فيروس كورونا: جوائز نقدية من مشاهير وعلاجات بالأعشاب وقشور البرتقال

تقوم فرق بي بي سي المعنية بتدقيق الحقائق بفحص بعض من أكثر القصص المزيفة والمضللة شيوعا على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن فيروس كورونا.

وقد قام جاك غودمان وفلورا كارمايكل في هذا التقرير بجمع أبرز ما قامت فرق بي بي سي المختلفة (في أقسام الرصد الإعلامي وتريندينغ وتدقيق الحقائق)، بتمحيصه والتدقيق في مدى مصداقيته من أخبار وشائعات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع.

جوائز نقدية مزيفة برعاية مشاهير كالممثل “الصخرة”

انتشرت الآلاف المشاركات على فيسبوك تعرض جوائز نقدية ضخمة لـ “مساعدة” المتضررين ماليا من تفشي فيروس كورونا.

وعلى الرغم من أن المسابقة مزيفة بشكل واضح، إلا أنها انتشرت وتم تداولها على الموقع بعدة لغات.

وتستغل هذه المسابقة أسماء المشاهير ومن أبرز أمثلتها تلك التي تتضمن لقطات فيديو أو صورا للممثل دواين جونسون، الذي يلقب بالصخرة، وهي في الحقيقة مقاطع وصور ليست ذات صلة.

وتتم دعوة المشاركين لاختيار “جائزة” من قائمة تتوافق مع الحرف الأول من أسمائهم. وقد ترك بعض الناس تفاصيل حساباتهم المصرفية في التعليقات، وطلب البعض الآخر مساعدة مالية.

ومن بين الأمثلة التي رأيناها، كان الأكثر تداولا يتضمن رابطا يدعو الناس لـ “الحصول على جوائزهم”، ويبدو أنها عملية احتيال مماثلة لتلك العمليات التي ظهرت في وقت سابق من تفشي فيروس كورونا.

ويُظهر مقطع فيديو في أحد المنشورات شخصا يتعامل مع أكداس من المال، وقد حقق هذا المقطع أكثر من 4 ملايين مشاهدة.

ويقول وليام ميتشل، الذي صنع الفيديو الأصلي باستخدام مال مزيف لقناته على يوتيوب، لبي بي سي إن هذا المقطع استخدم من دون علمه.

وأضاف: “منذ أن بدأت في صنع مقاطع فيديو المال المزيف في 2018، دأب المحتالون على إعادة تحميل المحتوى الخاص بي من دون إذن مني”.

وكان الممثل جونسون في السابق موضوع عمليات احتيال مماثلة، وفي عام 2018 قال للمعجبين: “كن يقظا، وكن ذكيا، تشكك في الأمر، وأبلغ عنه، ولا تقع في فخ هذه الحسابات المزيفة على فيسبوك”.

الرئيس يوافق رسميا على علاج بالأعشاب

كانت منظمة الصحة العالمية واضحة في نصيحتها بأنه لا يوجد حاليا عقار متاح يمكن أن يقي من كوفيد 19 أو يشفي منه.

ومع ذلك، كشف رئيس مدغشقر، انديرى راجولينا، النقاب عما زعم أنه “علاج وقائي” هذا الأسبوع.

ويباع هذا المنشط العشبي باسم كوفيد العضوي Covid-Organics، وهو مشتق من الأرتيميسيا، وهو نبات يحتوي على مكون يستخدم، مع نباتات أخرى، في علاج الملاريا.

وقال راجولينا إن العقار خضع لاختبارات، وزعم أنه عالج شخصين فى مدغشقر، تلك الدولة الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الشرقى لأفريقيا.

ولم يكن هناك أي دليل على ذلك، ولم يصدر أي بحث علمي يتحدث عن اختبار فعاليته ضد كوفيد 19.

وقد أعلن الرئيس راجولينا عن رفع جزئي لإجراءات الإغلاق والعزل وتقييد الحركة في اليوم نفسه الذي أُطلق فيه هذا الشراب (العقار) المصنوع من الأعشاب.

وأفادت تقارير في الصحافة المحلية بأن أكثر من ألف جندي قد نشروا لتوزيع الشراب (الدواء) في العاصمة أنتاناناريفو.

وأظهرت مقاطع فيديو طوابير أناس تقف للحصول على الشراب الذي وزع مجانا لمعظم السكان المحليين الأكثر عرضة لخطر الأصابة، فضلا عن أنه يباع في المتاجر أيضا.

ويُجري معهد ماكس بلانك في ألمانيا تجارب لاختبار فعالية الأرتيميسيا ضد فيروس كوفيد-19، ولكن لم تنشر حتى الآن نتائج هذه التجارب.

وتقول جمهورية الكونغو الديمقراطية إنها شرعت في إجراء بحوث عن فعالية هذا النبات.

أسطورة قشور البرتقال

حصل مقطع فيديو يوصي المصابين بفيروس كورونا باستخدام الماء الساخن، وقشور البرتقال، ومرهم يطلق بخار المنثول (اشبه بالفكس) واستخدامه لقتل البكتيريا والتخلص من “جميع السموم”، على أكثر من 1.6 مليون مشاهدة على موقع مشاركة الفيديو “تيك توك” قبل أن يتم إخفاؤه.

وقد أعيد نشر المقطع بالفعل في حساب مشهور في انستغرام، حيث شاهده مليون شخص مرة أخرى قبل إزالته.

ولا يوجد دليل على أن الماء الساخن أو الفواكه الحمضية يمكن أن تقي من فيروس كورونا أو تعالجه، فاستنشاق البخار الساخن، كما هو موصى به في الفيديو، يمكن أن يكون خطيرا للغاية وليس هناك دليل على فعاليته.

وكانت هناك أمثلة أخرى على معلومات مضللة تم تداولها على “تيك توك”. وقد نُشر عدد من مقاطع الفيديو في الأسابيع الأخيرة التي تنشر نظريات المؤامرة وتربط كذبا بين الجيل الخامس في الانترنت 5G و تفشي فيروس كورونا.

وإلى جانب دعم نظرية المؤامرة عن الجيل الخامس، شجع بعض مقاطع الفيديو مع وسم 5Gtowerchallenge على مهاجمة أبراج الهواتف المحمولة، كما تعرض عمال شركات الاتصالات لمضايقات.

لقاح الإيدز بريء من كورونا

وانتشرت مقابلة مع عالم حائز على جائزة نوبل، يقترح فيها أن فيروس كورونا قد خُلّق في مختبر، على نطاق واسع في موقع فيسبوك

فقد زعم لوك مونتانييه، المكتشف المشارك لفيروس HIV المسبب لنقص المناعة البشرية (أو مرض الإيدز)، في مقابلة على شاشة التلفزيون الفرنسي الأسبوع الماضي أن الفيروس أطلق عن طريق الخطأ من مختبر في ووهان. وقال إن الفيروس هو نتيجة جانبية خلال بحث فى لقاح للايدز.

ومع ذلك، ورغم التكهنات المنتشرة على الانترنت، يقول بول رينكون محرر الشؤون العلمية في بي بي سي: “إنه لا يوجد دليل من أي نوع على أن فيروس سارس كوف 2 (الذي يسبب مرض كوفيد 19) خرج عن طريق الخطأ من مختبر”.

ويشير التحليل العلمي للأدلة إلى أن الفيروس جاء من الحيوانات.

وتمت مشاركة الفيديو 12 ألف مرة وسجل أكثر من 700 ألف مشاهدة بعد نشره على الصفحة الرسمية لحزب الرابطة الإيطالية على فيسبوك هذا الأسبوع.

مؤامرة للتحكم في عدد سكان العالم

يزعم فلاديمير كفاشكوف، ضابط الاستخبارات العسكرية الروسية السابق في مقابلة على يوتيوب: أن تفشي وباء فيروس كورونا عالميا هو صنيعة ما يسميها “قوى الظل العالمية”، في محاولة للحد من عدد سكان العالم.

ويقول كفاشكوف إن هناك دليلا علميا على أنه تم تخليق فيروس كورونا مختبريا، ولكن العلماء وعلى نطاق واسع يستبعدون ذلك ويقولون إن تسلسل الجينوم يظهر أنه جاء من الحيوانات.

وقد حققت هذه المقابلة التي بُثت الشهر الماضي ما يقرب من 9 ملايين مشاهدة، وتتواصل عملية مشاركتها وتداولها على فيسبوك بلغات مختلفة. وقد تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية هذا الأسبوع.

كما حقق ظهور كفاشكوف متحدثا عن الوباء في قنوات روسية أخرى على موقع يوتيوب مئات الآلاف من المشاهدات.