نتأكد من أنه متصالح ومتعايش مع الشكل الجديد. ثم يأتي دور الجراحات كي يعبر عضويا من جنس لجنس آخر”. ويعقب الجراحات فترة من التأهيل النفسي تمتد لبضعة أشهر.

“قفص من زجاج”

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

رجح باحثون أن الجنرال الأمريكي البولندي كازيمير بولانسكي ربما كان امرأة أو مزدوج الجنس

وتقول ملك إن اضطراب الهوية الجنسية أو ما بات يعرف بالانزعاج الجندري “يجعلك تشعر وكأنك سجين قفص من زجاج. فأنت حبيس جسد يكبت مشاعرك وأحلامك ورؤيتك للمستقبل”.

ويتفق كل من هاشم وملك على أن المجتمع يتقبل فكرة العبور من أنثى لذكر، مثلما حدث مع ابن هشام سليم، أكثر من تقبله لفكرة العبور من ذكر لأنثى.

وتقول ملك “إننا نعيش في مجتمع ذكوري ينظر للرجل باعتباره في المرتبة الأولى من السلم الاجتماعي. فمسألة عبور الرجل جنسيا لأنثى تعني تخليه عن امتيازه الاجتماعي ونزوله لمرتبة أدنى”.

أماكن الاحتجاز

وتقول المحامية هدى نصرالله إن الدولة تتعامل مع أي شخص وفقا لما هو مثبت في الأوراق الرسمية فقط، وهو ما يخلق مشكلة كبيرة للعابرين جنسيا الذين لم يتمكنوا من إثبات هويتهم الجنسية الجديدة في الوثائق الرسمية.

أجرت ملك جراحتين لإتمام عملية العبور، إحداهما كانت في عام 2017، والثانية كانت في أواخر عام 2019، بعد خروجها من السجن. فقد عاشت تجربة الحبس لنحو أربعة أشهر العام الماضي، قبل أن يخلى سبيلها.

قبض عليها في مارس/آذار عام 2019 بعد أن وضعت منشورا على صفحتها على موقع فيسبوك يدعو للتظاهر، في أعقاب حريق شب بمحطة القطار الرئيسية بوسط القاهرة في العام نفسه، وراح فيه عشرات الضحايا. اتهمت ملك بالانضمام لجماعة إرهابية، واستخدام حساب على مواقع التواصل الاجتماعي للإخلال بالنظام العام.

قضت ملك فترة حبسها في زنزانة انفرادية لكن في سجن للرجال، لأن بطاقتها الشخصية لا تزال تحمل صفة “ذكر”. وتقول “كنت أشعر بضيق شديد عندما أجبرت على ارتداء ملابس الرجال. وعندما كانوا ينادونني بما نطلق عليه الاسم الميت، أي الاسم المدون في بطاقة الهوية، لم أكن أرد”.

ولاتزال ملك تنتظر الفصل في دعوى أقامتها تطالب فيها وزارة الداخلية بتوفير مكان احتجاز آمن للعابرين جنسيا الذين لم ينجحوا في تغيير أوراقهم بعد. وتقول: “نريد مكانا آمنا لنا يقوم عليه ضباط وحراس وأطباء يتفهمون طبيعة وضعنا”.

الأوراق الثبوتية

وتقول هدى نصرالله، المحامية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي منظمة حقوقية مستقلة، إن تغيير الأوراق الثبوتية للعابر جنسيا يعد رحلة طويلة تعترضها الكثير من العقبات. فبعض موكليها أمضوا أكثر من خمس أو ست سنوات في انتظار الحصول على بطاقة هوية جديدة. وتوضح أنه في حال سارت الأمور في كل المراحل من دون أي مشكلات، فإن العابر جنسيا بإمكانه أن يحصل على بطاقة هويته الجديدة خلال سنة تقريبا.

وتضيف أن إجراءات تغيير الأوراق تبدأ بعد إتمام الشخص كل مراحل التأهيل النفسي والعمليات الجراحية، التي تستغرق سنوات وتتكلف مبالغ كبيرة، ليحصل على شهادات من الأطباء بذلك.

ووفقا لنصرالله، فإن الشخص يتوجه لمصلحة الأحوال المدنية، المعنية باستخراج بطاقات الهوية، ليتم تحويله لهيئة الطب الشرعي التي توقع عليه كشفا دقيقا. “وهنا تتعقد الأمور. فإذا أقر الطب الشرعي بأن الجراحة غير ناجحة سيدخل الشخص في سلسلة من إجراءات التقاضي والطعون القانونية. كما أن إجراء جراحة أخرى لن يكون سهلا لأن الجراحات مكلفة للغاية. فالعابر جنسيا هنا يدفع ثمنا غاليا لخطأ الجراح”.

مصدر الصورة
Getty Images

الدعم الأسري

وتقول نصرالله إن جراحات العبور من أنثى لذكر عادة ما تكون أصعب وأكثر تعقيدا، كما أن المجتمع لا يغفر لرجل أن “يتنازل عن رجولته ليتحول لأنثى”. وتضيف أنها تستشعر “حالة من التعنت في تعامل الدوائر الرسمية مع العابرين جنسيا. فهذا هو مفهوم جديد علينا والبعض يظنه غير مقبول دينيا”.

وتوضح أن الغالبية العظمى من الناس لا تدرك حجم معاناة الشخص العابر جنسيا. “أذكر أن أحد الموكلين، الذي عبر من ذكر لأنثى، أخبرني أنه كان يستيقظ من نومه وينظر في المرآة ويسأل نفسه من أنا؟”

وتقول إن العابرين جنسيا الذين لم ينجحوا في تغيير أوراقهم يواجهون صعوبات شديدة في أماكن العمل، التي لا تقبل أن تعاملهم إلا وفقا لهويتهم الأصلية المثبتة رسميا، وليس لهويتهم الجديدة، مما يضطرهم أحيانا لترك العمل ويوقعهم في أزمات معيشية”.

وترى نصر الله أن تسليط الضوء على هذا الموضوع مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي يساعد في جعل صوت العابرين مسموعا، وهو ما يسهم في دعم قضيتهم.

وتقول إن دعم الأسرة يحدث فارقا كبيرا في نفسية الأبناء، “فالعابر جنسيا المدعوم من أسرته يصبح صلبا وقادرا على مواجهة المجتمع. لكن يبدو أن الأسر الداعمة هي أقلية”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى