أخبار عربية

فيروس كورونا: متى يصير سلوكنا الغذائي مقلقاً؟


امرأة تنظر داخل البراد

مصدر الصورة
Getty Images

“نأكل من الملل والتوتّر، لا شيء آخر لدينا نفعله”، تقول كلوي تايلور ويثام، 19عاماً، من مدينة شفيلد في بريطانيا.

بينما تمضي أسابيع العزل الصحّي ببطء، يغزو معظمنا الثلاجة بحثاً عن الطعام المريح.

وعوضاً عن شراء طعام طازج في طريقها إلى البيت، تحاول كلوي أن تعدّ الأطعمة التي تفتقدها، من خلال وصفات تجدها على تطبيق “تيك توك”.

من جهته، يلجأ آندي لويد، 43 عاماً، للطعام السهل، مثل الشوكولا والبسكويت، بالرغم من أنّه مصاب بالسكّري. يتناول أدوية لعلاج الوسواس القهري، وهي تسبّب زيادة في الوزن، لكنّ هذا ليس ما يشغل باله حالياً.

يقول: “هناك جزء منّي غير مهتمّ بما أبدو عليه حالياً، كلّ ما يهمّني هو تجاوز هذه المرحلة الصعبة. حين ينتهي كلّ هذا، يمكننا أن نعود لممارسة الرياضة”.

مصدر الصورة
Andy Lloyd

Image caption

يلتزم آندي لوير بالعزل الصحي لأنه يعاني من السكّري

حين أقفلت المدارس أبوابها، وجدت المدرِّسة ايمي هودغسون، 24 عاماً، من ليفربول، أن ليس لديها ما تفعله. “صرت أتجه كلّ الوقت إلى الثلاجة أو خزائن المطبخ، لأبحث عمّا يمكنني أكله، لأني كنت أشعر بالضجر. زاد وزني حوالي 2 كيلو في أسبوع واحد، فسألت نفسي، “كيف سمحت بذلك”؟

خسرت ايمي 33 كيلوغراماً من وزنها خلال العام الماضي، ولم تكن تريد أن تستعيده. لاحظت أنّها تتناول طعاماً جانبياً في منتصف فترة الصباح، لذلك بدأت تمارس التمارين الرياضية في ذلك الوقت.

بدأت تطهو الطعام للعائلة بأكملها. “الطهو للعائلة يعطيك أمراً تتطلّع إليه خلال اليوم. حين تصير الساعة الرابعة والنصف، أفكّر، حسناً، عليّ أن أعدّ الشاي لهم الآن”.

إذاً، هل بتنا نأكل أكثر في الحجر؟

هذا أحد الأسئلة التي يسعى الباحثون في “جامعة ايست أنغليا”، للإجابة عنها. وقد بدأوا بتعقّب سلوك الناس وأنماط حياتهم خلال الاقفال التام.

تقول البروفيسورة آن ماري مينيهان، من كلية الطبّ في نورتش، وهي المشرفة على التغذية وسلوكيات الطعام في الدراسة: “أفضل ما يمكنني تشبيه وضعنا الحالي به، هو ما يحدث لنا خلال الأعطال، حين نتوقّف عن الانتباه لما نأكله، ونعطي لأنفسنا الأعذار بما أنّه العيد”.

وتضيف: “نعطي لأنفسنا أعذاراً، نقول أنّ الكثير يحدث حولنا، وليس علينا أن نقلق حول سلوكنا. يستخدم الناس الكثير من الأعذار لتبرير سلوكهم غير الصحّي، وبالتأكيد كورونا عذرٌ ممتاز”.

من المبكر تحليل نتائج الدراسة، لكنّ البروفيسورة مينيهان تقول إنّ الناس بدأت تتناول الكثير من الأطعمة غير الصحيّة، وتشرب المزيد من الكحول.

وتضيف أنّ النقص في تناول الطعام، يوازي الإفراط في تناوله، خاصةً لدى كبار السنّ، حيث يكون سوء التغذية مشكلة ضخمة.

هناك أسباب فيزيولوجية لهذا السلوك، تقول الباحثة. حين يكون الجسم تحت الضغط، يفرز الكثير من هرمون الكورتيزول، ما يجعلنا نفرط في تناول الطعام الغني بالدهون والسكر.

حسناً، ماذا يمكننا أن نفعل إن كنا مهتمين بتحسين نمط أكلنا في العزل؟

الالتزام بروتين يومي، يتضمّن ثلاث وجبات، بحسب خبيرة التغذية والناطقة باسم جمعية خبراء التغذية البريطانيين، كلير ثورنتون وود.

من الجيد تناول وجبات خفيفة، ولكن ذلك يعني تقليل الكمية التي نتناولها في الوجبات الرئيسية.

إن كنت تخشى فقدان السيطرة على الوجبات الخفيفة، ضع كلّ ما تخطّط لتناوله خلال اليوم في علبة، وإن تناولت محتواها بأكمله قبل الغداء، لا مشكلة، ولكن ذلك يعني أنّه ليس عليك تناول المزيد لاحقاً.

وبحسب كلير ثورنتن وود، مهما كانت أنماط أكلنا الجديدة، يجب ألا نشعر بالسوء حيال أنفسنا.

تقول: “علينا تجنّب الأفكار السلبيّة، لأنّنا نمرّ بأوقات عصيبة، علينا أن نتقبّل أنّ أنماط طعامنا ستختلف، وعلينا ألا نشعر بالسوء حيال ذلك”.

نصائح لطعام صحّي خلال الاقفال العام

  • من المفيد شرب الماء، لأنّنا لا نميّز أحياناً بين الجوع والعطش.
  • الرياضة والتفاعل الاجتماعي يساعدان عن إبقاء منسوب الكورتيزول منخفضاً، تماماً كأي شيء يبقينا هادئين، مثل القراءة، والتأمل، والمشي.
  • الطعام الغني بالبروتين والألياف يعطينا شعوراً بالشبع لوقت أطول، مثل الفاصولياء، والبذور، والبيض، والمكسرات.
  • يمكننا تناول الطعام المجمد، لأنه بجودة الطعام الطازج، كذلك الخضار والفاكهة.

بالنسبة للبعض، تكون المشاكل المتعلقة بالطعام أثناء الإقفال التام أكثر تعقيداً.

تعاني كارا ليزيت من فقدان الشهيّة المرضي، وبالنسبة لها، تسبّب الإقفال بإغلاق مركز العلاج الذي كانت تزوره خلال النهار.

فقدان الدعم النفسي، إضافة إلى اندفاع الناس المبكر لشراء السلع المعلّبة من السوبرماركت، حرمها من بعض الأغذية التي تعتبرها آمنة، وأدّى إلى ظهور بعض أعراض مرضها مرّة أخرى.

تقول: “قلت لنفسي، حسناً، لا يمكنني التحكم بما يحدث في العالم الآن ولكن يمكنني التحكم بما آكله”. قرّرت كارا التحدّث إلى مجموعة اضطرابات الأكل التي تتواصل معها، وعادت الآن إلى المسار الصحيح خلال العزل المنزلي.

مصدر الصورة
Cara Lisette

Image caption

تنشر كارا ليزيت مدوّنة حول تعافيها من اضطراب غذائي

الشعور بفقدان السيطرة مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات غذائية، بحسب الطبيبة النفسية المختصة في هذا المجال، بيرني راي

تقول: “حين نكون خارج المنزل، نشعر أننا فقدنا السيطرة. لذلك، يحاول المصابون باضطرابات غذائية وضع الكثير من القيود على ما يأكلونه، ما يعطيهم وهم السيطرة”.

تقول رايت إنّ عدد الحالات التي أحيلت إليها زادت بعد الاقفال، والسبب يعود جزئياً إلى أنّه بات من الصعب على الناس إخفاء مشكلتهم عن أفراد عائلتهم. لم يعد الأطفال قادرين على ادعاء أنّهم أكلوا في المدرسة، وبدأ الناس يكتشفون فجأة أن شركاءهم يمارسون الرياضة بشكل مفرط.

تقول إن بعض مرضاها السابقين، يتحدثون عن عودة أعراضهم القديمة، تحت تأثير الضغط بسبب الجائحة.

تقول رايت أنّه من المفيد التذكير بضرورة التعاطف مع الذات. “كونوا لطفاء ومتعاطفين مع أنفسكم”.

هل الاقفال الصحّي سيء بالكامل؟

على الإطلاق، تقول كلير ثورنتون وود، فهي تشعر بأنّها تستمتع بالطعام برفقة أولادها الذين عادوا من الجامعة، ويساعدونها في المطبخ.

تقول: “من فوائد الإقفال أنّ العائلات تجلس مع بعضها البعض، وتتناول الوجبات معاً”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى