أخبار عربية

هل تشبهنا “إستر” بطلة مسلسل Unorthodox؟

[ad_1]

بطلة مسلسل Unorthodox

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

بطلة مسلسل Unorthodox

قبل نحو أسبوعين انتبهت إلى أن عددا من الأشخاص الذين أتابعهم على تويتر وفيسبوك، وتحديدا شابات من جيلي أو الجيل السابق، أي اللاتي ولدن في السبعينيات أو الثمانينيات، يكتب بانبهار عن مسلسل (Unorthodox – غير تقليدية).

لم أكن قد سمعتُ عنه، لكني كنتُ قد اشتركتُ قبل أسابيع قليلة بخدمة نيتفلكس فاستطعتُ مشاهدة المسلسل كله دفعة واحدة – جلستُ 4 ساعات متواصلة أتابعُ قصة “إستر”.

كثيرات يتحدثن كم تشبه الظروف التي عاشتها “إستر” ظروف حياتهن عندما كن مراهقات مثلها؛ المفاجئ أنها عاشت حياة خانقة فرضت قيودا على ثيابها وعلى شعرها ودراستها وزواجها وأجبرتها على الإنجاب، رغم أنها تعيش في مدينة نيويورك الأمريكية.

وحتى من لم يشاهد المسلسل تحدث عنه؛ فكتبت صديقة صحفية في دمشق “أصدقائي في أنحاء العالم يشاهدون Unorthodox إلا أنا، لأن خدمة نيتفلكس غير متوفرة هنا”.

أسألُ عددا من النساء عن المشاهد التي شعرن فيها أنهن كن يشبهن “إستر”، الشابة التي تعيش ضمن مجتمع يهودي منغلق على نفسه (غيتو) في بروكلين بنيويورك، والتي تدارُ كل تفاصيل حياتها من قبل عمتها وأم زوجها والزعماء الدينيين المتشددين، حتى تقرر أن تترك كل ذلك وتهرب إلى مدينة برلين الألمانية.

امرأة سورية، رغم أنها حكت لي كيف تابعت الممثلة “لحظة بلحظة”، رفضت مشاركة تجربتها لأن الموضوع بالنسبة لها لا يزال معقدا جدا ويحتاج سردا طويلا مفصلا وتأملا عميقا في حياة قديمة عاشتها في ظروف عائلية صعبة في الثمانينيات وبداية التسعينيات لتجنب الافتراء أو التجني على أشخاص أو مجتمع كامل.

معها حق. فحتى “إستر” الحقيقية، أقصد الكاتبة الأمريكية ديبورا فيلدمان، ذات الـ 33 عاما احتاجت كتابا كاملا لشرح ما مرت به عندما كانت تعيش في ذلك الحي بنيويورك.

أخذ فريق عمل نيتفلكس هذا الكتاب واعتمدوا عليه لكتابة نص المسلسل الذي يركز على حياة عائلة واحدة.

بسبب “كورونا”، نتفليكس تخفض جودة البث في أوروبا

رسول اُف يبرئ الشيطان من شرور الاستبداد البشري

“فكرة الفتاة الجيدة.. فكرة غبية”

جواهر صالح، وهي سعودية في الأربعين من عمرها، تعيش حاليا في لندن وتحضر رسالة دكتوراه في المسرح، ترى أن تجرية “إستر” هي تجربة جيل كامل عاش في بيئة تسيطر عليها عقلية ذكورية، وليست تجربة امرأة واحدة فقط؛ فهي أيضا مرت بتجربة زواج عندما كانت في بداية العشرينات ثم “خلعت” رجلا اختارته لها أسرتها وهربت – كما هربت إستر – من زواج “كان أشبه بالسجن”.

تقول لي عبر واتساب، فأنا وهي عالقتان كل في منزلها في لندن: “كنت أتساءل وأنا أشاهد المسلسل كم كانت حياتي ستتغير لو كان عندي أنا أيضا خيار مغادرة تلك البيئة. ماذا لو كان لدي خيار الهروب الكامل مثل الذي نفذته كثير من الفتيات مؤخرا؟ ماذا لو اخترت حينها أن أقاتل من أجل أحلامي في جهة أخرى من العالم؟”

فـ “إستر” تقرر الهرب إلى برلين بعد أن أخبرها زوجها أن أمه بدأت تبحث له عن عروس جديدة لأنها لم تنجب بعد مرور أكثر من عام على زواجهما.

هل خدم هروب رهف حقوق المرأة في السعودية؟

تقول جواهر: “أعجني جدا ذاك المشهد؛ عندما كانت إستر فرحة وتتحضر لتخبر زوجها أنها حامل. كانت سعيدة لأنها ظنت أنها أخيرا أدت الأمر المطلوب منها لترضيه وترضي العائلة وهو الإنجاب. لكن في تلك اللحظة نفسها اتخذت قرار الرحيل لأنه لم يدعها تخبره، بل طلب الطلاق ليتزوج بأخرى تنجب له”.

تقرر عندها إستر تغيير حياتها جذريا، دفعة واحدة، بسرعة، فتتخذ قرار ترك المكان وكل من يعيش فيه.

ذكرتها إستر بنفسها عندنا كانت جواهر في العشرينيات وتحاول دائما أن تكون “فتاة جيدة” – الفكرة ذاتها التي انتقدتها المفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار في كتابها “مذكرات فتاة مطيعة” الصادر عام 1958، وهو سيرة ذاتية للمفكرة النسوية الشهيرة، كتبته عن طفولتها ومراهقتها وتمردها في تلك الفترة من حياتها.

تقول جواهر: “كنت أنا أيضا أعيش بطريقة أردت فيها إرضاء الجميع. لاحقا فقط أدركت أنها كانت فكرة غبية.. فكرة أن تبذلي جهدك لتكوني جيدة وفقا لما يراه المجتمع”.

الرجل “أيضا ضحية” القمع

تتعاطف جواهر مع زوج “إستر”، وترى أنه هو أيضا “ضحية القمع”.

تقول جواهر: “في المشهد الذي يسأل فيه ‘يانكي’ امرأة تعمل بالدعارة عن كيفية التعامل مع المرأة، نلاحظ كيف أن تجربة القمع تؤثر أيضا على الرجل الذي حرم من أن يعيش حياته. أمه قمعته والتركيبة المحيطة به كلها قمعته.. والتفكير الذكوري ليس فقط ما يصدر عن الرجل بل عن المرأة أيضا”.

تقريبا معظم النساء اللاتي ظهرن في محيط “إستر” كن ينقلن لها الأفكار والعادات التي فرضت عليهن وطبقنها؛ عمّتها تجهد لكي تعثر لها على عريس مناسب وهي في عمر 17؛ وهناك امرأة مختصة بالأمور الجنسية تلقنها تعليمات عن أهمية الإنجاب وآليته وتركز على أن هدف الزواج هو فقط الإنجاب لزيادة عدد أفراد المجموعة اليهودية؛ وأم زوجها تسأل ابنها عن تفاصيل علاقتهما الجنسية لأن صبرها قد نفذ وهي تنتظر حفيدها الأول.

وحتى يوم زفافها تفرض عليها طقوس معينة، ثم تقص لها امرأة شعرها بينما تقف فتيات صغيرات إلى جانبها ينظرن إلها وهي تبكي – فهكذا هي العادة المتبعة.

في منتصف الحكاية تقريبا، تصل إستر إلى برلين وتلتقي بمجموعة طلاب موسيقى وتذهب معهم إلى بحيرة.

هناك يضع الكل عليه ثياب السباحة ويقفز في الماء.

تتشجع إستر.

تخلع جواربها السميكة والجاكيت الخفيف الذي كانت ترتديه وحذاءها الأسود وتدخل الماء بتنورتها الطويلة وبلوزتها. ثم تخلع الشعر المستعار الذي يتوجب عليها وضعه كامرأة يهودية متزوجة، وترميه في البحيرة وتترك الماء يحمل جسدها وهي تنظر إلى السماء.

قالت كثيرات إنهن تأثرن بهذا المشهد – لكنه لم يعجب جواهر كثيرا.

“يبدو مشهد النزول في الماء مكررا فقد رأيته في أفلام أخرى، رحلة التغيير التي تبدأ بتغيير ملابسها وتنتهي بجسدها ملتصق بجسد رجل لا تعرفه”، تشرح جواهر.

“غالبا ما يعتمدون في الأفلام على التعبير ذاته.. الدخول في الماء المعمد للإشارة إلى البداية الجديدة والتغيير. هناك فيلم اسمه ‘بر بحر’ يحكي قصص نساء فلسطينيات، يظهر امرأة محجبة تنزل في البحر في مشهد مطابق لهذا المشهد”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى