أخبار عربية

شهر رمضان: هل توظَف الدراما لأهداف سياسية؟

[ad_1]

جهاز تحكم عن بعد وطبق فشار

مصدر الصورة
Getty Images

قبل أن يبدأ موسم عرض المسلسلات الرمضانية لهذا العام، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي جدلا واسعاً أثارته الإعلانات الترويجية التي تم بثها لبعض هذه الأعمال والتي رأى كثيرون أنها تشي بتوظيف الدراما لخدمة أهداف وأجندات سياسية.

وبينما يتواصل عرض هذه المسلسلات خلال الشهر الفضيل، تزداد حدة هذا الجدل وتتسع رقعته ليشمل صفحات الصحف وشاشات التلفزة ويشهد تعليق شخصيات سياسية ودينية عليه.

“ثقافة التطبيع”

الدراما الخليجية، والتي كانت حتى العام الماضي تركز في معظمها على قضايا اجتماعية تخص منطقة الخليج، تصدرت هذا العام النقاش حول تسييس هذا الفن واستخدامه للترويج لأفكار تعكس توجهات بعض الأنظمة السياسية على رأسها قضية التطبيع مع إسرائيل

وقد نال مسلسل “أم هارون”، بطولة الكويتية حياة الفهد وتأليف البحرينيان محمد وعلي شمس وإخراج المصري محمد جمال العدل، النصيب الأكبر من الجدل حول موضوع العلاقة مع إسرائيل. إذا اعتبر كثيرون أن العمل، الذي يسلط الضوء على جزء من تاريخ اليهود في منطقة الخليج في أربعينيات القرن الماضي من خلال قصة طبيبة يهودية تلعب دورها الفنانة حياة الفهد، يشكل “تمهيداً للتطبيع مع إسرائيل” و “تشويها لحقائق تاريخية”.

فعلى سبيل المثال تداول مغردون مقطعا من المسلسل يتحدث عن تأسيس دولة إسرائيل عقب إنهاء الانتداب البريطاني على “أرض إسرائيل” عوضا عن فلسطين واصفين الأمر بالخطأ التاريخي الذي لا يغتفر.

لكن آخرين دافعوا عن العمل قائلين إن وجود اليهود في دول عربية عدة هو أمر حقيقي لا يمكن تجاهله، وهو ما أكدته بطلة العمل التي قالت لبي بي سي إن العمل لا يشكل دعوة للتطبيع، إذ أنه يتناول حياة شريحة كانت موجودة في المجتمع الخليجي دون أن يتكلم “عن الصهاينة أو التطبيع”.

“شيطنة الفلسطينيين”

وبينما تناول مسلسل “أم هارون” العلاقة مع اليهود من وجهة نظر تاريخية فإن عملاً خليجيا آخر هو “مخرج 7” بطولة الفنان السعودي ناصر القصبي أثار عاصفة من الجدل بتناوله العلاقة مع إسرائيل في الوقت الراهن. إذ تعرض إحدى حلقات المسلسل والذي يندرج ضمن إطار الكوميدي حواراً بين ناصر القصبي الذي يلعب دور أب قلق لمعرفته بصداقة ابنه لصبي إسرائيلي يشاركه اللعب بالألعاب الإلكتروني وبين أحد أصدقائه (يلعب دوره الممثل راشد الشمراني) الذي يشن هجوماً على الفلسطينيين معتبراً إياهم “أسوأ من الإسرائيلي” منهياً حديثه بأن “إسرائيل موجودة عاجبكم أو مش عاجبكم”.

وبينما اعتبر المدافعون عن العمل تناوله لقضية التطبيع مع إسرائيل أمراً طبيعياً يعكس الواقع بطرحه لقضية ملحة تتباين فيها الآراء، رأى آخرون أن توقيت تناول هذا الموضوع بالطريقة التي عرضها العمل يشكل امتداداً لسياسة تبنتها بعض الأنظمة الخليجية مؤخرا تتمحور حول “التقارب مع إسرائيل والتطبيع معها علنياً” و “شيطنة الفلسطينيين”.

إسرائيل كانت حاضرة أيضاً في مسلسل “النهاية” المصري الذي يلعب بطولته الممثل يوسف الشريف، لكن العمل الذي يندرج ضمن فئة الخيال والمستقبل، تنبأ بزوال إسرائيل بعد 100 عام من تأسيسها في “حرب تحرير القدس”، ليثير بدوره عاصفة من الجدل شاركت فيها الخارجية الإسرائيلية التي أصدرت بياناً يصف العمل ب “غير المقبول”.

“فن هادف”

ونبقى في مصر حيث لا زال مسلسل “الاختيار” بطولة أمير كرارة يتصدر الجدل في العالم الافتراضي والواقعي.

العمل الذي تقول شارته إنه جاء بناء على أحداث حقيقية يعرض قصة العميد في قوات الصاعقة في الجيش المصري أحمد المنسي والذي قتل عام 2017 في انفجار بعبوة ناسفة شمال جزيرة سيناء. كما يتناول شخصية هشام عشماوي الضابط السابق في الجيش المصري والذي أعدم مؤخراً بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.

وتركز الجدل حول هذا العمل بين من اعتبروه عملاً وطنياً يعكس تضحيات منتسبي الجيش المصري لحماية البلاد ومن رأوا فيه تلميعاً لصورة الجيش ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتشويهاً لجماعة الإخوان المسلمين التي تعمد العمل “الربط بينها وبين الجماعات التكفيرية والمواجهات التي تشهدها جزيرة سيناء”.

ومما كان لافتاً مشاركة دار الإفتاء المصرية بالنقاش الذي دار حول العمل حيث نشر حساب الدار على موقع تويتر تغريدة عبروسم #مسلسل_الاختيار تقول: “لم يحرم الفن الهادف الذي يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التي تخاطب الغرائز والشهوات التي أجمع علماء المسلمين على حرمتها”.

ولا يعد استخدام الدراما لخدمة قضايا وأهداف سياسية أمراً جديداً، فدائماً ما نظر للفن عامة على أنه قوة ناعمة تستطيع من خلالها الدول تمرير سياساتها والتأثير في الرأي العام، لكن انحسار مساحة الحرية التي يتمتع بها صناع الفن والدراما في العالم العربي يجعل كثيرين يعبرون عن قلقهم من أن تصبح الدراما أداة لعرض وجهة نظر واحدة هي وجهة نظر الأنظمة دون أن يكون لأي صوت مخالف منبر للتعبير عن روايته للأحداث وإيصالها إلى العقول المتسمرة أمام شاشات التلفاز تتلقن رواية تاريخها قديمه وحديثه على لسان صناع الدراما.

برأيكم:

هل يتم تسييس الدراما في العالم العربي؟

هل ترون أن من الواجب على الدراما أن تقدم صورة حقيقية للتاريخ أم أنها عمل فني ليس بالضرورة أن يتقيد بالدقة التاريخية؟

هل تؤيدون الاعتراض على بعض الأعمال الدرامية والمطالبة بوقف عرضها؟

إلى أي درجة ترون أن الدراما تلعب دوراً في تعزيز الروح الوطنية؟

هل يعكس تناول قضية التطبيع مع إسرائيل والعلاقة مع اليهود امتداداً لسياسات عدد من الدول الخليجية؟

وهل تؤيدون تناول الدراما لقضايا جدلية مثل التعامل مع إسرائيل؟

وماهي بشكل عام أهم الأعمال الدرامية التي ترون أنها أثارت جدلا سياسيا؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 8 مايو/أيار من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى