أخبار عاجلة

حرملك يتحرر من قناع حريم السلطان | جريدة الأنباء


عبدالحميد الخطيب

تنسج أحداث الجزء الثاني من «حرملك» أحداثا خيالية تجري على خلفية تاريخية، كالإعلان عن إفلاس الدولة العثمانية، وبدء انهيارها إبان تراكم الديون وانتشار الفساد والانفلات الأمني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع اللعب بشكل أساسي، كما صرح كاتب العمل سليمان عبدالعزيز على وتر استغلال وحصد الفرص بطرق شرعية وأخرى ملتوية.

المسلسل معد هذا العام بدقة عالية لتقديم البيئة الشامية بأسلوب درامي متماسك، بعكس ما كان عليه في الجزء الأول الذي تعرض لانتقادات واسعة بسبب الخلل في عملية البناء الدرامي، ولضخامة عدد الممثلين المشاركين فيه، وتقليده للمسلسل التركي «حريم السلطان»، ويقدم لنا حاليا حبكة فنية متميزة أكثر ترابطا وإثارة وتشويقا.

قصة العمل

تدور أحداث المسلسل ما بين حواري دمشق، حول الاخوة الأربعة «أولاد رسلان»، رسلان (أحمد الأحمد) وهاشم (باسم ياخور) وهلال (سامر المصري) وعامر (قيس الشيخ نجيب) وارتباطهم بصراعات خان الحرملك، وتبعات ذلك عليهم وعلى المحيطين بهم، مع تسليط الضوء على شكل علاقة الدولة العثمانية بالأقاليم التابعة لها من خلال الكيخي جاد (جمال سليمان) الذي يقع على عاتقه إدارة شؤون البلاد.

يسعى «رسلان» لكي يكون «شهبندر التجار»، خصوصا بعد تولي شقيقه «عامر» منصب «دفتر دار الشام»، في الوقت الذي يشك فيه حمدي القطان (عبدالهادي الصباغ) بأنه خائن والسبب في هرب زوجته.

وبموازاة ذلك، تحاول حنة (درة) فرض سيطرتها واستعادة مكانة «الخان» بعد الخسائر التي يتعرض لها، في الوقت الذي تدور فيه صراعات بين الجواري وتهرب بعضهن من جانب، ومن جانب آخر تحاول التخلص من زوجها هاشم (باسم ياخور) الذي يقف أمام طموحاتها ويسعى الى إبعادها عن الخان نهائيا، فتجبره على ان يطلقها وتثير رغبته في الانتقام.

وفي الأجواء نفسها تمضي أيضا خطوط أخرى يمتزج فيها القتل والهرب والبحث عن الألغاز في وتيرة تصاعدية تزيد معها الإثارة.

الكاتب والمخرج

اعتمد بناء قصة الجزء الثاني لـ «حرملك» على تلافي أخطاء الجزء الأول الذي حصد نقدا واسعا وقتها، ونجح الكاتب سليمان عبدالعزيز في ان يقدم لنا عملا هذا الموسم واضح المعالم، من خلال رسم الشخصيات بعناية وتقوية الحبكة الدرامية وزيادة ترابطها، خصوصا في علاقة الخان بالمجتمع المحيط حوله وبالحكمدارية.

من جهته، انتزع المخرج تامر اسحاق في الجزء الثاني قناع مسلسل «حريم السلطان» التركي الذي حاول ان يستنسخ منه عملا عربيا وحصد انتقادات واسعة وقتها، ليقدم لنا هذا الموسم رؤية احترافية جاذبة قوامها الإبهار في نقل أجواء دمشقية خالصة.

الأداء التمثيلي

معظم الشخصيات فاعلة في سير الأحداث وأجاد الممثلون في تقديمها بالشكل المطلوب، فأحمد الأحمد رسم شخصيته «رسلان» الرجل الذي يسعى الى ان يكون شهبندر التجار مستغلا كل الفرص المتاحة أمامه، ولا يوقفه أي شيء عن الوصول الى حلمه، بحرفية وبقوة أداء عالية المستوى. ويضاهيه قوة باسم ياخور في الأداء المتميز في دور «هاشم» الذي يعيش صراعا داخليا مع نفسه ومع معتقداته، وبين اخوته ونظرة المجتمع له، بعد زواجه من «حنة» وفشله في هدايتها ومن ثم طلاقه لها. ويكمل عقد الأداء القوي سامر المصري بدور «هلال» الذي لا يعرف الرحمة ومصلحته اولا، وقيس الشيخ نجيب بدور «عامر» الأخ الأصغر الذي يصل الى مكانة متميزة بين اخوته.

وتدخل في المنافسة معهم في الأداء المتميز درة بدور «حنة» والتي تقدم بذكاء شديد شخصية تمتاز بالدهاء، بجانب براعة سلافة معمار في نقل الحالة النفسية لـ «قمر» بعدما تعرضت للخيانة من «حنة» وأبعدت عن الخان، وأدائها لمشهد مقتلها على يد «هلال» بخبرة السنين في التمثيل.

ويتبارى باقي النجوم المشاركين في العمل على الأداء المتميز الذي انعكس إيجابيا على المشاهد الذي يستمتع بالمتابعة.

وربما أكثر ممثل ظلمت نجوميته في المسلسل هو جمال سليمان بدور «الكيخي جاد» الذي لا يتناسب مع إمكاناته التمثيلية، حيث يقدم أداء عاديا وحتى تأثيره في الأحداث غير مهم.

اقرا ايضا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى